يتابع المراقبون الدوليون سير العمليات العسكرية المتواصلة للجيش السوري في القلمون مع انتهاء استعداداته لبدء معركة استرداد يبرود من المجموعات المسلحة،معتمداً على عملية القضم التدريجي وإطباق الحصار عليها، رغم قساوة المواجهة التي تتوقعها القيادة السورية، نظراً إلى الأعداد الكبيرة للمسلحين المتحصنين فيها، وطبيعتها الجغرافية، ناهيك عن غرف العمليات والخنادق التي أنشأوها داخل الجحور عقب انتهاء معركة القصير وفرارهم إلى البلدة القلمونية ذات الثقل الاستراتيجي، من دون إغفال أن هذه المعركة ستقلب المعادلات الميدانية في سورية بشكل كبير لصالح القيادة السورية - وفق ما أكد أكثر من مصدر إقليمي متابع - مضافة إليها الإنجازات العسكرية اللافتة التي يسجلها الجيش السوري، تحديداً في حلب وريفها، باعتراف الإدارة الأميركية على لسان وزير خارجيتها جون كيري، وقوله إن الأسد يسجّل نقاطاً في الميدان، في وقت طغى على المشهد الميداني المحتدم كلام روسي لافت يشير إلى "رصد" موسكو لخطة أميركية - فرنسية تم الإعداد لها للهجوم على دمشق، بالتزامن مع معلومات سرّبها سفير دولة إقليمية في عمان تفيد بأن "إسرائيل" لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء الزحف السريع للجيش السوري ومعه "حزب الله" نحو إعلان النصر، وإنها تضغط بقوة باتجاه عدوان عسكري على سورية - عبر حلفائها - يعيد خلط الأوراق الميدانية، ورغم جملة العوائق التي تعترض مسار البدء بالعملية العسكرية في يبرود - آخر قلاع المسلحين وأخطرها - نظراً إلى اعتبارها مصدر السيارات المفخخة التي ترسَل إلى عرسال ومنها باتجاه باقي المناطق اللبنانية، سواء في الضاحية الجنوبية أو الهرمل، إلا أن القيادة السورية تصرّ على استرداد البلدة العصية إلى حضن الوطن، بعدما أعطت المجال الكافي للمفاوضات الدولية القاضية بحسم المعركة سلمياً، عبر تسليم المسلحين أسلحتهم للجيش السوري..

أما على الجانب الآخر من الحدود، فقد كشفت مصادر استخبارية ألمانية - نقلاً عن معلومات أمنية وصفتها بالموثوقة - عن حراك مسلح كثيف لـنحو 3 آلاف مقاتل في عرسال يعدّون العدة لهجوم مضاد، بهدف التخفيف من الضغط العسكري على مسلحي يبرود، وفتح طريق آمن فيما بينهم، معلومات تقاطعت مع أخرى إقليمية متابعة أشارت إلى ازدياد أعداد المسلحين في عرسال بشكل لافت عقب بدء العمليات العسكرية في القلمون، كاشفة عن خطة تم الإعداد لها من قبل قياديين في "جبهة النصرة"، حيث جهّزوا مجموعات كبيرة تضم متشددين لبنانيين وسوريين بانتظار إشارة الصفر للانطلاق نحو تنفيذ هجوم، رجحت أن يكون باتجاه المناطق المجاورة، وبالموازاة خرق كلام "إسرائيلي" لافت المشهد الميداني السوري، حيث قال رئيس المنطقة الشمالية السابق رافي نوي تعليقاً على سير العمليات العسكرية في القلمون، "إن وضع المتمردين في سورية سيدفع حكماً إلى تدخّل الجيش الإسرائيلي من أجل تخفيف ضغط الجيش السوري عنهم، وبات مؤكداً أن هؤلاء المتمردين خسروا المعركة، والاستراتيجية التي اتبعوها خاطئة، ولن يعرفوا الإفلات من كماشة النظام، خصوصاً أن "حزب الله" هو المنتصر حتماً خلف هذا الجيش"، مشيراً إلى زيارة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو لجرحى المسلحين في أحد المشافي "الإسرائيلية" في الجولان، وما لها من دلالات بالغة الأهمية في هذا التوقيت بالذات، وفي السياق علّق أحد المحللين العسكريين "الإسرائيليين" لصحيفة "معاريف" على شحنات الأسلحة التي أرسلتها السعودية مؤخراً، وعلى عجل للمجموعات المسلحة في سورية، والتي تضمّنت صواريخ مضادة للطائرات والمدرعات، مؤكداً أن "حصول المسلحين على هذا السلاح النوعي سيقلب النتائج الميدانية على الأرض من دون تدخل "إسرائيلي".

معارك مفصلية يدور رحاها في القلمون، مترافقة مع عمليات القضم المتواصلة التي يعتمدها الجيش السوري في تكتيكه، تحديداً في ريف حلب، في ظل إقرار استخباري إقليمي بانتصار الرئيس السوري في الميدان، وهذا ما عبّر عنه على الملأ مدير المخابرات الأميركية جيمس كلابر بقوله إن "الأسد أصبح اليوم أقوى من أي وقت مضى"، مع التذكير بالكلام الذي صدر عن مسؤول موريتاني زار الرئيس السوري منذ أشهر، وكشف فيه أن الأسد أكد له أن النصر لم يعدّ بعيد المنال، "انتظر بضعة شهور وسترى مفاجآتنا"، هذا من دون إغفال "تسريبات" ضابط روسي رفيع المستوى لسفير دولة إقليمية في بيروت أكد فيها أن "معركة ما بعد يبرود ستحمل مفاجآت ميدانية غير متوقعة"، وحتى حينه تبقى الكلمة الفصل للميدان.

  • فريق ماسة
  • 2014-02-26
  • 11117
  • من الأرشيف

يبرود تستنفر "إسرائيل"...آلاف المسلحين في عرسال يعدّون لهجوم مضاد

يتابع المراقبون الدوليون سير العمليات العسكرية المتواصلة للجيش السوري في القلمون مع انتهاء استعداداته لبدء معركة استرداد يبرود من المجموعات المسلحة،معتمداً على عملية القضم التدريجي وإطباق الحصار عليها، رغم قساوة المواجهة التي تتوقعها القيادة السورية، نظراً إلى الأعداد الكبيرة للمسلحين المتحصنين فيها، وطبيعتها الجغرافية، ناهيك عن غرف العمليات والخنادق التي أنشأوها داخل الجحور عقب انتهاء معركة القصير وفرارهم إلى البلدة القلمونية ذات الثقل الاستراتيجي، من دون إغفال أن هذه المعركة ستقلب المعادلات الميدانية في سورية بشكل كبير لصالح القيادة السورية - وفق ما أكد أكثر من مصدر إقليمي متابع - مضافة إليها الإنجازات العسكرية اللافتة التي يسجلها الجيش السوري، تحديداً في حلب وريفها، باعتراف الإدارة الأميركية على لسان وزير خارجيتها جون كيري، وقوله إن الأسد يسجّل نقاطاً في الميدان، في وقت طغى على المشهد الميداني المحتدم كلام روسي لافت يشير إلى "رصد" موسكو لخطة أميركية - فرنسية تم الإعداد لها للهجوم على دمشق، بالتزامن مع معلومات سرّبها سفير دولة إقليمية في عمان تفيد بأن "إسرائيل" لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء الزحف السريع للجيش السوري ومعه "حزب الله" نحو إعلان النصر، وإنها تضغط بقوة باتجاه عدوان عسكري على سورية - عبر حلفائها - يعيد خلط الأوراق الميدانية، ورغم جملة العوائق التي تعترض مسار البدء بالعملية العسكرية في يبرود - آخر قلاع المسلحين وأخطرها - نظراً إلى اعتبارها مصدر السيارات المفخخة التي ترسَل إلى عرسال ومنها باتجاه باقي المناطق اللبنانية، سواء في الضاحية الجنوبية أو الهرمل، إلا أن القيادة السورية تصرّ على استرداد البلدة العصية إلى حضن الوطن، بعدما أعطت المجال الكافي للمفاوضات الدولية القاضية بحسم المعركة سلمياً، عبر تسليم المسلحين أسلحتهم للجيش السوري.. أما على الجانب الآخر من الحدود، فقد كشفت مصادر استخبارية ألمانية - نقلاً عن معلومات أمنية وصفتها بالموثوقة - عن حراك مسلح كثيف لـنحو 3 آلاف مقاتل في عرسال يعدّون العدة لهجوم مضاد، بهدف التخفيف من الضغط العسكري على مسلحي يبرود، وفتح طريق آمن فيما بينهم، معلومات تقاطعت مع أخرى إقليمية متابعة أشارت إلى ازدياد أعداد المسلحين في عرسال بشكل لافت عقب بدء العمليات العسكرية في القلمون، كاشفة عن خطة تم الإعداد لها من قبل قياديين في "جبهة النصرة"، حيث جهّزوا مجموعات كبيرة تضم متشددين لبنانيين وسوريين بانتظار إشارة الصفر للانطلاق نحو تنفيذ هجوم، رجحت أن يكون باتجاه المناطق المجاورة، وبالموازاة خرق كلام "إسرائيلي" لافت المشهد الميداني السوري، حيث قال رئيس المنطقة الشمالية السابق رافي نوي تعليقاً على سير العمليات العسكرية في القلمون، "إن وضع المتمردين في سورية سيدفع حكماً إلى تدخّل الجيش الإسرائيلي من أجل تخفيف ضغط الجيش السوري عنهم، وبات مؤكداً أن هؤلاء المتمردين خسروا المعركة، والاستراتيجية التي اتبعوها خاطئة، ولن يعرفوا الإفلات من كماشة النظام، خصوصاً أن "حزب الله" هو المنتصر حتماً خلف هذا الجيش"، مشيراً إلى زيارة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو لجرحى المسلحين في أحد المشافي "الإسرائيلية" في الجولان، وما لها من دلالات بالغة الأهمية في هذا التوقيت بالذات، وفي السياق علّق أحد المحللين العسكريين "الإسرائيليين" لصحيفة "معاريف" على شحنات الأسلحة التي أرسلتها السعودية مؤخراً، وعلى عجل للمجموعات المسلحة في سورية، والتي تضمّنت صواريخ مضادة للطائرات والمدرعات، مؤكداً أن "حصول المسلحين على هذا السلاح النوعي سيقلب النتائج الميدانية على الأرض من دون تدخل "إسرائيلي". معارك مفصلية يدور رحاها في القلمون، مترافقة مع عمليات القضم المتواصلة التي يعتمدها الجيش السوري في تكتيكه، تحديداً في ريف حلب، في ظل إقرار استخباري إقليمي بانتصار الرئيس السوري في الميدان، وهذا ما عبّر عنه على الملأ مدير المخابرات الأميركية جيمس كلابر بقوله إن "الأسد أصبح اليوم أقوى من أي وقت مضى"، مع التذكير بالكلام الذي صدر عن مسؤول موريتاني زار الرئيس السوري منذ أشهر، وكشف فيه أن الأسد أكد له أن النصر لم يعدّ بعيد المنال، "انتظر بضعة شهور وسترى مفاجآتنا"، هذا من دون إغفال "تسريبات" ضابط روسي رفيع المستوى لسفير دولة إقليمية في بيروت أكد فيها أن "معركة ما بعد يبرود ستحمل مفاجآت ميدانية غير متوقعة"، وحتى حينه تبقى الكلمة الفصل للميدان.

المصدر : ماجدة الحاج- الثبات


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة