تكشف المزيد من الحقائق حول العملية الأخيرة التي قامت بها بعض الفصائل المتشددة في ريف اللاذقية الشمالي، وتحديداً في كسب ومحيطها.

وكانت "السفير" أول من كشف حقيقة أن "الأمير العام" لهذه العملية هو أبو موسى الشيشاني، القائد العسكري العام لـ"كتائب أنصار الشام"، ليتبين لاحقاً أن العنصر الشيشاني هو العمود الفقري لهذا الهجوم، لا سيما بعد مشاركة كل من القيادي الشهير مسلم الشيشاني (أبو الوليد) "أمير" جماعة "جنود الشام" في ريف اللاذقية ونائبه أبو تراب الشيشاني، اللذين كانا وما زالا المشرفين على الهجوم على نقطة المرصد 45.

ويبدو أن أحد القواسم المشتركة للهجوم على ريف اللاذقية هو انتماء جميع قادته العسكريين إلى الشيشان، أو إلى المعادين لروسيا خاصة، ومن شأن ذلك توفير المزيد من الإثبات على أن قادة الهجوم على كسب جميعهم من ذوي الارتباط بالاستخبارات التركية التي تجمعها مع الحركات الإسلامية في الشيشان مصالح وتاريخ طويل من العلاقات المستمرة حتى الآن. فقد شارك كل من مسلم الشيشاني وأبو موسى الشيشاني في العديد من العمليات الإرهابية ضد القوات الروسية في تسعينيات القرن الماضي كان أبرزها عملية "خير الله". وليس هذا فحسب، فالقائد العسكري لحركة "أحرار الشام" في ريف اللاذقية هو أبو الحسن التبوكي (رغم أنه سوري وليس سعوديا)، تمتد أيضاً بينه وبين روسيا عداوة لا تقل عن عداوة الشيشان، وهو من القادة الميدانيين الكبار لعملية الهجوم على كسب. فمن هو؟

المعروف عنه أنه صاحب تاريخ سابق في القتال في أفغانستان، فهو من الأفغان العرب الذين قاتلوا تحت راية زعيم تنظيم "القاعدة" الراحل أسامة بن لادن والحالي أيمن الظواهري. ورغم أن معظم المؤشرات تدل على أنه سوري الجنسية لكن يلاحظ أنه يعرف باسم أبو الحسن المهاجر، وأيضاً بأبي الحسن التبوكي، كما حملت السرية التي قادها في الهجوم على مدينة كسب اسم "سرية المهاجر التبوكي"، الأمر الذي قد يوحي بأن له أصولاً سعودية.

لكن الأهم هو أن أبا الحسن هو شقيق ياسر السوري، واسمه ياسر الشعار، وهو العربي الوحيد الذي شارك في العملية الإرهابية التي استهدفت أحد مسارح روسيا قبل 12 عاماً. وثمة معلومات تؤكد أن السوري كان من القادة الذين خططوا ونفذوا هذه العملية، وليس مجرد عنصر عادي.

ومع اندلاع الأزمة السورية عاد أبو الحسن إلى سورية حيث انضم إلى "حركة أحرار الشام" التي تتوالى الإثباتات على أنها تنظيم مطابق لتنظيم "القاعدة"، سواء من حيث العقيدة أو السلوك، أو من حيث نوعية القيادات التي تتحكم بأهم مفاصله. وبرز من هذه القيادات كل من أبو خالد السوري وأبو مريم الفلسطيني وأبو محمد الفرنسي وغيرهم كثير، وجميع هؤلاء كانوا على علاقة تنظيمية سابقة بتنظيم "القاعدة" العالمي أو بـ"الجهاد" في أفغانستان.

كما تزداد المؤشرات على العلاقة الوطيدة بين "حركة أحرار الشام" والاستخبارات التركية، خصوصاً عن طريق بعض قياداتها، ونذكر منهم هنا أبو الحسن التبوكي الذي كانت تربطه مع شقيقه ياسر السوري علاقات قوية مع أجهزة الاستخبارات التركية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أيمن أبو التوت، الملقب بـ"أبو العباس الشامي" وهو "المفتي العام للجبهة الإسلامية"، والذي ينظر إليه على أنه القائد الفعلي لـ"حركة أحرار الشام"، وأن أبا عبدالله الحموي مجرد واجهة له. وكان أبو التوت مقيماً في تركيا لعدة سنوات، بمعرفة أجهزة الأمن التركية التي غضت النظر عن علاقاته الكثيرة مع بعض التنظيمات الإرهابية، وذلك قبل أن يعتقل من قبل السلطات السورية، ويزج به في سجن صيدنايا.

يشار إلى أن عملية مسرح موسكو قامت بها مجموعة مكونة من حوالي 50 شيشانياً متطرفاً، من بينهم ياسر السوري وينتمون إلى جمهورية الشيشان، حيث هاجموا، بقيادة موفسار باراييف، مسرحا في موسكو في 23 تشرين الاول العام 2002، واحتجزوا مئات الرهائن، مطالبين آنذاك بانسحاب القوات الروسية من الشيشان وإنهاء الحرب الشيشانية الثانية. وبعد يومين ونصف من الحصار، ضخت القوات الخاصة الروسية غازًا كيميائيًا في فتحات التهوئة في المبنى، ثم اقتحمته. وقتل بسبب هذه العملية 39 من المهاجمين، من بينهم ياسر السوري على أيدي القوات الروسية، وما لا يقل عن 129 من الرهائن.

  • فريق ماسة
  • 2014-04-07
  • 12144
  • من الأرشيف

قائد "أحرار الشام" في الساحل السوري: شقيق قائد عملية مسرح موسكو!

تكشف المزيد من الحقائق حول العملية الأخيرة التي قامت بها بعض الفصائل المتشددة في ريف اللاذقية الشمالي، وتحديداً في كسب ومحيطها. وكانت "السفير" أول من كشف حقيقة أن "الأمير العام" لهذه العملية هو أبو موسى الشيشاني، القائد العسكري العام لـ"كتائب أنصار الشام"، ليتبين لاحقاً أن العنصر الشيشاني هو العمود الفقري لهذا الهجوم، لا سيما بعد مشاركة كل من القيادي الشهير مسلم الشيشاني (أبو الوليد) "أمير" جماعة "جنود الشام" في ريف اللاذقية ونائبه أبو تراب الشيشاني، اللذين كانا وما زالا المشرفين على الهجوم على نقطة المرصد 45. ويبدو أن أحد القواسم المشتركة للهجوم على ريف اللاذقية هو انتماء جميع قادته العسكريين إلى الشيشان، أو إلى المعادين لروسيا خاصة، ومن شأن ذلك توفير المزيد من الإثبات على أن قادة الهجوم على كسب جميعهم من ذوي الارتباط بالاستخبارات التركية التي تجمعها مع الحركات الإسلامية في الشيشان مصالح وتاريخ طويل من العلاقات المستمرة حتى الآن. فقد شارك كل من مسلم الشيشاني وأبو موسى الشيشاني في العديد من العمليات الإرهابية ضد القوات الروسية في تسعينيات القرن الماضي كان أبرزها عملية "خير الله". وليس هذا فحسب، فالقائد العسكري لحركة "أحرار الشام" في ريف اللاذقية هو أبو الحسن التبوكي (رغم أنه سوري وليس سعوديا)، تمتد أيضاً بينه وبين روسيا عداوة لا تقل عن عداوة الشيشان، وهو من القادة الميدانيين الكبار لعملية الهجوم على كسب. فمن هو؟ المعروف عنه أنه صاحب تاريخ سابق في القتال في أفغانستان، فهو من الأفغان العرب الذين قاتلوا تحت راية زعيم تنظيم "القاعدة" الراحل أسامة بن لادن والحالي أيمن الظواهري. ورغم أن معظم المؤشرات تدل على أنه سوري الجنسية لكن يلاحظ أنه يعرف باسم أبو الحسن المهاجر، وأيضاً بأبي الحسن التبوكي، كما حملت السرية التي قادها في الهجوم على مدينة كسب اسم "سرية المهاجر التبوكي"، الأمر الذي قد يوحي بأن له أصولاً سعودية. لكن الأهم هو أن أبا الحسن هو شقيق ياسر السوري، واسمه ياسر الشعار، وهو العربي الوحيد الذي شارك في العملية الإرهابية التي استهدفت أحد مسارح روسيا قبل 12 عاماً. وثمة معلومات تؤكد أن السوري كان من القادة الذين خططوا ونفذوا هذه العملية، وليس مجرد عنصر عادي. ومع اندلاع الأزمة السورية عاد أبو الحسن إلى سورية حيث انضم إلى "حركة أحرار الشام" التي تتوالى الإثباتات على أنها تنظيم مطابق لتنظيم "القاعدة"، سواء من حيث العقيدة أو السلوك، أو من حيث نوعية القيادات التي تتحكم بأهم مفاصله. وبرز من هذه القيادات كل من أبو خالد السوري وأبو مريم الفلسطيني وأبو محمد الفرنسي وغيرهم كثير، وجميع هؤلاء كانوا على علاقة تنظيمية سابقة بتنظيم "القاعدة" العالمي أو بـ"الجهاد" في أفغانستان. كما تزداد المؤشرات على العلاقة الوطيدة بين "حركة أحرار الشام" والاستخبارات التركية، خصوصاً عن طريق بعض قياداتها، ونذكر منهم هنا أبو الحسن التبوكي الذي كانت تربطه مع شقيقه ياسر السوري علاقات قوية مع أجهزة الاستخبارات التركية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أيمن أبو التوت، الملقب بـ"أبو العباس الشامي" وهو "المفتي العام للجبهة الإسلامية"، والذي ينظر إليه على أنه القائد الفعلي لـ"حركة أحرار الشام"، وأن أبا عبدالله الحموي مجرد واجهة له. وكان أبو التوت مقيماً في تركيا لعدة سنوات، بمعرفة أجهزة الأمن التركية التي غضت النظر عن علاقاته الكثيرة مع بعض التنظيمات الإرهابية، وذلك قبل أن يعتقل من قبل السلطات السورية، ويزج به في سجن صيدنايا. يشار إلى أن عملية مسرح موسكو قامت بها مجموعة مكونة من حوالي 50 شيشانياً متطرفاً، من بينهم ياسر السوري وينتمون إلى جمهورية الشيشان، حيث هاجموا، بقيادة موفسار باراييف، مسرحا في موسكو في 23 تشرين الاول العام 2002، واحتجزوا مئات الرهائن، مطالبين آنذاك بانسحاب القوات الروسية من الشيشان وإنهاء الحرب الشيشانية الثانية. وبعد يومين ونصف من الحصار، ضخت القوات الخاصة الروسية غازًا كيميائيًا في فتحات التهوئة في المبنى، ثم اقتحمته. وقتل بسبب هذه العملية 39 من المهاجمين، من بينهم ياسر السوري على أيدي القوات الروسية، وما لا يقل عن 129 من الرهائن.

المصدر : السفير/ عبد الله علي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة