رسم قرار السلطات الأردنية “المفاجئ” بطرد السفير السوري في عمّان بهجت سليمان في هذا التوقيت بالذات، أكثر من علامة استفهام، خصوصاً أنه يتزامن مع تسخين جبهة درعا الجنوبية وريفها، ومناورات “الأسد المتأهِّب” التي تقودها واشنطن على الأراضي الأردنية، وبعد أيام من تصريح لافت لرئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة الروسية، كشف فيه عن مخطط تحضر له “دول إقليمية” للقيام بعملية عسكرية ضد “نظام” الرئيس بشار الأسد، وسط معلومات صدرت عن محللين عسكريين غربيين أشاروا فيها إلى أن الجبهة الجنوبية في سورية على موعد مع مواجهات عسكرية كبرى، بعد أن دخلت “إسرائيل” فعلياً وبثقلها الاستخباري واللوجستي على خط المعارك، مترافقة مع إشارة مصادر أمنية متابعة إلى الهجوم الناري المركز الذي قام به الجيش السوري ومقاتلو “حزب الله” على بلدة “نوى” الاستراتيجية في ريف درعا، التي تشكّل نقطة الوصل بين الأردن والقنيطرة والجولان، كاشفة أن الطرفين سدّدا ضربة للموساد “الإسرائيلي”، عبر نسف غرفة عمليات في البلدة تُدار مباشرة من ضباط استخباريين “إسرائيليين” يحرّكون سير الجماعات المسلحة في الجبهة الجنوبية.

معلومات صحافية أشارت إلى أن وحدات الجيش السوري ومقاتلي “حزب الله”، رصدوا – قبيل الهجوم على “نوى” – عناصر مسلحة في إحدى النقاط المحيطة بالبلدة، تبين لاحقاً أنهم ينتمون إلى كتيبة “باشان الإسرائيلية”، مرجحة وقوعهم في كمين أعدته فرقة خاصة في الجيش السوري، عقب إشارات استخبارية رصدتها غرفة العمليات المشتركة بين الجيش و”حزب الله” في الجبهة الجنوبية. وفيما رافق التكتم الأمني والإعلامي مصير عناصر الكتيبة، إلا أن موقع “دبكا” العبري الذي اكتفى بوصف المجريات الميدانية مؤخراً على جبهة درعا بـ”المقلقة لإسرائيل”، لم يؤكد أو ينفِ واقعة الكمين، كاشفاً أن الجيش الأردني نشر الفرقة العسكرية الثانية على طول الحدود مع سورية “في وضع قتالي”، ولافتاً إلى مخاوف أردنية – “إسرائيلية” بدأت تتعاظم في الفترة الأخيرة، بسبب الخطط المدروسة التي يسير وفقها الجيش السوري في تلك الجبهة، تبعاً لتنسيق لوجستي واستخباري عالي المستوى مع خبراء عسكريين روس وإيرانيين، و”أدمغة” من “حزب الله”، حسب إشارته. إلا أن أخطر ما يجري في درعا، والذي يقلق “تل أبيب”، هو أن تبادر قيادة الأركان السورية باتجاه نقل الحرب إلى الحدود مع الأردن و”إسرائيل”، وفق ما جاء في الموقع العبري.

وفيما أشارت مصادر أمنية إلى عمليات تهريب كبيرة للأسلحة للجماعات المسلحة في درعا، عبر أنفاق تم حفرها قرب سد الوحدة على الحدود الأردنية – السورية، دعا الكاتب في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية اليكس فيشمان، القادة العسكريين “الإسرائيليين” إلى شحن المزيد من الأسلحة النوعية للمسلحين في الجنوب السوري، لافتاً إلى أن التنسيق الجاري بين الجيش السوري و”حزب الله” على جبهة درعا، ينسحب على جبهة الجولان قرب الحدود مع “إسرائيل”، مترافقاً مع كلام أتى على لسان معلق الشؤون العسكرية في الصحيفة؛ رون بن يشاي، أشار فيه إلى أن “قوات الأسد باتت تسيطر على الممر الضيق المؤدي إلى القنيطرة، وعلى المدينة نفسها، وعلى ممر آخر يمتد من العاصمة دمشق إلى القرى الدرزية في منطقة حاضر”.

وإذ لفت إلى “الإشارات المقلقة” التي تتأتّى من سير معارك درعا وريفها، شدد “بن يشاي” على ما سماه “الضرورة الاستراتيجية” في زيادة دعم “المتمردين” في الجنوب السوري، حتى ولو اقتضى الأمر تدخلاً “إسرائيلياً” علنياً لمواجهة الجيش السوري وحلفائه.

وهكذا، تبقى كل الاحتمالات التصعيدية مفتوحة على مصراعيها في الجنوب السوري تحديداً، في ظل توجُّس بدأ يخيّم على دوائر القرار في واشنطن حيال “الفوز القادم” للرئيس السوري بشار الأسد في الانتخابات السورية المقبلة، مرفَقاً بتقرير أصدره مؤخراً “معهد الدراسات الحربية” التابع لكلية الحرب الأميركية، كشف فيه أن الجيش السوري سينجح قريباً باستعادة مدينة حلب بالكامل من “المعارضة المسلحة”، التي ستتلقى جراء ذلك ضربة قاسمة إضافية، وفق تعبيره، ليصل التقرير إلى التشكيك بإمكانية استمرارها في المشهد السوري، بعدما بات “حلف الأسد – إيران – حزب الله” أقوى من أي وقت مضى، من دون إغفال “تحذير” المحلل العسكري في القناة العاشرة العبرية، وخبراء عسكريين “إسرائيليين” من “مفاجآت قد يفجرها الأسد في درعا خلال المواجهات المقبلة”.

  • فريق ماسة
  • 2014-05-28
  • 13869
  • من الأرشيف

خبراء “إسرائيليون”: حذار من مفاجآت الأسد في درعا

رسم قرار السلطات الأردنية “المفاجئ” بطرد السفير السوري في عمّان بهجت سليمان في هذا التوقيت بالذات، أكثر من علامة استفهام، خصوصاً أنه يتزامن مع تسخين جبهة درعا الجنوبية وريفها، ومناورات “الأسد المتأهِّب” التي تقودها واشنطن على الأراضي الأردنية، وبعد أيام من تصريح لافت لرئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة الروسية، كشف فيه عن مخطط تحضر له “دول إقليمية” للقيام بعملية عسكرية ضد “نظام” الرئيس بشار الأسد، وسط معلومات صدرت عن محللين عسكريين غربيين أشاروا فيها إلى أن الجبهة الجنوبية في سورية على موعد مع مواجهات عسكرية كبرى، بعد أن دخلت “إسرائيل” فعلياً وبثقلها الاستخباري واللوجستي على خط المعارك، مترافقة مع إشارة مصادر أمنية متابعة إلى الهجوم الناري المركز الذي قام به الجيش السوري ومقاتلو “حزب الله” على بلدة “نوى” الاستراتيجية في ريف درعا، التي تشكّل نقطة الوصل بين الأردن والقنيطرة والجولان، كاشفة أن الطرفين سدّدا ضربة للموساد “الإسرائيلي”، عبر نسف غرفة عمليات في البلدة تُدار مباشرة من ضباط استخباريين “إسرائيليين” يحرّكون سير الجماعات المسلحة في الجبهة الجنوبية. معلومات صحافية أشارت إلى أن وحدات الجيش السوري ومقاتلي “حزب الله”، رصدوا – قبيل الهجوم على “نوى” – عناصر مسلحة في إحدى النقاط المحيطة بالبلدة، تبين لاحقاً أنهم ينتمون إلى كتيبة “باشان الإسرائيلية”، مرجحة وقوعهم في كمين أعدته فرقة خاصة في الجيش السوري، عقب إشارات استخبارية رصدتها غرفة العمليات المشتركة بين الجيش و”حزب الله” في الجبهة الجنوبية. وفيما رافق التكتم الأمني والإعلامي مصير عناصر الكتيبة، إلا أن موقع “دبكا” العبري الذي اكتفى بوصف المجريات الميدانية مؤخراً على جبهة درعا بـ”المقلقة لإسرائيل”، لم يؤكد أو ينفِ واقعة الكمين، كاشفاً أن الجيش الأردني نشر الفرقة العسكرية الثانية على طول الحدود مع سورية “في وضع قتالي”، ولافتاً إلى مخاوف أردنية – “إسرائيلية” بدأت تتعاظم في الفترة الأخيرة، بسبب الخطط المدروسة التي يسير وفقها الجيش السوري في تلك الجبهة، تبعاً لتنسيق لوجستي واستخباري عالي المستوى مع خبراء عسكريين روس وإيرانيين، و”أدمغة” من “حزب الله”، حسب إشارته. إلا أن أخطر ما يجري في درعا، والذي يقلق “تل أبيب”، هو أن تبادر قيادة الأركان السورية باتجاه نقل الحرب إلى الحدود مع الأردن و”إسرائيل”، وفق ما جاء في الموقع العبري. وفيما أشارت مصادر أمنية إلى عمليات تهريب كبيرة للأسلحة للجماعات المسلحة في درعا، عبر أنفاق تم حفرها قرب سد الوحدة على الحدود الأردنية – السورية، دعا الكاتب في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية اليكس فيشمان، القادة العسكريين “الإسرائيليين” إلى شحن المزيد من الأسلحة النوعية للمسلحين في الجنوب السوري، لافتاً إلى أن التنسيق الجاري بين الجيش السوري و”حزب الله” على جبهة درعا، ينسحب على جبهة الجولان قرب الحدود مع “إسرائيل”، مترافقاً مع كلام أتى على لسان معلق الشؤون العسكرية في الصحيفة؛ رون بن يشاي، أشار فيه إلى أن “قوات الأسد باتت تسيطر على الممر الضيق المؤدي إلى القنيطرة، وعلى المدينة نفسها، وعلى ممر آخر يمتد من العاصمة دمشق إلى القرى الدرزية في منطقة حاضر”. وإذ لفت إلى “الإشارات المقلقة” التي تتأتّى من سير معارك درعا وريفها، شدد “بن يشاي” على ما سماه “الضرورة الاستراتيجية” في زيادة دعم “المتمردين” في الجنوب السوري، حتى ولو اقتضى الأمر تدخلاً “إسرائيلياً” علنياً لمواجهة الجيش السوري وحلفائه. وهكذا، تبقى كل الاحتمالات التصعيدية مفتوحة على مصراعيها في الجنوب السوري تحديداً، في ظل توجُّس بدأ يخيّم على دوائر القرار في واشنطن حيال “الفوز القادم” للرئيس السوري بشار الأسد في الانتخابات السورية المقبلة، مرفَقاً بتقرير أصدره مؤخراً “معهد الدراسات الحربية” التابع لكلية الحرب الأميركية، كشف فيه أن الجيش السوري سينجح قريباً باستعادة مدينة حلب بالكامل من “المعارضة المسلحة”، التي ستتلقى جراء ذلك ضربة قاسمة إضافية، وفق تعبيره، ليصل التقرير إلى التشكيك بإمكانية استمرارها في المشهد السوري، بعدما بات “حلف الأسد – إيران – حزب الله” أقوى من أي وقت مضى، من دون إغفال “تحذير” المحلل العسكري في القناة العاشرة العبرية، وخبراء عسكريين “إسرائيليين” من “مفاجآت قد يفجرها الأسد في درعا خلال المواجهات المقبلة”.

المصدر : اماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة