من الواضح أن الزيارة التي قام بها أمير الكويت صباح الأحمد الصباح إلى طهران لم تكن لتتم لولا الرضى السعودي عنها على أقل تقدير، فالكويت لا تملك ترف السياسة العمانية أو القطرية البعيدتين كل البعد عن التأثير السعودي المباشر على جزء من التركيبة السكانية الوازنة كما هو الحال في الكويت حيث يمكن لحكام الشقيقة الخليجية الكبرى أن يهزوا استقرار الكويت إن ابتعدت حكومتها عن مدار المصالح السعودية خصوصا حين يتعلق الأمر بطهران.

مصادر نيابية كويتية نقلت إلى كاتب المقال بعض الخفايا التي رسمت مسار العلاقة الإيرانية الجيدة والتي أوصلت إلى نقطة تقاطع كويتية سعودية تحتم فتح اتصال مباشر مع الإيرانيين.

إيران تقفل باب الوساطة

في المحادثات التي أجراها الأمير الكويتي بدأ الرجل كلامه مع الرئيس الإيراني بمفاتحته بموضوع العلاقة الإيرانية السعودية وبضرورة تحسينها ثم كشف انه يحمل رسالة ود سعودية إلى المرشد الأعلى للجمهورية وإلى الرئيس أيضا وفيها " أن السعوديين يرحبون بالتفاهم مع إيران على مواضيع خلافية تسببت بالضرر على الطرفين وعلى شعوب إسلامية في المنطقة وأهمها سورية واليمن ، وأن السعوديين يرون أن الحل في سورية يبدأ بأن يتنازل الرئيس السوري بشار الأسد عن المنصب وأن تجري انتخابات يجري التوافق على شخصية الفائز فيها ممن يختارهم الجانبين الإيراني والسعودي على أن يقترح الأسد عددا من الأسماء ليجري الاختيار من بينها ولا يمانع السعوديين أن تكون تلك الأسماء ممن يوالون الأسد شرط أن لا يكونوا من عائلته أو من أقربائه.

في الجلسة مع المرشد كان الدسم السياسي وفي الجلسة مع الرئيس كان الدسم الاقتصادي والاتفاقات المتعددة ، وحين مدح الأمير الكويتي مرشد الجمهورية فلم تكن القصة قضية إعجاب من طرف واحد بل من بدأ بالتبجيل والتقييم الإيجابي هو المرشد آية الله علي الخامنئي الذي قال عن أمير الكويت" أنت ضمانة للكويتيين جميعا وأنت ضمانة لحرية المسلمين الكويتيين جميعا ونحن نعتبر حكمكم وتعاملكم مع مواطنيكم شأنا داخليا لكن علينا تقديم التبريك لكن بحسن إدارتكم للمشاكل التي يحاول التكفيريين افتعالها لتخريب الكويت ولإيقاع فتنة بين السنة والشيعة نرى أنها لن ولم تحصل بفضل سياستكم الحكيم.

ردا على ذلك قال الأمير الكويتي " إنكم مرشد المنطقة ولستم مرشد إيران فقط" فقد اعتبر الأمير صباح الأحمد السالم الصباح أن كلام المرشد إشارة إلى شيعة الكويت إلى حتمية ووجوب دفاعهم عن الحكم الصباحي في الإمارة التي تواجه أخطر التحديات القادمة من قبل التكفيريين المحليين والمدعومين من التكفيريين ومن جهات رسمية سعودية لا تنظر بعين الرضى إلى الحرية التي يتمتع بها شيعة الكويت في إقامة شعائرهم وفي العيش بكرامة دون تفرقة بينهم وبين الأطياف الأخرى من المجتمع الكويتي.

بعد ذلك عرض الأمير الكويتي ما حمله من رغبة سعودية في التوافق فكان جواب المرشد والمسؤولين الإيرانيين جميعا مفاده:

1- إيران لا ترى حلا في سورية إلا بالتوافق السياسي بين الأطراف الرافضة للإرهاب بدعم دول المنطقة وخاصة السعودي التي يمكنها التأثير على مجرى الأحداث بالضغط على المسلحين لوقف إرهابهم وللقبول بوقف القتال ونزع السلاح والدخول في مصالحات أثبتت نجاعتها في حماية المدنيين وهو هدف يعلو على أي هدف آخر بالنسبة لإيران.

2- لا ترغب إيران في التدخل بالانتخابات السورية وأي طرح سياسي يتعلق بسورية ترحب إيران بمناقشته لمساعدة الشعب السوري على حل مشاكله سياسيا ولكن على السعودية أن تفاتح الرئيس الأسد ما تطرحه عن تنازله مقابل دفع المسلحين للدخول بحل سياسي فهذا الأمر يتعلق برغبة الرئيس ورؤيته وبتكليف الشعب السوري له (حصلت الزيارة قبل الانتخابات) للحفاظ على مصالحه وعلى الدستور الذي يرعى الانتخابات المقبلة.

3- لا تمانع إيران في إرسال وزير خارجيتها إلى الرياض لمناقشة الأمور الخلافية بين الطرفين لكن الأمر يحتاج لمواقف سعودية تبرز النيات الحسنة وتوقف التحريض الطائفي في المنطقة بين الشيعة والسنة وتمنع إرسال الإرهابيين إلى سورية وتوقف تمويل المقاتلين الأجانب على الأقل الآتين إلى سورية لقتل شعبها.

4- لا تحتاج إيران والسعودية لوسطاء للحديث مع بعضهما البعض ويمكن لوزيري الخارجية ولديبلوماسيين من الطرفين المتابعة والاتفاق على برامج اللقاءات وعلى مضمون الخلافات لحلها بالنقاش والحوار وطهران متفتحة على هذا الأمر وتراه إيجابيا.

الأمير الكويتي الذي فهم من الكلام الإيراني رفضا للوساطات وانفتاحا على حوار جدي مع السعودية نقل وجهة النظر الإيرانية إلى السعوديين وأبلغهم أن الباب مفتوح للقاء مع المسؤولين الإيرانيين.

من ناحيته أكد مصدر إيراني شارك في متابعة المحادثات وجود رسالة سعودية في زيارة الأمير الكويتي إلى طهران لكنه نفى علمه بمضمونها معتبرا أن حصول الزيارة رسالة سعودية بحد ذاتها عازيا الاحتفاء بالأمير لدوره في منع الفتنة المذهبية في بلاده ولتعاطيه مع حرية التعبير الديني في بلاده بإيجابية منعت الفتن والقلاقل من الانتقال إلى داخل الكويت. وقال: قارنوا بين حال الكويتيين والبحارنة ستعرفون أن إيران تقدر كل حاكم لا يطلق النار على شعبه ولا يضطهد هم ولا يساعد التكفيريين في عدوانهم

وحول ما حصل في المطار حيث بدا تصرف أمير الكويت غير طبيعي قال المصدر الإيراني:

قد بدا واضحا انه مرهق مما حصل معه في المطار، والواقع هو أن الأمير شعر بدوخة قوية إثر نزوله من رحلة مهما كانت قصيرة إلا أنها لا بد تؤثر عليه في سنه الكبيرة تلك فهو تجاوز الثمانين ولم يحتمل تبدل الضغط الجوي والطقس الحار في طهران بعد نزوله من الطائرة وكل ما قيل خلاف ذلك إشاعات غير صحيحة.

  • فريق ماسة
  • 2014-06-07
  • 4925
  • من الأرشيف

الأمير لم يكن مخموراً..وطرح على الإيرانيين أن يقترح الرئيس الأسد أسماء يجري اختيار واحد منها رئيساً على أن لا يكون من أقاربه

من الواضح أن الزيارة التي قام بها أمير الكويت صباح الأحمد الصباح إلى طهران لم تكن لتتم لولا الرضى السعودي عنها على أقل تقدير، فالكويت لا تملك ترف السياسة العمانية أو القطرية البعيدتين كل البعد عن التأثير السعودي المباشر على جزء من التركيبة السكانية الوازنة كما هو الحال في الكويت حيث يمكن لحكام الشقيقة الخليجية الكبرى أن يهزوا استقرار الكويت إن ابتعدت حكومتها عن مدار المصالح السعودية خصوصا حين يتعلق الأمر بطهران. مصادر نيابية كويتية نقلت إلى كاتب المقال بعض الخفايا التي رسمت مسار العلاقة الإيرانية الجيدة والتي أوصلت إلى نقطة تقاطع كويتية سعودية تحتم فتح اتصال مباشر مع الإيرانيين. إيران تقفل باب الوساطة في المحادثات التي أجراها الأمير الكويتي بدأ الرجل كلامه مع الرئيس الإيراني بمفاتحته بموضوع العلاقة الإيرانية السعودية وبضرورة تحسينها ثم كشف انه يحمل رسالة ود سعودية إلى المرشد الأعلى للجمهورية وإلى الرئيس أيضا وفيها " أن السعوديين يرحبون بالتفاهم مع إيران على مواضيع خلافية تسببت بالضرر على الطرفين وعلى شعوب إسلامية في المنطقة وأهمها سورية واليمن ، وأن السعوديين يرون أن الحل في سورية يبدأ بأن يتنازل الرئيس السوري بشار الأسد عن المنصب وأن تجري انتخابات يجري التوافق على شخصية الفائز فيها ممن يختارهم الجانبين الإيراني والسعودي على أن يقترح الأسد عددا من الأسماء ليجري الاختيار من بينها ولا يمانع السعوديين أن تكون تلك الأسماء ممن يوالون الأسد شرط أن لا يكونوا من عائلته أو من أقربائه. في الجلسة مع المرشد كان الدسم السياسي وفي الجلسة مع الرئيس كان الدسم الاقتصادي والاتفاقات المتعددة ، وحين مدح الأمير الكويتي مرشد الجمهورية فلم تكن القصة قضية إعجاب من طرف واحد بل من بدأ بالتبجيل والتقييم الإيجابي هو المرشد آية الله علي الخامنئي الذي قال عن أمير الكويت" أنت ضمانة للكويتيين جميعا وأنت ضمانة لحرية المسلمين الكويتيين جميعا ونحن نعتبر حكمكم وتعاملكم مع مواطنيكم شأنا داخليا لكن علينا تقديم التبريك لكن بحسن إدارتكم للمشاكل التي يحاول التكفيريين افتعالها لتخريب الكويت ولإيقاع فتنة بين السنة والشيعة نرى أنها لن ولم تحصل بفضل سياستكم الحكيم. ردا على ذلك قال الأمير الكويتي " إنكم مرشد المنطقة ولستم مرشد إيران فقط" فقد اعتبر الأمير صباح الأحمد السالم الصباح أن كلام المرشد إشارة إلى شيعة الكويت إلى حتمية ووجوب دفاعهم عن الحكم الصباحي في الإمارة التي تواجه أخطر التحديات القادمة من قبل التكفيريين المحليين والمدعومين من التكفيريين ومن جهات رسمية سعودية لا تنظر بعين الرضى إلى الحرية التي يتمتع بها شيعة الكويت في إقامة شعائرهم وفي العيش بكرامة دون تفرقة بينهم وبين الأطياف الأخرى من المجتمع الكويتي. بعد ذلك عرض الأمير الكويتي ما حمله من رغبة سعودية في التوافق فكان جواب المرشد والمسؤولين الإيرانيين جميعا مفاده: 1- إيران لا ترى حلا في سورية إلا بالتوافق السياسي بين الأطراف الرافضة للإرهاب بدعم دول المنطقة وخاصة السعودي التي يمكنها التأثير على مجرى الأحداث بالضغط على المسلحين لوقف إرهابهم وللقبول بوقف القتال ونزع السلاح والدخول في مصالحات أثبتت نجاعتها في حماية المدنيين وهو هدف يعلو على أي هدف آخر بالنسبة لإيران. 2- لا ترغب إيران في التدخل بالانتخابات السورية وأي طرح سياسي يتعلق بسورية ترحب إيران بمناقشته لمساعدة الشعب السوري على حل مشاكله سياسيا ولكن على السعودية أن تفاتح الرئيس الأسد ما تطرحه عن تنازله مقابل دفع المسلحين للدخول بحل سياسي فهذا الأمر يتعلق برغبة الرئيس ورؤيته وبتكليف الشعب السوري له (حصلت الزيارة قبل الانتخابات) للحفاظ على مصالحه وعلى الدستور الذي يرعى الانتخابات المقبلة. 3- لا تمانع إيران في إرسال وزير خارجيتها إلى الرياض لمناقشة الأمور الخلافية بين الطرفين لكن الأمر يحتاج لمواقف سعودية تبرز النيات الحسنة وتوقف التحريض الطائفي في المنطقة بين الشيعة والسنة وتمنع إرسال الإرهابيين إلى سورية وتوقف تمويل المقاتلين الأجانب على الأقل الآتين إلى سورية لقتل شعبها. 4- لا تحتاج إيران والسعودية لوسطاء للحديث مع بعضهما البعض ويمكن لوزيري الخارجية ولديبلوماسيين من الطرفين المتابعة والاتفاق على برامج اللقاءات وعلى مضمون الخلافات لحلها بالنقاش والحوار وطهران متفتحة على هذا الأمر وتراه إيجابيا. الأمير الكويتي الذي فهم من الكلام الإيراني رفضا للوساطات وانفتاحا على حوار جدي مع السعودية نقل وجهة النظر الإيرانية إلى السعوديين وأبلغهم أن الباب مفتوح للقاء مع المسؤولين الإيرانيين. من ناحيته أكد مصدر إيراني شارك في متابعة المحادثات وجود رسالة سعودية في زيارة الأمير الكويتي إلى طهران لكنه نفى علمه بمضمونها معتبرا أن حصول الزيارة رسالة سعودية بحد ذاتها عازيا الاحتفاء بالأمير لدوره في منع الفتنة المذهبية في بلاده ولتعاطيه مع حرية التعبير الديني في بلاده بإيجابية منعت الفتن والقلاقل من الانتقال إلى داخل الكويت. وقال: قارنوا بين حال الكويتيين والبحارنة ستعرفون أن إيران تقدر كل حاكم لا يطلق النار على شعبه ولا يضطهد هم ولا يساعد التكفيريين في عدوانهم وحول ما حصل في المطار حيث بدا تصرف أمير الكويت غير طبيعي قال المصدر الإيراني: قد بدا واضحا انه مرهق مما حصل معه في المطار، والواقع هو أن الأمير شعر بدوخة قوية إثر نزوله من رحلة مهما كانت قصيرة إلا أنها لا بد تؤثر عليه في سنه الكبيرة تلك فهو تجاوز الثمانين ولم يحتمل تبدل الضغط الجوي والطقس الحار في طهران بعد نزوله من الطائرة وكل ما قيل خلاف ذلك إشاعات غير صحيحة.

المصدر : الماسة السورية/ خضر عواركة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة