كشف مسؤول غربي يشارك في التحضيرات الجارية لمؤتمر جنيف - 2 حول سورية لصحيفة "الراي" الكويتية، ان "المفاوضات في المؤتمر المزمع انعقاده في 22 من هذا الشهر الجاري لن تكون مثالية لأيّ من الجهات المتنازعة"، مشيراً الى "اننا سنعمل مع النظام الحالي ومع المعارضة من اجل ايجاد صيغة حل تشعر معها الاكثرية السنية بتمثيل حقيقي في السلطة، وتضمن في الوقت عينه للاقليات العلوية والمسيحية والدروز الحماية والمشاركة في السلطة، ليصار الى إعادة بناء دولة خسرت اكثر من 150 الف قتيل وهُجر اكثر من اربعة ملايين شخص من أبنائها ودُمرت فيها بنى تحتية وممتلكات تفوق قيمتها 100 مليار دولار".

ورأى المسؤول ان "السلام في سورية لا يزال بعيد المنال لكثرة المشاركين في الحرب الدائرة هناك، بدءاً من محور النظام - ايران - حزب الله - روسيا - العراق، وصولاً الى اوروبا - اميركا - السعودية - قطر - تركيا، اضافة الى خليط مختلف من متطرفين من العالم أجمع"، متداركاً "الا ان هذا السلام غير مستحيل ويعتمد على خطين اساسين: الاول يتمثل في العمل على وقف مصادر التمويل للارهاب ودمج جهود كل المتحاربين ورعاتهم من الطرفين لإزالة هذا التهديد الذي ينمو في الداخل وخارج الحدود، والثاني يتجلى في الحاجة الى تعاون روسيا وايران في حلّ مسألة الحرب الدائرة في سورية وخصوصاً ان للدولتين المصلحة بوقف النزيف وعدم السماح بتدمير سورية بالكامل وإبقاء مقومات دولة تستطيع ان تكون حليفة وتحافظ على عقودها والتزاماتها تجاه روسيا وايران مستقبلاً"، لافتا الى انه "بالنسبة الى حلفاء الغرب، فهولاء لا يشكلون اي عقبة وسيكون الجميع جزءاً من الحل عندما نضع الاوراق كلها على الطاولة".

واعرب المسؤول عن "اعتقاده ان اجتماع جنيف لن يطالب بتنحي الرئيس السوري بشار الاسد الا انه لن يطالب بإبقائه، لذلك فان البحث يجري وسيُستكمل مع الأطراف المسانِدة للأسد لإقناعهم بانه لا يستطيع ان يقود البلاد وخصوصاً بعد كل ما أصابها في عهده وان اي انتخابات ديمقراطية صحيحة لا يمكن إنجازها في ظل العدد الهائل من المهجرين، ولذلك فان علينا البحث في كيفية وقف الحرب وإمداد الشعب السوري بالمعونة والاغاثة اللازمتيْن والقضاء على الارهاب وإنسحاب كل الاطراف غير السورية، ليصار بعد ذلك الى اتفاق على إجراء انتخابات شرعية وتعديل صلاحيات الرئيس المقبل، الامر الذي سيتيح للعالم مساعدة سورية والمشاركة في إعادة بنائها وتقديم مقومات الحياة الطبيعية لشعبها".

ولم يستبعد المسؤول ان "تمارس المجموعة الدولية الضغط اللازم على ايران لتفعيل دورها ايجاباً والايعاز بانسحاب حزب الله، لان موقفاً سلبياً من حلّ المسألة السورية يمكن ان ينعكس سلباً على مسار تنفيذ الاتفاق النووي وسرعته لاحقاً، فلا يمكن ان تأخذ ايران اعتراف الغرب بمشروعها النووي من دون ان تتعاون في ملفات حساسة اخرى يرى العالم انها مصدر خطر مقبل، ولذلك فان القضايا الشرق اوسطية متداخلة فيما بينها وإثبات حسن النية يُترجم ايضاً في الملفات على اختلافها".

ورأى المسؤول ان "روسيا ورغم تعرضها لهجمات ارهابية ندينها، فانها أبدت تعاوناً سابقاً حول امكان سحب الغطاء عن شخص الرئيس الأسد لتختار وحلفاءها بديلاً مقبولاً، الا ان هذا الطرح سُحب من التداول عندما قُرعت طبول الحرب وبدا الهجوم وشيكاً ضد الأسد، وتالياً من غير المستبعد معاودة هذا الطرح، وبهدوء ووضعه على طاولة المفاوضات مقابل ان نتعاون جميعاً في القضاء على أعداء الجميع، وذلك على قاعدة التصدي للارهاب اولاً".

  • فريق ماسة
  • 2014-01-07
  • 12227
  • من الأرشيف

مسؤول غربي للراي:مفاوضات جنيف 2 لن تكون مثالية لأي من الجهات المتنازعة

كشف مسؤول غربي يشارك في التحضيرات الجارية لمؤتمر جنيف - 2 حول سورية لصحيفة "الراي" الكويتية، ان "المفاوضات في المؤتمر المزمع انعقاده في 22 من هذا الشهر الجاري لن تكون مثالية لأيّ من الجهات المتنازعة"، مشيراً الى "اننا سنعمل مع النظام الحالي ومع المعارضة من اجل ايجاد صيغة حل تشعر معها الاكثرية السنية بتمثيل حقيقي في السلطة، وتضمن في الوقت عينه للاقليات العلوية والمسيحية والدروز الحماية والمشاركة في السلطة، ليصار الى إعادة بناء دولة خسرت اكثر من 150 الف قتيل وهُجر اكثر من اربعة ملايين شخص من أبنائها ودُمرت فيها بنى تحتية وممتلكات تفوق قيمتها 100 مليار دولار". ورأى المسؤول ان "السلام في سورية لا يزال بعيد المنال لكثرة المشاركين في الحرب الدائرة هناك، بدءاً من محور النظام - ايران - حزب الله - روسيا - العراق، وصولاً الى اوروبا - اميركا - السعودية - قطر - تركيا، اضافة الى خليط مختلف من متطرفين من العالم أجمع"، متداركاً "الا ان هذا السلام غير مستحيل ويعتمد على خطين اساسين: الاول يتمثل في العمل على وقف مصادر التمويل للارهاب ودمج جهود كل المتحاربين ورعاتهم من الطرفين لإزالة هذا التهديد الذي ينمو في الداخل وخارج الحدود، والثاني يتجلى في الحاجة الى تعاون روسيا وايران في حلّ مسألة الحرب الدائرة في سورية وخصوصاً ان للدولتين المصلحة بوقف النزيف وعدم السماح بتدمير سورية بالكامل وإبقاء مقومات دولة تستطيع ان تكون حليفة وتحافظ على عقودها والتزاماتها تجاه روسيا وايران مستقبلاً"، لافتا الى انه "بالنسبة الى حلفاء الغرب، فهولاء لا يشكلون اي عقبة وسيكون الجميع جزءاً من الحل عندما نضع الاوراق كلها على الطاولة". واعرب المسؤول عن "اعتقاده ان اجتماع جنيف لن يطالب بتنحي الرئيس السوري بشار الاسد الا انه لن يطالب بإبقائه، لذلك فان البحث يجري وسيُستكمل مع الأطراف المسانِدة للأسد لإقناعهم بانه لا يستطيع ان يقود البلاد وخصوصاً بعد كل ما أصابها في عهده وان اي انتخابات ديمقراطية صحيحة لا يمكن إنجازها في ظل العدد الهائل من المهجرين، ولذلك فان علينا البحث في كيفية وقف الحرب وإمداد الشعب السوري بالمعونة والاغاثة اللازمتيْن والقضاء على الارهاب وإنسحاب كل الاطراف غير السورية، ليصار بعد ذلك الى اتفاق على إجراء انتخابات شرعية وتعديل صلاحيات الرئيس المقبل، الامر الذي سيتيح للعالم مساعدة سورية والمشاركة في إعادة بنائها وتقديم مقومات الحياة الطبيعية لشعبها". ولم يستبعد المسؤول ان "تمارس المجموعة الدولية الضغط اللازم على ايران لتفعيل دورها ايجاباً والايعاز بانسحاب حزب الله، لان موقفاً سلبياً من حلّ المسألة السورية يمكن ان ينعكس سلباً على مسار تنفيذ الاتفاق النووي وسرعته لاحقاً، فلا يمكن ان تأخذ ايران اعتراف الغرب بمشروعها النووي من دون ان تتعاون في ملفات حساسة اخرى يرى العالم انها مصدر خطر مقبل، ولذلك فان القضايا الشرق اوسطية متداخلة فيما بينها وإثبات حسن النية يُترجم ايضاً في الملفات على اختلافها". ورأى المسؤول ان "روسيا ورغم تعرضها لهجمات ارهابية ندينها، فانها أبدت تعاوناً سابقاً حول امكان سحب الغطاء عن شخص الرئيس الأسد لتختار وحلفاءها بديلاً مقبولاً، الا ان هذا الطرح سُحب من التداول عندما قُرعت طبول الحرب وبدا الهجوم وشيكاً ضد الأسد، وتالياً من غير المستبعد معاودة هذا الطرح، وبهدوء ووضعه على طاولة المفاوضات مقابل ان نتعاون جميعاً في القضاء على أعداء الجميع، وذلك على قاعدة التصدي للارهاب اولاً".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة