اكد مصدر دبلوماسي غربي في بيروت لـصحيفة الوطن السورية ، أن الحرب التي اندلعت مؤخراً بين «الجبهة الإسلامية» من جهة و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» من جهة ثانية،

تم التحضير لها في العاصمة الأردنية خلال لقاء جرى في الثلاثين من تشرين الثاني الماضي ضم ممثلين عن أجهزة الاستخبارات السعودية والتركية والأميركية وبرعاية وحضور أردني.

وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته: إن هدف الاجتماع كان إنقاذ ما يمكن إنقاذه في صفوف المعارضة المسلحة التي بدأت تنهار شيئاً فشيئاً منذ قرابة ستة أشهر بعد أن استعاد الجيش السوري زمام المبادرة على الأرض، وإن المطلوب الآن بعد أن تم الاتفاق على التسوية بين موسكو وواشنطن، إعادة رسم صورة «معتدلة» للفصائل المقاتلة على الأرض وخاصة أن الرأي العام العالمي بدأ يعي حقيقة تلك الفصائل وأهدافها وأساليبها الإرهابية بامتياز.

وأوضح المصدر أن الاجتماع جاء أيضاً بعد أن أعلنت الفصائل ذاتها سحب اعترافها بالائتلاف المعارض وبالمجلس العسكري للجيش الحر وباتت تعمل منفردة تحت سلطة جبهة النصرة عملياً لكن بقيادة أحرار الشام وجيش الإسلام السلفيين تحت تسمية «الجبهة الإسلامية».

وتحدث المصدر بإسهاب عن الموقف السعودي الذي كان يكرر طوال الاجتماع: أن لا حل في سورية إلا الحل العسكري وأن لا سبيل لإنهاء الأزمة إلا من خلال دعم المجموعات المسلحة دون التفريق بين الجبهة وداعش «فالوقت ليس للخلافات بل لشن هجمات مركزة على مختلف الجبهات».

وبحسب المصدر ذاته فقد تدخل ممثل واشنطن ليذكر الموفد السعودي أن الهجوم الأخير الذي حصل في الغوطة الشرقية وشارك فيه قرابة 4000 مقاتل ودعمته واشنطن وباريس وتل أبيب أيضاً (حصل قبل أيام من الاجتماع) مني بفشل ذريع، وقتل ما يزيد من 2400 مقاتل مدربين ومجهزين قبل أن يفر الآخرون عائدين إلى الأردن من حيث انطلقوا، كما ذكر الموفد الأميركي زميله السعودي أن واشنطن قدمت التزامات لموسكو بالمضي بالحل السياسي وأن إدارته بدأت بإجراء محادثات مع شخصيات في الجبهة الإسلامية لحثهم على المشاركة في الحل السياسي وأن السفير فورد بات على قناعة بأن لا حل إلا بالتفاوض وبمشاركة مجموعات لها ثقل على الأرض وتحديداً كالجبهة الإسلامية المحدثة مؤخراً، ويمكن تقديمها على أنها معتدلة وغير متطرفة ولم ترتكب ما ارتكبته النصرة أو داعش من جرائم حرب وجرائم بحق الإنسانية.

وتابع المصدر: إنه وبعد نقاش طويل تم الاتفاق على شن حرب على الدولة الإسلامية (داعش) من العراق إلى سورية، وأن واشنطن ستدعم هذا التوجه وهي سبق أن أبلغت رئيس الوزراء نوري المالكي تأييدها لأي حرب يقرر الجيش العراقي خوضها تجاه داعش وستدعمه. وقال المصدر: إن التوجه الأميركي كان مدعوماً بقوة من الموفد التركي الذي تحدث عن تهديد فعلي تشكله داعش على بلاده وأنه لابد من التحرك، وقدم رؤيته لإحداث وتشكيل ما يسمى بـ«جيش المجاهدين» الذي سيطلق شرارة الحرب ويشارك فيها ضد داعش وهو يضم خيرة مقاتلين تم تدريبهم في تركيا.

وبعد ساعات من التداولات وافق ممثل آل سعود بالتضحية بداعش شرط تقديم كل العون والسلاح الغربي إلى الجبهة الإسلامية، إضافة إلى تعهد واشنطن بالتعاون مع الجبهة رغم أنها متحالفة مع تنظيم النصرة المصنف إرهابياً في كل دول العالم، إضافة لمنح الرياض السلطة المطلقة على الجبهة وإخراج الدوحة نهائياً من الداخل السوري.

وختم اللقاء الموفد الأميركي بالقول إن واشنطن ستتعامل مع الجبهة الإسلامية عسكرياً وسياسياً وإن أغلبية عناصر النصرة باتوا الآن في صفوف كتائب وفصائل تحمل تسميات أخرى وإن تنظيم النصرة سيختفي عاجلاً أم آجلاً لمصلحة الجبهة الإسلامية.

وأوضح المصدر أن الممثل الأميركي قال إن خبراء سياسيين جلسوا مع أعضاء من الجبهة الإسلامية وقدموا النصح والاستشارة لتظهر هذه الجبهة بـ«المنقذة للثورة» و«المعتدلة» وستشارك في مباحثات جنيف إن لم يكن في الجولة الأولى فمن الممكن تحقيق ذلك في جولات ثانية. وأضاف الممثل الأميركي: إن جميع الحلفاء في مختلف الدول سيعملون معنا لإعادة رسم صورة جديدة لـ«الثورة» وللمقاتلين وسيتم إبلاغ أجهزة الإعلام العربية والغربية والنشطاء بذلك ليدعموا هذا التوجه.

وفور انتهاء الاجتماع بدأت بالفعل التحضيرات للحرب على داعش في حين كان السفير الأميركي روبرت فورد يعمل على الجبهة السياسية في محاولة لقلب الطاولة على رئيس الائتلاف أحمد الجربا وتعيين رياض حجاب بديلاً منه بالتعاون والتنسيق مع القطريين.

وبين المصدر ذاته أن فورد لديه مآخذ كبيرة على الجربا وأن الأخير لا يرد على تعليمات أو «نصائح» فورد، ويكتفي فقط بالتوجيهات السعودية التي تعمل مع فرنسا على إفشال جنيف، الأمر الذي وضع فورد في وضع حرج أمام إدارته.

 

وحسب مراقبين فإن فورد عمل مع الكتلة القطرية في الائتلاف على قلب الطاولة خلال الانتخابات الأخيرة التي جرت لرئاسته في اسطنبول إلا أن المال السعودي كان أقوى ونجح في إبقاء الجربا رئيساً فتقرر نسف الائتلاف من أساسه وبدأت الاستقالات تتوالى، وذكر فورد من التقاهم في الائتلاف باسطنبول بمقولته: «نحن صنعنا الائتلاف ونحن من يدمره».

وقال المصدر: إن قطر التي أعيد إليها مسؤولية إدارة ملف الائتلاف تستعد في الأيام والأسابيع القليلة لإحداث جسم بديل منه ما لم يستقل الجربا لتستعيد الدوحة وواشنطن زمام الأمور في الائتلاف وتفتح الباب أمام انضمام شخصيات جديدة تسمح بالسيطرة المطلقة لواشنطن عليه وتخرج الرياض من المعادلة.

وتابع المصدر: إن واشنطن وبخت فورد أكثر من مرة على عدم التزامه بتقديم وفد للمعارضة لمؤتمر جنيف كما تعهدت الولايات المتحدة أمام روسيا، وإن فورد عمل طوال الأسابيع الماضية على محاولة «تركيب» وفد المعارضة إلا أن الرياض من خلال الجربا كانت تفشله باستمرار، فتقرر إخراج السعودية من السيطرة على الائتلاف وإبقاؤها فقط لضخ المال في شرايين المجموعات المقاتلة على الأرض.

وختم المصدر كلامه بشتائم تجاه مؤتمر جنيف2 الذي بات سيعقد بمن حضر، إلا أن ذلك يعني إمكانية إخفاق المؤتمر في إطلاق الحل السياسي ما يعني مزيداً من الدماء في سورية إلى أن تتمكن واشنطن من «تنظيف» المعارضة وإعادة تقديمها بالصورة التي يقبل بها الغرب والرأي العام العالمي (معتدلة سلمية تدافع عن أراضيها وعن المدنيين) وبحيث تصبح أيضاً مفاوضاً قادراً على الالتزام بما يتفق عليه، لكن «هذا أمر لن يتحقق بسهولة وخاصة أن الرياض لن ترضخ وستستمر بتعنتها ودعمها للمجموعات الإرهابية أينما وجدوا في العراق أو سورية» ومن بينها داعش التي يقول خبراء إن إنهاءها لن يكون بالأمر السهل وقد يستغرق من الوقت أكثر مما يتوقع الأميركيون.

وتحدثت وكالات أنباء عالمية عن مقتل ما يزيد على 500 إرهابي خلال الأيام الأربعة الأخيرة في الحرب بين الجبهة الإسلامية وجيش المجاهدين من جهة والدولة الإسلامية في العراق والشام وبينهم قيادات كبرى.

 

  • فريق ماسة
  • 2014-01-11
  • 13495
  • من الأرشيف

فورد يريد انقلاباً على الجربا... ال سعود ضحوا بـ«داعش» بالعراق لإنقاذ «الجبهة» بسورية

اكد مصدر دبلوماسي غربي في بيروت لـصحيفة الوطن السورية ، أن الحرب التي اندلعت مؤخراً بين «الجبهة الإسلامية» من جهة و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» من جهة ثانية، تم التحضير لها في العاصمة الأردنية خلال لقاء جرى في الثلاثين من تشرين الثاني الماضي ضم ممثلين عن أجهزة الاستخبارات السعودية والتركية والأميركية وبرعاية وحضور أردني. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته: إن هدف الاجتماع كان إنقاذ ما يمكن إنقاذه في صفوف المعارضة المسلحة التي بدأت تنهار شيئاً فشيئاً منذ قرابة ستة أشهر بعد أن استعاد الجيش السوري زمام المبادرة على الأرض، وإن المطلوب الآن بعد أن تم الاتفاق على التسوية بين موسكو وواشنطن، إعادة رسم صورة «معتدلة» للفصائل المقاتلة على الأرض وخاصة أن الرأي العام العالمي بدأ يعي حقيقة تلك الفصائل وأهدافها وأساليبها الإرهابية بامتياز. وأوضح المصدر أن الاجتماع جاء أيضاً بعد أن أعلنت الفصائل ذاتها سحب اعترافها بالائتلاف المعارض وبالمجلس العسكري للجيش الحر وباتت تعمل منفردة تحت سلطة جبهة النصرة عملياً لكن بقيادة أحرار الشام وجيش الإسلام السلفيين تحت تسمية «الجبهة الإسلامية». وتحدث المصدر بإسهاب عن الموقف السعودي الذي كان يكرر طوال الاجتماع: أن لا حل في سورية إلا الحل العسكري وأن لا سبيل لإنهاء الأزمة إلا من خلال دعم المجموعات المسلحة دون التفريق بين الجبهة وداعش «فالوقت ليس للخلافات بل لشن هجمات مركزة على مختلف الجبهات». وبحسب المصدر ذاته فقد تدخل ممثل واشنطن ليذكر الموفد السعودي أن الهجوم الأخير الذي حصل في الغوطة الشرقية وشارك فيه قرابة 4000 مقاتل ودعمته واشنطن وباريس وتل أبيب أيضاً (حصل قبل أيام من الاجتماع) مني بفشل ذريع، وقتل ما يزيد من 2400 مقاتل مدربين ومجهزين قبل أن يفر الآخرون عائدين إلى الأردن من حيث انطلقوا، كما ذكر الموفد الأميركي زميله السعودي أن واشنطن قدمت التزامات لموسكو بالمضي بالحل السياسي وأن إدارته بدأت بإجراء محادثات مع شخصيات في الجبهة الإسلامية لحثهم على المشاركة في الحل السياسي وأن السفير فورد بات على قناعة بأن لا حل إلا بالتفاوض وبمشاركة مجموعات لها ثقل على الأرض وتحديداً كالجبهة الإسلامية المحدثة مؤخراً، ويمكن تقديمها على أنها معتدلة وغير متطرفة ولم ترتكب ما ارتكبته النصرة أو داعش من جرائم حرب وجرائم بحق الإنسانية. وتابع المصدر: إنه وبعد نقاش طويل تم الاتفاق على شن حرب على الدولة الإسلامية (داعش) من العراق إلى سورية، وأن واشنطن ستدعم هذا التوجه وهي سبق أن أبلغت رئيس الوزراء نوري المالكي تأييدها لأي حرب يقرر الجيش العراقي خوضها تجاه داعش وستدعمه. وقال المصدر: إن التوجه الأميركي كان مدعوماً بقوة من الموفد التركي الذي تحدث عن تهديد فعلي تشكله داعش على بلاده وأنه لابد من التحرك، وقدم رؤيته لإحداث وتشكيل ما يسمى بـ«جيش المجاهدين» الذي سيطلق شرارة الحرب ويشارك فيها ضد داعش وهو يضم خيرة مقاتلين تم تدريبهم في تركيا. وبعد ساعات من التداولات وافق ممثل آل سعود بالتضحية بداعش شرط تقديم كل العون والسلاح الغربي إلى الجبهة الإسلامية، إضافة إلى تعهد واشنطن بالتعاون مع الجبهة رغم أنها متحالفة مع تنظيم النصرة المصنف إرهابياً في كل دول العالم، إضافة لمنح الرياض السلطة المطلقة على الجبهة وإخراج الدوحة نهائياً من الداخل السوري. وختم اللقاء الموفد الأميركي بالقول إن واشنطن ستتعامل مع الجبهة الإسلامية عسكرياً وسياسياً وإن أغلبية عناصر النصرة باتوا الآن في صفوف كتائب وفصائل تحمل تسميات أخرى وإن تنظيم النصرة سيختفي عاجلاً أم آجلاً لمصلحة الجبهة الإسلامية. وأوضح المصدر أن الممثل الأميركي قال إن خبراء سياسيين جلسوا مع أعضاء من الجبهة الإسلامية وقدموا النصح والاستشارة لتظهر هذه الجبهة بـ«المنقذة للثورة» و«المعتدلة» وستشارك في مباحثات جنيف إن لم يكن في الجولة الأولى فمن الممكن تحقيق ذلك في جولات ثانية. وأضاف الممثل الأميركي: إن جميع الحلفاء في مختلف الدول سيعملون معنا لإعادة رسم صورة جديدة لـ«الثورة» وللمقاتلين وسيتم إبلاغ أجهزة الإعلام العربية والغربية والنشطاء بذلك ليدعموا هذا التوجه. وفور انتهاء الاجتماع بدأت بالفعل التحضيرات للحرب على داعش في حين كان السفير الأميركي روبرت فورد يعمل على الجبهة السياسية في محاولة لقلب الطاولة على رئيس الائتلاف أحمد الجربا وتعيين رياض حجاب بديلاً منه بالتعاون والتنسيق مع القطريين. وبين المصدر ذاته أن فورد لديه مآخذ كبيرة على الجربا وأن الأخير لا يرد على تعليمات أو «نصائح» فورد، ويكتفي فقط بالتوجيهات السعودية التي تعمل مع فرنسا على إفشال جنيف، الأمر الذي وضع فورد في وضع حرج أمام إدارته.   وحسب مراقبين فإن فورد عمل مع الكتلة القطرية في الائتلاف على قلب الطاولة خلال الانتخابات الأخيرة التي جرت لرئاسته في اسطنبول إلا أن المال السعودي كان أقوى ونجح في إبقاء الجربا رئيساً فتقرر نسف الائتلاف من أساسه وبدأت الاستقالات تتوالى، وذكر فورد من التقاهم في الائتلاف باسطنبول بمقولته: «نحن صنعنا الائتلاف ونحن من يدمره». وقال المصدر: إن قطر التي أعيد إليها مسؤولية إدارة ملف الائتلاف تستعد في الأيام والأسابيع القليلة لإحداث جسم بديل منه ما لم يستقل الجربا لتستعيد الدوحة وواشنطن زمام الأمور في الائتلاف وتفتح الباب أمام انضمام شخصيات جديدة تسمح بالسيطرة المطلقة لواشنطن عليه وتخرج الرياض من المعادلة. وتابع المصدر: إن واشنطن وبخت فورد أكثر من مرة على عدم التزامه بتقديم وفد للمعارضة لمؤتمر جنيف كما تعهدت الولايات المتحدة أمام روسيا، وإن فورد عمل طوال الأسابيع الماضية على محاولة «تركيب» وفد المعارضة إلا أن الرياض من خلال الجربا كانت تفشله باستمرار، فتقرر إخراج السعودية من السيطرة على الائتلاف وإبقاؤها فقط لضخ المال في شرايين المجموعات المقاتلة على الأرض. وختم المصدر كلامه بشتائم تجاه مؤتمر جنيف2 الذي بات سيعقد بمن حضر، إلا أن ذلك يعني إمكانية إخفاق المؤتمر في إطلاق الحل السياسي ما يعني مزيداً من الدماء في سورية إلى أن تتمكن واشنطن من «تنظيف» المعارضة وإعادة تقديمها بالصورة التي يقبل بها الغرب والرأي العام العالمي (معتدلة سلمية تدافع عن أراضيها وعن المدنيين) وبحيث تصبح أيضاً مفاوضاً قادراً على الالتزام بما يتفق عليه، لكن «هذا أمر لن يتحقق بسهولة وخاصة أن الرياض لن ترضخ وستستمر بتعنتها ودعمها للمجموعات الإرهابية أينما وجدوا في العراق أو سورية» ومن بينها داعش التي يقول خبراء إن إنهاءها لن يكون بالأمر السهل وقد يستغرق من الوقت أكثر مما يتوقع الأميركيون. وتحدثت وكالات أنباء عالمية عن مقتل ما يزيد على 500 إرهابي خلال الأيام الأربعة الأخيرة في الحرب بين الجبهة الإسلامية وجيش المجاهدين من جهة والدولة الإسلامية في العراق والشام وبينهم قيادات كبرى.  

المصدر : الماسة السورية / الوطن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة