ظهر ثلاثة مواطنين بريطانيين في شريط لـ«داعش» يدعون «إخوانهم الذين يعيشون في الغرب» الى الجهاد في سوريا والعراق كما يفعلون هم. البريطانيون الثلاثة، «أبو مثنى اليمني» و«أبو براء الهندي» و«أبو دجانة الهندي»، جلسوا مع بنادقهم الحربية تحت راية «القاعدة» والى جانبهم «أبو يحيى الشامي» و«أبو نور العراقي» من أستراليا. بلكنة إنكليزية دعا البريطانيون الثلاثة الذين يقاتلون مع «داعش» «إخوانهم الذين يشعرون بالإحباط وهم يعيشون في الغرب الى معالجة ذلك بالجهاد، إذ هو مصدر السعادة والكرامة». وقال اليمني «لقد شاركنا في معارك في الشام وسنذهب إلى العراق في غضون أيام قليلة، وسنقاتل هناك بإذن الله ونعود. حتى إننا سنتوجه إلى الأردن ولبنان من دون مشاكل».

هزّ الشريط إعلام المملكة المتحدة، وخرج بعض المسؤولين الاستخباريين للحديث عن مدى خطورة الأمر على بريطانيا. رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، بيتر فاهي، قال إن «بعض التقديرات تفوق الارقام المطروحة. يجب أن نكون صادقين، فنحن لا نعرف العدد الدقيق. هذه المسألة على رأس أولويات أجهزة الأمن ووحدات مكافحة الإرهاب والشرطة عموماً». وأضاف إن «كميات كبيرة من الدعاية الجهادية تزال أسبوعياً عن الإنترنت».

وكانت مصادر رسمية بريطانية قدرت سابقاً عدد الجهاديين البريطانيين الذين ذهبوا الى سوريا والعراق بين٤٠٠ و٥٠٠ شخص.

هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» قابلت والد «أبو مثنى اليمني» (اسمه الحقيقي ناصر مثنى) الذي «تخوّف من أن يعود ابنه في نعش». وقال إن ناصر «الهادئ والذكي والمتعلم» اختفى في تشرين الثاني حين كان على وشك أن يبدأ دراسة الطب. كذلك اختفى شقيقه الأصغر أصيل الذي يبلغ السابعة عشرة من عمره في شباط الماضي، وتعتقد عائلة مثنى أنه ذهب الى سوريا أيضاً.

وفي مقابلة أخرى مع شبكة «اي. تي في. نيوز»، وصف الوالد ابنيه بأنهما «مسلمان محافظان لا يتحدثان مع البنات». وأضاف أنهما «كانا يمضيان وقتاً طويلاً أمام الكومبيوتر»، مردداً أن «المتطرفين هم من دفعوا ابنه الى ذلك وليس المجتمع اليمني المسلم في كارديف».

 

وفيما لوّحت معظم الصحف بخطر أن يحتضن المجتمع البريطاني نماذج مثل الأخوين مثنى، دعا عدد كبير من الصحافيين القوى الأمنية والاستخبارية الى مضاعفة جهودها بغية الكشف عن الشبكات «الإرهابية» في بريطانيا. صحيفة «ذي إندبندنت» نقلت عن المسؤول السابق لوحدة مكافحة الإرهاب في جهاز الاستخبارات «إم آي ٦» أن «حوالى ٣٠٠ مقاتل ممن كانوا في سوريا والعراق، ومن بينهم جهاديون متطرفون، عادوا الى بريطانيا وفي نيّتهم تنفيذ عمليات إرهابية على أراضيها». وأضاف أن الأجهزة البريطانية عاجزة عن إحكام السيطرة على ذلك، «فهل تتخيّلون كم ستكلّف عمليات رصد هؤلاء بدقة؟ من الواضح أن ذلك أمر مستحيل حتى لثلث العدد الموجود».

كذلك نبّهت المتخصصة في الشؤون الإرهابية والمسؤولة الحالية عن العمليات الخاصة في الشرطة البريطانية كريسيدا ديك من أن «بريطانيا ستعيش تداعيات الحرب السورية، من ناحية الإرهاب، على مدى سنوات عديدة مقبلة». وفي أوائل الشهر الجاري اتفقت تسع دول أوروبية على تبادل المعلومات الاستخبارية وإغلاق المواقع المتطرفة على الإنترنت في محاولة لوقف تدفق المقاتلين الأوروبيين إلى سوريا ومنعهم من القيام بأعمال عنف في بلدانهم لدى عودتهم.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الاسبوع الماضي، إن المتشددين الذين يقاتلون في العراق يخططون لمهاجمة بريطانيا.

 

 

  • فريق ماسة
  • 2014-06-22
  • 14935
  • من الأرشيف

بريطانيّون لإخوانهم الغربيين: حيَّ على الجهاد

ظهر ثلاثة مواطنين بريطانيين في شريط لـ«داعش» يدعون «إخوانهم الذين يعيشون في الغرب» الى الجهاد في سوريا والعراق كما يفعلون هم. البريطانيون الثلاثة، «أبو مثنى اليمني» و«أبو براء الهندي» و«أبو دجانة الهندي»، جلسوا مع بنادقهم الحربية تحت راية «القاعدة» والى جانبهم «أبو يحيى الشامي» و«أبو نور العراقي» من أستراليا. بلكنة إنكليزية دعا البريطانيون الثلاثة الذين يقاتلون مع «داعش» «إخوانهم الذين يشعرون بالإحباط وهم يعيشون في الغرب الى معالجة ذلك بالجهاد، إذ هو مصدر السعادة والكرامة». وقال اليمني «لقد شاركنا في معارك في الشام وسنذهب إلى العراق في غضون أيام قليلة، وسنقاتل هناك بإذن الله ونعود. حتى إننا سنتوجه إلى الأردن ولبنان من دون مشاكل». هزّ الشريط إعلام المملكة المتحدة، وخرج بعض المسؤولين الاستخباريين للحديث عن مدى خطورة الأمر على بريطانيا. رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، بيتر فاهي، قال إن «بعض التقديرات تفوق الارقام المطروحة. يجب أن نكون صادقين، فنحن لا نعرف العدد الدقيق. هذه المسألة على رأس أولويات أجهزة الأمن ووحدات مكافحة الإرهاب والشرطة عموماً». وأضاف إن «كميات كبيرة من الدعاية الجهادية تزال أسبوعياً عن الإنترنت». وكانت مصادر رسمية بريطانية قدرت سابقاً عدد الجهاديين البريطانيين الذين ذهبوا الى سوريا والعراق بين٤٠٠ و٥٠٠ شخص. هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» قابلت والد «أبو مثنى اليمني» (اسمه الحقيقي ناصر مثنى) الذي «تخوّف من أن يعود ابنه في نعش». وقال إن ناصر «الهادئ والذكي والمتعلم» اختفى في تشرين الثاني حين كان على وشك أن يبدأ دراسة الطب. كذلك اختفى شقيقه الأصغر أصيل الذي يبلغ السابعة عشرة من عمره في شباط الماضي، وتعتقد عائلة مثنى أنه ذهب الى سوريا أيضاً. وفي مقابلة أخرى مع شبكة «اي. تي في. نيوز»، وصف الوالد ابنيه بأنهما «مسلمان محافظان لا يتحدثان مع البنات». وأضاف أنهما «كانا يمضيان وقتاً طويلاً أمام الكومبيوتر»، مردداً أن «المتطرفين هم من دفعوا ابنه الى ذلك وليس المجتمع اليمني المسلم في كارديف».   وفيما لوّحت معظم الصحف بخطر أن يحتضن المجتمع البريطاني نماذج مثل الأخوين مثنى، دعا عدد كبير من الصحافيين القوى الأمنية والاستخبارية الى مضاعفة جهودها بغية الكشف عن الشبكات «الإرهابية» في بريطانيا. صحيفة «ذي إندبندنت» نقلت عن المسؤول السابق لوحدة مكافحة الإرهاب في جهاز الاستخبارات «إم آي ٦» أن «حوالى ٣٠٠ مقاتل ممن كانوا في سوريا والعراق، ومن بينهم جهاديون متطرفون، عادوا الى بريطانيا وفي نيّتهم تنفيذ عمليات إرهابية على أراضيها». وأضاف أن الأجهزة البريطانية عاجزة عن إحكام السيطرة على ذلك، «فهل تتخيّلون كم ستكلّف عمليات رصد هؤلاء بدقة؟ من الواضح أن ذلك أمر مستحيل حتى لثلث العدد الموجود». كذلك نبّهت المتخصصة في الشؤون الإرهابية والمسؤولة الحالية عن العمليات الخاصة في الشرطة البريطانية كريسيدا ديك من أن «بريطانيا ستعيش تداعيات الحرب السورية، من ناحية الإرهاب، على مدى سنوات عديدة مقبلة». وفي أوائل الشهر الجاري اتفقت تسع دول أوروبية على تبادل المعلومات الاستخبارية وإغلاق المواقع المتطرفة على الإنترنت في محاولة لوقف تدفق المقاتلين الأوروبيين إلى سوريا ومنعهم من القيام بأعمال عنف في بلدانهم لدى عودتهم. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الاسبوع الماضي، إن المتشددين الذين يقاتلون في العراق يخططون لمهاجمة بريطانيا.    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة