في خطوة تصعيدية جديدة حاولت المجموعات المسلحة تعويض خسارتها في يبرود بريف دمشق، وفقدانها الحصن المنيع في قلعة الحصن غرب حمص، ما يعني خسارتها اهم المعابر الحدودية نحو لبنان، فبدأت بفتح معركة جديدة على الحدود التركية السورية، وتحديداً في منطقة كسب في ريف اللاذقية الشمالي، الواقعة على بعد 65 كيلومتراً شمالي مدينة اللاذقية.

المجموعات المسلحة كانت تهدف من هذه المعركة الى فتح الباب امام معادلة ميدانية جديدة، بالذات بعد التقدم الذي حققه الجيش السوري على عدة محاور في حلب، ما جعل المخابرات التركية والداعم القطري تسرع في عملية فتح محور ريف اللاذقية الشمالي عموماً، ومنطقة كسب خصوصاً.

هذا مع العلم انها ليست المرة الاولى للمجموعات المسلحة التي تحاول فيها الوصول الى منفذ بحري فمنذ بداية الحرب على سورية، وبعد ضبط سفينة “لطف الله 2″ التي كانت تهرب على متنها كميات كبيرة من الاسلحة، وتلك المجموعات تحاول الوصول الى منفذ بحري غربي البلاد.

هذا وكانت مجموعة من الزوارق المطاطية قدّر عددها بثلاثة قد تسللت في 27-4-2012، وهي تقلّ عدداً من المسلحين بعتادهم الثقيل ودخلت المياه الإقليمية السورية قادمة من تركيا، وحاولت إجراء عملية إنزال على شواطئ قرية أم الطيور بغية تنفيذ هجوم مسلّح والتمركز في المنطقة، لقربها من الحدود التركية، لربط الموانئ التركية بالشواطئ السورية، وتأمين خط بحري قادم من ميناء طرابلس نحو سورية.

ولم تمض فترة طويلة حتى بدأت المعارك والاشتباكات في ريف اللاذقية الشمالي، حيث ارتكبت المجموعات المسلحة مجازر بحق أهالي القرى القريبة من الحدود التركية، لكن هذه المرة اختلف الامر، لعدة اسباب وأهمها فقدان القطري والسعودي والتركي، لمراكز قوتهم في القلمون وحمص وحلب، واستراتيجية المنطقة التي تعتبر من المناطق الحرجية الكثيفة التي يخطط التركي لامتداد المعارك فيها لاشهر، واطلالتها على البحر المتوسط وملاصقتها للواء اسكندرون المحتل، ما دفع المخابرات التركية لان تزج بكل امكانياتها الاستخباراتية بالاضافة الى الاسناد العسكري لانجاح الهجوم.

إلا ان الجيش السوري كان له رأي آخر مختلف، حيث استطاع امتصاص الصدمة الاولى للهجوم الذي بدأ في تمام الساعة الرابعة والنصف فجراً “بغطاء لوجستي وعسكري تركي” من محور جبل السمراء والمعبر الحدودي ومنطقة تلة المرصد 45، وحاولت المجموعات المسلحة الدخول الى معبر كسب على الحدود السورية التركية، لا سيما على الطريق الواصل بين المعبر الحدودي والمخفر الجمركي، وعلى تل الصخرة الاستراتيجي، وعلى مخفر الصخرة، ومبانٍ في نبع المر، وكذلك في جبل النسر المقابل لمعبر كسب، وشملت الاشتباكات المخافر على محاور الاشتباك مثل مخفر الصخرة ومخفر السمرا ومخفر جبل الأقرع ومخفر نبع المر على الزنار الحدودي، فيما ترافق الهجوم مع قصف بصواريخ “الغراد” استهدف مدينة كسب والمنطقة المحيطة فيها، وامتد القصف الصاروخي الذي نفذته المجموعات المسلحة الى بلدة كرسانا ووصل حتى مدينة اللاذقية، حيث سقط صاروخ من نوع “غراد” على مبنى كلية الهندسة الميكانيكية، في هذا الوقت كان الجيش السوري يتصدى لمحاولة الهجوم العنيفة التي ترافقت مع إسناد ناري من قبل الجيش التركي، لتمهيد الطريق امام المسلحين المهاجمين، واستطاع حصر الاشتباكات على طول الشريط الحدودي لساعات طويلة، حيث تمت محاصرة مجموعة مسلحة في منطقة الـ45، ومن ثم استعاد الجيش السوري زمام المبادرة، ونفذ هجوماً معاكساً، باتجاه مخفر الصخرة وبلدة السمرا والكائنة على الحدود مع لواء اسكندرون المحتل، وهي آخر بلدة ساحلية سورية على الحدود مع تركيا، وبسرعة المقاتل الخبير استطاع جنود الجيش السوري ملاحقة المجموعات المسلحة داخل تلك البلدة، واجبارهم على الفرار نحو الاراضي التركية. واستمر الجيش السوري باستهداف منطقة سلمى ومحيطها وكل المناطق على محور سلمى، حيث ما زالت العمليات والمواجهات مستمرة في تلك المناطق خصوصاً أن الاعداد التي تم حشدها بالآلاف من المسلحين الاجانب جلهم من الخليجيين

الهجوم الذي جرى التحضير له منذ أشهر كما يبدو شاركت فيه مجموعات من “جبهة النصرة” وما يسمى بكتائب “انصار الشام”، وما يسمى بـ”الجبهة الاسلامية”، وما يسمى بـ”حركة شام الاسلام” وما يسمى بـ”جبهة ثوار سورية”، فيما انشئت غرفة عمليات خاصة بقيادة الهجوم تحت اشراف مخابرات تركية، في لواء اسكندرون المحتل، وتلك الغرفة يشرف عليها بشكل مباشر المدعو عبد الله المحيسني، سعودي الجنسية، وأحد المكلفين من المخابرات السعودية، بمتابعة ريف اللاذقية الشمالي، إلا أن ضربات الجيش السوري بعد معلومات دقيقة، استطاعت اصطياد أهم القياديين في “جبهة النصرة” وهو سعودي الجنسية واسمه الحقيقي عبد المحسن عبد الله إبراهيم الشارخ، ويعرف باسم سنافي النصر، والذي يعتبر من القيادات البارزة في “جبهة النصرة” عسكرياً، نظراً للتجربة التي اكتسبها أثناء قتاله في أفغانستان، وهو أحد القيادات التي ارسلها الظواهري الى سورية.

  • فريق ماسة
  • 2014-03-23
  • 13036
  • من الأرشيف

معركة كسب في ريف اللاذقية ومحاولة استعادة المعنويات

في خطوة تصعيدية جديدة حاولت المجموعات المسلحة تعويض خسارتها في يبرود بريف دمشق، وفقدانها الحصن المنيع في قلعة الحصن غرب حمص، ما يعني خسارتها اهم المعابر الحدودية نحو لبنان، فبدأت بفتح معركة جديدة على الحدود التركية السورية، وتحديداً في منطقة كسب في ريف اللاذقية الشمالي، الواقعة على بعد 65 كيلومتراً شمالي مدينة اللاذقية. المجموعات المسلحة كانت تهدف من هذه المعركة الى فتح الباب امام معادلة ميدانية جديدة، بالذات بعد التقدم الذي حققه الجيش السوري على عدة محاور في حلب، ما جعل المخابرات التركية والداعم القطري تسرع في عملية فتح محور ريف اللاذقية الشمالي عموماً، ومنطقة كسب خصوصاً. هذا مع العلم انها ليست المرة الاولى للمجموعات المسلحة التي تحاول فيها الوصول الى منفذ بحري فمنذ بداية الحرب على سورية، وبعد ضبط سفينة “لطف الله 2″ التي كانت تهرب على متنها كميات كبيرة من الاسلحة، وتلك المجموعات تحاول الوصول الى منفذ بحري غربي البلاد. هذا وكانت مجموعة من الزوارق المطاطية قدّر عددها بثلاثة قد تسللت في 27-4-2012، وهي تقلّ عدداً من المسلحين بعتادهم الثقيل ودخلت المياه الإقليمية السورية قادمة من تركيا، وحاولت إجراء عملية إنزال على شواطئ قرية أم الطيور بغية تنفيذ هجوم مسلّح والتمركز في المنطقة، لقربها من الحدود التركية، لربط الموانئ التركية بالشواطئ السورية، وتأمين خط بحري قادم من ميناء طرابلس نحو سورية. ولم تمض فترة طويلة حتى بدأت المعارك والاشتباكات في ريف اللاذقية الشمالي، حيث ارتكبت المجموعات المسلحة مجازر بحق أهالي القرى القريبة من الحدود التركية، لكن هذه المرة اختلف الامر، لعدة اسباب وأهمها فقدان القطري والسعودي والتركي، لمراكز قوتهم في القلمون وحمص وحلب، واستراتيجية المنطقة التي تعتبر من المناطق الحرجية الكثيفة التي يخطط التركي لامتداد المعارك فيها لاشهر، واطلالتها على البحر المتوسط وملاصقتها للواء اسكندرون المحتل، ما دفع المخابرات التركية لان تزج بكل امكانياتها الاستخباراتية بالاضافة الى الاسناد العسكري لانجاح الهجوم. إلا ان الجيش السوري كان له رأي آخر مختلف، حيث استطاع امتصاص الصدمة الاولى للهجوم الذي بدأ في تمام الساعة الرابعة والنصف فجراً “بغطاء لوجستي وعسكري تركي” من محور جبل السمراء والمعبر الحدودي ومنطقة تلة المرصد 45، وحاولت المجموعات المسلحة الدخول الى معبر كسب على الحدود السورية التركية، لا سيما على الطريق الواصل بين المعبر الحدودي والمخفر الجمركي، وعلى تل الصخرة الاستراتيجي، وعلى مخفر الصخرة، ومبانٍ في نبع المر، وكذلك في جبل النسر المقابل لمعبر كسب، وشملت الاشتباكات المخافر على محاور الاشتباك مثل مخفر الصخرة ومخفر السمرا ومخفر جبل الأقرع ومخفر نبع المر على الزنار الحدودي، فيما ترافق الهجوم مع قصف بصواريخ “الغراد” استهدف مدينة كسب والمنطقة المحيطة فيها، وامتد القصف الصاروخي الذي نفذته المجموعات المسلحة الى بلدة كرسانا ووصل حتى مدينة اللاذقية، حيث سقط صاروخ من نوع “غراد” على مبنى كلية الهندسة الميكانيكية، في هذا الوقت كان الجيش السوري يتصدى لمحاولة الهجوم العنيفة التي ترافقت مع إسناد ناري من قبل الجيش التركي، لتمهيد الطريق امام المسلحين المهاجمين، واستطاع حصر الاشتباكات على طول الشريط الحدودي لساعات طويلة، حيث تمت محاصرة مجموعة مسلحة في منطقة الـ45، ومن ثم استعاد الجيش السوري زمام المبادرة، ونفذ هجوماً معاكساً، باتجاه مخفر الصخرة وبلدة السمرا والكائنة على الحدود مع لواء اسكندرون المحتل، وهي آخر بلدة ساحلية سورية على الحدود مع تركيا، وبسرعة المقاتل الخبير استطاع جنود الجيش السوري ملاحقة المجموعات المسلحة داخل تلك البلدة، واجبارهم على الفرار نحو الاراضي التركية. واستمر الجيش السوري باستهداف منطقة سلمى ومحيطها وكل المناطق على محور سلمى، حيث ما زالت العمليات والمواجهات مستمرة في تلك المناطق خصوصاً أن الاعداد التي تم حشدها بالآلاف من المسلحين الاجانب جلهم من الخليجيين الهجوم الذي جرى التحضير له منذ أشهر كما يبدو شاركت فيه مجموعات من “جبهة النصرة” وما يسمى بكتائب “انصار الشام”، وما يسمى بـ”الجبهة الاسلامية”، وما يسمى بـ”حركة شام الاسلام” وما يسمى بـ”جبهة ثوار سورية”، فيما انشئت غرفة عمليات خاصة بقيادة الهجوم تحت اشراف مخابرات تركية، في لواء اسكندرون المحتل، وتلك الغرفة يشرف عليها بشكل مباشر المدعو عبد الله المحيسني، سعودي الجنسية، وأحد المكلفين من المخابرات السعودية، بمتابعة ريف اللاذقية الشمالي، إلا أن ضربات الجيش السوري بعد معلومات دقيقة، استطاعت اصطياد أهم القياديين في “جبهة النصرة” وهو سعودي الجنسية واسمه الحقيقي عبد المحسن عبد الله إبراهيم الشارخ، ويعرف باسم سنافي النصر، والذي يعتبر من القيادات البارزة في “جبهة النصرة” عسكرياً، نظراً للتجربة التي اكتسبها أثناء قتاله في أفغانستان، وهو أحد القيادات التي ارسلها الظواهري الى سورية.

المصدر : العهد /حسين مرتضى


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة