ما سربه الإعلام الغربي عن طلب الولايات المتحدة من حليفها الاستراتيجي كيان الاحتلال الصهيوني بشن عدوان إرهابي على الجيش العربي السوري في الجولان السوري المحتل لحماية عصابات إرهابية دربتها الاستخبارات الأميركية في الأردن،

 هو كشف جديد لسيل حقائق التآمر على سوريا، سواء تلك الحقائق المتدحرجة على الميدان السوري أو تلك المتدفقة في الفضاء الإقليمي والدولي، يضاف إلى آكام الحقائق السامقة السابقة، مع أن كيان الاحتلال الصهيوني ليس بحاجة إلى أن يتلقى الأوامر للقيام بعمل إرهابي ما ضد سوريا، وإنما هو من يصدر الأوامر إلى حلفائه ووكلائه وعملائه وأدوات إرهابه وإجرامه، لكونه هو من يقود المؤامرة على سوريا.

إن هذا التسريب لا ينفصل عن الكذبة التي بدأ بنسج خيوطها شلة من العملاء والمتمردين السوريين في ما يسمى “مكتب توثيق الملف الكيماوي في سوريا”، الذي يصف نفسه بأنه “مستقل”، وهي أنه تمكن من “توثيق” واحد وأربعين هجومًا استخدم فيها الجيش العربي السوري الأسلحة الكيميائية والغازات السامة والتي كان آخرها الجمعة الماضية على بلدة “كفر زيتا” بريف حماة الشمالي ومدينة “حرستا” بريف دمشق الشمالي.

وفي تصوري أن هذين التطورين اللافتين على صعيد الأزمة السورية يسعى معشر المتآمرين من ورائهما إلى تحقيق جملة من الأهداف منها:

أولًا: صب المزيد من الضغوط للتأثير على المعنويات المرتفعة للجيش العربي السوري، ومحاولة إرباكه ومنعه من مواصلة التقدم وإحراز الانتصارات المتوالية في المناطق الساخنة، حيث يستعد في القلمون لاستعادة ما تبقى من القرى والجيوب التي فرت إليها العصابات الإرهابية من النبك والزهراء ويبرود وفليطة ورنكوس، وكذلك استعداد الجيش لاستعادة الزبداني وعسال الورد في ريف دمشق اللتين يتحصن فيهما عناصر العصابات الإرهابية التي يقال إنها على وشك الانهيار والاستسلام كما حصل لها في يبرود ورنكوس، وكذلك محاولة عرقلة تقدم الجيش العربي السوري في حمص وحلب وحماة ودرعا ودير الزور، وبالتالي يحاول معشر المتآمرين رفع المعنويات المنهارة لعصابات الإرهاب مردفين ذلك بإعلانهم الالتزام باستمرار تدفق الأسلحة النوعية وغير النوعية الممولة بمال عربي “عميل”.

ثانيًا: يحاول معسكر المؤامرة على سوريا الرد على روسيا على خلفية ما يحدث في شرق أوكرانيا وجنوبها من حراكات وموجات احتجاجية مطالبة بالاستقلال، حيث يطالب سكان المناطق الشرقية والجنوبية باستفتاء على غرار ما جرى في شبه جزيرة القرم. ويتهم الأميركيون والأوروبيون روسيا بالمسؤولية عن تفجر هذه الحراكات وسعيها إلى ضم الشرق الأوكراني الغني بالصناعة، وهو ما يمثل عبئًا وقلقًا إضافيين على الولايات المتحدة وأوروبا اللتين أعدتا خطة الانقلاب ودعمتها في أوكرانيا ضد الحكومة الشرعية المنتخبة. وكأن لسان حال الولايات المتحدة وأوروبا يقول “بقاء القنيطرة أو ما يسمى بالمناطق المحررة في الجولان السوري المحتل تحت السيادة السورية، مقابل بقاء مناطق الشرق الأوكراني والجنوب تحت السيادة الأوكرانية”، بالإضافة إلى محاولة المتآمرين البحث الدائم عن أوراق مكاسب ميدانية يمكن أن يصرفوها في السياسة.

ثالثًا: التغطية على مجموعة التقارير والمقالات ومنها مقال الكاتب الأميركي سيمور هيرش التي تؤكد التورط التركي والأميركي في استخدام الأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية وكذلك التقارير والتحليلات السورية ـ الروسية التي تؤكد التورط التركي في استخدام الأسلحة الكيماوية في خان العسل، وذلك بمحاولة نسج خيوط كذبة جديدة عن استخدام هذا النوع من الأسلحة من قبل الجيش العربي السوري عبر العملاء وأدوات الإرهاب ذاتهم الذين استخدموه في الغوطة وخان العسل. وطبعًا مثل هذه الأكاذيب مفضوحة ومردودة على ناسجيها، وذلك لكون أن ترسانة الأٍسلحة الكيماوية السورية بحوزة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، فضلًا عن أن الصور التي نشرها العملاء والإرهابيون لا توحي عن إصابات بأسلحة كيماوية بدليل أن المسعفين لم يرتدوا كمامات أو قفازات واقية من باب الوقاية. والواضح أن مقتضيات الواقع والحاجة إلى الدور التركي ـ الأردوغاني في إسناد العصابات الإرهابية في هذه المرحلة والمراحل اللاحقة تستوجب ستر فضائح الحكومة التركية تحسبًا لأي نتائج عكسية لا تخدم الانخراط التركي في التآمر على سوريا، ولذلك يأتي تدخل العملاء والإرهابيين والمرتزقة سوريين وغير سوريين للتغطية على ذلك. إلا أنه مثلما انبرى لفضح المتورطين من هو محسوب عليهم، فإنه سيأتي من يفضح الكذبة الأخيرة يومًا ما ومن بينهم أيضًا.

رابعًا: وهو الأهم، فكل التحركات لمعسكر التآمر القائمة على الكذب والفبركة والادعاء، تهدف إلى إفشال الانتخابات الرئاسية التي تعتزم سوريا تنظيمها يونيو المقبل، ذلك أن تمكن الجيش العربي السوري من تطهير المحافظات والمدن الرئيسية من الإرهابيين ودنسهم وإعادة الأمن إليها بما يؤدي إلى عودة جميع الأهالي الذين هجرتهم العصابات الإرهابية، يعني أن الجيش العربي السوري قد استطاع توفير الضمانات الكافية واللازمة لسير الانتخابات الرئاسية. ويبدو أن المعطيات تؤشر إلى أن هناك شيئًا ما يعده معشر المتآمرين على سوريا لإفشال الانتخابات التي قالوا إنهم لا يعترفون بها وإنها غير شرعية، وربما تتضح معالم ذلك بُعيد اكتمال نقل الترسانة السورية من الأسلحة الكيماوية أواخر الشهر الجاري، خاصة وأن الحديث عن معركة الجنوب يظهر ثم يختفي، والطلب الأميركي من كيان الاحتلال الصهيوني بمهاجمة الجيش العربي السوري قد يكون مؤشرًا على ذلك. واللافت هنا التكامل في الأدوار والتنسيق العالي بين تركيا ـ أردوغان وكيان الاحتلال الصهيوني، فالأولى يبدو أن شبح إبادة الأرمن لا يزال يطاردها وبالتالي تسعى إلى اقتلاع السكان الأرمن من مدينة كسب السورية حتى لا يذكروها بهذه القضية التاريخية والإنسانية. والثاني (كيان الاحتلال) تنتابه حالة من القلق المزمن من انفتاح جبهة الجولان السوري المحتل فتتحول هذه الجبهة مع جبهة الجنوب اللبناني إلى جبهتي استنزاف وتهديد حقيقيين لكيان الاحتلال الصهيوني، خاصة وأن هناك رسائل بعثها المقاومون السوريون واللبنانيون على الجبهتين، وقد فهم مضمونها المحتلون الصهاينة، ولهذا يحاولون الدفع بالعصابات الإرهابية نحو الجولان لإقامة جدار بشري إرهابي عازل يمهد فيما بعد لإعادة احتلال القنيطرة.

في يقيني أن سوريا وهي تستمد قوتها من شعبها وجيشها العربي الباسل، تدرك ما يعده لها الأعداء، وكما كانت قادرة على المقاومة والصمود، هي قادرة على إلحاق الهزائم بهم ورد كيدهم في نحرهم.

  • فريق ماسة
  • 2014-04-13
  • 10099
  • من الأرشيف

تحركات تآمرية لإفشال الانتخابات

ما سربه الإعلام الغربي عن طلب الولايات المتحدة من حليفها الاستراتيجي كيان الاحتلال الصهيوني بشن عدوان إرهابي على الجيش العربي السوري في الجولان السوري المحتل لحماية عصابات إرهابية دربتها الاستخبارات الأميركية في الأردن،  هو كشف جديد لسيل حقائق التآمر على سوريا، سواء تلك الحقائق المتدحرجة على الميدان السوري أو تلك المتدفقة في الفضاء الإقليمي والدولي، يضاف إلى آكام الحقائق السامقة السابقة، مع أن كيان الاحتلال الصهيوني ليس بحاجة إلى أن يتلقى الأوامر للقيام بعمل إرهابي ما ضد سوريا، وإنما هو من يصدر الأوامر إلى حلفائه ووكلائه وعملائه وأدوات إرهابه وإجرامه، لكونه هو من يقود المؤامرة على سوريا. إن هذا التسريب لا ينفصل عن الكذبة التي بدأ بنسج خيوطها شلة من العملاء والمتمردين السوريين في ما يسمى “مكتب توثيق الملف الكيماوي في سوريا”، الذي يصف نفسه بأنه “مستقل”، وهي أنه تمكن من “توثيق” واحد وأربعين هجومًا استخدم فيها الجيش العربي السوري الأسلحة الكيميائية والغازات السامة والتي كان آخرها الجمعة الماضية على بلدة “كفر زيتا” بريف حماة الشمالي ومدينة “حرستا” بريف دمشق الشمالي. وفي تصوري أن هذين التطورين اللافتين على صعيد الأزمة السورية يسعى معشر المتآمرين من ورائهما إلى تحقيق جملة من الأهداف منها: أولًا: صب المزيد من الضغوط للتأثير على المعنويات المرتفعة للجيش العربي السوري، ومحاولة إرباكه ومنعه من مواصلة التقدم وإحراز الانتصارات المتوالية في المناطق الساخنة، حيث يستعد في القلمون لاستعادة ما تبقى من القرى والجيوب التي فرت إليها العصابات الإرهابية من النبك والزهراء ويبرود وفليطة ورنكوس، وكذلك استعداد الجيش لاستعادة الزبداني وعسال الورد في ريف دمشق اللتين يتحصن فيهما عناصر العصابات الإرهابية التي يقال إنها على وشك الانهيار والاستسلام كما حصل لها في يبرود ورنكوس، وكذلك محاولة عرقلة تقدم الجيش العربي السوري في حمص وحلب وحماة ودرعا ودير الزور، وبالتالي يحاول معشر المتآمرين رفع المعنويات المنهارة لعصابات الإرهاب مردفين ذلك بإعلانهم الالتزام باستمرار تدفق الأسلحة النوعية وغير النوعية الممولة بمال عربي “عميل”. ثانيًا: يحاول معسكر المؤامرة على سوريا الرد على روسيا على خلفية ما يحدث في شرق أوكرانيا وجنوبها من حراكات وموجات احتجاجية مطالبة بالاستقلال، حيث يطالب سكان المناطق الشرقية والجنوبية باستفتاء على غرار ما جرى في شبه جزيرة القرم. ويتهم الأميركيون والأوروبيون روسيا بالمسؤولية عن تفجر هذه الحراكات وسعيها إلى ضم الشرق الأوكراني الغني بالصناعة، وهو ما يمثل عبئًا وقلقًا إضافيين على الولايات المتحدة وأوروبا اللتين أعدتا خطة الانقلاب ودعمتها في أوكرانيا ضد الحكومة الشرعية المنتخبة. وكأن لسان حال الولايات المتحدة وأوروبا يقول “بقاء القنيطرة أو ما يسمى بالمناطق المحررة في الجولان السوري المحتل تحت السيادة السورية، مقابل بقاء مناطق الشرق الأوكراني والجنوب تحت السيادة الأوكرانية”، بالإضافة إلى محاولة المتآمرين البحث الدائم عن أوراق مكاسب ميدانية يمكن أن يصرفوها في السياسة. ثالثًا: التغطية على مجموعة التقارير والمقالات ومنها مقال الكاتب الأميركي سيمور هيرش التي تؤكد التورط التركي والأميركي في استخدام الأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية وكذلك التقارير والتحليلات السورية ـ الروسية التي تؤكد التورط التركي في استخدام الأسلحة الكيماوية في خان العسل، وذلك بمحاولة نسج خيوط كذبة جديدة عن استخدام هذا النوع من الأسلحة من قبل الجيش العربي السوري عبر العملاء وأدوات الإرهاب ذاتهم الذين استخدموه في الغوطة وخان العسل. وطبعًا مثل هذه الأكاذيب مفضوحة ومردودة على ناسجيها، وذلك لكون أن ترسانة الأٍسلحة الكيماوية السورية بحوزة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، فضلًا عن أن الصور التي نشرها العملاء والإرهابيون لا توحي عن إصابات بأسلحة كيماوية بدليل أن المسعفين لم يرتدوا كمامات أو قفازات واقية من باب الوقاية. والواضح أن مقتضيات الواقع والحاجة إلى الدور التركي ـ الأردوغاني في إسناد العصابات الإرهابية في هذه المرحلة والمراحل اللاحقة تستوجب ستر فضائح الحكومة التركية تحسبًا لأي نتائج عكسية لا تخدم الانخراط التركي في التآمر على سوريا، ولذلك يأتي تدخل العملاء والإرهابيين والمرتزقة سوريين وغير سوريين للتغطية على ذلك. إلا أنه مثلما انبرى لفضح المتورطين من هو محسوب عليهم، فإنه سيأتي من يفضح الكذبة الأخيرة يومًا ما ومن بينهم أيضًا. رابعًا: وهو الأهم، فكل التحركات لمعسكر التآمر القائمة على الكذب والفبركة والادعاء، تهدف إلى إفشال الانتخابات الرئاسية التي تعتزم سوريا تنظيمها يونيو المقبل، ذلك أن تمكن الجيش العربي السوري من تطهير المحافظات والمدن الرئيسية من الإرهابيين ودنسهم وإعادة الأمن إليها بما يؤدي إلى عودة جميع الأهالي الذين هجرتهم العصابات الإرهابية، يعني أن الجيش العربي السوري قد استطاع توفير الضمانات الكافية واللازمة لسير الانتخابات الرئاسية. ويبدو أن المعطيات تؤشر إلى أن هناك شيئًا ما يعده معشر المتآمرين على سوريا لإفشال الانتخابات التي قالوا إنهم لا يعترفون بها وإنها غير شرعية، وربما تتضح معالم ذلك بُعيد اكتمال نقل الترسانة السورية من الأسلحة الكيماوية أواخر الشهر الجاري، خاصة وأن الحديث عن معركة الجنوب يظهر ثم يختفي، والطلب الأميركي من كيان الاحتلال الصهيوني بمهاجمة الجيش العربي السوري قد يكون مؤشرًا على ذلك. واللافت هنا التكامل في الأدوار والتنسيق العالي بين تركيا ـ أردوغان وكيان الاحتلال الصهيوني، فالأولى يبدو أن شبح إبادة الأرمن لا يزال يطاردها وبالتالي تسعى إلى اقتلاع السكان الأرمن من مدينة كسب السورية حتى لا يذكروها بهذه القضية التاريخية والإنسانية. والثاني (كيان الاحتلال) تنتابه حالة من القلق المزمن من انفتاح جبهة الجولان السوري المحتل فتتحول هذه الجبهة مع جبهة الجنوب اللبناني إلى جبهتي استنزاف وتهديد حقيقيين لكيان الاحتلال الصهيوني، خاصة وأن هناك رسائل بعثها المقاومون السوريون واللبنانيون على الجبهتين، وقد فهم مضمونها المحتلون الصهاينة، ولهذا يحاولون الدفع بالعصابات الإرهابية نحو الجولان لإقامة جدار بشري إرهابي عازل يمهد فيما بعد لإعادة احتلال القنيطرة. في يقيني أن سوريا وهي تستمد قوتها من شعبها وجيشها العربي الباسل، تدرك ما يعده لها الأعداء، وكما كانت قادرة على المقاومة والصمود، هي قادرة على إلحاق الهزائم بهم ورد كيدهم في نحرهم.

المصدر : خميس التوبي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة