مرة جديدة تفشل المجموعات المسلحة في إختراق "درع العاصمة" الذي أقامه الجيش السوري حول مدينة دمشق، فقد حاول أكثر من الف مسلح قدموا من الأراضي الاردنية في إتجاه بادية الشام – الضميّر- العتيبة الواقعة في آخر الغوطة الشرقية عند مصب نهر بردا،

حيث وقعوا في كمينٍ محكمٍ نصبه لهم الجيش في الأخيرة، سقط فيه ما يزيد عن 175 قتيلاً من جنسياتٍ عربيةٍ مختلفةٍ، ناهيك بالخسائر الكبيرة في العتاد،وذلك بعد تلقي الأجهزة المختصة معلومات استخباراتية عن تحرك للمسلحين في اتجاه "العتيبة"، وذلك في محاولةٍ فاشلةٍ "لفتح كوة" تسهّل عبور المسلحين الى العاصمة، أو لاختبار جهوزية الجيش في ضوء الكلام عن إمكان شن المجموعات المسلحة هجوماً كبيراً على العاصمة دمشق في الربيع المقبل من الأردن بمؤازرة أميركية ودعم سعودي غير محدود من ناحيتي التمويل والتجهيز والاستعلام، ولكن كالعادة باءت المحاولة المذكورة كسابقاتها بالفشل، بحسب مصادر ميدانية متابعة لافتة الى أن تصدي الجيش مراتٍ عدةٍ للمسلحين في محيط العاصمة وتكبيدهم خسائر كبيرة، يؤشر الى استعداده التام لمواجهة أي هجومٍ محتملٍ من الجنوب.

إنطلاقاً من هنا، ترجح المصادر تركيز المجموعات المسلحة على جبهة "حوران- الجولان"، حيث تدور أعنف المعارك بين الجيش والمسلحين، الذين بدورهم انتشروا في منطقة القنيطرة الخالية من القوات المسلحة، باستثناء وجود بعض مخافر الحرس، وذلك التزاماً باتفاقية "فصل القوات" أو "فك الاشتباك" بين سورية و"إسرائيل" في العام 1974.

إلا أن الجيش السوري خرق هذه الاتفاقية منذ العام الفائت تحت وطأة الضرورة، حين قام بملاحقة المسلحين على تخوم هضبة الجولان، حيث وصل الى السياج الفاصل مع العدو الاسرائيلي، على ما تؤكد المصادر.

 

ولاشك ان العامل الجغرافي يسهم في شكلٍ كبيرٍ في دعم المسلحين التكفيريين، حيث يتلقون دعماً لوجتسياً وطبياً ومخابراتياً من "إسرائيل" و"الاردن"، وبدا هذا الامر جلياً، خصوصاً بعد تفقد رئيس الوزراء "الاسرائيلي" بنيامين نتنياهو للجرحى التكفيريين في المشافي "الاسرائيلية".

وعن إمكان إقامة "حزام أمني" في القنيطرة تحت سلطة التكفيريين لحماية "إسرائيل"، يرجح مصدر في المعارضة في السورية أن يكون الهدف من فتح جبهة "حوران- الجولان" هو محاولة انهاك القوات المسلحة المنتشرة في محيط العاصمة، وقد يكون ذلك تمهيداً لهجوم تكفيري على دمشق بإدارة أميركية ومساندة "إسرائيلية- خليجية" على حد قوله.

ويستبعد المصدر إمكان إقامة حزام أمني على غرار الذي أقامته "إسرائيل" تحت سلطة "ميليشيا لحد" في جنوب لبنان خلال احتلالها له، نظراً لاختلاف الطبيعة الجغرافية بين "الجنوب" والجولان، فالمستوطنات "الاسرائيلية " غير متصلةٍ بالحدود السورية، كما هو الحال في جنوب لبنان، وبالتالي ليس هناك حاجةٍ "إسرائيلية" جدية لحماية مستوطناتها القريبة من الجولان، يعتبر المصدر. هذا من الناحية الجغرافية- الامنية.

أما من الناحية الاستراتيجية، فلاريب أن أقامة "حزام أمني" على الاراضي السوري، سيؤدي حتماً الى إنطلاق حركة مقاومة سورية في وجه الاحتلال الاسرائيلي وعملائه،على غرار مقاومة حزب الله في لبنان، يؤكد المصدر،

ويسأل المصدر "هل من مصلحة "إسرائيل" القيام بعمل كهذا، وبالتالي إعادة تجربة المقاومة اللبنانية؟" يختم بالقول : "حتماً لا".

وفي هذا السياق، يعتبر مرجع استراتيجي أن الهدف الحقيقي من محاولة إنشاء شبه "حزام أمني"، هو لزيادة منسوب الضغط الدولي على دمشق، خصوصاً في ضوء انعقاد مؤتمر جنيف، علَ بذلك يتم تحريك ملف دولي عالق منذالعام 1974 ،لتحقيق غايةاسرائيلية معينة،كاعادة ترسيم الحدود مثلا؟

 

  • فريق ماسة
  • 2014-02-27
  • 11249
  • من الأرشيف

هل يحاولون تجربة "مليشيا لحد تكفيرية" في سورية؟

مرة جديدة تفشل المجموعات المسلحة في إختراق "درع العاصمة" الذي أقامه الجيش السوري حول مدينة دمشق، فقد حاول أكثر من الف مسلح قدموا من الأراضي الاردنية في إتجاه بادية الشام – الضميّر- العتيبة الواقعة في آخر الغوطة الشرقية عند مصب نهر بردا، حيث وقعوا في كمينٍ محكمٍ نصبه لهم الجيش في الأخيرة، سقط فيه ما يزيد عن 175 قتيلاً من جنسياتٍ عربيةٍ مختلفةٍ، ناهيك بالخسائر الكبيرة في العتاد،وذلك بعد تلقي الأجهزة المختصة معلومات استخباراتية عن تحرك للمسلحين في اتجاه "العتيبة"، وذلك في محاولةٍ فاشلةٍ "لفتح كوة" تسهّل عبور المسلحين الى العاصمة، أو لاختبار جهوزية الجيش في ضوء الكلام عن إمكان شن المجموعات المسلحة هجوماً كبيراً على العاصمة دمشق في الربيع المقبل من الأردن بمؤازرة أميركية ودعم سعودي غير محدود من ناحيتي التمويل والتجهيز والاستعلام، ولكن كالعادة باءت المحاولة المذكورة كسابقاتها بالفشل، بحسب مصادر ميدانية متابعة لافتة الى أن تصدي الجيش مراتٍ عدةٍ للمسلحين في محيط العاصمة وتكبيدهم خسائر كبيرة، يؤشر الى استعداده التام لمواجهة أي هجومٍ محتملٍ من الجنوب. إنطلاقاً من هنا، ترجح المصادر تركيز المجموعات المسلحة على جبهة "حوران- الجولان"، حيث تدور أعنف المعارك بين الجيش والمسلحين، الذين بدورهم انتشروا في منطقة القنيطرة الخالية من القوات المسلحة، باستثناء وجود بعض مخافر الحرس، وذلك التزاماً باتفاقية "فصل القوات" أو "فك الاشتباك" بين سورية و"إسرائيل" في العام 1974. إلا أن الجيش السوري خرق هذه الاتفاقية منذ العام الفائت تحت وطأة الضرورة، حين قام بملاحقة المسلحين على تخوم هضبة الجولان، حيث وصل الى السياج الفاصل مع العدو الاسرائيلي، على ما تؤكد المصادر.   ولاشك ان العامل الجغرافي يسهم في شكلٍ كبيرٍ في دعم المسلحين التكفيريين، حيث يتلقون دعماً لوجتسياً وطبياً ومخابراتياً من "إسرائيل" و"الاردن"، وبدا هذا الامر جلياً، خصوصاً بعد تفقد رئيس الوزراء "الاسرائيلي" بنيامين نتنياهو للجرحى التكفيريين في المشافي "الاسرائيلية". وعن إمكان إقامة "حزام أمني" في القنيطرة تحت سلطة التكفيريين لحماية "إسرائيل"، يرجح مصدر في المعارضة في السورية أن يكون الهدف من فتح جبهة "حوران- الجولان" هو محاولة انهاك القوات المسلحة المنتشرة في محيط العاصمة، وقد يكون ذلك تمهيداً لهجوم تكفيري على دمشق بإدارة أميركية ومساندة "إسرائيلية- خليجية" على حد قوله. ويستبعد المصدر إمكان إقامة حزام أمني على غرار الذي أقامته "إسرائيل" تحت سلطة "ميليشيا لحد" في جنوب لبنان خلال احتلالها له، نظراً لاختلاف الطبيعة الجغرافية بين "الجنوب" والجولان، فالمستوطنات "الاسرائيلية " غير متصلةٍ بالحدود السورية، كما هو الحال في جنوب لبنان، وبالتالي ليس هناك حاجةٍ "إسرائيلية" جدية لحماية مستوطناتها القريبة من الجولان، يعتبر المصدر. هذا من الناحية الجغرافية- الامنية. أما من الناحية الاستراتيجية، فلاريب أن أقامة "حزام أمني" على الاراضي السوري، سيؤدي حتماً الى إنطلاق حركة مقاومة سورية في وجه الاحتلال الاسرائيلي وعملائه،على غرار مقاومة حزب الله في لبنان، يؤكد المصدر، ويسأل المصدر "هل من مصلحة "إسرائيل" القيام بعمل كهذا، وبالتالي إعادة تجربة المقاومة اللبنانية؟" يختم بالقول : "حتماً لا". وفي هذا السياق، يعتبر مرجع استراتيجي أن الهدف الحقيقي من محاولة إنشاء شبه "حزام أمني"، هو لزيادة منسوب الضغط الدولي على دمشق، خصوصاً في ضوء انعقاد مؤتمر جنيف، علَ بذلك يتم تحريك ملف دولي عالق منذالعام 1974 ،لتحقيق غايةاسرائيلية معينة،كاعادة ترسيم الحدود مثلا؟  

المصدر : حسان الحسن ـ المرده


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة