دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بعد سنوات من الجفاء والتقلب في علاقة حماس بإيران، ينكسر الجليد بين الطرفين في لقاء مطول جمع رئيس المكتب السياسي للحركة بمساعد وزير الخارجية الإيراني، لتجاوز خلافات سابقة ساهمت فيها تطورات الأحداث في المنطقة خصوصا الأزمة السورية.
في أحد الفنادق الفخمة في العاصمة القطرية الدوحة، وبعيدا عن عدسات المصورين وخلف الأضواء التقى كلا من الطرفين حركة المقاومة الإسلامية حماس ووفدا إيرانيا في زيارة رسمية للدوحة. وحسب مصادر مطلعة تحدثت إليها ‘القدس العربي’ فإن اللقاء الذي امتد لساعات متواصلة جرى في أجواء إيجابية وتخلله حديث مطول حول عدة نقاط أدرجت في جدول الأعمال الذي حضّر بالمناسبة.
وتحدث خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية عن دور المقاومة باعتبارها السبيل الرئيس لضمان حق الشعب الفلسطيني في استرداد أرضه وخياره الأساسي في النضال لأجل قضية توحدت حولها الأمة العربية والإسلامية.
وبحسب المصادر فإن مشعل استعرض نفس الأفكار التي طرحها في اللقاء الشعبي الذي نظمته حركة حماس في الدوحة أربع وعشرين ساعة قبيل اللقاء الذي جمعه بالمسؤول الإيراني والتي اعتبرت بمثابة خارطة طريق الحركة للفترة المقبلة. وركز ‘أبو الوليد’ على المصالحة الفلسطينية التي اعتبرها مسألة حيوية تساهم في تعزيز النضال الوطني وتخدم مصالح الفلسطينيين مشددا على ضرورة تجاوز الخلافات السابقة والانقسامات التي أدت إلى تغيير أولويات الأمة.
وانتهز المسؤول الفلسطيني المناسبة ليشيد بالدعم الذي تقدمه إيران وكل الدول العربية والإسلامية للقضية الفلسطينية، معربا عن امتنان الشعب الفلسطيني لكل من يقدم له يد المساعدة لأجل قضية توحدت حولها الأمة.
وتحدث المسؤول الإيراني مع نظيره الفلسطيني حول هموم المنطقة واستعرض معه ملفاتها المختلفة، وأكدا على وحدة الأمة وضرورة تجنب الاستقطابات العرقية والطائفية، وذلك بما يحقق مصلحة الأمة جميعاً من ناحية، ويحشد طاقتها لمواجهة العدو الصهيوني من ناحية أخرى.
وأكد المتحدثان على أهمية معالجة أزمات الأمة الداخلية في سورية والعراق وغيرها بحلول وجهود سياسية منصفة يتراضاها الجميع، وتحقق آمال الشعوب وتطلعاتها واستقرار الأمة وتماسك جبهتها الداخلية.
كما كان اللقاء فرصة للتأكيد على أهمية التعاون الإقليمي بين إيران وتركيا والسعودية وكل الدول التي لها مساهمة في تحقيق حل سياسي للقضية السورية.
وفي اللقاء أعرب مشعل عن أمله أن يحقق التفاهم المشترك بين إيران وتركيا والسعودية وقطر وغيرها من دول الأمة هذا الهدف.
وأثنت حركة حماس بمناسبة اللقاء مع المسؤول الإيراني على الدعم والمساندة التي قدمتها طهران وحلفائها في وقت سابق للمقاومة الفلسطينية، مع التأكيد على أن هذا التقدير لا يتضمن تغيرا في موقف حماس المتصل بدعمها للحلول السياسية لمشاكل العرب الداخلية.
وأكدت مصادر من الدوحة تحدثت إليها ‘القدس العربي’ أن مشعل كان واضحا في كلامه مع المسؤول الإيراني بالتأكيد على ترحيب الشعب الفلسطيني بدعم الجميع لنضاله دون أن يكون ذلك مطية لتقديم تنازلات واضحة فيما يتعلق بمواقف راسخة للحركة أكدها مسؤولها مؤخرا وهي عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وسعي حماس على وحدة الصف العربي.
يذكر أن العلاقة بين حركة المقاومة الإسلامية ‘حماس′ وإيران وسوريا قد تعرضت لفتور واضح بعد اندلاع الثورة السورية، ونأي ‘حماس′ بنفسها عن التدخل في الشأن الداخلي السوري لجهة دعم هذا الفريق أو ذاك، ودعوتها لإبداع حلول سياسية متوافق عليها تحقق آمال الشعوب وتطلعاتها للحرية وتحفظ استقرار الأمة وتماسك جبهتها الداخلية.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة