دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لا هدوء على جبهات حلب. القتال مستمر ولكن بوتيرة غير منتظمة، حيث تشتد في بعض الأحيان ويعود الهدوء في أوقات أخرى»، «يقول مصدر ميداني في مدينة حلب خلال وصفه لأوضاع المدينة التي تعيش منذ أكثر من عشرة أيام ظلاماً دامساً، إثر قيام مسلحين متشددين بقطع التيار الكهربائي عن المدينة بشكل كامل، وعجز الحكومة والوسطاء حتى الآن عن الوصول إلى «تفاهم» لإعادة وصل التيار الكهربائي، في وقت تضج فيه المستشفيات بالجرحى، الذين يزداد عددهم بشكل مطرد، على وقع القصف الذي يطال المدينة.
«جبهة الزهراء هي الأعنف»، يشدد المصدر. ويتابع، في حديثه إلى «السفير»، ان «المعارك تستعر في هذه المنطقة بشكل يومي، حيث يحاول المسلحون التقدم عبر استعمال آليات عسكرية يقومون بنقلها مع حلول الظلام، إلا أن سلاح المدفعية يعمل، وبشكل يومي، على إحباط هجماتهم».
ويشير المصدر إلى انه لم يطرأ أي تغير في خريطة السيطرة على هذه الجبهة التي صارت الشغل الشاغل لسكان حلب، الذين باتوا يقضون لياليهم وهم يتابعون القذائف المتطايرة في الركن الغربي من حلب، حيث تسهل رؤية القذائف ومتابعتها بسبب الظلام الحالك الذي يخيم على المدينة.
وبالرغم من الخسائر، التي وصفها المصدر بأنها «فادحة» في صفوف المسلحين الذين يشنون الهجمات على مبنى الاستخبارات الجوية، يشير إلى «وجود إصرار غريب لديهم، وخطط كثيرة يتبعونها في كل مرة».
ويشرح «في آخر محاولة لهم تقدموا نحو مبنى القصر العدلي الجديد وحاولوا السيطرة عليه، إلا أن سلاح المدفعية منعهم من ذلك»، مضيفا: «هذه الجبهة هي خط أحمر لا يمكن التفريط بها، لذلك يكون الرد على كل محاولة عنيفاً».
وفي وقت هدأت فيه جبهة الراموسة في جنوب غرب حلب، بعدما تمكن الجيش السوري والفصائل المؤازرة له من السيطرة عليها، والتقدم نحو منطقة الشيخ سعيد، ونفذ كميناً في المنطقة انتهى بمقتل عدد من المسلحين والقبض على آخرين، أشعل المسلحون جبهة جديدة في وسط مدينة حلب، وتحديداً في الجهة الشمالية الغربية من المدينة القديمة، حيث قام مسلحو «الجبهة الإسلامية» بتفخيخ نفق وتفجيره تحت مبنى غرفة صناعة حلب ومبنى «الجبهة الوطنية التقدمية» المحاذي له في منطقة السبع بحرات، ما أدى إلى تدمير مبنى «الجبهة التقدمية» من دون ورود أنباء عن سقوط ضحايا.
وبالتزامن مع التفجير العنيف الذي هز حلب جراء النفق المفخخ، فتح مسلحو «الجبهة الإسلامية» نيران مدفع «جهنم» المحلي الصنع الذي يعتمد في صناعة قذائفه على اسطوانات الغاز، على منطقتي باب الفرج والمنشية التي باتت تضم معظم الدوائر الحكومية بعد نقل مقارها إثر سيطرة المسلحين على المنطقة الشرقية من المدينة، الأمر الذي زاد من احتشاد المواطنين في منطقة المنشية، التي تضم سوقاً كبيرة في الأساس، ما ساهم بزيادة عدد الضحايا جراء القصف بالقذائف التي يطلق عليها سكان حلب اسم «قذائف الموت».
ووصل عدد الشهداء إلى نحو 25 شخصاً، فيما اصيب أكثر من 50، وذلك في إحصاءات أولية قد تزداد نتيجة استمرار سقوط القذائف المتفجرة على المنطقة.
من جهة أخرى، أعلن مسلحو «الجبهة الإسلامية» أنهم تمكنوا من تطوير «مدفع جهنم» ليصبح قادراً على قذف حجم أكبر من المتفجرات يصل وزنها إلى نحو 200 كيلوغرام. وقالت «الجبهة»، في تسجيل مصور تناقلته صفحات «معارضة» وأخرى «جهادية»، إن المدفع الجديد يدعى «جحيم، وهو قادر على إطلاق قذائف يزيد وزنها عن 200 كيلوغرام، وإرسالها إلى مسافة تقارب الخمسة كيلومترات». وأوضحت ان هذا المدفع استعمل في منطقة خان شيخون بريف إدلب قبل تعميمه على «بقية الجبهات». ويتميز هذا المدفع، كسابقه «جهنم»، بعدم الدقة في إصابة الهدف.
المصدر :
الماسة السورية/ السفير
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة