دخل المناخ لاعباً هاماً على ساح القتال في مدينة يبرود القلمونية بدءاً من شهر شباط الجاري تحديداً، حيث تضرب موجة صقيع ومنخفض جوّي بارد جداً المنطقة التي باتت ترزح تحت حصارين، حصار المناخ من السماء، وحصار القوات السورية من الأرض.

ترزح مدينة يبرود تحت وابل من القصف الجوي السوري المركز الذي يستهدف منشآت ومعاقل ومواقع ومراكز تابعة لميليشيات المعارضة السورية، خصوصاً “الجبهة الإسلامية” التي تتمتّع بحضور قوي في هذه المدينة، إضافة لقصف مناخي قاسي من نوع آخر يستهدف المنطقة التي بات فيها كل شيء جامداً بإنتظار حلول الإنفراجات، ما عدا أفواه المدافع التي لم تصمت منذ أيام.

يتّبع الجيش السوري في المدينة في هذه الظروف القاسية إستراتيجية دكّ معاقل المعارضة بما تيسّر من نـار لتضييق الخناق عليها وترويضها تحضيراً للهجوم الاخير الذي نترقبه وهو ليس بعيداً. يستغل الجيش حالة الطقس بهذا الأمر، هذا الطقس الذي أجبر جميع المقاتلين ميدانياً على أخذ إستراحة مقاتل قصيرة تحضيراً للهجوم الكبير.

على عكس ما يتم تداوله إلكترونياً عن بدء الهجوم البري على المدينة، فإن الجبهات البرية هادئة تماماً حالياً ولا تخلو في بعض الاحيان من نشاط لا يتعدى مناوشات هنا وهناك، السبب في ذلك يعود لحالة الصقيع التي تضرب السلسة الشرقية لجبال لبنان على إمتداد الحدود مع سوريـا، خصوصاً المرتفعات كـ “يبرود” وغيرهـا، والتي تجبر القوات على الهدوء قليلاً بسبب عدم القدرة على الدخول في موجات قتال عنيفة أو واسعة في مثل هذا الطقس الذي لا يخدم الجنود ميدانياً بسبب الثلوج وكثافتها وعدم القدرة على التحرك براحة تامة فضلاً عن سوء الرؤية وحالة الإنقشاع المعدومة في أغلب فترات النهار، حسبما تقيد مصادر ميدانية في “الجيش السوري.

يحاول الجيش السوري إستغلال هذا العامل الطبيعي أيضاً بمحاولة التضييق على المسلحين داخل المدينة. تفيد معلومات “الحدث نيوز” المُستقاة من مصادر ميدانية، بأن حصار “يبرود” الشتوي من السماء قد بدأ، وهذا مـا أدى لنقص المواد التموينية الأساسية ونقص موارد التدفئة بسبب إنقطاع طرق التهريب الأساسية نحو المدينة من جهة عرسال، بسبب الطقس العاصف والمثلج البارد قبل أيام، حيث لم تعد تصل المعونـات كما السابق.

موجة الصقيع هذه أثرت على المسلحين الذين لم يعد لديهم النشاط المعهود، فهم متحصنون داخل مواقع ينتظرون تقدم مـا للقوات السورية، خصوصاً بعد ما رشح من معلومات أخيراً عن نيّة الجيش التقدم خلال هطول الثلوج، أو إستغلال عــامل الطقس.

تفيد المصادر الميدانية بأن مجموعات المعارضة المنتشرة في داخل يبرود، عزلت عن بعضها بفعل الثلج الذي تساقط قبل أيام وعُزلت عن الأخرى الموجودة على تخوم المدينة أو في الأعالي، وخفّت وتيرة تبديل العناصر كما كان يحصل سابقاً، كما خفّ الإمداد المسلح، اللوجستي لهم إنطلاقاً من عرسال. هذا الأمر تستغله القوات السورية عبر توجيه ضربات مركّزة، ومحاولات تقدم مجموعات محدودة التي على تماس مباشر مع مسلحي “يبرود” إلى الأمام، تمهيداً للانقضاض عليهم في حال توفّر المناح الملائم، وبعد إنهاكهم بضربات مركزة.

تنتظر الأيام المقبلة بدء معركة “يبرود” البرية بشكل رسمي، والتي تتوازى بأهميتها مع المعركة الدائرة في منطقة ريف تلكلخ الممتدة حتى عرسال والقلمون إلى يبرود، التي تشكل العملية الأبرز حالياً ضد ميليشيات المعارضة.

  • فريق ماسة
  • 2014-02-06
  • 8880
  • من الأرشيف

المناخ أيضاً يُحارب في يبرود: المسلحون تحت رحمة الصقيع

دخل المناخ لاعباً هاماً على ساح القتال في مدينة يبرود القلمونية بدءاً من شهر شباط الجاري تحديداً، حيث تضرب موجة صقيع ومنخفض جوّي بارد جداً المنطقة التي باتت ترزح تحت حصارين، حصار المناخ من السماء، وحصار القوات السورية من الأرض. ترزح مدينة يبرود تحت وابل من القصف الجوي السوري المركز الذي يستهدف منشآت ومعاقل ومواقع ومراكز تابعة لميليشيات المعارضة السورية، خصوصاً “الجبهة الإسلامية” التي تتمتّع بحضور قوي في هذه المدينة، إضافة لقصف مناخي قاسي من نوع آخر يستهدف المنطقة التي بات فيها كل شيء جامداً بإنتظار حلول الإنفراجات، ما عدا أفواه المدافع التي لم تصمت منذ أيام. يتّبع الجيش السوري في المدينة في هذه الظروف القاسية إستراتيجية دكّ معاقل المعارضة بما تيسّر من نـار لتضييق الخناق عليها وترويضها تحضيراً للهجوم الاخير الذي نترقبه وهو ليس بعيداً. يستغل الجيش حالة الطقس بهذا الأمر، هذا الطقس الذي أجبر جميع المقاتلين ميدانياً على أخذ إستراحة مقاتل قصيرة تحضيراً للهجوم الكبير. على عكس ما يتم تداوله إلكترونياً عن بدء الهجوم البري على المدينة، فإن الجبهات البرية هادئة تماماً حالياً ولا تخلو في بعض الاحيان من نشاط لا يتعدى مناوشات هنا وهناك، السبب في ذلك يعود لحالة الصقيع التي تضرب السلسة الشرقية لجبال لبنان على إمتداد الحدود مع سوريـا، خصوصاً المرتفعات كـ “يبرود” وغيرهـا، والتي تجبر القوات على الهدوء قليلاً بسبب عدم القدرة على الدخول في موجات قتال عنيفة أو واسعة في مثل هذا الطقس الذي لا يخدم الجنود ميدانياً بسبب الثلوج وكثافتها وعدم القدرة على التحرك براحة تامة فضلاً عن سوء الرؤية وحالة الإنقشاع المعدومة في أغلب فترات النهار، حسبما تقيد مصادر ميدانية في “الجيش السوري. يحاول الجيش السوري إستغلال هذا العامل الطبيعي أيضاً بمحاولة التضييق على المسلحين داخل المدينة. تفيد معلومات “الحدث نيوز” المُستقاة من مصادر ميدانية، بأن حصار “يبرود” الشتوي من السماء قد بدأ، وهذا مـا أدى لنقص المواد التموينية الأساسية ونقص موارد التدفئة بسبب إنقطاع طرق التهريب الأساسية نحو المدينة من جهة عرسال، بسبب الطقس العاصف والمثلج البارد قبل أيام، حيث لم تعد تصل المعونـات كما السابق. موجة الصقيع هذه أثرت على المسلحين الذين لم يعد لديهم النشاط المعهود، فهم متحصنون داخل مواقع ينتظرون تقدم مـا للقوات السورية، خصوصاً بعد ما رشح من معلومات أخيراً عن نيّة الجيش التقدم خلال هطول الثلوج، أو إستغلال عــامل الطقس. تفيد المصادر الميدانية بأن مجموعات المعارضة المنتشرة في داخل يبرود، عزلت عن بعضها بفعل الثلج الذي تساقط قبل أيام وعُزلت عن الأخرى الموجودة على تخوم المدينة أو في الأعالي، وخفّت وتيرة تبديل العناصر كما كان يحصل سابقاً، كما خفّ الإمداد المسلح، اللوجستي لهم إنطلاقاً من عرسال. هذا الأمر تستغله القوات السورية عبر توجيه ضربات مركّزة، ومحاولات تقدم مجموعات محدودة التي على تماس مباشر مع مسلحي “يبرود” إلى الأمام، تمهيداً للانقضاض عليهم في حال توفّر المناح الملائم، وبعد إنهاكهم بضربات مركزة. تنتظر الأيام المقبلة بدء معركة “يبرود” البرية بشكل رسمي، والتي تتوازى بأهميتها مع المعركة الدائرة في منطقة ريف تلكلخ الممتدة حتى عرسال والقلمون إلى يبرود، التي تشكل العملية الأبرز حالياً ضد ميليشيات المعارضة.

المصدر : الحدث نيوز/ عبد الله قمح


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة