دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
وحدها الإنجازات تجعل تلك الليوث تبتسم، أما كل ما ظهر من أنياب لقادة العمليات على مختلف الجبهات السورية، فلم يكن الا «البرق» الذي يسبق زئير الرعد، مترجماً في الميدان تقدماً وتوسعاً في عمليات تطهير المناطق السورية من قطعان الإرهاب التي عاثت في الأرض السورية خراباً وفساد.
زمجرة “سبع الزارة” سمع صداها قبل أن تعرف شخصيته، وتردد الصدى في الآذان أخباراً عن تقدم سريع وواسع على تلك الجبهة، وارتفاع في وتيرة العمليات العسكرية التي كانت قد اقتصرت في الفترة السابقة على مهام محددة كالتعامل مع المتسللين واستهداف مواقع المجموعات المسلحة بالقصف والغارات، ما أدى الى وضع بلدة الزارة بحكم الساقطة عسكرياً بعد السيطرة على المزارع والتلال المحيطة بها.
القيادة الجديدة للعمليات التي استلمت مهمة متابعة جبهة الزارة-الحصن، قامت بإعتماد تشكيلات جديدة واستقدام تعزيزات إضافية للجيش السوري ولجان الدفاع الوطني إضافة الى وضع خطط اقتحامية بدأ مفعولها يظهر اليوم من خلال التقدم المحقق على تلك الجبهة، وفي هذا الإطار أكد مصدر عسكري مسؤول أن «الخطة الجديدة التي تنفذ حالياً لم تعتد تقتصر على بلدتي الزارة والحصن بل تم وضع «بنك أهداف» أوسع يشمل تطهير كامل الريف الغربي لمدينة حمص، وتم تحقيق أهداف هامة منه، الأمس واليوم، وهي ذات أبعاد أكبر وأوسع من عمليات قريتي الزارة والحصن»، وأضاف المصدر مؤكداً إنطلاق العمليات العسكرية بشكل واسع، «لقد استطعنا قطع طرق إضافية، كما اكتشفنا أنفاقاً وأوقعنا مجموعة كبيرة في كمين محكم إثر عودتهم من لبنان»، وقد استطاع الجيش اليوم السيطرة على تلة يونس وبات على مقربة من خطي النفط والغاز وقصر اليمني، كما احكم سيطرته الكاملة على تلة جلالة ومزارع خطاط في محيط بلدة الزارة، متقدماً على أطرافها ومثبتاً مواقع بداخلها، وأكد المصدر أن كل ما تقدم سيؤثر على المعركة في مناطق كبيرة ومهمة في سورية كحمص خاصة، وذلك لأهمية موقعي الحصن والزارة والحدود اللبنانية في ريف تلكلخ على كامل المعركة في سورية.
من جهة أخرى، شهدت محافظة دير الزور صولة من صولات «العميد الركن عصام زهر الدين» تم خلالها تحرير بلدة حويجة المريعية ذات الأهمية الإستراتيجية والموقع البالغ الدقة والحساسية في ريف دير الزور الشرقي، والقضاء على عدد كبير من المسلحين المنضوين تحت الوية المجموعات التكفيرية ومصادرة اسلحتهم إضافة الى اكتشاف العديد من الخنادق والأنفاق فيما فر العدد المتبقي من المسلحين الى قرية “موحسن” المجاورة.
البلدة التي كانت تعتبر من أهم معاقل المجموعات المسلحة في ريف دير الزور الشرقي، تقع على مقربة من مطار دير الزور الدولي وتعتبر بوابة الريف الشرقي لدير الزور الواصل الى الحدود السورية مع العراق وخط الدفاع الأول عنه ، وبحسب ما نقل عن مصادر الجيش السوري فإن السيطرة على هذه البلدة ستتيح إعادة تشغيل مطار دير الزور الدولي بعد تأمين محيطه وتتيح للجيش اشراف ورصد لطريق دير الزور- الميادين كما تعني قطع لطريق من طرق امداد المسلحين في تلك المنطقة.
في القلمون، ليس الوضع أفضل بالنسبة للمجوعات المسلحة التي باتت محاصرة بنسبة 90% في مدينة يبرود. كل الأمور تسير بحسب الخطة الموضوعة للمنطقة، تقدم مستمر وسيطرة على التلال المشرفة على البلدة والتي تمنح الجيش امكانية رصد تحركات المسلحين فيها وضبط عمليات فرارهم منها او ايصال الامدادات اليها من المناطق المجاورة، وقد اعلن الجيش السوري امس احكام سيطرته على كامل منطقة ريما ومزارعها ليصبح على مشارف البلدة إضافة الى سيطرته على تلة “القطري” ذات الأهمية الإستراتيجية في المعركة والتي تعتبر مع “الكويتي” من اهم المواقع المشرفة على يبرود، فيما تستمر عملية الإطباق و اغلاق المعابر والممرات الطبيعية الناتجة عن التضاريس الوعرة للمنطقة بين يبرود وجوارها اللبناني غرباً (عرسال) والسوري جنوباً ضمن القلمون (رنكوس وعسال الورد). وتلفت مصادر واسعة الإطلاع الى ان الجيش السوري وقوات الدفاع تتحضر حاليا للتوجه نحو بلدة الفليطة القريبة من الحدود مع عرسال والتي تقع بينها وبين يبرود في سياق عملية الإطباق.
أما في حلب، فـ«النمر»، العميد سهيل الحسن والقادة الميدانيين الآخرين، يواصلون إحكام قبضة وحداتهم على المدينة ومحيطها، ليتوسع انتشار القوات على كافة اتجاهات حلب، من أجل احكام السيطرة على مداخل المدينة وعزلها عن محيطها، وفي هذا الإطار تشير المصادر الى أن الجيش السوري بات على مشارف سجن حلب المركزي المحاصر من قبل المسلحين، فيما يخوض معارك عنيفة على جبهة المدينة الصناعية الواقعة شمال حلب، وفي الوقت نفسه يواصل توسيع رقعة انتشاره وتقدمه بإتجاه دوار الجندول شمال المدينة حيث أكدت المصادر انه بات يسيطر بالنيران على كامل الدوار. وتتابع الوحدات المتقدمة شرقاً قضمها للمساحات وسيطرتها على الكتل والأبنية في الأحياء الشرقية للمدينة، لتلاقي عملية التقدم البطيء والمتواصل للوحدات في الجنوب والغرب، سعياً للوصول الى محاصرة تامة لحلب من كافة الإتجاهات، وسط استهداف متواصل لمراكز المسلحين وتجمعاتهم في المدينة من قبل سلاح الجو والمدفعية في الجيش السوري.
المصدر :
سلاب نيوز/ حسين طليس
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة