انشغلت وسائل الاعلام الامريكية، بما فيها المحطات الاخبارية الجادة، بقصة تفتيش طائرة المطرب المشاغب جاستن بيبر عند هبوطها في احد مطارات ولاية نيوجرسي، بعد ان فاحت رائحة ‘الماريونا’ في أرجاء المكان، إلا أن قناة ‘الجزيرة امريكا’ كانت مشغولة بالحديث عن الحرب الاهلية في سوريا واضطرابات اوكرانيا، والمواد الكيمائية المتسربة في ولاية ‘ويست فيرجينيا’.

قناة ‘الجزيرة’ وعدت منذ اليوم الاول لانطلاقتها في الولايات المتحدة بأن تكون مختلفة وبعيدة عن الهوس الاعلامي بالفضائح السياسية والفنية، وهي القناة الوحيدة التي تعتبر منطقة خالية من أخبار نجمة الاضواء كيم كارداشيان، واختارت نهجا يعتمد على حزمة من الاخبار والتقارير الجادة البعيدة حتى عن المشاحنات السياسية في واشنطن، ونظر اليها الكثير من الاعلاميين كأنها مصدر تهديد، الا أنها اخفقت في ذلك حتى الان.

وقد نشرت الصحف الامريكية المعروفة عدة تقارير تناقش مدى النجاح او الفشل الذي وصلت اليه قناة ‘الجزيرة’ وصلت جميعها الى خلاصة بان القناة قد اخفقت، ولكنها غير مهددة بالزوال على المدى القصير على الاقل بسبب ارقام المشاهدة، لكونها مدعومة من حكومة وليست شركة تهدف الى كسب المال.

وقالت منظمة نيلسن الرائدة والمعتمدة لقياس نسبة المشاهدة لدى الجمهور الامريكي إنها لا تملك ارقاما متوفرة حول نسبة مشاهدة ‘الجزيرة’، الا أن تقريرا لصحيفة ‘نيويورك بوست’ أفاد بان القناة لم تتمكن من جذب أكثر من 13 الف مشاهد في اليوم وهو رقم يقل عن نصف حجم مشاهدة سابقتها قناة ‘كورنت’ المملوكة سابقا لالبرت آل غور، نائب رئيس الولايات المتحدة الاسبق، في عهد كلينتون، قبل شرائها من ‘الجزيرة’، وعلى حد وصف الصحيفة فان ‘الجزيرة’ لم تحطم شباك التذاكر بل انتهت بارقام ضئيلة.

واجتذب اخفاق ‘الجزيرة امريكا’ التعليقات اللاذعة في برامج ‘التوك شو’ الامريكية، بما في ذلك الكوميدي المعروف ‘جي لينو’، الذي قال: ‘.. القناة مملة لدرجة أن الناس يبحثون الان عن آل غور لانهم يجدونه أكثر تسلية’.

ويقول ريم رايدر، المحلل الاعلامي لصحيفة ‘يو.اس.ايه. توداي’ إن قناة ‘الجزيرة’ تشبه غلاما يدخل المدينة لاول مرة، فهي ملتزمة بالجدية لا الرتوش، وعلى حد وصفه فهى لا تطالب جمهورها بتناول نوع محدد من الخضراوات، في اشارة منه الى عدم اتخاذها وجهة نظر سياسية محددة، كما أن اسمها الاجنبي غير مريح.

واضاف بان قناة ‘الجزيرة امريكا’ تذكر الناس بأشرطة فيديو أسامة بن لادن، رغم أن استراتيجيتها تقوم على تغطية الاخبار بدون زيادة او نقصان، وهو ما أكدته دراسة لمركز ‘بايو’ جاء فيها بأن تغطية ‘الجزيرة’ للاحداث في سوريا غير منحازة ولا تختلف عن منافسيها.

في الشهر الماضي، اضطر مذيع ‘الجزيرة’ المعروف جون ساينغن ثيلير، الذي عمل سابقا مع قناة ‘ان.بي.سي’ للدفاع عن نفسه ببسالة في مقابلة اجرتها قناة ‘كوميدي سنترال’ بعد ان وجه له المضيف ستيفن كولبرت كلمات ساخرة ودعابات متكررة حول اسباب تحوله الى التطرف والارهاب في الشرق الاوسط، في اشارة تهكمية الى عمله الجديد مع ‘الجزيرة .’

ورد ايهاب الشهابي الرئيس التنفيذي لقناة ‘الجزيرة أمريكا’ على هذه الاتهامات بالقول إن القناة تسير في الاتجاه الصحيح، وهي طموحة جدا، ولديها نفس طويل وهو يعتقد بأن التغيرات في التركيبة السكانية للولايات المتحدة تعمل لصالح القناة.

ويؤمن الشهابي بأن التزام القناة بعمل تحقيقات صحافية وتغطية عميقة للاحداث الوطنية والدولية هو الطريق الى النجاح، مضيفا أنه في الوقت الذي تقلص فيه القنوات الاخرى حجم طواقمها، مما يقلل مقدرتها على المساءلة الاعلامية، فان لديه شبكة من الصحافيين المتخصصين في اجراء التحقيقات، مضيفا بان ثمار جهودهم ستكون ملحوظة، وهو يخطط ايضا الى توظيف عدد اكبر.

وقال: ‘الكثير من الاخبار تتجه الى الترفيه، ولكننا ذاهبون في الاتجاه المعاكس′، موضحا انه رجل يحب ثقافة ‘البوب’، ولكنه ليس متأكدا من أن الساحة بحاجة الى مزيد من وسائل الاعلام التي تهتم بمراقبة نجوم هذه الثقافة، جاستن بيبر وكيم كارداشيان، ما نحتاجه هو مكان في عالم قنوات الكيبل يعثر فيه الناس على الاخبار الفعلية’.

  • فريق ماسة
  • 2014-02-04
  • 9727
  • من الأرشيف

جاستن بيبر وكيم كارداشيان مسؤولان عن اخفاق قناة ‘الجزيرة أمريكا’

 انشغلت وسائل الاعلام الامريكية، بما فيها المحطات الاخبارية الجادة، بقصة تفتيش طائرة المطرب المشاغب جاستن بيبر عند هبوطها في احد مطارات ولاية نيوجرسي، بعد ان فاحت رائحة ‘الماريونا’ في أرجاء المكان، إلا أن قناة ‘الجزيرة امريكا’ كانت مشغولة بالحديث عن الحرب الاهلية في سوريا واضطرابات اوكرانيا، والمواد الكيمائية المتسربة في ولاية ‘ويست فيرجينيا’. قناة ‘الجزيرة’ وعدت منذ اليوم الاول لانطلاقتها في الولايات المتحدة بأن تكون مختلفة وبعيدة عن الهوس الاعلامي بالفضائح السياسية والفنية، وهي القناة الوحيدة التي تعتبر منطقة خالية من أخبار نجمة الاضواء كيم كارداشيان، واختارت نهجا يعتمد على حزمة من الاخبار والتقارير الجادة البعيدة حتى عن المشاحنات السياسية في واشنطن، ونظر اليها الكثير من الاعلاميين كأنها مصدر تهديد، الا أنها اخفقت في ذلك حتى الان. وقد نشرت الصحف الامريكية المعروفة عدة تقارير تناقش مدى النجاح او الفشل الذي وصلت اليه قناة ‘الجزيرة’ وصلت جميعها الى خلاصة بان القناة قد اخفقت، ولكنها غير مهددة بالزوال على المدى القصير على الاقل بسبب ارقام المشاهدة، لكونها مدعومة من حكومة وليست شركة تهدف الى كسب المال. وقالت منظمة نيلسن الرائدة والمعتمدة لقياس نسبة المشاهدة لدى الجمهور الامريكي إنها لا تملك ارقاما متوفرة حول نسبة مشاهدة ‘الجزيرة’، الا أن تقريرا لصحيفة ‘نيويورك بوست’ أفاد بان القناة لم تتمكن من جذب أكثر من 13 الف مشاهد في اليوم وهو رقم يقل عن نصف حجم مشاهدة سابقتها قناة ‘كورنت’ المملوكة سابقا لالبرت آل غور، نائب رئيس الولايات المتحدة الاسبق، في عهد كلينتون، قبل شرائها من ‘الجزيرة’، وعلى حد وصف الصحيفة فان ‘الجزيرة’ لم تحطم شباك التذاكر بل انتهت بارقام ضئيلة. واجتذب اخفاق ‘الجزيرة امريكا’ التعليقات اللاذعة في برامج ‘التوك شو’ الامريكية، بما في ذلك الكوميدي المعروف ‘جي لينو’، الذي قال: ‘.. القناة مملة لدرجة أن الناس يبحثون الان عن آل غور لانهم يجدونه أكثر تسلية’. ويقول ريم رايدر، المحلل الاعلامي لصحيفة ‘يو.اس.ايه. توداي’ إن قناة ‘الجزيرة’ تشبه غلاما يدخل المدينة لاول مرة، فهي ملتزمة بالجدية لا الرتوش، وعلى حد وصفه فهى لا تطالب جمهورها بتناول نوع محدد من الخضراوات، في اشارة منه الى عدم اتخاذها وجهة نظر سياسية محددة، كما أن اسمها الاجنبي غير مريح. واضاف بان قناة ‘الجزيرة امريكا’ تذكر الناس بأشرطة فيديو أسامة بن لادن، رغم أن استراتيجيتها تقوم على تغطية الاخبار بدون زيادة او نقصان، وهو ما أكدته دراسة لمركز ‘بايو’ جاء فيها بأن تغطية ‘الجزيرة’ للاحداث في سوريا غير منحازة ولا تختلف عن منافسيها. في الشهر الماضي، اضطر مذيع ‘الجزيرة’ المعروف جون ساينغن ثيلير، الذي عمل سابقا مع قناة ‘ان.بي.سي’ للدفاع عن نفسه ببسالة في مقابلة اجرتها قناة ‘كوميدي سنترال’ بعد ان وجه له المضيف ستيفن كولبرت كلمات ساخرة ودعابات متكررة حول اسباب تحوله الى التطرف والارهاب في الشرق الاوسط، في اشارة تهكمية الى عمله الجديد مع ‘الجزيرة .’ ورد ايهاب الشهابي الرئيس التنفيذي لقناة ‘الجزيرة أمريكا’ على هذه الاتهامات بالقول إن القناة تسير في الاتجاه الصحيح، وهي طموحة جدا، ولديها نفس طويل وهو يعتقد بأن التغيرات في التركيبة السكانية للولايات المتحدة تعمل لصالح القناة. ويؤمن الشهابي بأن التزام القناة بعمل تحقيقات صحافية وتغطية عميقة للاحداث الوطنية والدولية هو الطريق الى النجاح، مضيفا أنه في الوقت الذي تقلص فيه القنوات الاخرى حجم طواقمها، مما يقلل مقدرتها على المساءلة الاعلامية، فان لديه شبكة من الصحافيين المتخصصين في اجراء التحقيقات، مضيفا بان ثمار جهودهم ستكون ملحوظة، وهو يخطط ايضا الى توظيف عدد اكبر. وقال: ‘الكثير من الاخبار تتجه الى الترفيه، ولكننا ذاهبون في الاتجاه المعاكس′، موضحا انه رجل يحب ثقافة ‘البوب’، ولكنه ليس متأكدا من أن الساحة بحاجة الى مزيد من وسائل الاعلام التي تهتم بمراقبة نجوم هذه الثقافة، جاستن بيبر وكيم كارداشيان، ما نحتاجه هو مكان في عالم قنوات الكيبل يعثر فيه الناس على الاخبار الفعلية’.

المصدر : ‘القدس العربي’ –رائد صالحة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة