-1- «تنبهوا واستفيقوا أيّها العرب...» عبارة هي مطلع قصيدة لإبراهيم اليازجي كانت شعار المنشورات التي فوجئ بها الناس تغطيّ جدران المدينة... ذات صباح من سنة 1875...!

وكانت هذه المناشير تُذكّر بالأمجاد وتستثير الكرامة وتحثُّ العرب على الاستقلال وعلى الوحدة باسم القوميّة العربيّة... (والحديث يطول)!.

 

■ ■ ■

القوميّة العربية، هذه الجميلة التي أطلت على العرب ذاك الصباح البعيد، ونادت الدول العربية، أبناءها الأحباء (ومنهم الشامخ بحضارته أو الغارق في ثروته أو المتألق بعلمه وثقافته)، وهتفتْ بهم: «تعالوا واجتمعوا في حضني وتعانقوا وسأجعلكم تحملون الكون على أكفّكم!».

■ ■ ■

لكنّها مرضت وغابت في سبات عميق!.

والسبب هو أننا أهملناها ولم ننتبه!

وخذلناها وما علمنا!!!

فبعد الثورة العربية الكبرى اعتبرنا أنفسنا قد حققنا القومية!!!

ولم نفهم أننا وصلنا إلى المستوى الذي يسمح لنا بأن ننطلق منه ونسعى إلى القومية العربية...

فالقومية هي الهدف وليست المنطلق!

وعوضاً عن أن نبدأ بالسعي إليها، تركناها وراء ظهرنا وسعينا في الفراغ يدفعنا الغرور والطمع والجهل...

وكان أن وصلنا إلى هذه المرحلة البائسة!!.

■ ■ ■

طبعاً، من واجبنا أن نسعى من جديد إلى إيقاظ هذه السيدة العظيمة من سباتها.

فهي الملجأ الوحيد الرحب الذي سيحمي العرب من التشرذم الذي تسعى الدول الكبرى الغاشمة أن تقودنا إليه...

لكن الحديث عن القومية العربية اليوم سابق لأوانه... إذ علينا أولاً أن نسعى إلى تثبيت مشاعر الانتماء للوطن في نفوس الناس وأن نغذي هذه المشاعر وننميها...

وأن نعيد إلى المواطن هذه الحماسة الوطنية المشهورة عند السوريين... والتي يكاد البعض يفقدها..

-2-

كل هذه الآراء كانت تدور في خاطري وأنا في طريقي إلى مكتبة الأسد لحضور ندوة حول القومية العربية يشارك فيها بعض المفكرين العرب...

ومنذ اللحظة الأولى لوصولي تأكدت آرائي...

فقد افتتحت الندوة حول القومية العربية بنشيد الحزب! أما نشيدنا الوطني فقد طوى ألحانه على الصدمة... وغادر مكتئباً!.

سامحينا يا سورية!.

سهو عابر... تنبهوا واستفيقوا أيّها السوريون...

  • فريق ماسة
  • 2014-04-13
  • 9794
  • من الأرشيف

تنبهوا واستفيقوا أيّها... السوريّون!!

-1- «تنبهوا واستفيقوا أيّها العرب...» عبارة هي مطلع قصيدة لإبراهيم اليازجي كانت شعار المنشورات التي فوجئ بها الناس تغطيّ جدران المدينة... ذات صباح من سنة 1875...! وكانت هذه المناشير تُذكّر بالأمجاد وتستثير الكرامة وتحثُّ العرب على الاستقلال وعلى الوحدة باسم القوميّة العربيّة... (والحديث يطول)!.   ■ ■ ■ القوميّة العربية، هذه الجميلة التي أطلت على العرب ذاك الصباح البعيد، ونادت الدول العربية، أبناءها الأحباء (ومنهم الشامخ بحضارته أو الغارق في ثروته أو المتألق بعلمه وثقافته)، وهتفتْ بهم: «تعالوا واجتمعوا في حضني وتعانقوا وسأجعلكم تحملون الكون على أكفّكم!». ■ ■ ■ لكنّها مرضت وغابت في سبات عميق!. والسبب هو أننا أهملناها ولم ننتبه! وخذلناها وما علمنا!!! فبعد الثورة العربية الكبرى اعتبرنا أنفسنا قد حققنا القومية!!! ولم نفهم أننا وصلنا إلى المستوى الذي يسمح لنا بأن ننطلق منه ونسعى إلى القومية العربية... فالقومية هي الهدف وليست المنطلق! وعوضاً عن أن نبدأ بالسعي إليها، تركناها وراء ظهرنا وسعينا في الفراغ يدفعنا الغرور والطمع والجهل... وكان أن وصلنا إلى هذه المرحلة البائسة!!. ■ ■ ■ طبعاً، من واجبنا أن نسعى من جديد إلى إيقاظ هذه السيدة العظيمة من سباتها. فهي الملجأ الوحيد الرحب الذي سيحمي العرب من التشرذم الذي تسعى الدول الكبرى الغاشمة أن تقودنا إليه... لكن الحديث عن القومية العربية اليوم سابق لأوانه... إذ علينا أولاً أن نسعى إلى تثبيت مشاعر الانتماء للوطن في نفوس الناس وأن نغذي هذه المشاعر وننميها... وأن نعيد إلى المواطن هذه الحماسة الوطنية المشهورة عند السوريين... والتي يكاد البعض يفقدها.. -2- كل هذه الآراء كانت تدور في خاطري وأنا في طريقي إلى مكتبة الأسد لحضور ندوة حول القومية العربية يشارك فيها بعض المفكرين العرب... ومنذ اللحظة الأولى لوصولي تأكدت آرائي... فقد افتتحت الندوة حول القومية العربية بنشيد الحزب! أما نشيدنا الوطني فقد طوى ألحانه على الصدمة... وغادر مكتئباً!. سامحينا يا سورية!. سهو عابر... تنبهوا واستفيقوا أيّها السوريون...

المصدر : الوطن /كوليت خوري


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة