يترقّب شاغلو «قلعة الحصن» معركة بلدة الزارة كمن ينتظر دوره. يروي مسلّحون لبنانيون وسوريون لـ«الأخبار» عن حياتهم اليومية، عن «مجاعة» و«تجار دماء».

ينقل قادة ميدانيون مراحل المواجهة والأسلحة المستخدمة بين معسكري القتال، معتبرين «أي تسوية خيانة للدين والأرض»

تقف «قلعة الحصن» وحيدة في مواجهة مصيرها. يُدكّ المعقل الأبرز لـ«مسلّحي المعارضة السورية» في ريف تلكلخ بالقذائف يومياً. وعلى إيقاع المعارك المحتدمة في البلدة الجارة له، الزارة، تتساقط البراميل المتفجّرة على شاغليها، مدنيين ومسلّحين على حدّ سواء. لم تبدأ قصّة «قلعة المعارضة» في الأيام القليلة الماضية. معركة الحصن، الذي يختبئ فيه قرابة ٣٥٠٠ شخص، بدأت منذ أشهر.

المعقل الذي يخضع لحصار الجيش السوري منذ عام ونصف عام يكتسب شهرته في شمال لبنان لأكثر من سبب، إذ إنّ أمير أحد أبرز التنظيمات السلفية المقاتلة فيه لبناني يُدعى خالد المحمود المعروف بـ«أبو سليمان المهاجر»، (كان في سجن رومية بتهمة الإنتماء الى فتح الإسلام)، وقد التحق به عشرات الشبان اللبنانيين به لـ«الجهاد ضد النظام....». ينقل أبو خالد (اسم مستعار)، أحد المسلّحين اللبنانيين الذين يشاركون في القتال، لـ«الأخبار» أنّه التحق «بالجبهة منذ اندلاع الثورة» في سوريا، كاشفاً أنّ دافعه «الجهاد للدفاع عن المسلمين..». يذكر المسلّح الثلاثيني، وهو من التبّانة، أنّه «نفر للجهاد» ملتحقاً بالشيخ وليد البستاني، ابن منطقته، الذي قُتل لاحقاً على أيدي مسلّحين في «الجيش الحر». ويشير إلى أنّه كان يتنقل بين لبنان وسوريا تبعاً للحاجة، وأنّه انقطع عن لبنان لأشهر بعد الكمين الذي تعرّض له ٢١ لبنانياً في تلكلخ أواخر عام ٢٠١٢. دافِع «أبو خالد» ينسحب على «أبو عدي»، شاب عشريني التحق مع خمسة من أصدقائه بقلعة الحصن أيضاً. ابن بلدة مشتى حمود اللبنانية تزوّج من فتاة سورية في القلعة منذ أشهر، يلفت إلى أنّه كغيره «يُدافع عن أهله ودينه ضد "نظام كافر"». ويقول لـ«الأخبار» إن شقيقه «استشهد بنيران الجيش السوري أثناء محاولته التسلل من الحصن»، كاشفاً أنّ «معظم الشبان اللبنانيين في الحصن يُقاتلون تحت راية جند الشام». وعن أعداد اللبنانيين المنضوين في القتال إلى جانب مسلّحي المعارضة السورية في القلعة، يقول إنهم «لا يتجاوزون ثلاثمئة مقاتل». ويضيف إلى الدوافع الدينية وراء الالتحاق بالقتال الروابط العائلية التي تربط بين أبناء قرى وادي خالد وتلكلخ.

في موازاة ذلك، ينقل القيادي الميداني أحمد المصري لـ«الأخبار» أنّ «الحصار جرى على مرحلتين»، مشيراً إلى أنّ «المرحلة الأولى بدأت مزدوجة عبر إغلاق كافة مداخل الحصن بالحواجز الأمنية وقطع الطرق من قبل سكان القرى الموالية للنظام». ويلفت الرجل الذي يعاني من إصابة في ركبته إلى أنّ «الطريق الى قرية الزارة التركمانية بقي مفتوحاً نستمد منه الحاجات الأساسية للحياة خلال تلك المرحلة»، علماً بأن البلدة المذكورة تبعد ستة كيلومترات عن الحصن. وينقل المصري أن «الجيش السوري ثبّت مدفعية لقصف السيارات المارة على الطريق الواصل بين الزارة والحصن، ما حدّ من التنقّل والحركة عليه إلا في ساعات الليل». أما المرحلة الثانية من الحصار، فيروي القيادي الميداني أنّها «بدأت في شهر رمضان الماضي، أي منذ ٧ أشهر، عندما حاول الجيش اقتحام منطقة البرج في الزارة لوضع حاجز بين الحصن والزارة»، مشيراً إلى أنّ «الثوّار تصدّوا لهم وأفشلوا محاولتهم، فأعقب ذلك إغلاق طريق الزارة الذي يعتبر شريان الحياة الأخير للقريتين». ويذكر أنه «خلال الشهرين الأول والثاني استنفد الناس كل ما لديهم من مؤن ودواء لتتدهور الحالة شيئاً فشيئاً، وليتحوّل الاعتماد الكلي على ما يُهرّب من طعام وسلاح». أما الناطق باسم «كتائب أحرار قلعة الحصن» أبو رياض الحمصي، الذي يدمج بين العمل الإعلامي وإسعاف الجرحى، فيقضي وقته في إعداد التقارير الإعلامية عن «معاناة شاغلي القلعة» وإحصاء القذائف المتساقطة عليهم. ويقول: «حتى الجريح بتنا نحتسبه في صفوف الشهداء لشحّ المواد الطبية».

 

المهرّبون تجار حروب

 

قصص المهرّبين لا تنتهي. تشتدّ الحاجة إليهم كلما اشتدّ الحصار. يُعدّد مسلّحون من قلعة الحصن الحواجز التي نصبتها «قوات الدفاع الوطني» لإطباق الحصار على «الحصن». يروون كيف بدأت «تظهر على الناس أمراض نقص التغذية، كالحكّة الجلدية وأورام الوجه واليدين وحالات الدوار والإغماء»، معدّدين أسماء ستة شيوخ فارقوا الحياة، مثل الحاج أبو أمين الزعبي ومحمد عبود. ويشيرون الى أن القصف المستمر تسبّب بمقتل ١٦٠ شخصاً، فضلاً عن عشرات الجرحى. مسلّح آخر فضّل عدم الكشف عن اسمه، يذكر لـ«الأخبار» أنّ «محاولة إنقاذ الجرحى باتت تُكلّفنا آلاف الدولارات»، كاشفاً أنّهم يدفعون مبالغ مالية للمهرّبين لنقل جرحاهم إلى الأراضي اللبنانية. ويشير إلى أن «كلفة نقل الجريح تبلغ ٢٠٠٠ دولار أميركي»، ثم يُردف قائلاً: «لدينا وفرة فقط في الاستغلاليين من تجار الدماء وتجار الحرب»، مشيراً الى «أننا اشترينا ضبّاطاً لتسهيل مرور الطعام والدواء وأحياناً إخراج الجرحى». وفي موازاة ذلك، يكشف أحد المسعفين في القلعة لـ«الأخبار» أنّ «في الحصن مشفى ميدانياً واحداً يفتقر إلى المعدات الطبية والأدوية التي استُهلك معظمها بعد إطباق الحصار»، مشيراً إلى أنّ «طاقم المشفى يقوم بأقصى استطاعته، إلا أن أغلب الإصابات تنتهي بالموت لعدم القدرة على إجراء العمليات الجراحية، لغياب الأجهزة اللازمة والنقص في الكادر الطبي».

موازين القوى

منذ بدأت المعارك في الزارة، تكثّف القصف على قلعة الحصن. يروي مسلّحون داخلها أنهم يتعرضون للقصف يومياً من «مرابض المدفعية وراجمات الصواريخ الموجودة في القرى المحيطة»، كاشفين أن «قريتي رأس النبع والمصيدة تتركز فيهما مدافع وراجمات صواريخ تقصف كل يوم، إضافة إلى مدافع ثقيلة ومدافع 57 في قرى وادي النصارى». ورغم ذلك، يؤكد المسلّحون أن «المعنويات مرتفعة، ولدينا العديد من المجنزرات التي غنمناها من الجيش في المعارك». كذلك يؤكد هؤلاء أنهم لا يعانون نقصاً في الذخيرة التي تمكّنوا من تخزينها بكميات كبيرة طوال الأشهر الماضية». أما عن سير المعارك، فينقل أحدهم أنّ «الشباب يحاربون ببسالة لأنهم يعلمون أن هذه المنطقة إذا سقطت بيد النظام فلن يكون لنا موطئ قدم فيها بعد اليوم بسبب الخليط الطائفي الموجود في المنطقة».

ويذكر هؤلاء أن «الجيش السوري يستخدم الطائرات الحربية والمروحية منذ أكثر من 10 أيام ويلقي عليهم البراميل المتفجرة»،... كذلك يتحدثون عن استخدام الجيش السوري لمدافع «الهاون من عيار 240»، كاشفين أنّه «استشهد خلال الحملة الأخيرة من ثوارنا حوالى 40 مقاتلاً». ورغم ذلك، يروي مسلّحو الحصن أنهم يستخدمون البنادق الآلية والرشاشات المتوسطة «كالدوشكا ومدافع 23 ملم وهاونات 80 و120 والدبابات»، جميعها جرى «غنمها» من الجيش السوري. ويرى هؤلاء أن هناك جملة نقاط تُحسب لمصلحتهم في المعركة الدائرة، منها :«الطبيعة الجبلية لمناطقنا والتحصينات التي بدأناها منذ بداية الثورة، إضافة إلى الخنادق والحفر الفردية والمغاور الموجودة».

 

درع «الحصن» تنظيمات ثلاثة

يتحاشى من تحدّثت إليهم «الأخبار» الخوض في أرقام المسلّحين الذين يتحصّنون داخل القلعة، لكنّ هؤلاء يُجمعون على أن ثلاثة تنظيمات تتولّى مهمة الدفاع عنها. يُعدّد هؤلاء كلاً من «كتيبة أحرار الحصن» التي ينضوي تحت لوائها معظم شباب القلعة، و«كتيبة شهداء تلكلخ» التي تضمّ مقاتلين خرجوا من تلكلخ بعد سقوطها بيد الجيش السوري، وأخيراً تنظيم «جند الشام» الذي يتألف من خليط سوري ولبناني. ويذكر أحد الناشطين الإعلاميين في «الحصن» أنّ «معظم اللبنانيين الذين يقاتلون تحت لواء «جند الشام» هم من أبناء المناطق الحدودية الذين تربطنا بهم علاقات قرابة بحكم قرب منطقتنا من حدود لبنان». كذلك يتحفّظ هؤلاء على أعداد اللبنانيين المشاركين في القتال، مكتفين بالقول إنهم لا يتجاوزون المئات.

  • فريق ماسة
  • 2014-02-10
  • 13526
  • من الأرشيف

مسلّحو قلعة الحصن ينتظرون «دورهم»

يترقّب شاغلو «قلعة الحصن» معركة بلدة الزارة كمن ينتظر دوره. يروي مسلّحون لبنانيون وسوريون لـ«الأخبار» عن حياتهم اليومية، عن «مجاعة» و«تجار دماء». ينقل قادة ميدانيون مراحل المواجهة والأسلحة المستخدمة بين معسكري القتال، معتبرين «أي تسوية خيانة للدين والأرض» تقف «قلعة الحصن» وحيدة في مواجهة مصيرها. يُدكّ المعقل الأبرز لـ«مسلّحي المعارضة السورية» في ريف تلكلخ بالقذائف يومياً. وعلى إيقاع المعارك المحتدمة في البلدة الجارة له، الزارة، تتساقط البراميل المتفجّرة على شاغليها، مدنيين ومسلّحين على حدّ سواء. لم تبدأ قصّة «قلعة المعارضة» في الأيام القليلة الماضية. معركة الحصن، الذي يختبئ فيه قرابة ٣٥٠٠ شخص، بدأت منذ أشهر. المعقل الذي يخضع لحصار الجيش السوري منذ عام ونصف عام يكتسب شهرته في شمال لبنان لأكثر من سبب، إذ إنّ أمير أحد أبرز التنظيمات السلفية المقاتلة فيه لبناني يُدعى خالد المحمود المعروف بـ«أبو سليمان المهاجر»، (كان في سجن رومية بتهمة الإنتماء الى فتح الإسلام)، وقد التحق به عشرات الشبان اللبنانيين به لـ«الجهاد ضد النظام....». ينقل أبو خالد (اسم مستعار)، أحد المسلّحين اللبنانيين الذين يشاركون في القتال، لـ«الأخبار» أنّه التحق «بالجبهة منذ اندلاع الثورة» في سوريا، كاشفاً أنّ دافعه «الجهاد للدفاع عن المسلمين..». يذكر المسلّح الثلاثيني، وهو من التبّانة، أنّه «نفر للجهاد» ملتحقاً بالشيخ وليد البستاني، ابن منطقته، الذي قُتل لاحقاً على أيدي مسلّحين في «الجيش الحر». ويشير إلى أنّه كان يتنقل بين لبنان وسوريا تبعاً للحاجة، وأنّه انقطع عن لبنان لأشهر بعد الكمين الذي تعرّض له ٢١ لبنانياً في تلكلخ أواخر عام ٢٠١٢. دافِع «أبو خالد» ينسحب على «أبو عدي»، شاب عشريني التحق مع خمسة من أصدقائه بقلعة الحصن أيضاً. ابن بلدة مشتى حمود اللبنانية تزوّج من فتاة سورية في القلعة منذ أشهر، يلفت إلى أنّه كغيره «يُدافع عن أهله ودينه ضد "نظام كافر"». ويقول لـ«الأخبار» إن شقيقه «استشهد بنيران الجيش السوري أثناء محاولته التسلل من الحصن»، كاشفاً أنّ «معظم الشبان اللبنانيين في الحصن يُقاتلون تحت راية جند الشام». وعن أعداد اللبنانيين المنضوين في القتال إلى جانب مسلّحي المعارضة السورية في القلعة، يقول إنهم «لا يتجاوزون ثلاثمئة مقاتل». ويضيف إلى الدوافع الدينية وراء الالتحاق بالقتال الروابط العائلية التي تربط بين أبناء قرى وادي خالد وتلكلخ. في موازاة ذلك، ينقل القيادي الميداني أحمد المصري لـ«الأخبار» أنّ «الحصار جرى على مرحلتين»، مشيراً إلى أنّ «المرحلة الأولى بدأت مزدوجة عبر إغلاق كافة مداخل الحصن بالحواجز الأمنية وقطع الطرق من قبل سكان القرى الموالية للنظام». ويلفت الرجل الذي يعاني من إصابة في ركبته إلى أنّ «الطريق الى قرية الزارة التركمانية بقي مفتوحاً نستمد منه الحاجات الأساسية للحياة خلال تلك المرحلة»، علماً بأن البلدة المذكورة تبعد ستة كيلومترات عن الحصن. وينقل المصري أن «الجيش السوري ثبّت مدفعية لقصف السيارات المارة على الطريق الواصل بين الزارة والحصن، ما حدّ من التنقّل والحركة عليه إلا في ساعات الليل». أما المرحلة الثانية من الحصار، فيروي القيادي الميداني أنّها «بدأت في شهر رمضان الماضي، أي منذ ٧ أشهر، عندما حاول الجيش اقتحام منطقة البرج في الزارة لوضع حاجز بين الحصن والزارة»، مشيراً إلى أنّ «الثوّار تصدّوا لهم وأفشلوا محاولتهم، فأعقب ذلك إغلاق طريق الزارة الذي يعتبر شريان الحياة الأخير للقريتين». ويذكر أنه «خلال الشهرين الأول والثاني استنفد الناس كل ما لديهم من مؤن ودواء لتتدهور الحالة شيئاً فشيئاً، وليتحوّل الاعتماد الكلي على ما يُهرّب من طعام وسلاح». أما الناطق باسم «كتائب أحرار قلعة الحصن» أبو رياض الحمصي، الذي يدمج بين العمل الإعلامي وإسعاف الجرحى، فيقضي وقته في إعداد التقارير الإعلامية عن «معاناة شاغلي القلعة» وإحصاء القذائف المتساقطة عليهم. ويقول: «حتى الجريح بتنا نحتسبه في صفوف الشهداء لشحّ المواد الطبية».   المهرّبون تجار حروب   قصص المهرّبين لا تنتهي. تشتدّ الحاجة إليهم كلما اشتدّ الحصار. يُعدّد مسلّحون من قلعة الحصن الحواجز التي نصبتها «قوات الدفاع الوطني» لإطباق الحصار على «الحصن». يروون كيف بدأت «تظهر على الناس أمراض نقص التغذية، كالحكّة الجلدية وأورام الوجه واليدين وحالات الدوار والإغماء»، معدّدين أسماء ستة شيوخ فارقوا الحياة، مثل الحاج أبو أمين الزعبي ومحمد عبود. ويشيرون الى أن القصف المستمر تسبّب بمقتل ١٦٠ شخصاً، فضلاً عن عشرات الجرحى. مسلّح آخر فضّل عدم الكشف عن اسمه، يذكر لـ«الأخبار» أنّ «محاولة إنقاذ الجرحى باتت تُكلّفنا آلاف الدولارات»، كاشفاً أنّهم يدفعون مبالغ مالية للمهرّبين لنقل جرحاهم إلى الأراضي اللبنانية. ويشير إلى أن «كلفة نقل الجريح تبلغ ٢٠٠٠ دولار أميركي»، ثم يُردف قائلاً: «لدينا وفرة فقط في الاستغلاليين من تجار الدماء وتجار الحرب»، مشيراً الى «أننا اشترينا ضبّاطاً لتسهيل مرور الطعام والدواء وأحياناً إخراج الجرحى». وفي موازاة ذلك، يكشف أحد المسعفين في القلعة لـ«الأخبار» أنّ «في الحصن مشفى ميدانياً واحداً يفتقر إلى المعدات الطبية والأدوية التي استُهلك معظمها بعد إطباق الحصار»، مشيراً إلى أنّ «طاقم المشفى يقوم بأقصى استطاعته، إلا أن أغلب الإصابات تنتهي بالموت لعدم القدرة على إجراء العمليات الجراحية، لغياب الأجهزة اللازمة والنقص في الكادر الطبي». موازين القوى منذ بدأت المعارك في الزارة، تكثّف القصف على قلعة الحصن. يروي مسلّحون داخلها أنهم يتعرضون للقصف يومياً من «مرابض المدفعية وراجمات الصواريخ الموجودة في القرى المحيطة»، كاشفين أن «قريتي رأس النبع والمصيدة تتركز فيهما مدافع وراجمات صواريخ تقصف كل يوم، إضافة إلى مدافع ثقيلة ومدافع 57 في قرى وادي النصارى». ورغم ذلك، يؤكد المسلّحون أن «المعنويات مرتفعة، ولدينا العديد من المجنزرات التي غنمناها من الجيش في المعارك». كذلك يؤكد هؤلاء أنهم لا يعانون نقصاً في الذخيرة التي تمكّنوا من تخزينها بكميات كبيرة طوال الأشهر الماضية». أما عن سير المعارك، فينقل أحدهم أنّ «الشباب يحاربون ببسالة لأنهم يعلمون أن هذه المنطقة إذا سقطت بيد النظام فلن يكون لنا موطئ قدم فيها بعد اليوم بسبب الخليط الطائفي الموجود في المنطقة». ويذكر هؤلاء أن «الجيش السوري يستخدم الطائرات الحربية والمروحية منذ أكثر من 10 أيام ويلقي عليهم البراميل المتفجرة»،... كذلك يتحدثون عن استخدام الجيش السوري لمدافع «الهاون من عيار 240»، كاشفين أنّه «استشهد خلال الحملة الأخيرة من ثوارنا حوالى 40 مقاتلاً». ورغم ذلك، يروي مسلّحو الحصن أنهم يستخدمون البنادق الآلية والرشاشات المتوسطة «كالدوشكا ومدافع 23 ملم وهاونات 80 و120 والدبابات»، جميعها جرى «غنمها» من الجيش السوري. ويرى هؤلاء أن هناك جملة نقاط تُحسب لمصلحتهم في المعركة الدائرة، منها :«الطبيعة الجبلية لمناطقنا والتحصينات التي بدأناها منذ بداية الثورة، إضافة إلى الخنادق والحفر الفردية والمغاور الموجودة».   درع «الحصن» تنظيمات ثلاثة يتحاشى من تحدّثت إليهم «الأخبار» الخوض في أرقام المسلّحين الذين يتحصّنون داخل القلعة، لكنّ هؤلاء يُجمعون على أن ثلاثة تنظيمات تتولّى مهمة الدفاع عنها. يُعدّد هؤلاء كلاً من «كتيبة أحرار الحصن» التي ينضوي تحت لوائها معظم شباب القلعة، و«كتيبة شهداء تلكلخ» التي تضمّ مقاتلين خرجوا من تلكلخ بعد سقوطها بيد الجيش السوري، وأخيراً تنظيم «جند الشام» الذي يتألف من خليط سوري ولبناني. ويذكر أحد الناشطين الإعلاميين في «الحصن» أنّ «معظم اللبنانيين الذين يقاتلون تحت لواء «جند الشام» هم من أبناء المناطق الحدودية الذين تربطنا بهم علاقات قرابة بحكم قرب منطقتنا من حدود لبنان». كذلك يتحفّظ هؤلاء على أعداد اللبنانيين المشاركين في القتال، مكتفين بالقول إنهم لا يتجاوزون المئات.

المصدر : الأخبار/رضوان مرتضى


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة