دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لم یبق الكثیر حتی الثالث من حزیران – یونیو موعد اجراء الانتخابات الرئاسیة في الجمهوریة العربیة السوریة، والتي یظهر أنها حسمت النتیجة فیها لصالح الرئیس الحالي بشار الأسد، كما هو الحال في الانتخابات المصریة التي ستسبقها بأسبوع أو أقل منه، حیث النتیجة واضحة والفائز هو المشیر عبد الفتاح السیسي، الذي أسقط حكم الاخوان المسلمین المنتخب واعتلی سدّة الحكم باسم حمایة الشعب والوطن…
كلا الرجلین یأتیان بالوراثة الانتخابیة! أحدهما استلمها عن أبیه الراحل حافظ الأسد وانتخابات كان مرشح البعث العربي الاشتراكي هو المنفرد بها، والآخر استلمها عن مؤسسة التي تحكم مصر منذ عام 1952 وثورة الضباط الأحرار الذین انهوا الحكم الملكي في مصر..
لیس هذا التشابه الوحید بین الرئیسین القادمین في مصر وسوریة، فكلاهما یقفان ضد الإخوان المسلمین وسیاسة الامتداد التركي وكلاهما ضد ما سمي بالربیع العربي، وحتی أن كلاهما ضد قطر!
یختلفان في الودّ والعداء تجاه السعودیة فقط.. فالرئیس المصري القادم یعتبر السعودیة حليفة له وهو ممول من قبل أمراءها وخزینتها لهدفین لا ثالث لهما: ضرب حركة الإخوان التي تشكل خطرا علی الأنظمة الخلیجیة وغیر الخلیجیة ومحاولة ضمّ مصر مابعد ثورة 25 ینایر إلی جبهة العداء والاصطفاف الإقلیمي ضد إیران، لموازنة المعادلة القائمة سیاسیاً وعسكریاً وامنیاً وبشریاً وحتی جغرافیاً لصالح إیران.. ولا ترید السعودیة من مصر أكثر من هذا، لأن مصر بصراحة لن تقبل بأكثر من هذه الإملاءات، في حين أن الرئيس السوري يعتبرها الممول الأكبر للإرهاب في بلده وعليها يقع وزر المذابح والمجازر التي ترتكب باسم الإسلام والجهاد على ارض سورية.
وهناك فرق ” صغیر!” آخر فیما یتعلق بالمقاومة، فالرئیس السوري القادم حلقة أساسیة في مواجهة المشروع الصهیوني، أما الرئیس المصري القادم، فلم تظهر منه بادرة لمحو عار السلطة في مصر.. كامب دیفید!
والرجلان في مصر وسوریة یواجهان الإرهاب.. إرهاب سورية مصدره الخلیجیون وتركیا، ولربما الغرب الصهیوني! وأبطاله سلفیون من شتى أصقاع الأرض.. لكن أحدهما تحركه فتاوی العرعور وال الشیخ والبراك و… الخ، والثاني فتاواه “دوحویة” قرضاویة بامتیاز، قد یشاركه فیها سلمان العودة والعریفي!!
وأیضا كلاهما مهدور الدم من قبل القرضاوي.. السوري لأنه كافر نصیري والآخر لأنه مرتد تلطخت یداه بدم الإخوان المسلمین الذین أیدیهم ملطخة بالدم المصري والسوري!!
التشابه كبیر بین الرجلین، والفارق في ” السعودیة ” علی وجه التحدید.. لكن الرئیس السوري القادم یواجه حشداً كبیراً من القوی الدولیة والإقلیمیة المعادیة له بینما الرئیس المصري القادم لا تعادیه سوی قطر وتركیا والجماعات المسلحة في سیناء والجارة لیبیا… وعلی ذكر لیبیا، هل تعلمون أن لیبیا ” الثورة ” أرسلت ما یقرب 300 طائرة ملیئة بالسلاح والعتاد، فضلاً عن الرجال المقاتلین والانتحاریین ولربما بعض المجاهدات أیضا إلی سوریة! وكانت تنوي المزيد، بيد أن ” الثوار ” في سوریة لم یتمكنوا من احتلال مطارات تفید بهبوط الطائرات القادمة من لیبیا، فتمت الاستعانة بالمطارات التركیة ولربما الكردستانیة في شمال العراق.. وكان من المفترض أن یتم إحیاء مطار “القلیعات” بعكار في شمال لبنان لهذا الغرض علی ید الأمیركان قبل الأحداث في سوریة لكن اكتفت بعض الجهات اللبنانية بإرسال حليب الأطفال والملاحف وحفاضات الاطفال!
والمؤكد أن نسبة الأصوات التي سیحصل علیها الرئیس الأسد أكثر من “الرئیس ” السیسي.. والمؤكد أن بعض الدول “الدیمقراطیة ” وحلفاءها في العالم ” الحرّ ” سیعتبرون الانتخابات في مصر دیمقراطیة، لكنها غیر دیمقراطیة في سوریة.. لماذا؟
الجواب عند من شاهد عودة الأهالي إلی أحیاء حمص القدیمة وفرحتهم بعد خروج ” الثوار ” وإلقاء أسلحتهم وتنظیف الأحیاء من عبواتهم السلفیة والهمجیة!!
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة