دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
نقل مصدر مطلع عن دبلوماسي أردني في دولة أوروبية، قوله إنّ أمير «داعش» أبو بكر البغدادي بعث إلى العاهل الأردني عبد الله بن الحسين بعد أيام قليلة من سيطرة الأول على الموصل ومحافظات عراقية أخرى ومساحات من الحدود العراقية – الأردنية، برسالة يهدّده فيها بأنّ «دولة الإسلام في العراق والشام»، ستعمد إلى إسقاطه في حال لم يقم النظام الأردني بسنّ قوانين وإجراءات تناسب حكم الشريعة الإسلامية، وأيضاً في حال مارس الأردن أيّ قمع للمجاهدين العابرين من الأردن إلى كلّ من العراق وسورية أو بالعكس.
وقال الدبلوماسي الأردني إنّ عمان تكتّمت على هذه الرسالة وفضّلت التعامل معها بأسلوب تجاهلها، علماً أنها تأخذ مضمونها على محمل الجد، ولذلك فإنّ العاهل الأردني تقصّد الردّ عليها بشكل غير مباشر حيث عقد قبل أيام اجتماعاً مفتوحاً حضره مسؤولون سياسيون وأمنيون كبار، وعرض أمامهم التطورات الخطيرة السائدة في المنطقة على خلفية ما يحدث في العراق، وهدّد بأن الأردن سيواجه بقوة أية محاولات للمسّ بالأمن والاستقرار فيه. وتمّ تسريب هذا الجزء الأخير من كلامه صوتاً وصورة إلى الإعلام، ما يضمر رداً غير مباشر من الملك على رسالة البغدادي إليه.
تظاهرات معان
ويلفت الدبلوماسي عينه إلى أنه اثر نشر الكلام الصادر عن الملك عبد الله الثاني في الاجتماع المفتوح، خرجت بعد يومين تقريباً تظاهرات كبيرة في مدينة معان الأردنية، وهي ترفع أعلام «الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام» داعش ، وتهتف بشعارات مؤيدة لحرب داعش في بلاد الرافدين وسورية، وتدعو إلى نصرة مجاهديها.
وينقل المصدر عينه عن الدبلوماسي الأردني قوله إنّ أحداث العراق تهدّد أمن الأردن على المدى القصير والمنظور، وأيضاً تهدّد أمن كلّ من الكويت والسعودية في المدى المتوسط.
وأضاف إنّ مشكلة هذه الدول مع «داعش» أنها باتت تملك حدوداً مشتركة معها، وذلك في وقت ما عاد مشغّلوها في الخليج يملكون التأثير السابق نفسه عليها، إذ إنّ داعش بات يملك تمويلاً ذاتياً بنسبة عالية، كما باتت لديه أوراق ابتزاز حدودية مع الدول الإقليمية المجاورة للعراق نظراً إلى تواجده على أرضها. فمثلاً بات «داعش» يستطيع تهديد أي دولة جوار للعراق بهزّ استقرارها إذا لم تساير أجندتها العراقية أو السورية، أو حتى وجهات نظرها بخصوص شكل الحكم كما جاء في مطالب البغدادي للملك عبد الله.
180 مموّلاً لـ«داعش»
ويكشف الدبلوماسي عينه أن نحو 180 شخصية من كلّ أنحاء العالم مدرجة على لائحة مموّلي هذا التنظيم، ولكن حتى لو تمّت الآن ملاحقة هذه الشخصيات المتموّلة، فإنه يصعب توقع أن يكون لذلك الآن نفس التأثير على «داعش» الذي بات يملك احتياطياً من المال والسلاح يمكنه من الاكتفاء الذاتي لعامين أو ثلاثة، وبات أيضاً يملك تحكماً مباشراً على خط حدودي عراقي مع كلّ دول جواره.
السؤال الذي يطرح نفسه على خلفية رسالة البغدادي إلى العاهل الأردني، هو هل يكون لها استتباعات مع ملوك وأمراء آخرين؟ بل هل فعلاً انقلب السحر على الساحر، بحيث أزف موعد هذا اليوم الذي سيعرض فيه البغدادي عليهم «حق» السمع والطاعة له، مقابل كف خرابه عنهم؟
المصدر :
البناء
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة