ام أحد ضباط ”إم أي 5”، وهو جهاز استخباراتي بريطاني لحماية الأمن القومي، يسمى مورتن ستورم، بالتنكر في هيئة أحد جهادي أوروبي ليستطيع الانضمام لواحدة من الجماعات “الجهادية” باليمن، وتصفية أنور العولقي، أحد أكبر قيادي القاعدة، حسبما نقلت صحيفة ”ديلي ميل” البريطانية.

عُرف القيادي أنور العولقي ”بالشيخ” وسط أتباعه، وهو مواطن أمريكي الجنسية من أصول عربية، هرب من أمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر خوفاً من ملاحقة البوليس الفيدرالي.

استقر العولقي باليمن، بأحد الأماكن التي تنشط فيها الجماعات “الجهادية” هناك، وتدرب على القتال، حتى أصبح قائد الجماعة التي انضم إليها، وأحد أكبر قادات القاعدة أيضاً.

قال ستورم إنه قضى عدة سنوات سالفاً بين المساجد والاجتماعات الجهادية المغلقة، وشارك الجهاديين في الكثير من الأنشطة، وتبنى نبرة حادة في حديثه عن الغرب، حتى نجح في نيل ثقة مجموعته، واثبات ولائه المزعوم لهم، حتى يتمكن من النيل من هدفه.

ومن خلال محادثاته مع العولقي، قال ستورم أنه حمل الكثير من العداء تجاه ”الغرب الكافر”، وكان يهدف ”لفرض الشريعة الإسلامية بحد السيف، ورغماً عن البلدان الآثمة”، وكثيراً ما تفاخر العولقي بقدرة أفراد مجموعته على النيل من قوات الأمن اليمنية وحكومتها في كثير من الهجمات، لمنعها لهم من السفر ”للجهاد في الصومال”، مستخدمين الأسلحة الثقيلة والصواريخ المضادة للدبابات، مما يوضح مدى قوة مجموعته، حسب تعليق الصحيفة.

وكان ستورم مكلف بمراقبة وتحديد أماكن أفراد جماعة العولقي الجهادية ونشاطاتهم، ووضع أجهزة التنصت التي قدمتها له أجهزة الاستخبارات الأمريكية ”بالسي أي إية” ببعض الأشياء التي كان يقوم بإرسالها له.

وفي 2009، قام نضال حسن، أحد الدكاترة النفسيين بالجيش الأمريكي، بقتل أكثر من 13 شخصاً بإحدى القواعد العسكرية، فاتحاً عليهم رصاص رشاشه، بأوامر من العولقي الذي أخبره أن خدمته كمسلم بالجيش الأمريكي تعد ”اثماً وجب عليه التوبة منه”، فقررت الاستخبارات الأمريكية بالاشتراك مع نظيرتها البريطانية تصفية العولقي، وبدأت مهمة ستورم، حسب توضيح الصحيفة.

وانتهزت الاستخبارات البريطانية فرصة اجتماع العولقي بأحد قادة القاعدة، معتمدة على معلومات حصل عليها ستورم، وقامت وسائل الاعلام بتناقل خبر مقتل العولقي، إلا أنه راسل ستورم بعدها ليؤكد نجاته من التفجير.

وفشلت الأجهزة الأمريكية والبريطانية في النيل من العولقي عدة مرات أخرى، لكن نجح ستورم في اخفاء هويته الحقيقية وظل يستمد معلوماته عن الجماعة من العولقي نفسه، بل وأصبح العولقي يعتبر ستورم ”أخاً له”.

وفي أوائل 2011، تم ارسال ستورم لليمن لمقابلة العولقي، وإيصال بضعة أشياء طلب العولقي من ستورم شرائها له، وحرصت الاستخبارات على تدججيها بأجهزة التنصت.

وهناك، كان من المقرر أن يقوم ستورم بتصفية العولقي بنفسه، وتلقى التدريبات اللازمة لذلك، إلا أنه نجح في ايصال ما طلبه منه العولقي لرجاله، ومن هنا استطاعت أجهزة الاستخبارات مراقبة جميع تحركاته بدقة أكبر.

وبعدها بشهور، تفاجأ ستورم بخبر مقتل العولقي على يد قوات أمريكية اتجهت من السعودية لصحراء اليمن في عدد من العربات المصفحة، وقامت بتصفية العولقي و6 أخرين من رجاله.

 

  • فريق ماسة
  • 2014-06-23
  • 13319
  • من الأرشيف

كيف تنكر ضابط بريطاني كجهادي ليصفي قيادي بارز بالقاعدة ؟

ام أحد ضباط ”إم أي 5”، وهو جهاز استخباراتي بريطاني لحماية الأمن القومي، يسمى مورتن ستورم، بالتنكر في هيئة أحد جهادي أوروبي ليستطيع الانضمام لواحدة من الجماعات “الجهادية” باليمن، وتصفية أنور العولقي، أحد أكبر قيادي القاعدة، حسبما نقلت صحيفة ”ديلي ميل” البريطانية. عُرف القيادي أنور العولقي ”بالشيخ” وسط أتباعه، وهو مواطن أمريكي الجنسية من أصول عربية، هرب من أمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر خوفاً من ملاحقة البوليس الفيدرالي. استقر العولقي باليمن، بأحد الأماكن التي تنشط فيها الجماعات “الجهادية” هناك، وتدرب على القتال، حتى أصبح قائد الجماعة التي انضم إليها، وأحد أكبر قادات القاعدة أيضاً. قال ستورم إنه قضى عدة سنوات سالفاً بين المساجد والاجتماعات الجهادية المغلقة، وشارك الجهاديين في الكثير من الأنشطة، وتبنى نبرة حادة في حديثه عن الغرب، حتى نجح في نيل ثقة مجموعته، واثبات ولائه المزعوم لهم، حتى يتمكن من النيل من هدفه. ومن خلال محادثاته مع العولقي، قال ستورم أنه حمل الكثير من العداء تجاه ”الغرب الكافر”، وكان يهدف ”لفرض الشريعة الإسلامية بحد السيف، ورغماً عن البلدان الآثمة”، وكثيراً ما تفاخر العولقي بقدرة أفراد مجموعته على النيل من قوات الأمن اليمنية وحكومتها في كثير من الهجمات، لمنعها لهم من السفر ”للجهاد في الصومال”، مستخدمين الأسلحة الثقيلة والصواريخ المضادة للدبابات، مما يوضح مدى قوة مجموعته، حسب تعليق الصحيفة. وكان ستورم مكلف بمراقبة وتحديد أماكن أفراد جماعة العولقي الجهادية ونشاطاتهم، ووضع أجهزة التنصت التي قدمتها له أجهزة الاستخبارات الأمريكية ”بالسي أي إية” ببعض الأشياء التي كان يقوم بإرسالها له. وفي 2009، قام نضال حسن، أحد الدكاترة النفسيين بالجيش الأمريكي، بقتل أكثر من 13 شخصاً بإحدى القواعد العسكرية، فاتحاً عليهم رصاص رشاشه، بأوامر من العولقي الذي أخبره أن خدمته كمسلم بالجيش الأمريكي تعد ”اثماً وجب عليه التوبة منه”، فقررت الاستخبارات الأمريكية بالاشتراك مع نظيرتها البريطانية تصفية العولقي، وبدأت مهمة ستورم، حسب توضيح الصحيفة. وانتهزت الاستخبارات البريطانية فرصة اجتماع العولقي بأحد قادة القاعدة، معتمدة على معلومات حصل عليها ستورم، وقامت وسائل الاعلام بتناقل خبر مقتل العولقي، إلا أنه راسل ستورم بعدها ليؤكد نجاته من التفجير. وفشلت الأجهزة الأمريكية والبريطانية في النيل من العولقي عدة مرات أخرى، لكن نجح ستورم في اخفاء هويته الحقيقية وظل يستمد معلوماته عن الجماعة من العولقي نفسه، بل وأصبح العولقي يعتبر ستورم ”أخاً له”. وفي أوائل 2011، تم ارسال ستورم لليمن لمقابلة العولقي، وإيصال بضعة أشياء طلب العولقي من ستورم شرائها له، وحرصت الاستخبارات على تدججيها بأجهزة التنصت. وهناك، كان من المقرر أن يقوم ستورم بتصفية العولقي بنفسه، وتلقى التدريبات اللازمة لذلك، إلا أنه نجح في ايصال ما طلبه منه العولقي لرجاله، ومن هنا استطاعت أجهزة الاستخبارات مراقبة جميع تحركاته بدقة أكبر. وبعدها بشهور، تفاجأ ستورم بخبر مقتل العولقي على يد قوات أمريكية اتجهت من السعودية لصحراء اليمن في عدد من العربات المصفحة، وقامت بتصفية العولقي و6 أخرين من رجاله.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة