قد تشكل ‘رحلة علاجية’ وشيكة يفترض أن يقوم بها الأمير السعودي بندر بن سلطان إلى الولايات المتحدة الأمريكية مدخلا مستحدثا لإعادة إنتاج المشهد المتوتر والمأزوم بين السعودية وواشنطن على قواعد عمل وتفاهمات طازجة تؤكد مصادر ‘القدس العربي’ أنها الآن مرحليا تحت الإختبار.

هذه الزيارة وإن كانت لافتتها علاجية تماما ستشكل في حال إنضاجها وإنجازها فرصة لانهاء حالة ‘الحرد’ السعودي ولإعادة الجلوس بعد سلسلة مستجدات على صعيد العلاقة بين البلدين نضجت وبسرعة بعد وقفة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأخيرة على المحطة السعودية.

وهذه الوقفة بوضوح كان لها تأثير ملموس وسريع على ثلاثة مسارات أساسية تبدأ بجنيف وتمر بالوضع الميداني لفصائل المعارضة السورية من النمط الجهادي وتنتهي بالإنفراج النسبي الذي تشهده ساحة لبنان.

المسألة لها علاقة بما وصفه وزير الخارجية الأردني في مباحثاته مع مسؤولين فلسطينيين الأسبوع الماضي بعودة محتملة ‘للمبادرة العربية’ للسلام، التي تحمل توقيع واسم المملكة العربية السعودية والتي ستنتقل الرياض عبرها إلى مستوى التأثير في عملية المفاوضات بين تل أبيب والفلسطينيين في سياق ‘مقايضة’ سياسية ودبلوماسية أنجزها كيري خلف الكواليس وفي طريقها للتقدم والنمو بقوة بالواقع السياسي في المنطقة.

ليس سرا في السياق أن الرئيس محمود عباس وكما أوضح الدبلوماسي والقيادي الفلسطيني المعروف الدكتور ربحي حلوم لـ’القدس العربي’ يبحث عن ‘غطاء عربي’ يوفر له مظلة لأية تنازلات محتملة تفترضها مسودة إتفاقية الإطار التي تعتمدها خطة كيري.

عباس تجاهل الإكتفاء بالبحث عن الغطاء العربي لكنه طلب مباشرة من كيري توفير غطاء سعودي وأردني حصريا له وبعد عملية تقييم في غرفة القرار الأردنية تحديدا تم الإتفاق عمليا على أن تشكل المبادرة العربية والتي هي سعودية في واقعها المظلة التي يطلبها عباس مما ساهم في ترتيب اللقاء المتوقع بين الوزير كيري ووزراء خارجية لجنة المتابعة العربية.

الإتجاه واضح في هذا السياق لتفعيل وتنشيط المبادرة العربية كأساس يعيد إنتاج الدور السعودي وفقا لما طلبه عباس فيما تصر أوساط متابعة على أن ‘المال السعودي’ مطلوب في أي مرحلة تدخل فيها خطة كيري حيز النفاذ في الوقت الذي حذر فيه أعضاء بارزون في السلطة الفلسطينية من بينهم القيادي الفتحاوي والوزير السابق نصر يوسف، من خطوات عربية دبلوماسية مكثفة، قد تنتهي باعتماد المبادرة السعودية وخطة كيري كأساس لإعادة صياغة قرارات الشرعية الدولية التي تتضمن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.

بعيدا عن المسار الفلسطيني، من الواضح أن السعودية لها بالتوازي مصلحة في تبديد مظاهر التشنج في علاقتها مع الأمريكيين.

ومن الواضح أن ترتيبات المبادرة وكيري تسمح بهذا الهامش، الأمر الذي يمكن أن يقفز بمتزعم جناح الصقور في عائلة الحكم السعودية الأمير بندر الى واشنطن.

قبل ذلك يبدو أن حصول اتصالات عن بعد بين اسرائيليين وسعوديين لها علاقة تحديدا في الوضع الميداني في سوريا تشكل من جانبها ملامح المقايضة الجديدة مع الإدارة الأمريكية، فالسعودية وتحديدا عبر الحلقة اللوجستية التي يمثلها نائب وزير الدفاع الأمير سلمان بن سلطان مع الأمريكيين لوجستيا ضد تنظيم ‘داعش’ في صحراء الأنبار العراقية.

ومجموعة الأمير سلمان التي تتولى خلية الأزمة تعاونت مع الأمريكيين في ليبيا ويبدو أن المزيد من التعاون ستشهده الأيام القليلة المقبلة بعدما صنف الأمريكيون تنظيم أنصار الشريعة الليبي ضمن قائمة الإرهاب.

أجواء الإنفراج والمقايضة بين الرياض وواشنطن تنشطت نسبيا، بعدما أبلغ الأمريكيون بأن إيران لن تكون طرفا على طاولة جنيف 2، الأمر الذي يعتقد خبراء أنه السبب المباشر للإنفراج البسيط الذي تشهده ساحة لبنان تحت عنوان العمل مع الفرقاء لتشكيل حكومة لبنانية جديدة.

وفي الوقت نفسه يمكن النظر لتشكيل فصيل الجبهة الإسلامية الموحدة المعارضة في سوريا، والتي اشتبكت فعلا ميدانيا مع تنظيمات داعش وجبهة النصرة باعتبارها رسالة من السعودية تفيد بأنها مازالت في الخندق المتصادم مع الإرهاب حتى وفقا للمواصفات الأمريكية المعتمدة خصوصا وأن السعودية مازالت تدعم عملياتيا وبصورة علنية وبقوة، الجيش السوري الحر والإئتلاف الوطني المعارض.

كل ذلك يمهد للأجندة السعودية التي يتصدر أولوياتها بلا منازع الحرص فقط على أن لا يرشح الرئيس بشار الأسد نفسه للإنتخابات الرئاسية القادمة والمقترحة.

"الأصدقاء" حضّوا الائتلاف على حضور جنيف 2 700 قتيل في شمال سوريا و"داعش" استعادت مواقع

  • فريق ماسة
  • 2014-01-12
  • 12349
  • من الأرشيف

تنسيق عملياتي برعاية الأمير سلمان في ليبيا وشمال سورية والأنبار

 قد تشكل ‘رحلة علاجية’ وشيكة يفترض أن يقوم بها الأمير السعودي بندر بن سلطان إلى الولايات المتحدة الأمريكية مدخلا مستحدثا لإعادة إنتاج المشهد المتوتر والمأزوم بين السعودية وواشنطن على قواعد عمل وتفاهمات طازجة تؤكد مصادر ‘القدس العربي’ أنها الآن مرحليا تحت الإختبار. هذه الزيارة وإن كانت لافتتها علاجية تماما ستشكل في حال إنضاجها وإنجازها فرصة لانهاء حالة ‘الحرد’ السعودي ولإعادة الجلوس بعد سلسلة مستجدات على صعيد العلاقة بين البلدين نضجت وبسرعة بعد وقفة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأخيرة على المحطة السعودية. وهذه الوقفة بوضوح كان لها تأثير ملموس وسريع على ثلاثة مسارات أساسية تبدأ بجنيف وتمر بالوضع الميداني لفصائل المعارضة السورية من النمط الجهادي وتنتهي بالإنفراج النسبي الذي تشهده ساحة لبنان. المسألة لها علاقة بما وصفه وزير الخارجية الأردني في مباحثاته مع مسؤولين فلسطينيين الأسبوع الماضي بعودة محتملة ‘للمبادرة العربية’ للسلام، التي تحمل توقيع واسم المملكة العربية السعودية والتي ستنتقل الرياض عبرها إلى مستوى التأثير في عملية المفاوضات بين تل أبيب والفلسطينيين في سياق ‘مقايضة’ سياسية ودبلوماسية أنجزها كيري خلف الكواليس وفي طريقها للتقدم والنمو بقوة بالواقع السياسي في المنطقة. ليس سرا في السياق أن الرئيس محمود عباس وكما أوضح الدبلوماسي والقيادي الفلسطيني المعروف الدكتور ربحي حلوم لـ’القدس العربي’ يبحث عن ‘غطاء عربي’ يوفر له مظلة لأية تنازلات محتملة تفترضها مسودة إتفاقية الإطار التي تعتمدها خطة كيري. عباس تجاهل الإكتفاء بالبحث عن الغطاء العربي لكنه طلب مباشرة من كيري توفير غطاء سعودي وأردني حصريا له وبعد عملية تقييم في غرفة القرار الأردنية تحديدا تم الإتفاق عمليا على أن تشكل المبادرة العربية والتي هي سعودية في واقعها المظلة التي يطلبها عباس مما ساهم في ترتيب اللقاء المتوقع بين الوزير كيري ووزراء خارجية لجنة المتابعة العربية. الإتجاه واضح في هذا السياق لتفعيل وتنشيط المبادرة العربية كأساس يعيد إنتاج الدور السعودي وفقا لما طلبه عباس فيما تصر أوساط متابعة على أن ‘المال السعودي’ مطلوب في أي مرحلة تدخل فيها خطة كيري حيز النفاذ في الوقت الذي حذر فيه أعضاء بارزون في السلطة الفلسطينية من بينهم القيادي الفتحاوي والوزير السابق نصر يوسف، من خطوات عربية دبلوماسية مكثفة، قد تنتهي باعتماد المبادرة السعودية وخطة كيري كأساس لإعادة صياغة قرارات الشرعية الدولية التي تتضمن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني. بعيدا عن المسار الفلسطيني، من الواضح أن السعودية لها بالتوازي مصلحة في تبديد مظاهر التشنج في علاقتها مع الأمريكيين. ومن الواضح أن ترتيبات المبادرة وكيري تسمح بهذا الهامش، الأمر الذي يمكن أن يقفز بمتزعم جناح الصقور في عائلة الحكم السعودية الأمير بندر الى واشنطن. قبل ذلك يبدو أن حصول اتصالات عن بعد بين اسرائيليين وسعوديين لها علاقة تحديدا في الوضع الميداني في سوريا تشكل من جانبها ملامح المقايضة الجديدة مع الإدارة الأمريكية، فالسعودية وتحديدا عبر الحلقة اللوجستية التي يمثلها نائب وزير الدفاع الأمير سلمان بن سلطان مع الأمريكيين لوجستيا ضد تنظيم ‘داعش’ في صحراء الأنبار العراقية. ومجموعة الأمير سلمان التي تتولى خلية الأزمة تعاونت مع الأمريكيين في ليبيا ويبدو أن المزيد من التعاون ستشهده الأيام القليلة المقبلة بعدما صنف الأمريكيون تنظيم أنصار الشريعة الليبي ضمن قائمة الإرهاب. أجواء الإنفراج والمقايضة بين الرياض وواشنطن تنشطت نسبيا، بعدما أبلغ الأمريكيون بأن إيران لن تكون طرفا على طاولة جنيف 2، الأمر الذي يعتقد خبراء أنه السبب المباشر للإنفراج البسيط الذي تشهده ساحة لبنان تحت عنوان العمل مع الفرقاء لتشكيل حكومة لبنانية جديدة. وفي الوقت نفسه يمكن النظر لتشكيل فصيل الجبهة الإسلامية الموحدة المعارضة في سوريا، والتي اشتبكت فعلا ميدانيا مع تنظيمات داعش وجبهة النصرة باعتبارها رسالة من السعودية تفيد بأنها مازالت في الخندق المتصادم مع الإرهاب حتى وفقا للمواصفات الأمريكية المعتمدة خصوصا وأن السعودية مازالت تدعم عملياتيا وبصورة علنية وبقوة، الجيش السوري الحر والإئتلاف الوطني المعارض. كل ذلك يمهد للأجندة السعودية التي يتصدر أولوياتها بلا منازع الحرص فقط على أن لا يرشح الرئيس بشار الأسد نفسه للإنتخابات الرئاسية القادمة والمقترحة. "الأصدقاء" حضّوا الائتلاف على حضور جنيف 2 700 قتيل في شمال سوريا و"داعش" استعادت مواقع

المصدر : ‘القدس العربي’ / بسام البدارين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة