يعتبر مصدر دبلوماسي بارز أن ارتفاع نبرة التصعيد الإعلامي والسياسي والعسكري بين الأطراف الدولية والإقليمية في هذه المرحلة، تحديداً بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا لكل طرف أسبابه ومبررات

 يهدف إلى شد العصب ورفع المعنويات لدى القوى الحليفة لكلا الطرفين. ورغم هذه النبرة المرتفعة، ثمة تواصل في الكواليس بين الدولتين لتبريد الأجواء والبحث عن كيفية إيجاد المخارج لجميع الملفات والجبهات المتفجرة، سواء على صعيد الملف السوري أو الإيراني أو الأوكراني أو العراقي أو اللبناني أو المصري، وليس آخرها الملف الفلسطيني، ففي هذه الملفات عدد من التعقيدات والتشابكات محلياً وإقليمياً ودولياً.

● يتابع المصدر: ثمة تواصل بين الولايات المتحدة وروسيا للبحث عن تدوير الزوايا في كل من هذه الملفات، فالروسي يدرك أن الإدارة الأميركية تتعرض لضغوط داخلية وخارجية لمنع تحقيق تفاهمات مع روسيا، بدليل أن لقاء باريس الأخير بين الوزيرين لافروف وكيري بحث جملة من القضايا، خاصة الملفين الأوكراني والسوري، وجرى الحديث عن إمكان استئناف «جنيف ـ 2»، وأبدت سورية من ناحيتها استعداداً دائماً لحضور المؤتمر، والمهم أن يكون الطرف الآخر جاداً أيضاً، فالمحور الروسي ـ الإيراني ـ السوري يسجل عدداً من الإنجازات، وثمة تقدم جوهري في الملف النووي الإيراني، ويحقق السوري أيضاً المزيد من الانتصارات على الأرض في المحافظات السورية كافة، لذا سواء عقد جنيف أو لم يعقد، الأمر سيان لدى السوري.

● يضيف المصدر أن الرئيس الأميركي طلب لدى زيارته السعودية عدم عرقلة أي اتفاق يحصل مع إيران في ملفها النووي، لأن الأميركي متأكد من وصوله إلى تفاهم مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في حين ترى السعودية أن التهافت الغربي على إعادة العلاقات مع إيران قبل التوصل إلى اتفاق معها هو في غير محله ومثير للقلق، علماً أن الأميركيين والإيرانيين رفضوا طلباً سعودياً بالاطلاع على الاتفاق مع إيران قبل الإعلان عنه. وفي الخليج تشهد السعودية أزمة حقيقية بسبب الخلاف القائم مع قطر والذي تحول إلى صراع حقيقي وبدأ يأخذ أبعاده، فالقطري يتحرك في اتجاه بعض الدول العربية مثلما فعل الأمير تميم في جولته الأخيرة على عدد من تلك الدول ليبعث برسالة واضحة مفادها أن قطر ليست في عزلة مثلما تظن السعودية.

● يشير المصدر إلى أنه بعد فشل الإدارة الأميركية ومن معها في المنطقة في تنفيذ هجوم عسكري من الجنوب، إثر الموقف الأردني الذي رفض فتح هذه الجبهة لأن نتائجها ستكون سلبية على الأردن، اضطرت إلى فتح جبهة الشمال في اللاذقية وريفها بخاصة، فنجح الجيش العربي السوري في استيعاب الهجوم واستعاد بعض المواقع الاستراتيجية والمهمة من أيدي المجموعات الإرهابية التي تدفقت بالآلاف إلى كسب والريف الشمالي تحت غطاء وتدخل تركيين مباشرين. وإلى ذلك، تتم المصالحات في أكثر من منطقة في سورية وهي إلى ازدياد، فضلاً عن التقدم الميداني المهم على سائر الجبهات، لذا فإن الروسي يريد فرض شروطه ويطلب أن تكون المعارضة في موقع يسمح لها بتنفيذ ما يمكن أن يتفق عليه، بالإضافة إلى جدول أعمال محدّد عنوانه الرئيسي وقف العنف ومحاربة الإرهاب ثم الانتقال إلى العملية السياسية، وبعده الموضوع الإنساني، وأخيراً الحفاظ على المؤسسات.

● كشف المصدر عينه أن الأميركيين يريدون الاستعجال في عقد «جنيف ـ 3» قبل الانتخابات الرئاسية في سورية فهم يعرفون جيداً أن الجيش العربي السوري حتى موعد الانتخابات الرئاسية يكون حرّر المدن الرئيسية والكبرى في سورية، ما يسمح بإجراء انتخابات يكون الرئيس بشار الأسد هو الأقوى فيها على الصعيد الشعبي، علماً أن الأميركيين والأوروبيين باتوا مقتنعين بقبول الرئيس الأسد على رأس السلطة في سورية، وعقد جنيف قبل الانتخابات الرئاسية قد يحقق في اعتقاد الأميركيين الحد الأدنى من المكاسب السياسية لهم نتيجة الظروف الميدانية الحالية والتي قد تصبح في المدى المنظور بلا قيمة بالنسبة إلى الدولة الوطنية السورية، وعندئذ فقط قد لا تحتاج إلى «جنيف ـ 3» بل إلى حوار سوري ـ سوري في الداخل برعاية الدولة السورية.

  • فريق ماسة
  • 2014-04-09
  • 13076
  • من الأرشيف

تخوف امريكي جدي من حسم الجيش السوري للميدان قبل الانتخابات الرئيسية

يعتبر مصدر دبلوماسي بارز أن ارتفاع نبرة التصعيد الإعلامي والسياسي والعسكري بين الأطراف الدولية والإقليمية في هذه المرحلة، تحديداً بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا لكل طرف أسبابه ومبررات  يهدف إلى شد العصب ورفع المعنويات لدى القوى الحليفة لكلا الطرفين. ورغم هذه النبرة المرتفعة، ثمة تواصل في الكواليس بين الدولتين لتبريد الأجواء والبحث عن كيفية إيجاد المخارج لجميع الملفات والجبهات المتفجرة، سواء على صعيد الملف السوري أو الإيراني أو الأوكراني أو العراقي أو اللبناني أو المصري، وليس آخرها الملف الفلسطيني، ففي هذه الملفات عدد من التعقيدات والتشابكات محلياً وإقليمياً ودولياً. ● يتابع المصدر: ثمة تواصل بين الولايات المتحدة وروسيا للبحث عن تدوير الزوايا في كل من هذه الملفات، فالروسي يدرك أن الإدارة الأميركية تتعرض لضغوط داخلية وخارجية لمنع تحقيق تفاهمات مع روسيا، بدليل أن لقاء باريس الأخير بين الوزيرين لافروف وكيري بحث جملة من القضايا، خاصة الملفين الأوكراني والسوري، وجرى الحديث عن إمكان استئناف «جنيف ـ 2»، وأبدت سورية من ناحيتها استعداداً دائماً لحضور المؤتمر، والمهم أن يكون الطرف الآخر جاداً أيضاً، فالمحور الروسي ـ الإيراني ـ السوري يسجل عدداً من الإنجازات، وثمة تقدم جوهري في الملف النووي الإيراني، ويحقق السوري أيضاً المزيد من الانتصارات على الأرض في المحافظات السورية كافة، لذا سواء عقد جنيف أو لم يعقد، الأمر سيان لدى السوري. ● يضيف المصدر أن الرئيس الأميركي طلب لدى زيارته السعودية عدم عرقلة أي اتفاق يحصل مع إيران في ملفها النووي، لأن الأميركي متأكد من وصوله إلى تفاهم مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في حين ترى السعودية أن التهافت الغربي على إعادة العلاقات مع إيران قبل التوصل إلى اتفاق معها هو في غير محله ومثير للقلق، علماً أن الأميركيين والإيرانيين رفضوا طلباً سعودياً بالاطلاع على الاتفاق مع إيران قبل الإعلان عنه. وفي الخليج تشهد السعودية أزمة حقيقية بسبب الخلاف القائم مع قطر والذي تحول إلى صراع حقيقي وبدأ يأخذ أبعاده، فالقطري يتحرك في اتجاه بعض الدول العربية مثلما فعل الأمير تميم في جولته الأخيرة على عدد من تلك الدول ليبعث برسالة واضحة مفادها أن قطر ليست في عزلة مثلما تظن السعودية. ● يشير المصدر إلى أنه بعد فشل الإدارة الأميركية ومن معها في المنطقة في تنفيذ هجوم عسكري من الجنوب، إثر الموقف الأردني الذي رفض فتح هذه الجبهة لأن نتائجها ستكون سلبية على الأردن، اضطرت إلى فتح جبهة الشمال في اللاذقية وريفها بخاصة، فنجح الجيش العربي السوري في استيعاب الهجوم واستعاد بعض المواقع الاستراتيجية والمهمة من أيدي المجموعات الإرهابية التي تدفقت بالآلاف إلى كسب والريف الشمالي تحت غطاء وتدخل تركيين مباشرين. وإلى ذلك، تتم المصالحات في أكثر من منطقة في سورية وهي إلى ازدياد، فضلاً عن التقدم الميداني المهم على سائر الجبهات، لذا فإن الروسي يريد فرض شروطه ويطلب أن تكون المعارضة في موقع يسمح لها بتنفيذ ما يمكن أن يتفق عليه، بالإضافة إلى جدول أعمال محدّد عنوانه الرئيسي وقف العنف ومحاربة الإرهاب ثم الانتقال إلى العملية السياسية، وبعده الموضوع الإنساني، وأخيراً الحفاظ على المؤسسات. ● كشف المصدر عينه أن الأميركيين يريدون الاستعجال في عقد «جنيف ـ 3» قبل الانتخابات الرئاسية في سورية فهم يعرفون جيداً أن الجيش العربي السوري حتى موعد الانتخابات الرئاسية يكون حرّر المدن الرئيسية والكبرى في سورية، ما يسمح بإجراء انتخابات يكون الرئيس بشار الأسد هو الأقوى فيها على الصعيد الشعبي، علماً أن الأميركيين والأوروبيين باتوا مقتنعين بقبول الرئيس الأسد على رأس السلطة في سورية، وعقد جنيف قبل الانتخابات الرئاسية قد يحقق في اعتقاد الأميركيين الحد الأدنى من المكاسب السياسية لهم نتيجة الظروف الميدانية الحالية والتي قد تصبح في المدى المنظور بلا قيمة بالنسبة إلى الدولة الوطنية السورية، وعندئذ فقط قد لا تحتاج إلى «جنيف ـ 3» بل إلى حوار سوري ـ سوري في الداخل برعاية الدولة السورية.

المصدر : البناء - نور الدين الجمال


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة