دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تحولت سعاد مراح شقيقة محمد مراح، الجهادي الذي كان قد قتل برصاص الشرطة الفرنسية في مدينة تولوز، إلى المطلوب رقم واحد في عموم فرنسا قبل أن يتبين للمخابرات الفرنسية أنها وصلت إلى سوريا رفقة أطفالها الأربعة للالتحاق بزوجها ‘الجهادي’ الذي يقاتل هناك إلى جانب جماعات متشددة.
وبعد يومين من البحث الذي باشرته الأجهزة الأمنية الفرنسية بمختلف أصنافها، حيث أفرغت الشرطة الحي الذي تسكنه سعاد مراح بكامله بحثا عنه، وقطعت الماء و الكهرباء والغاز عن سكانه توصلت الأجهزة الفرنسية الى معلومات من نظيرتها الإسبانية تفيد بأن شقيقة مراح وهي من أصول جزائرية قد استقلت طائرة تابعة للخطوط التركية من مدينة برشلونة الإسبانية نحو العاصمة التركية إسطنبول ومنها إلى مدينة ‘غازي عنتاب’ التي تبعد عن الحدود السورية نحو 100 كلم فقط.
وسعاد، التي تبلغ من العمر نحو 35 عاما، كانت قد اعتقلت عدة مرات بتهمة التحريض على العنف والإشادة بالإرهاب دون أن يدينها القضاء بذلك، وهي شقيقة محمد مراح الفرنسي المنحدر من أصول جزائرية الذي مال نحو التطرف وقتل أربعة من اليهود منهم ثلاثة أطفال وثلاثة جنود في تولوز (جنوب غرب) باسم الجهاد عام 2012 قبل أن تقتله الشرطة في هجوم عليه داخل شقة تحصن بها لعدة أيام إثر تبادل للنار معها.
وتوعد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازونوف سعاد مراح فور عودتها إلى فرنسا بينما طالبت منظمات تدافع عن حقوق الأطفال السلطات الفرنسية بالتحرك لتجريدها من أطفالها الأربعة بعد أن أقدمت على أخذهم معها إلى سوريا.
ووجهت انتقادات إلى جهاز المخابرات الفرنسية الذي كان يخضع سعاد مراح للمراقبة بعد أن نجحت في تمويه عناصره والإفلات من مراقبتهم ليفقدوا أي أثر لها، قبل ان يتبين لهم أنها نجحت في مغادرة التراب الفرنسي نحو إسبانيا ومنها إلى تركيا لتدخل سوريا.
واعتقلت الشرطة الفرنسية سعاد مراح منتصف شهر أبريل/نيسان الماضي وحققت معها مطولا في إطار التحقيقات التي تتواصل حول الجرائم التي ارتكبها شقيقها قبل أن يتم الإفراج عنها.
وفيما فتح القضاء الفرنسي تحقيقا في سفر شقيقة مراح وأطفالها الأربعة إلى سوريا، أعلن وزير الداخلية الفرنسي أن على سعاد مراح ‘أن توضح للقضاء ظروف سفرها’، مشيرا من جهة أخرى إلى أن زوجها الذي غادر فرنسا قبل أسابيع موجود فعلا في سوريا.
وبرر وزير الداخلية الفرنسي فشل الأجهزة الأمنية في تعقب سعاد مراح بالقول: ‘ثمة مشكلة قانونية، وهي انه اذا لم يكن الشخص موضوعا تحت المراقبة القضائية ولا تطبق في حقه إجراءات قضائية في فرنسا لا يمكننا منعه من المغادرة’.
وأضاف : ‘لن أقول شيئا عن عمل الشرطة، هذا الأمر حساس و فيه بعض الخصوصية’.
ورغم عدم وجود أمر قضائي بوضع سعاد مراح تحت مراقبة الأجهزة الأمنية إلا أن عيون ضباط المخابرات الفرنسية كانت ترصد كل تحركاتها وتتنصت على كل اتصالاتها الهاتفية بدعوى أنها قد تشكل خطرا على الأمن العام.
و قال الوزير الفرنسي إن ‘سعاد مراح استقلت الطائرة في التاسع من مايو/أيار من برشلونة إلى إسطنبول’ ثم استقلت طائرة من اسطنبول إلى ‘غازي عنتاب’ قرب الحدود السورية، وثمة افتراض كبير لوجودها في سوريا’.
وكان البرلمان الفرنسي قد أقر خطة أمنية تقدمت بها الحكومة لوضع حد لظاهرة سفر فرنسيين يوصفون بـ ‘الجهاديين’ إلى سوريا للقتال، تشمل عدة إجراءات لردع ومنع ومعاقبة كل الذين يسافرون إلى سوريا للمشاركة في القتال فور عودتهم إلى التراب الفرنسي.
وتحول خبر تواري سعاد مراح عن أنظار الأجهزة الأمنية واختفائها بشكل مفاجئ وبحث الشرطة عنها إلى مادة رئيسية في الإعلام الفرنسي، حيث علمت السلطات باختفائها بناء على إشارة تلقتها من المدرسة التي يدرس فيها أبناؤها تفيد بتغيبهم عن الدراسة بدءا من يوم الثلاثاء 20 أيار/مايو الجاري.
وتعتقد الأجهزة الأمنية الفرنسية أن سعاد مراح يمكن أن تصبح في أي لحظة خطرا على الأمن العام في فرنسا، بسبب إشادتها المستمرة بما قام به شقيقها الذي اغتالته الشرطة الفرنسية حين قتل يهودا وجنودا فرنسيين في تولوز قبل عامين.
وكانت سعاد مراح، التي ترتدي البرقع وتطبق تعاليم راديكالية باسم الإسلام، قد سقطت في فخ نصبته لها وسائل إعلام فرنسية صورتها دون علمها بتواطؤ مع شقيق لها في حديقة عامة، عبرت فيه عن فخرها بشقيقها محمد مراح لتؤكد أنها تكن كل الاحترام لزعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن وتحتقر اليهود أينما وجدوا.
وتم تصوير سعاد وهي تدلي بهذه التصريحات عبر كاميرا خفية لبرنامج ‘تحقيق حصري’ أذيع على قناة ‘إم 6′ الفرنسية، أثناء تنزهها رفقة أخيها عبد الغني ووالدتهما في مدينة تولوز.
ووفقا للإدارة المركزية للاستخبارات الداخلية تعتبر سعاد مراح – مثل شقيقها المعتقل عبد القادر و الراحل محمد- عضوا بالحركة السلفية المتطرفة في مدينة تولوز.
وتعرضت سعاد مراح ووالدتها زليخة لاعتداءات متكررة من غرباء في مدينة لوتوز كان آخرها حين اقتحم مجهولون بيت العائلة بعد أن كسروا بابه وعاثوا فيه خرابا قبل أن يلوذوا بالفرار.
كما هاجم مجهولون ذات البيت وحطموا نوافذه في محاولة لاقتحامه والاعتداء على من فيه، قبل أن تصرخ زليخة والدة سعاد مراح بأعلى صوتها طالبة النجدة من الجيران الذين هرعوا لمساعدتها، ما جعل المهاجمين يطلقون سيقانهم للريح.
واتهمت الشرطة مرارا في غض الطرف عن الاعتداءات الاستفزازية التي تتعرض لها كل من سعاد مراح ووالدتها زليخة في بيتهما في تولوز حيث لم تحرك السلطات الأمنية ساكنا ولم تحقق في هوية المهاجمين.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة