دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
كشفت مصادر ديبلوماسية مطلعة في العاصمة المصرية - القاهرة - عن آلية العمل الاميركي ضد روسيا من داخل منظومة الامن الاقليمي التي بنتها الادارة الروسية بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، وما ارادته موسكو شرنقة تحميها من دول الاتحاد السوفياتي السابق، تعمل واشنطن على تحويله الى تكرار لمسيرة حياة "دودة القز" التي تنسج خيوطا تقتلها بعد اكتمالها.
قد تبدو فضيحة التنصت الاميركية على زعماء دول العالم مزحة في العلاقات الدولية ان ثبت لموسكو ما يقوله الديبلوماسيون من موقع طمأنة بعض العرب إلى ان موقع موسكو الدولي لن يستمر، وأنه من الأنسب (على سبيل المثال لا الحصر) ترك البيض المصري في سلة واشنطن حصرا.
العاب الديبلوماسيين كثيرة، لكن كيف يدعمون مزاعمهم وبأية وسائل؟
في تقرير سربه ديبلوماسيون لمسئولين في العاصمة المصرية ترد المعلومات التالية:
موسكو ستشهد سقوطا مدويا لفلاديمير بوتين بثورة شعبية !!
وفي المعلومات :
ان السلطات الأمنية الأميركية وخاصة الـCIA تعمد لأجهزة أمن ولشخصيات في دول حليفة لروسيا اليوم وكانت عضواً في اتحاد جمهوريات السوفييت سابقاً وذلك لتحقيق الاختراق الأميركي المطلوب في موسكو.
تلك الأجهزة المتعاونة مع الروس بشكل رسمي تتيح لمسؤولين كبار في دول الاتحاد السوفياتي السابق بالتواصل مع شخصيات روسية سياسية وأمنية وعسكرية بغية تجنيدها لصالح الأميركيين دون إثارة شكوك الإستخبارات المضادة الروسية.
في هذا الإطار تقول المعلومات المنسوبة الى جهات مخابراتية مطلعة على العمل الأمني الإستراتيجي للأميركيين داخل روسيا، ان الخروقات الاميركية كبيرة جدا ويمكنها تكرار ما حصل في كييف ولكن هذه المرة في موسكو.
ينضوي العمل الاميركي ضد الروس تحت عنوان رئيسي يريد الأميركيين تحقيقه من خلال أدوات الحرب الناعمة وهو : تحقيق تغيير ديمقراطي يجعل روسيا متناغمة مع حلف الاطلسي لا عدو او منافس له.
يمكن تحقيق ذلك بنظر الاميركيين من خلال وصول اصدقاء روس للأميركيين الى الحكم في موسكو.
الوسائل الديمقراطية برأي الاميركيين لن تنفع لان الرئيس بوتين يمارس ديمقراطية منتقاة وسطحية لا تسمح بمشاركة المعارضين له في منافسة عادلة معه.
لذا لا بد بالنسبة للأميركيين من تحقيق التغيير عبر إثارة قلاقل شعبية تسقط حكم الرئيس بوتين كما حصل في كييف لكن مع إضافة حاسمة وهي مساندة أمنية وعسكرية من داخل أجهزة الحكم الروسية لحركات الإحتجاج الشعبي التي ستعتمد واشنطن عليها لضرب صعود الروس مجدداً إلى مستوى التحدي الأميركي في الساحة الدولية وليس فقط في أوكرانيا وأوربا.
وتذكر المعلومات أن من أبرز العاملين على خط تجنيد وتمرير الأموال والخطط إلى قيادات روسية معارضة و قيادات أمنية وعسكرية وسياسية روسية مهمتها تأمين حماية وحصانة لتلك القيادات الروسية المعارضة كل من:
١- رئيس الوزراء الكازاخستاني كريم مسيموف
٢- المستشار في فريق عمل ماسيموف الرسمي الكسندر ميرتشيف البلغاري الحامل للجنسية الاميركية.
ماسيموف عين مؤخرا في رئاسة الوزراء في كازاخستان وكان حتى فترة قريبة المستشار الاول للرئيس نزار باييف ورئيس طاقم الموظفين في قصر الرئاسة.
كريم ماسيموف موالي بقوة للأميركيين وعامل في خدمتهم سراً ولكنه الصديق العلني للروس حيث يستغل علاقاته معهم في مجال التعاون الإقتصادي والسياسي لخدمة الأمريكيين لا لخدمة بلاده ولا لخدمة الروس.
ومسيموف المقرب جداً من رئيس جمهورية كازاخستان يمثل الذراع اليمنى للرئيس المريض في " استانة" والاخير يحكم بقبضة ديكتاتورية على البلاد ستمكن ماسيموف مستقبلا مع موت الرئيس او تنحيه بسبب العجز, ستمكنه من حكم كازخستان ان ساعده الاميركيون ضد منافسيه.
سعى ماسيموف للحلول مكان الرئيس نور سلطان نزار باييف في منصب رئاسة الجمهورية يراه متحققا بالإعتماد على خدماته للأميركيين نظراً الى انه يعتقد بأن أوراق القوة كلها في يد واشنطن، وأن موسكو لا تملك القرار الحاكم في ظل عدم ثبات مصادر القوة الروسية على الساحة الدولية.
مسيموف ليس الوحيد في كازاخستان الذي يعمل بالنيابة عن الأميركيين في أوساط النخبة الحاكمة في روسيا.
فصاحب النفوذ الشديد والكبير على الأجهزة الأمنية الكازاخستانية (هو مستشار الرئيس نزار باييف سابقا وعضو فريق ماسيموف حاليا " اليكسندر ميرتشيف") هو اكثر العاملين في هذا المجال الذي يخترق الاميركيين من خلاله الروس.
ميرتشيف بحكم كونه مواطن أميركي يمثل ثقة الروس الساعين لدعم الولايات المتحدة في حركتهم السياسية ضد الرئيس فلاديمير بوتين، وكون ميرتشيف يهودي الأصل فإن نفوذه داخل الولايات المتحدة لا يقاوم من خلال اللوبي اليهودي، هذه الصفة تعطي كريم ماسيموف قوة ومصداقية عند المنشقين الروس، و تستخدم صفة ميرتيشف الاميركية كضمانة تقنع المطلوب تجنيدهم من النخبة الأمنية والعسكرية والسياسية في روسيا بأن مستقبلهم مضمون من أعلى المستويات النفوذية في الولايات المتحدة الأميركية. لهذا تم ضم اليكسندر مرتشيف الى فريق عمل رئيس الوزراء الكازاخستاني الجديد "كريم مسيموف" بإذن من الرئيس نزار بايف ليصبح اليكسندر ميرتشيف مكلفاً بملف العلاقات الروسية الكازاخستانية اليومية سواء تلك الخاصة بالتحضير للاتحاد المقترح من موسكو على دول الاتحاد السوفيتي السابقة، أو تلك التتي تتعلق بالتعاون العسكري والأمني بين البلدين. ومن خلال هذا التماس اليومي والطبيعي مع شخصيات روسية فاعلة يجري تجنيد شخصيات يمكنها تأمين حماية لمعارضين روس حقيقيين ضد الرئيس بوتين.
لذا فأن أخطر الإختراقات الأمنية الأميركية ضد الروس تجري عبر قناة "مسيموف – ميرتشيف" كما عبر شخصيات مماثلة في أذربيجان ودول أخرى.
ما الذي تريد واشنطن تحقيقه في موسكو وكيف يساعد هؤلاء الأميركيين على ذلك ؟
تجد الولايات المتحدة الأميركية أن القانون الروسي الذي استهدف حصر وتكبيل التمويل الخارجي لمنظمات المجتمع المدني التي تمولها الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبا يقيد قدراتها على الفعل داخل موسكو.
لذا تستفيد ايضا من قنوات بديلة لتمويل المنظمات المدنية التي إنما هي حصان طروادة المطلوب تفعيله بعد تضخيمه وتوسيع رقعة تأثيره الشعبي لاطلاق حركة احتجاج ضد الرئيس بوتين تؤدي في النهاية الى اسقاطه عبر منشقين عسكريين وأمنيين وسياسيين ينقلبون في اللحظة المناسبة ضد حكمه.
إن أي حركة جماهيرية في موسكو تقوم بها المعارضة الروسية لا يمكن أن تكون فاعلة الا اذا اخترق الاميركيون أدوات الدفاع الروسي الذاتية، سواء من الناحية الشعبية او الرسمية. وتلك تتمثل بالقيادات الحزبية الروسية والقيادات الشعبية والقيادات العسكرية والامنية.
مقابل المعارضين للرئيس بوتين هناك موالين له، و يمكن لقيادات شعبية وحزبية أن تفعّلهم ضد المعارضين في الشارع. ومع تدخل أجهزة الأمن وأجهزة حماية النظام فيمكن للرئيس بوتين احباط اي ثورة شعبية ناعمة ضد حكمه.
لكن إن استطاع الأميركيون تجنيد قيادات اساسية وفاعلة على المستويات الحزبية والأمنية والعسكرية الروسية، خاصة المحيطة والمقربة من الرئيس فلاديمير بوتين وحزبه، فإن قدرة أنصار الحكم الروسي على التصدي لحركات الإحتجاج ستسقط ويسقط معها حكم بوتين وسيكون البديل من اصدقاء الأميركيين.
إذا نظرنا الى مسيموف – ميرتشيف فإنهما نموذجان لعملاء أميركيين من مستوى عال من المستحيل أن يحد الامن المضاد الروسي من حركة اتصالاتهما مع فاعلين روس وبالتالي فإن قدرات التجنيد الاميركية عبر شخصيات من هذا النوع لا تحد ولا تقاوم. وعلى مستوى تدفق المال اللازم لإدارة ثورة مضادة لبوتين فإن آليات الحصار الروسي الرسمي لتمويل أميركي لن تنفع في صد ومنع التمويل الذي يصل عبر قنوات مشابهة لقناتي ميرتشيف ومسيموف، باختصار إن شخصيات تنتمي الى دول الاتحاد السوفيتي السابق مثل كريم مسيموف واليكسندر ميرتشيف هي أسلحة قاتلة ضد الروس وفاعلة بيد الاميركيين.
هل يستعمل الاميركيين عملاء ديبلوماسيون لهم في القاهرة لتسويق سيناريو يحد من احلام الحكم المصري الجديد في علاقة توازن التأثير الاميركي على القاهرة؟
ربما..
لكن الوقائع والقوانين الروسية المكافحة للمنظمات المدنية الممولة خارجيا تثبت ان دخان المحاولات الاميركية لتفعيل دور المعارضة الروسية الموالية لهم لم يتوقف ولن يتوقف.
المصدر :
أنباء أسيا
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة