تتفاعل قضية إقالة وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة (المعارضة) أسعد مصطفى ما يوحي بأزمة ائتلافية جديدة، يتصارع فيها نفوذ الدول الداعمة من جهة، والتجاذبات الداخلية على السلطة ومصدر القرار داخل الإئتلاف السوري المعارض من جهة أخرى.

وعلمت الصحيفة أنّ قرار الإقالة إتخذه رئيس الائتلاف أحمد الجربا خلال اجتماع ضم «قادة «هيئة الأركان العامة للقوى العسكرية والثورية»، وقائد الجبهة الجنوبية ورئيس المجلس الثوري في درعا. وذكر محضر الاجتماع الذي حصلت «الجمهورية» على نسخة منه أنّ المجتمعين اتّفقوا على أن «يقدم مصطفى استقالته ويعتبر نوابه بحكم المستقيلين. ويقدم اللواء سليم ادريس استقالته من رئاسة «الهيئة» ويعيّن مستشاراً لرئيس الائتلاف للشؤون العسكرية، وأن يوسّع المجلس العسكري الأعلى ويرفع عدد أعضائه».

وقالت مصادر الائتلاف لـ "الجمهورية" أنّ قرار الإقالة «سيقدم إلى التصويت في اجتماع الائتلاف المنتظر في 14 آذار/ مارس الجاري على رغم الاعتراض على الطريقة التي أقرَّ فيها»، وقالت المصادر إنّ «السعودية التي تدعم مصطفى قد لا تكون راضية عن هذه التغييرات، وبالتالي قد نشهد في الأيام المقبلة «تعكيراً سعودياً» على رئيس الحكومة الموقّتة أحمد طعمة المدعوم من قطر ارتباطاً بالنزاع الذي ظهَر الى العلن خلال الايام الأخيرة بين الدولتَين».

على صعيد آخر، إنتَهت عمليات الكرّ والفرّ التي تبادلتها وحدات الحماية الشعبية الكردية «YPG» وتنظيم «داعش» في الفترة الاخيرة، بطرد «داعش» من المناطق الكردية وحصر نفوذها في محافظة الرقة وبعض قرى دير الزور وحلب. فيما أشارت تصريحات بعض القياديّين الأكراد إلى «توجّه المناطق الكردية إلى إعلان الحكم الذاتي».

ونقلت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية عن السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد أنّ بلاده لن تدعم ترتيبات الحكم الذاتي التي اتخذها أكراد سوريا، واعتبر انّ «غياب تحالفاتهم عن حضور مؤتمر جنيف الفاشل يدعو لمراقبة محاولات استقلالهم عن الدولة السورية ».

وذكرت اوساط كردية في حديث لـ"الجمهورية" أنّ انفصال الاكراد السوريين عن البلاد «مسألة مضخّمة وغير واردة، لأنَّ وجودهم يتركّز في الحسكة، وهي منطقة مختلطة تضمّ الى جانب الاكراد نسباً متقاربة من السريان والعرب والأشوريين».

ولفتت إلى أنّ تقدّم الأكراد عسكرياً في هذه المنطقة «يعود الى اتفاق غير معلن بين الأكراد والنظام على عدم الدخول في مواجهات مباشرة»، لكن بالمقابل استغربت أوساط الائتلاف السوري في اسطنبول الحديث عن تقارب بين الجانبين الكردي والنظامي، «بسبب العداء التاريخي بينهما»، وتوقعت أن «يتبع النظام سياسة تقضي بترك القوى المسيطرة لتصفي بعضها البعض، ومن ثم يتفرغ النظام لتصفية المنتصر بينها».

وفي سياق متصل ذكر مصدر ميداني للصحيفة اللبنانية أنّ «وضع المعارضة العسكري في الشمال السوري بات «حرجاً جداً»، وخصوصاً حلب «المهددة بالسقوط قريباً بيد الجيش السوري »، مشيراً الى أنّ حلب لم تتعرض الأسبوع الماضي لقصف الطائرات الحربية بسبب سوء الاحوال الجوية، وهذا الأمر أعاق تقدم قوات النظام، لكنّ المتبقي أمامها لتفرض طوقاً على المدينة لا يتعدى مساحة 3 الى 15 كيلومتراً.

ورأى المصدر في سقوط حلب في حال حصوله «تقسيماً للشمال السوري بشكل يمنع تشكيل منطقة موحدة خارج سيطرة النظام، لأنّ المنطقة ستصبح أشبه بجزر ذات تبعيات وسيطرة مختلفة ولن تكون فاعلة في مواجهة النظام».

وفي هذه الحال، سيحاصر االنظام منطقة ادلب (المدينة وريفها) من خلال السيطرة على محافظتَي حلب واللاذقية المجاورتين، فيما تخضع الرقة لسيطرة «داعش» والحسكة لسيطرة الأكراد»، وأشار إلى انّ هذا «السيناريو الاسود سيكون تكراراً لمأساة حماه عام 1982 التي راح ضحيتها نحو 50 الف سوري ولكن على نطاق أوسع».

  • فريق ماسة
  • 2014-03-07
  • 11837
  • من الأرشيف

مصدر ميداني ...حلب مهددة بالسقوط قريباً بيد الجيش السوري

تتفاعل قضية إقالة وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة (المعارضة) أسعد مصطفى ما يوحي بأزمة ائتلافية جديدة، يتصارع فيها نفوذ الدول الداعمة من جهة، والتجاذبات الداخلية على السلطة ومصدر القرار داخل الإئتلاف السوري المعارض من جهة أخرى. وعلمت الصحيفة أنّ قرار الإقالة إتخذه رئيس الائتلاف أحمد الجربا خلال اجتماع ضم «قادة «هيئة الأركان العامة للقوى العسكرية والثورية»، وقائد الجبهة الجنوبية ورئيس المجلس الثوري في درعا. وذكر محضر الاجتماع الذي حصلت «الجمهورية» على نسخة منه أنّ المجتمعين اتّفقوا على أن «يقدم مصطفى استقالته ويعتبر نوابه بحكم المستقيلين. ويقدم اللواء سليم ادريس استقالته من رئاسة «الهيئة» ويعيّن مستشاراً لرئيس الائتلاف للشؤون العسكرية، وأن يوسّع المجلس العسكري الأعلى ويرفع عدد أعضائه». وقالت مصادر الائتلاف لـ "الجمهورية" أنّ قرار الإقالة «سيقدم إلى التصويت في اجتماع الائتلاف المنتظر في 14 آذار/ مارس الجاري على رغم الاعتراض على الطريقة التي أقرَّ فيها»، وقالت المصادر إنّ «السعودية التي تدعم مصطفى قد لا تكون راضية عن هذه التغييرات، وبالتالي قد نشهد في الأيام المقبلة «تعكيراً سعودياً» على رئيس الحكومة الموقّتة أحمد طعمة المدعوم من قطر ارتباطاً بالنزاع الذي ظهَر الى العلن خلال الايام الأخيرة بين الدولتَين». على صعيد آخر، إنتَهت عمليات الكرّ والفرّ التي تبادلتها وحدات الحماية الشعبية الكردية «YPG» وتنظيم «داعش» في الفترة الاخيرة، بطرد «داعش» من المناطق الكردية وحصر نفوذها في محافظة الرقة وبعض قرى دير الزور وحلب. فيما أشارت تصريحات بعض القياديّين الأكراد إلى «توجّه المناطق الكردية إلى إعلان الحكم الذاتي». ونقلت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية عن السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد أنّ بلاده لن تدعم ترتيبات الحكم الذاتي التي اتخذها أكراد سوريا، واعتبر انّ «غياب تحالفاتهم عن حضور مؤتمر جنيف الفاشل يدعو لمراقبة محاولات استقلالهم عن الدولة السورية ». وذكرت اوساط كردية في حديث لـ"الجمهورية" أنّ انفصال الاكراد السوريين عن البلاد «مسألة مضخّمة وغير واردة، لأنَّ وجودهم يتركّز في الحسكة، وهي منطقة مختلطة تضمّ الى جانب الاكراد نسباً متقاربة من السريان والعرب والأشوريين». ولفتت إلى أنّ تقدّم الأكراد عسكرياً في هذه المنطقة «يعود الى اتفاق غير معلن بين الأكراد والنظام على عدم الدخول في مواجهات مباشرة»، لكن بالمقابل استغربت أوساط الائتلاف السوري في اسطنبول الحديث عن تقارب بين الجانبين الكردي والنظامي، «بسبب العداء التاريخي بينهما»، وتوقعت أن «يتبع النظام سياسة تقضي بترك القوى المسيطرة لتصفي بعضها البعض، ومن ثم يتفرغ النظام لتصفية المنتصر بينها». وفي سياق متصل ذكر مصدر ميداني للصحيفة اللبنانية أنّ «وضع المعارضة العسكري في الشمال السوري بات «حرجاً جداً»، وخصوصاً حلب «المهددة بالسقوط قريباً بيد الجيش السوري »، مشيراً الى أنّ حلب لم تتعرض الأسبوع الماضي لقصف الطائرات الحربية بسبب سوء الاحوال الجوية، وهذا الأمر أعاق تقدم قوات النظام، لكنّ المتبقي أمامها لتفرض طوقاً على المدينة لا يتعدى مساحة 3 الى 15 كيلومتراً. ورأى المصدر في سقوط حلب في حال حصوله «تقسيماً للشمال السوري بشكل يمنع تشكيل منطقة موحدة خارج سيطرة النظام، لأنّ المنطقة ستصبح أشبه بجزر ذات تبعيات وسيطرة مختلفة ولن تكون فاعلة في مواجهة النظام». وفي هذه الحال، سيحاصر االنظام منطقة ادلب (المدينة وريفها) من خلال السيطرة على محافظتَي حلب واللاذقية المجاورتين، فيما تخضع الرقة لسيطرة «داعش» والحسكة لسيطرة الأكراد»، وأشار إلى انّ هذا «السيناريو الاسود سيكون تكراراً لمأساة حماه عام 1982 التي راح ضحيتها نحو 50 الف سوري ولكن على نطاق أوسع».

المصدر : الجمهورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة