دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
اعرف ان الرئيس السوري بشار حافظ الاسد رجل ذكي وسياسي محنك وانه يعرف بدقة تفاصيل المؤامرة الكونيه التي تحاك وتدار من حوله منذ بداية الازمة !
واعرفه كذلك انه رجل صلب وشجاع وشفاف ولا يجامل احدا في الحق ايا كان حتى ولو اقرب الناس اليه سواء كان من الحلفاء او الاصدقاء او حتى من الفريق العامل معه من زملاء العمل اليومي !
وقد حضرته وشهدته وهو ينبه او يحذر من مخاطر ومحاذير المراهنة او التعويل على عروض او مؤشرات التحول والتغيير لدى اطراف في المعسكر المعادي لاسيما تلك التي يشار اليها عند مملكة آل سعود !
حصل ذلك امامي عدة مرات وهو ينبه اقرب الحلفاء له او يصحح زملاءه اثناء تعليقات لهم كما سمعته وهو يفصل لي مباشرة وبالتالي لا اخاف عليه من الوقوع الفجائي في احابيل اللعبة الدوليه او الاقليميه !
لكنني اعرفه ايضا انه يثق بحلفائه واصدقائه وزملائه ويعطي الفرصة لنفسه ولهم ليجربوا ما يعتقدون بالقطع انها خيارات صالحة وصحيحة وضرورية عندما لا يملك هو ما يقطع بخلافها !
انقل هذه المقدمة معتذرا سلفا لفريق العمل الديبلوماسي العامل مع الرئيس الاسد ولكل اصدقائه وحلفائه ومن بينهم احبتي واهلي في الجمهورية الاسلامية الايرانيه ممن قد يكونون ممن انطبقت عليهم هذه الاشارات !
لكنها وهنا اود الاعتذار سلفا ايضا من الرئيس الاسد نفسه، ارى ان التذكير بها ضروري وعاجل جدا نظرا لدقة التحولات التي ستحصل من الان فصاعدا على هذا الصعيد بالذات وفي اتون تحولات قد تكون في غاية الخطورة وفي غاية التسارع في الوقت نفسه !
والان ادخل مباشرة في صلب الموضوع، واقول ثمة من يراهن بجد على امكانية ان يعطى بالسياسه في جنيف ما لم يعط اياه بالحرب طبعا لان الاسد مرغ انف اوباما بالتراب على بوابات عرينه الشامية وهذا الاخير صحيح !
وثمة من يعتقد بان آل سعود يتمردون على القرار الامريكي !
وثمة من يعتقد ان بالامكان ثني آل سعود عن ذلك من خلال التقارب معهم من اجل فتح صفحة جديدة واشعارهم بانهم جزء من الحل وليس جزءا من المشكل لان في الافق عندهم تحولات وصراعات اجنحة ستطيح بصقورهم كثمن طبيعي الخسارتهم للمعركة مع الاسدين الايراني والشامي وهذا الاخير صحيح !
اما انا واعوذ بالله من هذه الانا، لكنني اصون نفسي منها دوما باللجوء الى ساحة الناس العريضة واظن ان كثيرين منهم يشاطرونني الرأي على ما يلي:
اولا: ان جنيف 2 ومثلها جنيف 1 ليستا سوى مناورتين سياسيتين هما بمثابة استراحة محارب بالنسبة للامريكيين كما ينبغي ان تكون بالنسبة لنا، حاول الامريكي ولا يزال ان يدفعنا من خلالهما للوقوع بحبائله ليقسم الارادة الوطنية السورية الجامعه وقد فشل !
ثانيا: ان حكم آل سعود لا يرقون بعد الى مستوى دول القرار المستقل عن السياسة الامريكية بعامة وان كان بامكانهم ان يناوروا في سياق الصراعات والاصطفافات الامريكية الداخلية نفسها باعتبار ان الفريق او الجناح الحالي الحاكم اقرب الى البوشية منه الى الاوبامية، لكنه في النهاية يظل خاتما مملوكا للادارة الامريكية العامة ولا يملك قراره الذاتي المستقل !
ثالثا: ان المراهنة الوحيدة المقبولة والمنطقية في سياق العمل الديبلوماسي الثوري كرديف معقول للعمل الميداني هي المراهنة على المفاوضات المباشرة مع الادارة الامريكية باعتبارها هي طرف الحرب الاساسي التي شنت على سوريا والتي كان اهم فصولها ركوع اوباما عشية الثالث من ايلول/سبتمبر الماضي على سفوح جبل قاسيون عندما اضطر للتراجع عن عدوانه المباشر وبالتالي عليه دفع القسط الاول من ثمن هزيمته اعترافا صريحا ومباشرا بادارة الرئيس بشار حافظ الاسد وليس تقسيم الارادة السورية الوطنية الجامعه !
قد يسأل سائل وطني طيب هنا واين الرأي والرأي الاخر والمعارضة ….. الخ ؟!
ونحن بالمقابل نقول له : في زمن الحرب لا مكان لاحد الا خلف الدولة الوطنية الجامعة والواحدة والموحدة، وهذا هو الحد الادنى المطلوب، وان كنتم في ريب مما ندعوكم اليه قولوا لمن يتبع غير هذه النصيحة ان اذهبوا وادرسوا تجارب قادتكم او اربابكم الذين تعولون او تراهنون عليهم من غير السوريين وسترون اننا اطيب واقل شدة مما عمل الآخرون بمعارضاتهم في زمن الحرب وكيف علقت المشانق لهم وكيف زجوا في معسكرات العزل حتى تنتهي الحرب !
وقبل اختتام المقال في هذا المقام لابد من استحضار كلمة تاريخية للرئيس بشار حافظ الاسد قالها لديبلوماسي رفيع حليف لبلاده يوم سأله مبكرا ماهي توقعاتك من الصديق الروسي في جنيف ؟
نحن من يحدد نوع الموقف الذي سيتخذه اي صديق او حليف ونحن بالذات من سيحدد سقف مفاوضات جنيف، وتحديدا انطلاقا من تحولات الميدان والمعادلة المترتبه على تلك التحولات والتي ستفرض نفسها على الجميع !
الرحمة والرضوان لشهداء الجيش العربي السوري ورجال الله في الميدان !
الرحمة والرضوان لكل شهداء الشعب السوري الطيب والحنون لكنه الحازم امره في ساحات المنون !
المصدر :
* محمد صادق الحسيني/ القدس العربي
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة