دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
علمت "النهار" ان تسوية قضت بانسحاب مسلحي المعارضة السورية من بلدة الطفيل اللبنانية الحدودية أبصرت النور في اليومين الماضيين، ويأتي ذلك بعد ان وجه اهالي البلدة نداءات الى المسؤولين اللبنانيين بفتح طريق آمنة تصلّ الطفيل بالاراضي اللبنانية بعد ان باتت في حكم المحاصرة اثر سقوط معظم قرى القلمون في يد الجيش السوري و"حزب الله". وقد ناقش مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة كيفية مساعدة ابناء البلدة اللبنانيين وتأمين خروجهم ودخولهم اليها بشكل آمن.
ويحدّ الطفيل من الشرق عسال الورد وحوش عرب السوريتين، وعلى مسافة ثلاثة كيلومترات من الغرب حام، ومعربون وبريتال من الشمال، ومن الجنوب بلدة رنكوس السورية.
وتمكن اهالي الطفيل من انتاج تسوية مع من لجأ اليهم من المسلحين السوريين، قضت بانسحاب هؤلاء نحو الجرود، علماً ان عددا كبيرا من شبان ورجال الطفيل حملوا السلاح الى جانب المعارضة السورية. وتشهد البلدة التي تنتمي الى الجغرافيا السورية ويحمل ابناؤها الجنسيات اللبنانية حالات تصاهر كبيرة جداً مع السوريين الذين يعتبرون جزءا من نسيجها والعدد الاكبر من سكانها بعد الازمة السورية.
الزبداني
وفي المعلومات أيضا، ان تسوية أخرى في طريقها لتبصر النور في بلدة الزبداني السورية الحدودية بحيث استبعدت سيناريوات المعركة، وبات حديث التسوية مرتفع الحظوظ مع قرار عدد كبير من المسلحين فيها تسليم أسلحتهم الى النظام، وهو امر تفرضه الوقائع الميدانية الدائرة في القلمون لصالح النظام.
هذه الوقائع تسلط الضوء على مكان تجمع المسلحين المنسحبين من قرى وبلدات القلمون والذين كان يقدر عددهم بنحو 30 الف مقاتل. وبعد سقوط البلدات والقرى، افترشت مجموعات منهم تقدر بنحو 8 آلاف مقاتل الجبال والهضاب والجرود الواقعة بين جرود عرسال والقاع من جهة، وبين جرود بلدتي فليطا ورنكوس السوريتين وصولا الى الزبداني من جهة اخرى. وكانت اعداد من المسلحين تمكنت من الانسحاب من منطقة القلمون الى مناطق سورية أخرى.
وقد بات هؤلاء المسلحين في حكم المحاصرين، من دون ان يعني الامر انهم لم يعودوا يمتلكون زمام المبادرة بشكل تام، وهذا ما يفسر سقوط قذائف على بلدة اللبوة مساء امس، وان كان البعض يشكك في مصدر اطلاقها متحدثاً عن شلل تام قدرات المسلحين.
ويطرح مصير آلاف المسلحين المنتشرين في الجرود المحاذية للحدود اللبنانية تحديات امنية كبيرة، وان كان حديث التسوية هو الطاغي وبتغطية اقليمية لتسوية امور المسلحين، او فسح المجال امامهم للخروج من المنطقة التي يتواجدون فيها والتي تتعرض لغارات جويّة مكثّفة من الطيران السوري . وتشير مصادر مطلعة الى ان الكثافة النارية المستعملة من الجيش السوري و"حزب الله" ضد هؤلاء المسلحين لا تعكس نية انهائهم وتصفيتهم، بحيث لا يمكن الحديث عن معركة مركزة ضدهم حتى الآن.
ويتخوّف أمنيون من حصول عمليات تسلل للمسلحين الى الداخل اللبناني ومن وصول بعضهم الى حالة يأس تدفعه الى القيام بأعمال انتحارية عشوائية، وهذا ما يفسر حال التأهب الدائمة لدى الجيش اللبناني واستنفار عناصره على طول الحدود.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة