فيما لفت الانتباه العمل العسكري الذي نفذه سلاح الجو الأردني ضد عناصر من الميليشيات المسلحة هاربة إلى الداخل الأردني من جنوب سورية،توالت رزمة التساؤلات حول الموقف الأردني سياسياً واستراتيجياً، وما وراء الحدث، خصوصاً بعد الدعم النوعي الذي تلقته الميليشيات المسلحة من النظام الأردني.

 

هذا التطور الذي أتى بعد جملة كشوفات عن خلافات بين أجهزة الاستخبارات الأردنية حول الموقف من الأزمة السورية، يحمل مدلولات كبرى، أولها أن انخفاض الثقة بين الحكومة الأردنية والميليشيات المسلحة.

فبحسب معلومات من الجنوب السوري، فإن الجيش الأردني حينما تلقى أمر التصرف ضد العناصر المسلحة، كان مستنداً إلى وقائع جعلته يتخوف من قيام الميليشيات بعمليات ضد مصالحه العسكرية والأمنية.

وتحديدا، فإن سلاح الجو الملكي كان متخوفا من أن تكون السيارات التي استهدفها اليوم والتي تجاوزت الحدود، من أنها قد تكون مفخخة، وتتوجه للقيام بعمليات تفجيرية في الأردن، لاسيما بعد ارتفاع وتيرة الخلافات بين الجانبين والذي نجم عنه سابقا إغلاق معبر تل شهاب الحدودي بين سورية والأردن.

وإذا كان البارز في هذا الملف انعدام الثقة بين الجانبين في ظل الحدود المفتوحة، يأتي في نفس السياق السلوك الأردني في الجنوب السوري الذي كان مشابها إلى حد ما السلوك التركي في شمال سوريا، حيث يتم استهداف العناصر المسلحة لدى محاولتها الهروب من قوات الجيش السوري، لإجبارها على مواجهة القوات السورية.

فمصادر لوكالة أنباء فارس أكدت أن السيارات التي اخترقت الحدود الأردنية، كانت أساسا هاربة من المواجهة مع القوات السورية، وفي أوقات سابقة، لم يكن الأردن يجد مشكلة في إيواء مثل هذا النوع من العناصر، لإعادة تصديرهم إلى الداخل السوري، وهو ما يعكس الضغط الأردني على المسلحين لدفعهم للمواجهة مع الجيش السوري.

وبالنظر إلى ما كان قائما بين الميليشيات والحكومة الأردنية سابقا، وبحسب المعتاد، فقد سجل تنسيق بين الطرفين حول الكثير من الملفات لاسيما المواجهات، وفي حال انعدام التنسيق، ينفذ الجانب الأردني ضربات تحذيرية، لكن أن يصل الأمر إلى مستوى الاستهداف المباشر، ففي هذا الأمر مؤشرات على أن الأمور قد وصلت إلى حدود المعاملة كعدو، خصوصا أن فتح النار يمكن أن يكون بمثابة إعلان حرب، والأردن في مثل هذه الحالة يكون قد استعد لما سيتبع لخطوته التي نفذها بسلاح الجو.

وما كان يخشاه الجانب الأردني أيضا، أن تكون عملية خرق الحدود هي عملية تهريب، ولهذا مدلولات من ترنح الحكومة الأردنية من تحمل أثقال التعامل مع الميليشيات المسلحة، التي على ما يبدو أنها حققت خروقات وصلت إلى مرحلة اتخاذ قواعد لها حتى في الأردن، وإليها طرق وصول والعمل بشكل مستقل عن الأوامر الأردنية.

وفي العموم، فإن قيام الأردن بالمواجهة المباشرة بناء على فرضيات، يعكس اختلاف العلاقة مع الميليشيات المسلحة بشكل كبير عما كان سابقا، ما يعني أن تأثيرا على المواجهات في معركة الجنوب التي كان يحشد لها منذ فترة طويلة، والتي يعني أنها لن تكون رياحها كما تشتهي سفن طموحات المسلحين، وأن عملية التنسيق والتكتيك لها، تمر في وعكة مرشحة للتحول إلى أزمة.

  • فريق ماسة
  • 2014-04-18
  • 13234
  • من الأرشيف

انعدام الثقة أم هبوط مستوى التنسيق.. ما الذي عكر صفو حكومة الأردن والميليشيات المسلحة!!؟

فيما لفت الانتباه العمل العسكري الذي نفذه سلاح الجو الأردني ضد عناصر من الميليشيات المسلحة هاربة إلى الداخل الأردني من جنوب سورية،توالت رزمة التساؤلات حول الموقف الأردني سياسياً واستراتيجياً، وما وراء الحدث، خصوصاً بعد الدعم النوعي الذي تلقته الميليشيات المسلحة من النظام الأردني.   هذا التطور الذي أتى بعد جملة كشوفات عن خلافات بين أجهزة الاستخبارات الأردنية حول الموقف من الأزمة السورية، يحمل مدلولات كبرى، أولها أن انخفاض الثقة بين الحكومة الأردنية والميليشيات المسلحة. فبحسب معلومات من الجنوب السوري، فإن الجيش الأردني حينما تلقى أمر التصرف ضد العناصر المسلحة، كان مستنداً إلى وقائع جعلته يتخوف من قيام الميليشيات بعمليات ضد مصالحه العسكرية والأمنية. وتحديدا، فإن سلاح الجو الملكي كان متخوفا من أن تكون السيارات التي استهدفها اليوم والتي تجاوزت الحدود، من أنها قد تكون مفخخة، وتتوجه للقيام بعمليات تفجيرية في الأردن، لاسيما بعد ارتفاع وتيرة الخلافات بين الجانبين والذي نجم عنه سابقا إغلاق معبر تل شهاب الحدودي بين سورية والأردن. وإذا كان البارز في هذا الملف انعدام الثقة بين الجانبين في ظل الحدود المفتوحة، يأتي في نفس السياق السلوك الأردني في الجنوب السوري الذي كان مشابها إلى حد ما السلوك التركي في شمال سوريا، حيث يتم استهداف العناصر المسلحة لدى محاولتها الهروب من قوات الجيش السوري، لإجبارها على مواجهة القوات السورية. فمصادر لوكالة أنباء فارس أكدت أن السيارات التي اخترقت الحدود الأردنية، كانت أساسا هاربة من المواجهة مع القوات السورية، وفي أوقات سابقة، لم يكن الأردن يجد مشكلة في إيواء مثل هذا النوع من العناصر، لإعادة تصديرهم إلى الداخل السوري، وهو ما يعكس الضغط الأردني على المسلحين لدفعهم للمواجهة مع الجيش السوري. وبالنظر إلى ما كان قائما بين الميليشيات والحكومة الأردنية سابقا، وبحسب المعتاد، فقد سجل تنسيق بين الطرفين حول الكثير من الملفات لاسيما المواجهات، وفي حال انعدام التنسيق، ينفذ الجانب الأردني ضربات تحذيرية، لكن أن يصل الأمر إلى مستوى الاستهداف المباشر، ففي هذا الأمر مؤشرات على أن الأمور قد وصلت إلى حدود المعاملة كعدو، خصوصا أن فتح النار يمكن أن يكون بمثابة إعلان حرب، والأردن في مثل هذه الحالة يكون قد استعد لما سيتبع لخطوته التي نفذها بسلاح الجو. وما كان يخشاه الجانب الأردني أيضا، أن تكون عملية خرق الحدود هي عملية تهريب، ولهذا مدلولات من ترنح الحكومة الأردنية من تحمل أثقال التعامل مع الميليشيات المسلحة، التي على ما يبدو أنها حققت خروقات وصلت إلى مرحلة اتخاذ قواعد لها حتى في الأردن، وإليها طرق وصول والعمل بشكل مستقل عن الأوامر الأردنية. وفي العموم، فإن قيام الأردن بالمواجهة المباشرة بناء على فرضيات، يعكس اختلاف العلاقة مع الميليشيات المسلحة بشكل كبير عما كان سابقا، ما يعني أن تأثيرا على المواجهات في معركة الجنوب التي كان يحشد لها منذ فترة طويلة، والتي يعني أنها لن تكون رياحها كما تشتهي سفن طموحات المسلحين، وأن عملية التنسيق والتكتيك لها، تمر في وعكة مرشحة للتحول إلى أزمة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة