رجحت مصادر في المعارضة السورية، لـ«السفير»، تأجيل مؤتمر «جنيف 2» شهرا آخر، في حال استمرت حالة الانقسام الحالية في صفوف المعارضة، ولاسيما مع إصرار الجانب الأميركي على حصر مشاركتها في إطار «الائتلاف الوطني السوري» المعارض.

ويبدأ وفد سوري رفيع المستوى زيارة إلى موسكو نهاية الأسبوع الحالي، بشكل متزامن مع إمكانية انعقاد اجتماع ثنائي، هو الثاني من نوعه، بين وفدين من «هيئة التنسيق الوطنية» و«الائتلاف» في القاهرة منتصف كانون الثاني الحالي.

وذكرت صحيفة «الوطن» السورية، المقربة من الحكومة، امس، إن وفدا برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم سيتوجه إلى موسكو نهاية الأسبوع الحالي، لإجراء مباحثات مع المسؤولين الروس.

وتأتي زيارة الوفد تلبية لدعوة روسية وفق ما علمت «السفير»، ويمكن أن تتزامن مع وجود نائب وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان هناك أيضا. ويضم الوفد، وفق المصدر، كلا من المستشارة السياسية والإعلامية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومعاون الوزير أحمد عرنوس. وكان سبق للمقداد أن زار طهران قبل أيام، حيث تم التأكيد مجددا على «ضرورة أن يكون هدف مكافحة الإرهاب هو غاية المؤتمر الرئيسية».

ويلتقي الروس والسوريون والإيرانيون على هذه الإستراتيجية. ويرجح ديبلوماسيون غربيون، تحدثت إليهم «السفير»، أن يكون هذا «موضوع المؤتمر الوحيد»، في حال فشلت المعارضة في تشكيل وفد موحد، تستطيع التفاوض من خلاله، بحيث يعقد «بمن حضر» وهو احتمال ضعيف.

وبات معروفا في هذا السياق أن دمشق ترفض مبدأ الإعلان عن «هيئة انتقالية» جوهرها «تنازل الرئيس السوري عن صلاحياته». ويرى ديبلوماسيون «استحالة تحقيق هذا الهدف في ظل الواقع الميداني الحالي». وتقارب الحكومة السورية مؤتمر جنيف باعتباره «حاجة دولية ورغبة روسية» من جهة، ولكنها تقول صراحة أنها «لن تسلم السلطة لأحد». كما أنها «تعلن عن الحاجة للحوار بين السوريين» في إطار ذات المقاربة، ولكن مع التأكيد على أن أي اتفاق لا يطبق من دون «استفتاء شعبي عليه أولا لن يمر».

من جهته، أكد المتحدث باسم «هيئة التنسيق الوطنية في سوريا» منذر خدام، لـ«السفير»، أن الهيئة لم تتلق اية دعوة بصفتها الرسمية، أو حتى بصفات شخصية لممثليها لحضور «جنيف 2». وذكر بمحاولة السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد إقناع رموز الهيئة، منذ أيام، ولا سيما حسن عبد العظيم وعارف دليلة وغيرهما، بالحضور بأسمائهم الشخصية تحت مظلة «الائتلاف» المعارض، وهو ما رفضوه رفضا قاطعا.

ووفقا لمصادر مشابهة، فإن مهمة تشكيل الوفد المعارض لا زالت على عاتق واشنطن، خصوصا وأن الجانب الروسي تكفل بضمان مشاركة الجانب السوري في «جنيف 2». وتشير ذات المصادر إلى أن مكتب المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي يكتفي بالإعداد اللوجستي، على اعتبار أن التحضير لوفد المعارضة يبقى خارج إمكانية تأثيره.

ورأى خدام أن ثمة آمالا متبقية على أن يفي رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا بوعده بلقاء منتصف الشهر الحالي في القاهرة، والذي يهدف لتشكيل وفد موحد لـ«المعارضة الوطنية»، منوها بأن ثمة مؤشرات على إمكانية أن يحدث اللقاء، ولكن ليس قبل أن تحل مشاكل «الائتلاف»، ولا سيما بعد الانسحابات الأخيرة منه.

وسبق للجربا أن اجتمع في كانون الأول الماضي بممثل هيئة التنسيق في الخارج هيثم مناع وممثلها في الداخل حسن عبد العظيم في القاهرة، في محادثات استمرت 7 ساعات، انتهت إلى الاتفاق على تشكيل وفد موحد إلى المؤتمر الدولي تحت اسم «المعارضة الوطنية»، يضم جميع قوى المعارضة إضافة إلى شخصيات وطنية مستقلة. واتفق على اجتماع تحضيري منتصف الشهر الحالي، بعد انتهاء الانتخابات الداخلية في «الائتلاف»، إلا أن وفد الهيئة لم يتلق أية دعوة للقاء كما هو متفق عليه.

  • فريق ماسة
  • 2014-01-12
  • 11511
  • من الأرشيف

مصادر معارضة ترجح تأجيل المؤتمر الدولي

رجحت مصادر في المعارضة السورية، لـ«السفير»، تأجيل مؤتمر «جنيف 2» شهرا آخر، في حال استمرت حالة الانقسام الحالية في صفوف المعارضة، ولاسيما مع إصرار الجانب الأميركي على حصر مشاركتها في إطار «الائتلاف الوطني السوري» المعارض. ويبدأ وفد سوري رفيع المستوى زيارة إلى موسكو نهاية الأسبوع الحالي، بشكل متزامن مع إمكانية انعقاد اجتماع ثنائي، هو الثاني من نوعه، بين وفدين من «هيئة التنسيق الوطنية» و«الائتلاف» في القاهرة منتصف كانون الثاني الحالي. وذكرت صحيفة «الوطن» السورية، المقربة من الحكومة، امس، إن وفدا برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم سيتوجه إلى موسكو نهاية الأسبوع الحالي، لإجراء مباحثات مع المسؤولين الروس. وتأتي زيارة الوفد تلبية لدعوة روسية وفق ما علمت «السفير»، ويمكن أن تتزامن مع وجود نائب وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان هناك أيضا. ويضم الوفد، وفق المصدر، كلا من المستشارة السياسية والإعلامية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومعاون الوزير أحمد عرنوس. وكان سبق للمقداد أن زار طهران قبل أيام، حيث تم التأكيد مجددا على «ضرورة أن يكون هدف مكافحة الإرهاب هو غاية المؤتمر الرئيسية». ويلتقي الروس والسوريون والإيرانيون على هذه الإستراتيجية. ويرجح ديبلوماسيون غربيون، تحدثت إليهم «السفير»، أن يكون هذا «موضوع المؤتمر الوحيد»، في حال فشلت المعارضة في تشكيل وفد موحد، تستطيع التفاوض من خلاله، بحيث يعقد «بمن حضر» وهو احتمال ضعيف. وبات معروفا في هذا السياق أن دمشق ترفض مبدأ الإعلان عن «هيئة انتقالية» جوهرها «تنازل الرئيس السوري عن صلاحياته». ويرى ديبلوماسيون «استحالة تحقيق هذا الهدف في ظل الواقع الميداني الحالي». وتقارب الحكومة السورية مؤتمر جنيف باعتباره «حاجة دولية ورغبة روسية» من جهة، ولكنها تقول صراحة أنها «لن تسلم السلطة لأحد». كما أنها «تعلن عن الحاجة للحوار بين السوريين» في إطار ذات المقاربة، ولكن مع التأكيد على أن أي اتفاق لا يطبق من دون «استفتاء شعبي عليه أولا لن يمر». من جهته، أكد المتحدث باسم «هيئة التنسيق الوطنية في سوريا» منذر خدام، لـ«السفير»، أن الهيئة لم تتلق اية دعوة بصفتها الرسمية، أو حتى بصفات شخصية لممثليها لحضور «جنيف 2». وذكر بمحاولة السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد إقناع رموز الهيئة، منذ أيام، ولا سيما حسن عبد العظيم وعارف دليلة وغيرهما، بالحضور بأسمائهم الشخصية تحت مظلة «الائتلاف» المعارض، وهو ما رفضوه رفضا قاطعا. ووفقا لمصادر مشابهة، فإن مهمة تشكيل الوفد المعارض لا زالت على عاتق واشنطن، خصوصا وأن الجانب الروسي تكفل بضمان مشاركة الجانب السوري في «جنيف 2». وتشير ذات المصادر إلى أن مكتب المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي يكتفي بالإعداد اللوجستي، على اعتبار أن التحضير لوفد المعارضة يبقى خارج إمكانية تأثيره. ورأى خدام أن ثمة آمالا متبقية على أن يفي رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا بوعده بلقاء منتصف الشهر الحالي في القاهرة، والذي يهدف لتشكيل وفد موحد لـ«المعارضة الوطنية»، منوها بأن ثمة مؤشرات على إمكانية أن يحدث اللقاء، ولكن ليس قبل أن تحل مشاكل «الائتلاف»، ولا سيما بعد الانسحابات الأخيرة منه. وسبق للجربا أن اجتمع في كانون الأول الماضي بممثل هيئة التنسيق في الخارج هيثم مناع وممثلها في الداخل حسن عبد العظيم في القاهرة، في محادثات استمرت 7 ساعات، انتهت إلى الاتفاق على تشكيل وفد موحد إلى المؤتمر الدولي تحت اسم «المعارضة الوطنية»، يضم جميع قوى المعارضة إضافة إلى شخصيات وطنية مستقلة. واتفق على اجتماع تحضيري منتصف الشهر الحالي، بعد انتهاء الانتخابات الداخلية في «الائتلاف»، إلا أن وفد الهيئة لم يتلق أية دعوة للقاء كما هو متفق عليه.

المصدر : زياد حيدر


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة