ربما تعجز الكلمات أمام كل هذا الإجرام الذي مارسه من يطلق على نفسه لقب «الثائر» ولاسيما في حمص التي شهدت أبشع أنواع الإرهاب بدءا بآكلي القلوب والأكباد،

وصولاً إلى قتل الأب فرانسيس في الأمس برصاصة في رأسه لإسكات أحد أصوات المحبة والإنسانية إلى الأبد، وليصمت الأب فرانسيس عن كل ما شهده من تهجير وإجرام وقتل للنفوس قبل الأرواح.

 ولا عجب أن يكون من أطلق النار ملثماً، حسب الروايات في حمص، فقاتل المحبة والإنسانية لا يمكن أن يكون بشراً بل مجرم سفاح يخشى مواجهة الحب فيتخفى خلف قناع لينفذ جريمته.

قتلوا الأب فرانسيس ذاك الرجل الذي أهداهم إنسانيته ومحبته وأقام بينهم ورفض الخروج حين كانت الفرصة سانحة لأنه ببساطة أراد أن يكون آخر من يخرج من جحيمهم وبعد خروج كل المسلحين الذي كانوا يحتمون فيه وبديره.

أهداهم المحبة والسلام وعانى ما عاناه من آلام ليثبت للعالم أن في سورية لا فارق بين مسلم ومسيحي فجميعنا بشر وجميعنا أخوة في السراء وفي الضراء.

ربما كان يتمنى الأب فرانسيس أن يرى وجه قاتله أو أن يحدثه عن القيم السورية وعن التسامح والحب اللذين عاشهما طوال الخمسين عاماً الماضية وهو بعيد عن وطنه ومع السوريين، لكن القاتل كان يخشى كلام الأب فرانسيس ويخشى نظراته فقتله برصاصة واحدة في رأسه وهرب لينضم إلى رفاقه من «الثوار» بعد تنفيذ مهمته في إسكات صوت الحق والمحبة والضمير.

الرحمة للأب فرانسيس ولكل روح سورية صادقة قتلتها رصاصات الغدر على مرأى ومسمع من العالم الذي في غالبيته كان شريكا في قتل السوريين وتهجريهم.

رحمك اللـه أيها الأب فرانسيس وعلى أمل الإفراج القريب عن المطرانين المختطفين في تركيا وعن كل السوريين المختطفين والرهائن.

  • فريق ماسة
  • 2014-04-07
  • 10240
  • من الأرشيف

الأب فرانسيس أهدى مسلحي حمص إنسانيته فأهدوه رصاصة

ربما تعجز الكلمات أمام كل هذا الإجرام الذي مارسه من يطلق على نفسه لقب «الثائر» ولاسيما في حمص التي شهدت أبشع أنواع الإرهاب بدءا بآكلي القلوب والأكباد، وصولاً إلى قتل الأب فرانسيس في الأمس برصاصة في رأسه لإسكات أحد أصوات المحبة والإنسانية إلى الأبد، وليصمت الأب فرانسيس عن كل ما شهده من تهجير وإجرام وقتل للنفوس قبل الأرواح.  ولا عجب أن يكون من أطلق النار ملثماً، حسب الروايات في حمص، فقاتل المحبة والإنسانية لا يمكن أن يكون بشراً بل مجرم سفاح يخشى مواجهة الحب فيتخفى خلف قناع لينفذ جريمته. قتلوا الأب فرانسيس ذاك الرجل الذي أهداهم إنسانيته ومحبته وأقام بينهم ورفض الخروج حين كانت الفرصة سانحة لأنه ببساطة أراد أن يكون آخر من يخرج من جحيمهم وبعد خروج كل المسلحين الذي كانوا يحتمون فيه وبديره. أهداهم المحبة والسلام وعانى ما عاناه من آلام ليثبت للعالم أن في سورية لا فارق بين مسلم ومسيحي فجميعنا بشر وجميعنا أخوة في السراء وفي الضراء. ربما كان يتمنى الأب فرانسيس أن يرى وجه قاتله أو أن يحدثه عن القيم السورية وعن التسامح والحب اللذين عاشهما طوال الخمسين عاماً الماضية وهو بعيد عن وطنه ومع السوريين، لكن القاتل كان يخشى كلام الأب فرانسيس ويخشى نظراته فقتله برصاصة واحدة في رأسه وهرب لينضم إلى رفاقه من «الثوار» بعد تنفيذ مهمته في إسكات صوت الحق والمحبة والضمير. الرحمة للأب فرانسيس ولكل روح سورية صادقة قتلتها رصاصات الغدر على مرأى ومسمع من العالم الذي في غالبيته كان شريكا في قتل السوريين وتهجريهم. رحمك اللـه أيها الأب فرانسيس وعلى أمل الإفراج القريب عن المطرانين المختطفين في تركيا وعن كل السوريين المختطفين والرهائن.

المصدر : الوطن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة