اللواء عباس إبراهيم مدير الأمن الوطني قد يكون الشخصية اللبنانية الأبرز التي زارت أبو ظبي وحظيت باستقبال دافئ خلال الأشهر الماضية بعد تأجيل استقبال رئيس الجمهورية في الإمارات مرتين على الأقل.

الجنرال إبراهيم يعتبر أحد اللاعبين البارزين جدا في الساحة اللبنانية هذه الأيام وعندما تحدث معه مبعوث فلسطيني قابله لأغراض النقاش في أوضاع مخيمات اللاجئين بصفته من أقرب الحلقات لحزب الله اللبناني قال له: أرجوك خاطبني بصفتي الوظيفية الرسمية وليس بميولي الحزبية وموقفي السياسي.

يمكن القول واستنادا إلى استقصاء خاص بأن اللواء إبراهيم من الحلقات الأساسية ليس على صعيد التعاطي الأمني وكل تفاصيل ما يجري في لبنان ولكن أيضا على صعيد التواصل الفعال مع حزب الله وتلقي الرسائل وتحديدا ‘الخليجية’ التي يمكن أن ترسل عبر وسيط إلى قيادة حزب الله المحظور التعامل معه من الجانب الخليجي.

سياسيا دفعت ثلاثة أسباب مركزية الجنرال اللبناني للتفاعل مع المطبخ الخليجي وتحديدا في تعبيره الإماراتي طوال الأسبوعين الماضيين باسم المؤسسة اللبنانية الأمنية على أقل تقدير أهمها سعي المطبخ الأمني اللبناني وحزب الله كطرف أساسي فيه لإقامة حلقة إتصال عن بعد مع السعودية خصوصا بعد حالة العزل التي أبعدت مؤخرا الأمير بندر بن سلطان رئيس جهاز الإستخبارات الذي صنفه حزب الله في تقاريره الداخلية باعتباره خصم وعدو ميداني.

يفترض منطقيا أن ابتعاد الأمير بندر نتج عنه قرار أمريكي- سعودي يفتح المجال أمام تشكيل حكومة إئتلافية في ساحة لبنان وهو تطور لافت في مسار الأحداث حصل من بداية الشهر الماضي على هامش التحضير لقمة جنيف الثانية حيث يسعى حزب الله لنموه سياسيا وإيصاله لمستوى تبادل الرسائل مع المؤسسة السعودية عبر أصدقائها الإماراتيين.

تلك تمثل عمليا المهمة الأولى أمام الجنرال اللبناني البارز لكن الثانية تتعلق مباشرة برغبة مربع القرار اللبناني المناهض لتيار المستقبل في إيجاد ‘موطئ قدم’ أيضا مع مصر الجديدة برئاسة الجنرال عبد الفتاح السيسي وتقدير مؤسسة الأمن في بيروت أن أبو ظبي يمكنها ان تساعد في ذلك بالتوازي أيضا وتفتح خط بيروت- القاهرة على أي نحو.

ثالثا يهتم الجنرال إبراهم بالوضع ‘السني’ في شمال وجنوب بلاده وبوضع ‘العمالة الشيعية’ المتبقية في بعض دول الخليج فيبحث عن ضمنات للمساعدة في الحد من نفوذ الجماعات الأصولية المتشددة في المخيمات وطرابلس وعن الحد من قرارات ترحيل اللبنانين الشيعة العاملين في دول الخليج.

لذلك يكتسب التواصل هنا ميزة خاصة ويفيد في تعاطي كل الأطراف مع بعضهم البعض ضمن أجندة مصلحية يمكن ان تنطوي على بعض الإنتهازية السياسية علما بأنه تواصل تحت غطاء تنظيم المساعدات الإماراتية التي تصل السوريين والفلسطينيين اللاجئين في لبنان.

بالنسبة لأطراف قوية في حزب الله لا زالت أبو ظبي الأكثر اعتدالا في المعسكر الخليجي إزاء القضايا والملفات المهمة في المنطقة وتحديدا ملفي التعامل مع إيران وحضورها ونفوذها والتعامل مع معطيات الميدان السوري.

محمد ظريف وزير خارجية طهران كان قد عبر عن إعجابه بالمزاج الإماراتي المعتدل تجاه القضايا المعقدة في المنطقة قياسا ببقية دول الخليج وإستفسر عن التفاصيل والحيثيات ومن الملاحظ أن خطوط الإتصال بين اللواء إبراهيم وأطراف مهمة في أبو ظبي تمأسست بعد ملاحظة ظريف الإيجابية.

في جميع الأحوال تبدو كل الإصطفافات والتحالفات في المنطقة برمتها في دائرة الإستحقاق مرة والتبدل والتغير مرة، الأمر الذي ورد في هوامش تقرير إستراتيجي لحزب الله أوصى بتأسيس اختراقات محدودة لمجموعة مجلس التعاون الخليجي مع تجديد المطالبة عبر قنوات خلفية لوقف الدعم المقدم للجماعات السنية في طرابلس بناء على تلك القاعدة التي طلب الشيخ حسن نصرالله من الوزير الإيراني إيصالها لعواصم الخليج بعنوان صبر الحزب على عملية الإغتيالات وعلى التفجيرات في الضاحية الجنوبية وعدم رده على هذه النيران بالمثل.

  • فريق ماسة
  • 2014-02-04
  • 11666
  • من الأرشيف

بعد عزل برنامج الأمير بندر: حزب الله يراسل السعودية ‘عن بُعد’ أملا في التعاون والمؤسسة الأمنية في لبنان تتواصل مع الإمارات وتسعى لمصر السيسي

 اللواء عباس إبراهيم مدير الأمن الوطني قد يكون الشخصية اللبنانية الأبرز التي زارت أبو ظبي وحظيت باستقبال دافئ خلال الأشهر الماضية بعد تأجيل استقبال رئيس الجمهورية في الإمارات مرتين على الأقل. الجنرال إبراهيم يعتبر أحد اللاعبين البارزين جدا في الساحة اللبنانية هذه الأيام وعندما تحدث معه مبعوث فلسطيني قابله لأغراض النقاش في أوضاع مخيمات اللاجئين بصفته من أقرب الحلقات لحزب الله اللبناني قال له: أرجوك خاطبني بصفتي الوظيفية الرسمية وليس بميولي الحزبية وموقفي السياسي. يمكن القول واستنادا إلى استقصاء خاص بأن اللواء إبراهيم من الحلقات الأساسية ليس على صعيد التعاطي الأمني وكل تفاصيل ما يجري في لبنان ولكن أيضا على صعيد التواصل الفعال مع حزب الله وتلقي الرسائل وتحديدا ‘الخليجية’ التي يمكن أن ترسل عبر وسيط إلى قيادة حزب الله المحظور التعامل معه من الجانب الخليجي. سياسيا دفعت ثلاثة أسباب مركزية الجنرال اللبناني للتفاعل مع المطبخ الخليجي وتحديدا في تعبيره الإماراتي طوال الأسبوعين الماضيين باسم المؤسسة اللبنانية الأمنية على أقل تقدير أهمها سعي المطبخ الأمني اللبناني وحزب الله كطرف أساسي فيه لإقامة حلقة إتصال عن بعد مع السعودية خصوصا بعد حالة العزل التي أبعدت مؤخرا الأمير بندر بن سلطان رئيس جهاز الإستخبارات الذي صنفه حزب الله في تقاريره الداخلية باعتباره خصم وعدو ميداني. يفترض منطقيا أن ابتعاد الأمير بندر نتج عنه قرار أمريكي- سعودي يفتح المجال أمام تشكيل حكومة إئتلافية في ساحة لبنان وهو تطور لافت في مسار الأحداث حصل من بداية الشهر الماضي على هامش التحضير لقمة جنيف الثانية حيث يسعى حزب الله لنموه سياسيا وإيصاله لمستوى تبادل الرسائل مع المؤسسة السعودية عبر أصدقائها الإماراتيين. تلك تمثل عمليا المهمة الأولى أمام الجنرال اللبناني البارز لكن الثانية تتعلق مباشرة برغبة مربع القرار اللبناني المناهض لتيار المستقبل في إيجاد ‘موطئ قدم’ أيضا مع مصر الجديدة برئاسة الجنرال عبد الفتاح السيسي وتقدير مؤسسة الأمن في بيروت أن أبو ظبي يمكنها ان تساعد في ذلك بالتوازي أيضا وتفتح خط بيروت- القاهرة على أي نحو. ثالثا يهتم الجنرال إبراهم بالوضع ‘السني’ في شمال وجنوب بلاده وبوضع ‘العمالة الشيعية’ المتبقية في بعض دول الخليج فيبحث عن ضمنات للمساعدة في الحد من نفوذ الجماعات الأصولية المتشددة في المخيمات وطرابلس وعن الحد من قرارات ترحيل اللبنانين الشيعة العاملين في دول الخليج. لذلك يكتسب التواصل هنا ميزة خاصة ويفيد في تعاطي كل الأطراف مع بعضهم البعض ضمن أجندة مصلحية يمكن ان تنطوي على بعض الإنتهازية السياسية علما بأنه تواصل تحت غطاء تنظيم المساعدات الإماراتية التي تصل السوريين والفلسطينيين اللاجئين في لبنان. بالنسبة لأطراف قوية في حزب الله لا زالت أبو ظبي الأكثر اعتدالا في المعسكر الخليجي إزاء القضايا والملفات المهمة في المنطقة وتحديدا ملفي التعامل مع إيران وحضورها ونفوذها والتعامل مع معطيات الميدان السوري. محمد ظريف وزير خارجية طهران كان قد عبر عن إعجابه بالمزاج الإماراتي المعتدل تجاه القضايا المعقدة في المنطقة قياسا ببقية دول الخليج وإستفسر عن التفاصيل والحيثيات ومن الملاحظ أن خطوط الإتصال بين اللواء إبراهيم وأطراف مهمة في أبو ظبي تمأسست بعد ملاحظة ظريف الإيجابية. في جميع الأحوال تبدو كل الإصطفافات والتحالفات في المنطقة برمتها في دائرة الإستحقاق مرة والتبدل والتغير مرة، الأمر الذي ورد في هوامش تقرير إستراتيجي لحزب الله أوصى بتأسيس اختراقات محدودة لمجموعة مجلس التعاون الخليجي مع تجديد المطالبة عبر قنوات خلفية لوقف الدعم المقدم للجماعات السنية في طرابلس بناء على تلك القاعدة التي طلب الشيخ حسن نصرالله من الوزير الإيراني إيصالها لعواصم الخليج بعنوان صبر الحزب على عملية الإغتيالات وعلى التفجيرات في الضاحية الجنوبية وعدم رده على هذه النيران بالمثل.

المصدر : بسام البدارين ‘القدس العربي’


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة