تنسيق وتزامن كاملين، أعلن كل من الرئيس السوري بشار الأسد وأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله عن ارتياحهما لمسار الأزمة السورية، ففي وقت أبلغ الأول مسؤولاً روسياً الإنتهاء من الأعمال العسكرية الكبرى في غضون سنة واحدة، اعتبر الثاني أن موضوع سقوط الأسد بات من الماضي وأن المشاريع الهادفة إلى تقسيم المنطقة وشرذمتها تعاني من عثرات تمنعها من التنفيذ.

وفي هذا السياق، لم يستغرب زوار العاصمة السورية هذا الكلام، نظراً لمشاهداتهم من جهة ولتطور المواقف الدولية والاقليمية ازاء الأحداث السورية من جهة ثانية، بالاضافة إلى انكشاف الأوراق والأدوار، مع ما يمكن أن يحمله ذلك من تقلبات في المزاج الدولي والاقليمي، ومن مفارقات على صعيد التداعيات خصوصاً أن العالم غالباً ما يقف سياسياً وعسكرياً مع الفريق المنتصر، وهذه هي ميزة العالم الجديد الخاضع لعوامل اقتصادية ومالية أرخت بظلالها على الدول النفطية المعروفة بدول البترو دولار.

وكشف أحد هؤلاء الزوار أن النظام السوري بدأ بانتهاج استراتيجيات جديدة على الصعد كافة، أبرزها العسكرية والاعلامية، فما يحصل في ريف دمشق يؤكد نظرية الأسد في عودة الهدوء الكامل إلى العاصمة وضواحيها، كما إلى محافظة حمص قبل حلول موعد الانتخابات الرئاسية في حزيران المقبل، من دون أن يعني ذلك أن مدينة حلب لن تشارك بالانتخابات في ظل أوضاع أمنية مريحة، حيث أن الأمور بدأت، منذ مدة غير بعيدة، ترتدي طابع الحسم العسكري والسياسي في آن واحد. ففي موازاة العمليات العسكرية الموضعية هناك مفاوضات قد تثمر قريباً، على غرار ما حصل في عدد من قرى الغوطة الشرقية، وذلك بعد أن فقد المسلحون زمام المبادرة وباتوا على وشك فقدان السيطرة، بما يؤسس الى مصالحات جديدة، بيد أن التعتيم الاعلامي والتخفيف من وهج تقدم الجيش وسحب جبهة كسب من التداول يوحيان بأن الجيش يعمل بصمت، مستنداً إلى استراتيجيات مستوحاة من "الصمت" الروسي و"التباكي" الايراني بحسب التعبير.

بعيداً عن الجبهات وسخونتها، يتوقف الزائر عند تقلب المزاج السياسي لبعض الدول الداعمة للمسلحين، فيعتبر أن الحراك الروسي والدبلوماسية الايرانية نجحا في كشف الكثير من الحقائق، وفي تعرية بعض المواقف المستندة أساساً إلى نظريات سياسية سقطت مفاعيلها مع الوقت، على غرار عودة الإعلام الأميركي والغربي إلى كيمائي الغوطة وما رافقه من مواقف، لتبرئة النظام وتوجيه أصابع الاتهام إلى تركيا ومخابراتها، في وقت بدأت تعاني الأخيرة من ضغوط اقتصادي  فادحة ناجمة عن اقفال خط الترانزيت عبر الأراضي السورية، فضلاً عن خسارتها لعدد من عقود الاستثمارات من دون أن يتم التعويض على اللوبي الاقتصادي الضاغط، ناهيك عن فشل مشروع خط الغاز القطري عبر الأراضي التركية.

في الموازاة، نحج الحراك الروسي في تعديل المشهد الدولي، من خلال الضغط الدائم باتجاه تحويل مسار الأزمة السورية، من نظرية المؤامرة إلى ضرورة توسيع الحرب على الارهاب ودعم سوريا، كونها رأس حربة هذه الحرب بعد أن تمكنت من تصفية الآلاف من الارهابيين والتكفيريين الذين يشكلون خطراً محدقاً على الغرب وروسيا وأوروبا في وقت واحد، مع الإشارة إلى أن المصدر يؤكد أن "هذا أقصى ما يتمناه الجميع وهو تصفية الارهاب التكفيري على ارض مسلمة وبسلاح مسلم وبتمويل مسلم".

  • فريق ماسة
  • 2014-04-07
  • 8241
  • من الأرشيف

الأسد ونصر الله يعلنان نهاية الأزمة في وقت واحد.. الاستراتيجة السورية مستوحاة من "الصمت" الروسي و"التباكي" الايراني

تنسيق وتزامن كاملين، أعلن كل من الرئيس السوري بشار الأسد وأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله عن ارتياحهما لمسار الأزمة السورية، ففي وقت أبلغ الأول مسؤولاً روسياً الإنتهاء من الأعمال العسكرية الكبرى في غضون سنة واحدة، اعتبر الثاني أن موضوع سقوط الأسد بات من الماضي وأن المشاريع الهادفة إلى تقسيم المنطقة وشرذمتها تعاني من عثرات تمنعها من التنفيذ. وفي هذا السياق، لم يستغرب زوار العاصمة السورية هذا الكلام، نظراً لمشاهداتهم من جهة ولتطور المواقف الدولية والاقليمية ازاء الأحداث السورية من جهة ثانية، بالاضافة إلى انكشاف الأوراق والأدوار، مع ما يمكن أن يحمله ذلك من تقلبات في المزاج الدولي والاقليمي، ومن مفارقات على صعيد التداعيات خصوصاً أن العالم غالباً ما يقف سياسياً وعسكرياً مع الفريق المنتصر، وهذه هي ميزة العالم الجديد الخاضع لعوامل اقتصادية ومالية أرخت بظلالها على الدول النفطية المعروفة بدول البترو دولار. وكشف أحد هؤلاء الزوار أن النظام السوري بدأ بانتهاج استراتيجيات جديدة على الصعد كافة، أبرزها العسكرية والاعلامية، فما يحصل في ريف دمشق يؤكد نظرية الأسد في عودة الهدوء الكامل إلى العاصمة وضواحيها، كما إلى محافظة حمص قبل حلول موعد الانتخابات الرئاسية في حزيران المقبل، من دون أن يعني ذلك أن مدينة حلب لن تشارك بالانتخابات في ظل أوضاع أمنية مريحة، حيث أن الأمور بدأت، منذ مدة غير بعيدة، ترتدي طابع الحسم العسكري والسياسي في آن واحد. ففي موازاة العمليات العسكرية الموضعية هناك مفاوضات قد تثمر قريباً، على غرار ما حصل في عدد من قرى الغوطة الشرقية، وذلك بعد أن فقد المسلحون زمام المبادرة وباتوا على وشك فقدان السيطرة، بما يؤسس الى مصالحات جديدة، بيد أن التعتيم الاعلامي والتخفيف من وهج تقدم الجيش وسحب جبهة كسب من التداول يوحيان بأن الجيش يعمل بصمت، مستنداً إلى استراتيجيات مستوحاة من "الصمت" الروسي و"التباكي" الايراني بحسب التعبير. بعيداً عن الجبهات وسخونتها، يتوقف الزائر عند تقلب المزاج السياسي لبعض الدول الداعمة للمسلحين، فيعتبر أن الحراك الروسي والدبلوماسية الايرانية نجحا في كشف الكثير من الحقائق، وفي تعرية بعض المواقف المستندة أساساً إلى نظريات سياسية سقطت مفاعيلها مع الوقت، على غرار عودة الإعلام الأميركي والغربي إلى كيمائي الغوطة وما رافقه من مواقف، لتبرئة النظام وتوجيه أصابع الاتهام إلى تركيا ومخابراتها، في وقت بدأت تعاني الأخيرة من ضغوط اقتصادي  فادحة ناجمة عن اقفال خط الترانزيت عبر الأراضي السورية، فضلاً عن خسارتها لعدد من عقود الاستثمارات من دون أن يتم التعويض على اللوبي الاقتصادي الضاغط، ناهيك عن فشل مشروع خط الغاز القطري عبر الأراضي التركية. في الموازاة، نحج الحراك الروسي في تعديل المشهد الدولي، من خلال الضغط الدائم باتجاه تحويل مسار الأزمة السورية، من نظرية المؤامرة إلى ضرورة توسيع الحرب على الارهاب ودعم سوريا، كونها رأس حربة هذه الحرب بعد أن تمكنت من تصفية الآلاف من الارهابيين والتكفيريين الذين يشكلون خطراً محدقاً على الغرب وروسيا وأوروبا في وقت واحد، مع الإشارة إلى أن المصدر يؤكد أن "هذا أقصى ما يتمناه الجميع وهو تصفية الارهاب التكفيري على ارض مسلمة وبسلاح مسلم وبتمويل مسلم".

المصدر : النشرة / انطوان الحايك


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة