إستعاد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" "داعش" وجوده في مدينة حلب، بعد نجاحه في السيطرة على حي الهلك، ما يعتبر مؤشراً لعودة المواجهات بين داعش من جهة و"جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية" من جهة ثانية.

لكن المفارقة التي تسجل في دخول مقاتلي داعش الى حي الهلك إتسمت بالسيطرة على الحي دون أي معارك حيث انسحب مقاتلو "الجبهة الإسلامية" من الحي مع وصول عناصر "داعش"، الذين قاموا برفع رايات "الدولة"، وقاموا بتوزيع منشورات تطالب كل من يحمل سلاحاً أن يقوم بتسليمه لهم، تمهيداً لشن حملة تفتيش في الحي بحثاً عن مطلوبين.

سيناريو دخول "داعش" الى حي الهلك  يشبه الى حد كبير ما حصل في تل أبيض، حيث يتهم أحد عناصر حركة أحرار الشام قادة الحركة بخيانة مقاتلي الكتيبة، مشيرا بالقول: "لقد كانوا يصدرون أوامر بالانسحاب من دون الاشتباك مع "داعش"، ويضيف: "في بادئ الأمر رفضنا إطاعة تلك الأوامر، لكننا حوصرنا في نهاية الأمر، فاضطررنا للانسحاب".

عودة "داعش" الى حلب تأتي بعد أيام على مقتل القيادي في القاعدة أبو خالد السوري الذي إغتيل على يد مسلحي "الدولة"، وهو ما دفع بالفصائل المناوئة (جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وجيش المجاهدين) لـ"داعش" الى توحيد صفوفهم وتأسيس غرفة العمليات المشتركة.

كما تتجه الأنظار الى أن مدينة مارع الواقعة شمال حلب تشهد إجراءات أمنية كبيرة، وهي تعتبر احد أهم معاقل «لواء التوحيد» التابع لـ«الجبهة الإسلامية»، فيما يبدو أنها تحضيرات واستعدادات لهجوم مرتقب قد يشنه «داعش» على المدينة القريبة من اعزاز، والتي تشكل نقطة إستراتيجية في ريف حلب الشمالي، إضافة إلى انها تضم سجناً كبيراً يقبع فيه مخطوفون من الجيش والقوى الأمنية، تم نقلهم من سجن الراعي بعد سيطرة «"داعش" على المدينة قبل شهر تقريباً.

وفي سياق متصل منعت الهيئة الشرعية بحلب حمل السلاح من غير ترخيص، وحظرت الهيئة حمل السلاح على العسكريين ممن لا يحملون "هوية أو مهمة موثقة ومؤرخة من اللواء الذين يعملون فيه".

كما أوضح البيان أنه "من لم يلتزم بالقرار سيتم احالته إلى السجن والمسائلة القانونية، مضيفةً أنها هي الجهة الوحيدة المخولة بتنفيذ هذا القرار وتحظر على الفصائل مصادرة السلاح". يذكر أن تطورات جبهة حلب تأتي بعد الرسالة التي وجهها زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني لـ "داعش" وهدّدها إذا لم تدخل في تحكيم للشرع مع الجماعات التي تقاتلها في سوريا، فإنها ستواجه "المر العلقم".

  • فريق ماسة
  • 2014-02-26
  • 9645
  • من الأرشيف

"داعش" في حلب مجدداً ..والعين على مارع

إستعاد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" "داعش" وجوده في مدينة حلب، بعد نجاحه في السيطرة على حي الهلك، ما يعتبر مؤشراً لعودة المواجهات بين داعش من جهة و"جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية" من جهة ثانية. لكن المفارقة التي تسجل في دخول مقاتلي داعش الى حي الهلك إتسمت بالسيطرة على الحي دون أي معارك حيث انسحب مقاتلو "الجبهة الإسلامية" من الحي مع وصول عناصر "داعش"، الذين قاموا برفع رايات "الدولة"، وقاموا بتوزيع منشورات تطالب كل من يحمل سلاحاً أن يقوم بتسليمه لهم، تمهيداً لشن حملة تفتيش في الحي بحثاً عن مطلوبين. سيناريو دخول "داعش" الى حي الهلك  يشبه الى حد كبير ما حصل في تل أبيض، حيث يتهم أحد عناصر حركة أحرار الشام قادة الحركة بخيانة مقاتلي الكتيبة، مشيرا بالقول: "لقد كانوا يصدرون أوامر بالانسحاب من دون الاشتباك مع "داعش"، ويضيف: "في بادئ الأمر رفضنا إطاعة تلك الأوامر، لكننا حوصرنا في نهاية الأمر، فاضطررنا للانسحاب". عودة "داعش" الى حلب تأتي بعد أيام على مقتل القيادي في القاعدة أبو خالد السوري الذي إغتيل على يد مسلحي "الدولة"، وهو ما دفع بالفصائل المناوئة (جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وجيش المجاهدين) لـ"داعش" الى توحيد صفوفهم وتأسيس غرفة العمليات المشتركة. كما تتجه الأنظار الى أن مدينة مارع الواقعة شمال حلب تشهد إجراءات أمنية كبيرة، وهي تعتبر احد أهم معاقل «لواء التوحيد» التابع لـ«الجبهة الإسلامية»، فيما يبدو أنها تحضيرات واستعدادات لهجوم مرتقب قد يشنه «داعش» على المدينة القريبة من اعزاز، والتي تشكل نقطة إستراتيجية في ريف حلب الشمالي، إضافة إلى انها تضم سجناً كبيراً يقبع فيه مخطوفون من الجيش والقوى الأمنية، تم نقلهم من سجن الراعي بعد سيطرة «"داعش" على المدينة قبل شهر تقريباً. وفي سياق متصل منعت الهيئة الشرعية بحلب حمل السلاح من غير ترخيص، وحظرت الهيئة حمل السلاح على العسكريين ممن لا يحملون "هوية أو مهمة موثقة ومؤرخة من اللواء الذين يعملون فيه". كما أوضح البيان أنه "من لم يلتزم بالقرار سيتم احالته إلى السجن والمسائلة القانونية، مضيفةً أنها هي الجهة الوحيدة المخولة بتنفيذ هذا القرار وتحظر على الفصائل مصادرة السلاح". يذكر أن تطورات جبهة حلب تأتي بعد الرسالة التي وجهها زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني لـ "داعش" وهدّدها إذا لم تدخل في تحكيم للشرع مع الجماعات التي تقاتلها في سوريا، فإنها ستواجه "المر العلقم".

المصدر : آسيا /يوسف الصايغ


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة