لم تكد تستقر الأوضاع على جبهات حلب الثلاث التي أشعلها مسلحون «إسلاميون» متشددون في كل من الليرمون (الزهراء) ومنطقة الراشدين والراموسة (وجميعها غرب حلب)،حتى أعلنت فصائل «إسلامية» أخرى فتح جبهة رابعة في قلب المدينة، التي تعيش على وقع القصف والمعارك الشرسة منذ أكثر من 10 أيام، في وقت بدأ فيه وفد تابع للأمم المتحدة جولات مكوكية بهدف التوصل الى اتفاق يتم بموجبه إدخال مساعدات إنسانية إلى معظم مناطق حلب.

الجبهة الجديدة التي فتحها المسلحون هذه المرة كانت في منطقة بستان الباشا، المطلة على أحياء عدة تقع تقريبا في قلب حلب، حيث أعلنت الفصائل «الإسلامية»، وهي «تجمع ألوية فجر الحرية»، و«كتيبة المنتصر بالله»، و«لواء السلطان مراد»، و«لواء السلطان محمد الفاتح»، وجميعها فصائل صغيرة، بدء معركة أطلقوا عليها اسم «نصرة كسب من قلب حلب».

وذكرت الفصائل المسلحة، في بيان، أن «الهدف من هذه المعارك هو السيطرة على أحياء الميدان والشيخ مقصود والشيخ طه وسليمان الحلبي»، وذلك في تطور دراماتيكي جديد في المدينة التي ما زالت تعيش على وقع معارك «بتر الكافرين» التي تقودها مجموعة فصائل «جهادية»، ويديرها مقاتلون من الشيشان.

المعركة الجديدة التي بدأت فجر أمس، شهدت بحسب مصدر ميداني محاولات عديدة للتقدم من داخل حي بستان الباشا إلى حيي الميدان وسليمان الحلبي، بالتزامن مع قصف عنيف بالقذائف المتفجرة (اسطوانات الغاز)، وقذائف الهاون والصواريخ المحلية الصنع، والتي تسببت بدمار كبير تركز في حي الميدان، وأدى في إحصاءات أولية إلى مقتل وجرح نحو 10 مدنيين، جميعهم من الأرمن (سكان حي الميدان معظمهم من الأرمن)، الأمر الذي دفع سكان هذا الحي أيضاً إلى ربط هذا الهجوم بذلك الذي شنته فصائل متشددة على منطقة كسب في ريف اللاذقية الشمالي، خصوصا ان هذه المنطقة تعتبر احدى أبرز المناطق التي يقطنها الأرمن، والذين يستقبلون بعد أيام الذكرى المئوية لـ«الإبادة» التي نفذها العثمانيون بحقهم.

وعلى الجبهات الثلاثة الأخرى غرب حلب، انخفضت وتيرة الاشتباكات في منطقة الليرمون، وسط عدة محاولات من قبل المسلحين للتقدم نحو مبنى الاستخبارات الجوية، والذي ما زال عصياً على المهاجمين، بحسب ما أشار مصدر ميداني، لـ «السفير»، موضحاً أن تعزيزات عسكرية وصلت إلى جبهة الليرمون، وأن الطيران الحربي كثف غاراته خلال الليلة الماضية على بعض معاقل المسلحين، مشيراً إلى أن هذه الجبهة لم تشهد أي تغير يذكر في خريطة السيطرة.

وعلى جبهة الراشدين، التي يسعى المسلحون من هجومهم عبرها لاستهداف أكاديمية الأسد العسكرية، أشار المصدر إلى ان المنطقة شهدت اشتباكات متقطعة، إلا انها كانت منخفضة الوتيرة، في حين قام الجيش السوري بقطع طريق حلب – خناصر – حماه، بعد تقدم المسلحين على محور الراموسة والسيطرة على الفرن الآلي المطل على الطريق، ووضع قناص في هذه الكتلة، إلا ان المصدر أشار إلى أن إعادة فتح الطريق هي مسألة وقت، وأن قطع الطريق جاء بهدف «حماية المدنيين»، على حد تعبيره، في حين سجل مرور عدة آليات عسكرية عبر هذا الطريق من دون أية احتكاكات تذكر، كما سجل سقوط عدة قذائف متفجرة في حي المشارقة السكني تسببت بمقتل وإصابة نحو 10 مدنيين.

وفي سياق متصل، بدأ وفد من الأمم المتحدة جولاته في حلب، بهدف التوصل إلى اتفاق يتم بموجبه إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى معظم المناطق الساخنة في المدينة.

ودخل الوفد الأممي عبر معبر بستان القصر (النقطة الوحيدة التي تصل بين شطري حلب) إلى حلب الشرقية، لإجراء لقاءات مع قيادات المسلحين. وقال مصدر متابع لنشاط الوفد ان الخطة المزمع التوصل إليها تهدف الى إيصال المساعدات إلى جميع المناطق، ومن بينها قريتا نبل والزهراء المحاصرتان في ريف حلب الشمالي.

  • فريق ماسة
  • 2014-04-13
  • 13222
  • من الأرشيف

حلب: المسلحون يفتحون جبهة رابعة

 لم تكد تستقر الأوضاع على جبهات حلب الثلاث التي أشعلها مسلحون «إسلاميون» متشددون في كل من الليرمون (الزهراء) ومنطقة الراشدين والراموسة (وجميعها غرب حلب)،حتى أعلنت فصائل «إسلامية» أخرى فتح جبهة رابعة في قلب المدينة، التي تعيش على وقع القصف والمعارك الشرسة منذ أكثر من 10 أيام، في وقت بدأ فيه وفد تابع للأمم المتحدة جولات مكوكية بهدف التوصل الى اتفاق يتم بموجبه إدخال مساعدات إنسانية إلى معظم مناطق حلب. الجبهة الجديدة التي فتحها المسلحون هذه المرة كانت في منطقة بستان الباشا، المطلة على أحياء عدة تقع تقريبا في قلب حلب، حيث أعلنت الفصائل «الإسلامية»، وهي «تجمع ألوية فجر الحرية»، و«كتيبة المنتصر بالله»، و«لواء السلطان مراد»، و«لواء السلطان محمد الفاتح»، وجميعها فصائل صغيرة، بدء معركة أطلقوا عليها اسم «نصرة كسب من قلب حلب». وذكرت الفصائل المسلحة، في بيان، أن «الهدف من هذه المعارك هو السيطرة على أحياء الميدان والشيخ مقصود والشيخ طه وسليمان الحلبي»، وذلك في تطور دراماتيكي جديد في المدينة التي ما زالت تعيش على وقع معارك «بتر الكافرين» التي تقودها مجموعة فصائل «جهادية»، ويديرها مقاتلون من الشيشان. المعركة الجديدة التي بدأت فجر أمس، شهدت بحسب مصدر ميداني محاولات عديدة للتقدم من داخل حي بستان الباشا إلى حيي الميدان وسليمان الحلبي، بالتزامن مع قصف عنيف بالقذائف المتفجرة (اسطوانات الغاز)، وقذائف الهاون والصواريخ المحلية الصنع، والتي تسببت بدمار كبير تركز في حي الميدان، وأدى في إحصاءات أولية إلى مقتل وجرح نحو 10 مدنيين، جميعهم من الأرمن (سكان حي الميدان معظمهم من الأرمن)، الأمر الذي دفع سكان هذا الحي أيضاً إلى ربط هذا الهجوم بذلك الذي شنته فصائل متشددة على منطقة كسب في ريف اللاذقية الشمالي، خصوصا ان هذه المنطقة تعتبر احدى أبرز المناطق التي يقطنها الأرمن، والذين يستقبلون بعد أيام الذكرى المئوية لـ«الإبادة» التي نفذها العثمانيون بحقهم. وعلى الجبهات الثلاثة الأخرى غرب حلب، انخفضت وتيرة الاشتباكات في منطقة الليرمون، وسط عدة محاولات من قبل المسلحين للتقدم نحو مبنى الاستخبارات الجوية، والذي ما زال عصياً على المهاجمين، بحسب ما أشار مصدر ميداني، لـ «السفير»، موضحاً أن تعزيزات عسكرية وصلت إلى جبهة الليرمون، وأن الطيران الحربي كثف غاراته خلال الليلة الماضية على بعض معاقل المسلحين، مشيراً إلى أن هذه الجبهة لم تشهد أي تغير يذكر في خريطة السيطرة. وعلى جبهة الراشدين، التي يسعى المسلحون من هجومهم عبرها لاستهداف أكاديمية الأسد العسكرية، أشار المصدر إلى ان المنطقة شهدت اشتباكات متقطعة، إلا انها كانت منخفضة الوتيرة، في حين قام الجيش السوري بقطع طريق حلب – خناصر – حماه، بعد تقدم المسلحين على محور الراموسة والسيطرة على الفرن الآلي المطل على الطريق، ووضع قناص في هذه الكتلة، إلا ان المصدر أشار إلى أن إعادة فتح الطريق هي مسألة وقت، وأن قطع الطريق جاء بهدف «حماية المدنيين»، على حد تعبيره، في حين سجل مرور عدة آليات عسكرية عبر هذا الطريق من دون أية احتكاكات تذكر، كما سجل سقوط عدة قذائف متفجرة في حي المشارقة السكني تسببت بمقتل وإصابة نحو 10 مدنيين. وفي سياق متصل، بدأ وفد من الأمم المتحدة جولاته في حلب، بهدف التوصل إلى اتفاق يتم بموجبه إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى معظم المناطق الساخنة في المدينة. ودخل الوفد الأممي عبر معبر بستان القصر (النقطة الوحيدة التي تصل بين شطري حلب) إلى حلب الشرقية، لإجراء لقاءات مع قيادات المسلحين. وقال مصدر متابع لنشاط الوفد ان الخطة المزمع التوصل إليها تهدف الى إيصال المساعدات إلى جميع المناطق، ومن بينها قريتا نبل والزهراء المحاصرتان في ريف حلب الشمالي.

المصدر : السفير /علاء حلبي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة