أعادت مجزرة معان تسليط الضوء على محافظة حماه وسط سوريا. رغم الصراع على النفوذ في تلك المنطقة بين «داعش» و«الجبهة الإسلامية»، يبدو أن ارتكاب المذابح الطائفية قاسم مشترك بينهما، وبين معظم الجماعات المسلحة التي كان جديدها «تحالف المهاجرين والأنصار»، ومكوّنه الأساسي «لواء جند الأقصى»، شريك «أحرار الشام» و«النصرة» في المجزرة الأخيرة

جبهة حماه إلى اشتعال. هذا ما توحي به المستجدات الميدانية التي شهدتها المحافظة في الأسبوعين الأخيرين. ويبدو أن مجزرة معان جاءت «ثمرة» لهذه المستجدات. ويرتبط التصعيد المتوقع بعزم «حركة أحرار الشام الإسلامية» (حاشا)، العضو في «الجبهة الإسلامية»، على استعادة مناطق النفوذ التي خسرتها في ريف حماه، وتوسيع هذا النفوذ. وهو هدف خاض مسلحو «حاشا» في سبيله معارك مع مسلحي «داعش».

ورغم العداء المعلن بين الجهتين، تتشاطران في تلك المنطقة هدفاً معلناً: «إبادة النصيريين». فمسلحو «الدولة» كانوا قد أعلنوا انطلاق غزوة «ادخلوا عليهم الباب» بقيادة عمر الشيشاني. ونشر التنظيم أخيراً مقاطع فيديو لمرحلة التخطيط لتلك «الغزوة»، وتلحظ المخططات أهدافاً عسكرية هي السيطرة على «اللواء 166»، وأخرى مدنية هي عبارة عن مجموعة «قرى نصيرية». على المقلب الآخر، وغير بعيد عن هذا «النهج»، قام مسلحو «أحرار الشام» بالتشارك مع حلفائهم القدامى في «جبهة النصرة»، والجدد في «تحالف المهاجرين والأنصار»، بتنفيذ مجزرة معان، من دون أن تشغلهم عنها معاركهم المستمرة مع «داعش» في المنطقة، والتي وصلت ذروتها في قرية الشاعر. ويقول مصدر «جهادي» لـ«الأخبار» إنّ «الاقتتال بين الإخوة المجاهدين لا بدّ له من نهاية، خاصة أن أهدافاً كثيرة توحدهم، وعلى رأسها التأسيس لدولة الإسلام، وإنهاء وجود النصيريين».

 

شركاء «حاشا» الجدد

 

تُعتبر مجزرة معان أول «إنجاز» للتحالف الذي عقدته «حركة أحرار الشام» أخيراً مع «تحالف المهاجرين والأنصار» الذي يمثّل «لواء جند الأقصى» عموده الفقري. و«جند الأقصى» هو في الأساس فصيل انشقّ عن «جبهة النصرة» في أيلول من العام الماضي، بزعامة «أبو عبد العزيز القطري». وقيل في أسباب الانشقاق إنه جاء بسبب الخلاف بين «النصرة» و«داعش»، وعدم رغبة «أبو عبد العزيز» بالقتال في صفوف أحدهما ضد الآخر. كانت نواة «جند الأقصى» حوالى 1000 مسلّح، معظمهم من «المهاجرين».

نقطة التحول في مسيرة «جند الأقصى» كانت مقتل مؤسّسه «القطري». واللافت أن المتهم الأول بقتله هو «جبهة ثوار سوريا» التي يتزعمها جمال معروف، والتي تتشاطر و«حركة أحرار الشام» علاقات توصف بـ«الجيدة». ويؤكد المصدر «الجهادي» لـ«الأخبار» أنّ «القطري كان يشكّل حجر عثرة في طريق تحالف الإخوة في لواء جند الأقصى مع أحرار الشام، لأنه كان يصرّ على النأي بنفسه عن الاقتتال بين الإخوة المجاهدين. وكان يحاول بذل مساعٍ في الإصلاح بين الفئتين المتقاتلتين». ويحمل كلام المصدر في طيّاته اتهاماً لـ«حاشا» بالضلوع في تصفية «القطري». المفارقة هنا أن القطري كان له دور أساسي في تدريب مسلحي «حاشا» في مراحلها الأولى، كما كان له دور محوري في تأسيس «جبهة النصرة». وبعد مقتله بفترة وجيزة، وتحديداً منتصف الشهر الماضي، أُعلن إنشاء «تحالف المهاجرين والأنصار» الذي يضم إضافة إلى «جند الأقصى» كلّاً من «لواء الأمة»، «لواء الحق في إدلب»، و«لواء عمر».

 

من هو «أبو عبد العزيز القطري»؟

 

هو محمد يوسف العثمان، والمعروف بأسماء عدة، منها «أبو عبد العزيز القطري»، و«عبدالله عزام الشام». فلسطيني الأصل، تعود أصوله إلى قرية عين غزال. ولد في منطقة الفضل في بغداد. متزوج ولديه 4 أولاد، أحدهم «أبو تراب» (20 عاماً) الذي لقي مصرعه في سوريا في تشرين الأول 2012، وابنة واحدة. قاتل «القطري» في صفوف «المجاهدين» في أفغانستان، وهناك تعرف إلى عبدالله عزام وأسامة بن لادن وأيمن الظواهري.

عاد إلى بغداد، حيث اعتقل إثر ضلوعه في تفجيرات عدة، من بينها تفجير استهدف «حانة لبيع الخمور كان يملكها نصراني عراقي»، وفق تعبير مصدر «جهادي». حُكم عليه بالسجن المؤبد، ثم أطلق سراحه إثر قرار عفو قبل غزو العراق. ساهم بعدها مع أبو مصعب الزرقاوي في تأسيس «كتائب التوحيد والجهاد»، فيما كان شقيقه عبد الحكيم أحد القادة العسكريين في «دولة العراق الإسلامية»، ولقي حتفه في اشتباك مسلح مع القوات الأميركية في نينوى.

كان «القطري» من أوائل «الجهاديين» الذين قدموا إلى سوريا، ويرى البعض أنه «الأب الروحي لجبهة النصرة».

 

  • فريق ماسة
  • 2014-02-10
  • 9929
  • من الأرشيف

«الجهاديّون» يُسخّنون جبهة حماه

أعادت مجزرة معان تسليط الضوء على محافظة حماه وسط سوريا. رغم الصراع على النفوذ في تلك المنطقة بين «داعش» و«الجبهة الإسلامية»، يبدو أن ارتكاب المذابح الطائفية قاسم مشترك بينهما، وبين معظم الجماعات المسلحة التي كان جديدها «تحالف المهاجرين والأنصار»، ومكوّنه الأساسي «لواء جند الأقصى»، شريك «أحرار الشام» و«النصرة» في المجزرة الأخيرة جبهة حماه إلى اشتعال. هذا ما توحي به المستجدات الميدانية التي شهدتها المحافظة في الأسبوعين الأخيرين. ويبدو أن مجزرة معان جاءت «ثمرة» لهذه المستجدات. ويرتبط التصعيد المتوقع بعزم «حركة أحرار الشام الإسلامية» (حاشا)، العضو في «الجبهة الإسلامية»، على استعادة مناطق النفوذ التي خسرتها في ريف حماه، وتوسيع هذا النفوذ. وهو هدف خاض مسلحو «حاشا» في سبيله معارك مع مسلحي «داعش». ورغم العداء المعلن بين الجهتين، تتشاطران في تلك المنطقة هدفاً معلناً: «إبادة النصيريين». فمسلحو «الدولة» كانوا قد أعلنوا انطلاق غزوة «ادخلوا عليهم الباب» بقيادة عمر الشيشاني. ونشر التنظيم أخيراً مقاطع فيديو لمرحلة التخطيط لتلك «الغزوة»، وتلحظ المخططات أهدافاً عسكرية هي السيطرة على «اللواء 166»، وأخرى مدنية هي عبارة عن مجموعة «قرى نصيرية». على المقلب الآخر، وغير بعيد عن هذا «النهج»، قام مسلحو «أحرار الشام» بالتشارك مع حلفائهم القدامى في «جبهة النصرة»، والجدد في «تحالف المهاجرين والأنصار»، بتنفيذ مجزرة معان، من دون أن تشغلهم عنها معاركهم المستمرة مع «داعش» في المنطقة، والتي وصلت ذروتها في قرية الشاعر. ويقول مصدر «جهادي» لـ«الأخبار» إنّ «الاقتتال بين الإخوة المجاهدين لا بدّ له من نهاية، خاصة أن أهدافاً كثيرة توحدهم، وعلى رأسها التأسيس لدولة الإسلام، وإنهاء وجود النصيريين».   شركاء «حاشا» الجدد   تُعتبر مجزرة معان أول «إنجاز» للتحالف الذي عقدته «حركة أحرار الشام» أخيراً مع «تحالف المهاجرين والأنصار» الذي يمثّل «لواء جند الأقصى» عموده الفقري. و«جند الأقصى» هو في الأساس فصيل انشقّ عن «جبهة النصرة» في أيلول من العام الماضي، بزعامة «أبو عبد العزيز القطري». وقيل في أسباب الانشقاق إنه جاء بسبب الخلاف بين «النصرة» و«داعش»، وعدم رغبة «أبو عبد العزيز» بالقتال في صفوف أحدهما ضد الآخر. كانت نواة «جند الأقصى» حوالى 1000 مسلّح، معظمهم من «المهاجرين». نقطة التحول في مسيرة «جند الأقصى» كانت مقتل مؤسّسه «القطري». واللافت أن المتهم الأول بقتله هو «جبهة ثوار سوريا» التي يتزعمها جمال معروف، والتي تتشاطر و«حركة أحرار الشام» علاقات توصف بـ«الجيدة». ويؤكد المصدر «الجهادي» لـ«الأخبار» أنّ «القطري كان يشكّل حجر عثرة في طريق تحالف الإخوة في لواء جند الأقصى مع أحرار الشام، لأنه كان يصرّ على النأي بنفسه عن الاقتتال بين الإخوة المجاهدين. وكان يحاول بذل مساعٍ في الإصلاح بين الفئتين المتقاتلتين». ويحمل كلام المصدر في طيّاته اتهاماً لـ«حاشا» بالضلوع في تصفية «القطري». المفارقة هنا أن القطري كان له دور أساسي في تدريب مسلحي «حاشا» في مراحلها الأولى، كما كان له دور محوري في تأسيس «جبهة النصرة». وبعد مقتله بفترة وجيزة، وتحديداً منتصف الشهر الماضي، أُعلن إنشاء «تحالف المهاجرين والأنصار» الذي يضم إضافة إلى «جند الأقصى» كلّاً من «لواء الأمة»، «لواء الحق في إدلب»، و«لواء عمر».   من هو «أبو عبد العزيز القطري»؟   هو محمد يوسف العثمان، والمعروف بأسماء عدة، منها «أبو عبد العزيز القطري»، و«عبدالله عزام الشام». فلسطيني الأصل، تعود أصوله إلى قرية عين غزال. ولد في منطقة الفضل في بغداد. متزوج ولديه 4 أولاد، أحدهم «أبو تراب» (20 عاماً) الذي لقي مصرعه في سوريا في تشرين الأول 2012، وابنة واحدة. قاتل «القطري» في صفوف «المجاهدين» في أفغانستان، وهناك تعرف إلى عبدالله عزام وأسامة بن لادن وأيمن الظواهري. عاد إلى بغداد، حيث اعتقل إثر ضلوعه في تفجيرات عدة، من بينها تفجير استهدف «حانة لبيع الخمور كان يملكها نصراني عراقي»، وفق تعبير مصدر «جهادي». حُكم عليه بالسجن المؤبد، ثم أطلق سراحه إثر قرار عفو قبل غزو العراق. ساهم بعدها مع أبو مصعب الزرقاوي في تأسيس «كتائب التوحيد والجهاد»، فيما كان شقيقه عبد الحكيم أحد القادة العسكريين في «دولة العراق الإسلامية»، ولقي حتفه في اشتباك مسلح مع القوات الأميركية في نينوى. كان «القطري» من أوائل «الجهاديين» الذين قدموا إلى سوريا، ويرى البعض أنه «الأب الروحي لجبهة النصرة».  

المصدر : الأخبار/ صهيب عنجريني


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة