تتزايد الوقائع التي تؤكد وجود خطة أميركية إسرائيلية سعودية يقف خلفها حلف العدوان على سوريا لقيادة محاولة يائسة لتعديل التوازنات الميدانية بعد الإخفاق الكبير للفصائل القاعدية والجماعات المسلحة الأخرى رغم كل ما نالته من الدعم العسكري والمالي خلال ثلاث سنوات .

أولا اكد تسفي برئيل المحلل العسكري الإسرائيلي وثيق الصلة بدوائر الاستخبارات أن الأردن تحول إلى قاعدة للعمليات ضد سوريا بدلا من تركيا وذكر في مقالة نشرتها هآرتس ان جسرا جويا سعوديا ينقل الأسلحة الأوكرانية والباكستانية إلى الأردن بينما يجري تدريب مئات المقاتلين من الجماعات السورية المسلحة في قاعدة تابعة للقوات الخاصة الأردنية في منطقة السلط تمهيدا لحشدهم في شريط حدودي يمكن التحرك منه لانطلاق عمليات هجومية يصفها بالفرصة الأخيرة لمحاولة تعديل التوازنات والتي يتوقع شنها بالتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للمملكة السعودية.

وقد أفادت المعلومات المتداولة في الصحافة الأميركية مؤخرا ان غرفة عمليات مشتركة مقرها الأردن بقيادة اميركية تم تشكيلها للإشراف على العدوان الجديد وهي تضم ضباط عمليات من الدول التي شارك ممثلوها في اجتماع واشنطن الأخير حول سوريا وذلك يعني اشتراك تركيا وقطر مع السعودية والأردن وفرنسا وبريطانيا ويسود الاعتقاد في دوائر أردنية معارضة بان ضباطا إسرائيليين يساهمون في التخطيط والإدارة المخابراتية والعملانية للهجوم المحكي عنه وتقول مصادر معارضة إن المخططين يراهون على تجميع خمسة آلاف مرتزق يجري دفعهم في اتجاه جنوب سوريا عبر الحدود ومن خلال ممر المنطقة العازلة في جبهة الجولان بالتنسيق مع جيش الاحتلال الإسرائيلي .

ثانيا الضابط عبدالاله النعيمي الذي عين بطلب سعودي رئيسا جديدا لأركان الجيش السوري الحر تصفه الصحف الإسرائيلية بكونه مقربا من ملك الاردن بينما نشرت معاريف معلومات عن علاقته بإسرائيل وذكرت انه تلقى العلاج والتدريب لدى جيش العدو وأعلن موته سابقا في معارك أصيب خلالها في منطقة درعا وكان الإعلان بترتيب من المخابرات الإسرائيلية للتمويه والأصح لتسهيل تحضيره لدور سعد حداد السوري حيث اختفى لفترة غير قصيرة في فلسطين المحتلة خضع خلالها للتدريب الأمني.

الخطوات العملية الإسرائيلية تحضيرا لفكرة الشريط في جبهة الجولان تسير بخطى حثيثة وبإشراف من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتحفز لتأكيد حضور إسرائيل في حلف الحرب على سوريا مرة برعايته لفكرة الجدار التي يستعيرها مخططو الدولة العبرية من تجربتهم في لبنان ومرة عبر الغارة الغامضة على الحدود اللبنانية السورية التي تبناها نتنياهو من غير ان يصرح عنها يوم امس .

لكن الأكيد أننا امام مرحلة جديدة ألغت فيها إسرائيل ما سبق ان التزمته من تكتم حول دورها في دعم العصابات الإرهابية في سوريا وهي جاهرت بانها عملت بذلك تسهيلا للخطط الأميركية وتلافيا لإحراج عملاء الغرب من السوريين في واجهات المعارضة والتوجه الجديد يعكس تفاهما أميركيا إسرائيليا على تظهير الدور الذي تتولاه تل أبيب الراغبة في إقامة شريط حدودي بناء على فرضية توافر الفرص لإطالة امد استنزاف الدولة السورية مع دوام وتأصل عجز الحلف الغربي الخليجي التركي عن إسقاطها.

ثالثا المعلومات المتوافرة تشير إلى ان عقدا كثيرة لم تذلل من طريق الخطة الإسرائيلية الافتراضية رغم الأموال السعودية المرصودة وكل ما يحكى عن تكنولوجيا عسكرية متقدمة وضعتها الأركان الأميركية بتصرف غرفة العمليات في الأردن من طائرات بدون طيار و خطوط وصل وارتباط بالأقمار الصناعية وهو ما سبق ان جرب واختبر في غرفة عمليات انجريلك بتركيا التي اسسها الجنرال بترايوس فاستعصاء توحيد الجماعات المسلحة المتنافرة يراوح مكانه وتراجع الاحتضان الشعبي للمسلحين يتعزز بينما تشير المعلومات إلى ان الجيش العربي السوري باشر بتنفيذ خطط وقائية ودفاعية للتعامل مع كل الاحتمالات والسيناريوهات بل إن حلف المقاومة وشركاءه الروس معنيان بالاشتراك مباشرة في صد خطة يتدخل المحور الدولي الإقليمي المقابل في رسم تفاصيلها وهذا ما يحيط به الغموض البناء الذي قد يجعل الحلف المعادي في شرك مفاجآت قاتلة.

المفارقة الرئيسية التي ستتحكم بتوازن القوى حسب الخبراء هي ان القوة التي يسعى حلف العدوان لحشدها تضم كمية من المرتزقة الذين لا يملكون إرادة القتال الصلبة التي تتوافر لدى الجيش العربي السوري ولا الاستعداد للتضحية وحتى لو استعانت غرفة العمليات وفق ما هو متوقع بفرع القاعدة وجبهة الأخوان فإن الدور الإسرائيلي المباشر في العدوان والتورط الأردني السافر يمثلان عنصري تحريك لردود مفاجئة قد لا ترد في حساب المخططين وربما تضع المنطقة على شفا انفجار كبير .

  • فريق ماسة
  • 2014-02-26
  • 11426
  • من الأرشيف

خطة الهجوم من الأردن

 تتزايد الوقائع التي تؤكد وجود خطة أميركية إسرائيلية سعودية يقف خلفها حلف العدوان على سوريا لقيادة محاولة يائسة لتعديل التوازنات الميدانية بعد الإخفاق الكبير للفصائل القاعدية والجماعات المسلحة الأخرى رغم كل ما نالته من الدعم العسكري والمالي خلال ثلاث سنوات . أولا اكد تسفي برئيل المحلل العسكري الإسرائيلي وثيق الصلة بدوائر الاستخبارات أن الأردن تحول إلى قاعدة للعمليات ضد سوريا بدلا من تركيا وذكر في مقالة نشرتها هآرتس ان جسرا جويا سعوديا ينقل الأسلحة الأوكرانية والباكستانية إلى الأردن بينما يجري تدريب مئات المقاتلين من الجماعات السورية المسلحة في قاعدة تابعة للقوات الخاصة الأردنية في منطقة السلط تمهيدا لحشدهم في شريط حدودي يمكن التحرك منه لانطلاق عمليات هجومية يصفها بالفرصة الأخيرة لمحاولة تعديل التوازنات والتي يتوقع شنها بالتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للمملكة السعودية. وقد أفادت المعلومات المتداولة في الصحافة الأميركية مؤخرا ان غرفة عمليات مشتركة مقرها الأردن بقيادة اميركية تم تشكيلها للإشراف على العدوان الجديد وهي تضم ضباط عمليات من الدول التي شارك ممثلوها في اجتماع واشنطن الأخير حول سوريا وذلك يعني اشتراك تركيا وقطر مع السعودية والأردن وفرنسا وبريطانيا ويسود الاعتقاد في دوائر أردنية معارضة بان ضباطا إسرائيليين يساهمون في التخطيط والإدارة المخابراتية والعملانية للهجوم المحكي عنه وتقول مصادر معارضة إن المخططين يراهون على تجميع خمسة آلاف مرتزق يجري دفعهم في اتجاه جنوب سوريا عبر الحدود ومن خلال ممر المنطقة العازلة في جبهة الجولان بالتنسيق مع جيش الاحتلال الإسرائيلي . ثانيا الضابط عبدالاله النعيمي الذي عين بطلب سعودي رئيسا جديدا لأركان الجيش السوري الحر تصفه الصحف الإسرائيلية بكونه مقربا من ملك الاردن بينما نشرت معاريف معلومات عن علاقته بإسرائيل وذكرت انه تلقى العلاج والتدريب لدى جيش العدو وأعلن موته سابقا في معارك أصيب خلالها في منطقة درعا وكان الإعلان بترتيب من المخابرات الإسرائيلية للتمويه والأصح لتسهيل تحضيره لدور سعد حداد السوري حيث اختفى لفترة غير قصيرة في فلسطين المحتلة خضع خلالها للتدريب الأمني. الخطوات العملية الإسرائيلية تحضيرا لفكرة الشريط في جبهة الجولان تسير بخطى حثيثة وبإشراف من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتحفز لتأكيد حضور إسرائيل في حلف الحرب على سوريا مرة برعايته لفكرة الجدار التي يستعيرها مخططو الدولة العبرية من تجربتهم في لبنان ومرة عبر الغارة الغامضة على الحدود اللبنانية السورية التي تبناها نتنياهو من غير ان يصرح عنها يوم امس . لكن الأكيد أننا امام مرحلة جديدة ألغت فيها إسرائيل ما سبق ان التزمته من تكتم حول دورها في دعم العصابات الإرهابية في سوريا وهي جاهرت بانها عملت بذلك تسهيلا للخطط الأميركية وتلافيا لإحراج عملاء الغرب من السوريين في واجهات المعارضة والتوجه الجديد يعكس تفاهما أميركيا إسرائيليا على تظهير الدور الذي تتولاه تل أبيب الراغبة في إقامة شريط حدودي بناء على فرضية توافر الفرص لإطالة امد استنزاف الدولة السورية مع دوام وتأصل عجز الحلف الغربي الخليجي التركي عن إسقاطها. ثالثا المعلومات المتوافرة تشير إلى ان عقدا كثيرة لم تذلل من طريق الخطة الإسرائيلية الافتراضية رغم الأموال السعودية المرصودة وكل ما يحكى عن تكنولوجيا عسكرية متقدمة وضعتها الأركان الأميركية بتصرف غرفة العمليات في الأردن من طائرات بدون طيار و خطوط وصل وارتباط بالأقمار الصناعية وهو ما سبق ان جرب واختبر في غرفة عمليات انجريلك بتركيا التي اسسها الجنرال بترايوس فاستعصاء توحيد الجماعات المسلحة المتنافرة يراوح مكانه وتراجع الاحتضان الشعبي للمسلحين يتعزز بينما تشير المعلومات إلى ان الجيش العربي السوري باشر بتنفيذ خطط وقائية ودفاعية للتعامل مع كل الاحتمالات والسيناريوهات بل إن حلف المقاومة وشركاءه الروس معنيان بالاشتراك مباشرة في صد خطة يتدخل المحور الدولي الإقليمي المقابل في رسم تفاصيلها وهذا ما يحيط به الغموض البناء الذي قد يجعل الحلف المعادي في شرك مفاجآت قاتلة. المفارقة الرئيسية التي ستتحكم بتوازن القوى حسب الخبراء هي ان القوة التي يسعى حلف العدوان لحشدها تضم كمية من المرتزقة الذين لا يملكون إرادة القتال الصلبة التي تتوافر لدى الجيش العربي السوري ولا الاستعداد للتضحية وحتى لو استعانت غرفة العمليات وفق ما هو متوقع بفرع القاعدة وجبهة الأخوان فإن الدور الإسرائيلي المباشر في العدوان والتورط الأردني السافر يمثلان عنصري تحريك لردود مفاجئة قد لا ترد في حساب المخططين وربما تضع المنطقة على شفا انفجار كبير .

المصدر : غالب قنديل


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة