لاأحب فيروز فقط لأنها قيثارة من ضوء أزرق .. أو لأنها تنسج من العطر قميصا يرتديه الفجر ..ولا لأنها تصنع من الضوء قارورة يسكن فيها العطر ..

ولا أحبها فقط لأنها أعذب لحن يطوف في الصباح وأعنف أغنية للحب .. ولا لأن الصباح يجلس بين يديها عندما يستيقظ مثل طفل صغير ليغسل وجهه بأغانيها البحرية وبماء المطر الذي ينهمر على المفارق ..ولينشّفه بصوتها ورياح الشتوية والشمال .. لتمشط له شعره الأشقر بأمشاط من أغانيها قبل أن يرتدي مريول المدرسة ويذهب في ارض الله الواسعة ..

ولا أحبها فقط لأنها هزمت ليالي شهرزاد ورجالها السكارى .. وأرغمت كل الرجال في هذا الشرق على أن يحبوا ان ينهضوا من رقادهم ليسمعوا حكايات أخرى وصوتا مسكوبا في كؤوس الضوء .. بعدما كانوا ينامون ويحلمون بشهرزاد وحكاياتها المسكوبة في كؤوس الليل العربي الأحمر ..

ولاأحبها فقط لأنها غلبت نكهة حب الهال في فنجان القهوة .. فصرنا نطحن صوتها في مطحنة البن ونصبه في فناجين قهوتنا ونشرب النكهة حتى الثمالة .. قهوة ساخنة بنكهة الفيروز ..

بل أحب فيروز لأنها قرعت لنا بصوتها أجراس العودة يوما عندما كانت أجراس العرب من خشب كما سيوفهم وهم يعاقرون الهزائم ويتجشؤون البكاء .. وأحب فيروز لأنها بشّرتنا بالغضب الساطع بعد أن مشينا في جنازة الغضب وأهلنا عليه التراب وتبادلنا التعازي .. بل أحب فيروز أكثر لأنها هي من أخذتنا الى "المغارة" حيث "الطفل وأمه مريم وجهان يبكيان" .. وأحبها لأنها صلّت كالراهبة لأجل "مدينة الصلاة" ..

فيروز هي المرأة التي حلمت أن تحبني امرأة مثلها وكنت أبحث عنها في وجوه كل الصبايا ولم أجد منها الا الصوت والصدى والبرق المسموع .. وعندما كان العالم يسأل لماذا تحاربون اسرائيل وتغامرون وتتحدون الدنيا كلها كنت أقول دون تردد: لأننا نريد ان ندافع عن صوت فيروز .. لأن فيروز تحولت الى قطعة من الشرق وصلصاله .. وفي صوتها خميرة الخبز .. وخميرة الحب .. وخميرة الوطن والبطولات .. وخميرة كل امرأة شرقية ذات كبرياء .. وخميرة كل شيئ جميل شرقي بهي ..

الغريب أن السيد حسن نصر الله وحزبه يمثلان رؤيتي دون أي نقصان .. فهما يحاربان دفاعا عن صوت فيروز عندما يدفعان الأقدام الهمجية بعيدا عن لبنان فلا يموت صوت فيروز الأزرق تحت قصف الميركافا وصوت تسيبي ليفني ونتنياهو .. وحسن نصر الله يقرع على الأجراس التي رفعها صوت فيروز ولم يتوقف .. وهو الذي يقيم للغضب الساطع مهرجانات "الهية" ..

لاشيء سيغسل شوارع هذا الشرق بعد اليوم من الهمجية الوهابية والصهيونية الاسلامية الا أن تمطر الدنيا مطرا كل قطرة فيه أغنية فيروزية .. وتهب في كل زاوية فيه نسمة مقصوصة من صوت فيروز يقول للمحاربين الأشداء بعنفوان: انتو الأحبة وانتو للصدارة .. وتمشط فيه الريح شعرها بصوت حسن نصر الله يقول: هيهات منا الذلة ..

وحده حسن نصر الله أحاط به الضوء الأزرق وحب الهال .. وصار الجمال متكاملا وعبقريا بلقاء الضوء الأزرق والعبقرية الوطنية .. ووحده من بين جميع الرجال جاء الصباح الفيروزي ليسلم عليه همسا ويتعلم منه حمل البارودة .. فالصباح الذي كان طفلا أمام فيروز لم يعد طفلا وصار يريد أن يكون نهارا كاملا .. ولاتتاح له هذه الفرصة الا عند لقاء رجل مثل حسن نصر الله .. هذا الرجل الوفي الصادق المحب الذي صار قلبه مليئا بالنصال التي تكسرت على النصال ومع هذا فانه يغطي قلبه الجريح بالحب ووشاح الكبرياء ..

تخيلوا هذا الشرق وقد سكت فيه صوت فيروز الجميل ولم يبق فيه سوى صوت موزة وحصة وفصة والجوهرة وبهية .. ومجاهدات النكاح والملثمات والمبرقعات .. وحريم الائتلاف .. وتخيلوا أن هذا الشرق فرغ من أصوات العنفوان مثل صوت حسن نصرالله ولم يبق فيه الا غربان الوهابية وسعود الفيصل ويوسف القرضاوي وداعش وحاشا وعرعور والعريفي وآل الشيخ والعايض والحائض والتماسيح ووحيدو القرن والخرفان العربية ونعاج نبيل العربي وبلاهة الأبله التونسي وسعادين المستقبل وخوار الاسلاميين الثوريين .. وبقي صوت قبل خالد مشعل واسماعيل هنية وهما يلثمان الأيدي في تركيا وقطر بصوت مرتفع وصوت قصهم الأظافر على قارعة الطريق ..

أصوات هؤلاء جعلتني أنسى أن الله جميل يحب الجمال وصرت أعتقد لوهلة أن "  شرير وقبيح لايعرف الجمال" .. يشرب الدم من أعناق الضحايا ولايأكل افطاره الا من لحوم الانتحاريين البلهاء المشوية ولا يصنع شطائره الا من الجماجم المحشوة بالرصاص .. ويرقص على أنغام الخيانة وأناشيد الله أكبر ويصنع حلوى من الدم والديناميت .. لأن ماأدهشني هو هذا الاحضار لله أمام الدم وولائم الموت الهستيري والكفر .. بسبب هؤلاء صرت أخشى الله وذكره لأنه لايذكرني الا بالدم .. وصار اسمه تعالى يقطر دما وكراهية .. فلا ينتحر الاسلاميون ويسيل دمهم مدرارا الا وهم يكبرون ويذكرون الله .. ولا ينحرون البشر الا وهم يحضرون الله ويدعونه الى ولائم الذبح على شرفه .. وشرف عناق السكاكين للأعناق ..

ماهذا الله الذي لايشبع من الدم وقرابين البشر؟؟ وكلما جرح ثوري وجرحت لحية صرخت الحناجر: "يارب .. خذ من دمنا حتى ترضى" .. لايحضر وطن ولاحرية ولاكرامة ولاانسان ولارحمة .. كله من أجل أن يرضى هذا الله الثائر .. كل شيء يغيب عندما ينبجس الدم الا الله الذي لايزال يجمع الدم من المجازر .. مالفرق بين "الله" الثوار وآلهة الشعوب القديمة التي كانت تعبد النار والشمس أو رع أو آمون وترمي أبناءها كالقرابين في النار والبراكين كي تسعد الآلهة وتنام قريرة العين وقد ملأها الرضا بالأرواح التي طافت والاجساد التي ذابت .. الله الثوار ليس الا مثل تلك الآلهة القديمة الوثنية القبيحة وهؤلاء الثوار ليسوا الا تلك الأقوام الوثنية البدائية العارية ..اله قبيح وثوار قبيحون ..

أما نحن فان الهنا غير الههم .. والله أكبرنا غير الله أكبرهم .. واننا نعبد ما لايعبدون .. نحن نصنع وطنا نسيّجه بصوت فيروز .. ونحرسه بقامات رجال يشبهون حسن نصرالله ورجال الجيش العربي السوري .. وسنقرع ببنادقنا على كل أجراس تقرع .. وسنكنس آثار القدم الهمجية .. الصهيونية والوهابية .. وسنطل على المغارة التي أطلت عليها فيروز لنكفكف دمع الأم وابنها .. وسيأتي يوم سنطل فيه على الحجاز حيث "آمنة وابنها" وجهان يبكيان .. وصوت فيروز من الشرق يبشرهما: الغضب الساطع .. آت ..

انه زمن الغضب الساطع وبشرى أن نصر الله آت .. انه زمن تحدي اللحى الهمجية .. وتحدي الاقدام الهمجية .. وزمن كفكفة دموع الأم وابنها في المغارة .. ودموع آمنة وابنها في الحجاز .. هكذا غنت فيروز ..

  • فريق ماسة
  • 2013-12-21
  • 11701
  • من الأرشيف

أجراس فيروز : نصر الله آت .. وأنا كلي ايمان

لاأحب فيروز فقط لأنها قيثارة من ضوء أزرق .. أو لأنها تنسج من العطر قميصا يرتديه الفجر ..ولا لأنها تصنع من الضوء قارورة يسكن فيها العطر .. ولا أحبها فقط لأنها أعذب لحن يطوف في الصباح وأعنف أغنية للحب .. ولا لأن الصباح يجلس بين يديها عندما يستيقظ مثل طفل صغير ليغسل وجهه بأغانيها البحرية وبماء المطر الذي ينهمر على المفارق ..ولينشّفه بصوتها ورياح الشتوية والشمال .. لتمشط له شعره الأشقر بأمشاط من أغانيها قبل أن يرتدي مريول المدرسة ويذهب في ارض الله الواسعة .. ولا أحبها فقط لأنها هزمت ليالي شهرزاد ورجالها السكارى .. وأرغمت كل الرجال في هذا الشرق على أن يحبوا ان ينهضوا من رقادهم ليسمعوا حكايات أخرى وصوتا مسكوبا في كؤوس الضوء .. بعدما كانوا ينامون ويحلمون بشهرزاد وحكاياتها المسكوبة في كؤوس الليل العربي الأحمر .. ولاأحبها فقط لأنها غلبت نكهة حب الهال في فنجان القهوة .. فصرنا نطحن صوتها في مطحنة البن ونصبه في فناجين قهوتنا ونشرب النكهة حتى الثمالة .. قهوة ساخنة بنكهة الفيروز .. بل أحب فيروز لأنها قرعت لنا بصوتها أجراس العودة يوما عندما كانت أجراس العرب من خشب كما سيوفهم وهم يعاقرون الهزائم ويتجشؤون البكاء .. وأحب فيروز لأنها بشّرتنا بالغضب الساطع بعد أن مشينا في جنازة الغضب وأهلنا عليه التراب وتبادلنا التعازي .. بل أحب فيروز أكثر لأنها هي من أخذتنا الى "المغارة" حيث "الطفل وأمه مريم وجهان يبكيان" .. وأحبها لأنها صلّت كالراهبة لأجل "مدينة الصلاة" .. فيروز هي المرأة التي حلمت أن تحبني امرأة مثلها وكنت أبحث عنها في وجوه كل الصبايا ولم أجد منها الا الصوت والصدى والبرق المسموع .. وعندما كان العالم يسأل لماذا تحاربون اسرائيل وتغامرون وتتحدون الدنيا كلها كنت أقول دون تردد: لأننا نريد ان ندافع عن صوت فيروز .. لأن فيروز تحولت الى قطعة من الشرق وصلصاله .. وفي صوتها خميرة الخبز .. وخميرة الحب .. وخميرة الوطن والبطولات .. وخميرة كل امرأة شرقية ذات كبرياء .. وخميرة كل شيئ جميل شرقي بهي .. الغريب أن السيد حسن نصر الله وحزبه يمثلان رؤيتي دون أي نقصان .. فهما يحاربان دفاعا عن صوت فيروز عندما يدفعان الأقدام الهمجية بعيدا عن لبنان فلا يموت صوت فيروز الأزرق تحت قصف الميركافا وصوت تسيبي ليفني ونتنياهو .. وحسن نصر الله يقرع على الأجراس التي رفعها صوت فيروز ولم يتوقف .. وهو الذي يقيم للغضب الساطع مهرجانات "الهية" .. لاشيء سيغسل شوارع هذا الشرق بعد اليوم من الهمجية الوهابية والصهيونية الاسلامية الا أن تمطر الدنيا مطرا كل قطرة فيه أغنية فيروزية .. وتهب في كل زاوية فيه نسمة مقصوصة من صوت فيروز يقول للمحاربين الأشداء بعنفوان: انتو الأحبة وانتو للصدارة .. وتمشط فيه الريح شعرها بصوت حسن نصر الله يقول: هيهات منا الذلة .. وحده حسن نصر الله أحاط به الضوء الأزرق وحب الهال .. وصار الجمال متكاملا وعبقريا بلقاء الضوء الأزرق والعبقرية الوطنية .. ووحده من بين جميع الرجال جاء الصباح الفيروزي ليسلم عليه همسا ويتعلم منه حمل البارودة .. فالصباح الذي كان طفلا أمام فيروز لم يعد طفلا وصار يريد أن يكون نهارا كاملا .. ولاتتاح له هذه الفرصة الا عند لقاء رجل مثل حسن نصر الله .. هذا الرجل الوفي الصادق المحب الذي صار قلبه مليئا بالنصال التي تكسرت على النصال ومع هذا فانه يغطي قلبه الجريح بالحب ووشاح الكبرياء .. تخيلوا هذا الشرق وقد سكت فيه صوت فيروز الجميل ولم يبق فيه سوى صوت موزة وحصة وفصة والجوهرة وبهية .. ومجاهدات النكاح والملثمات والمبرقعات .. وحريم الائتلاف .. وتخيلوا أن هذا الشرق فرغ من أصوات العنفوان مثل صوت حسن نصرالله ولم يبق فيه الا غربان الوهابية وسعود الفيصل ويوسف القرضاوي وداعش وحاشا وعرعور والعريفي وآل الشيخ والعايض والحائض والتماسيح ووحيدو القرن والخرفان العربية ونعاج نبيل العربي وبلاهة الأبله التونسي وسعادين المستقبل وخوار الاسلاميين الثوريين .. وبقي صوت قبل خالد مشعل واسماعيل هنية وهما يلثمان الأيدي في تركيا وقطر بصوت مرتفع وصوت قصهم الأظافر على قارعة الطريق .. أصوات هؤلاء جعلتني أنسى أن الله جميل يحب الجمال وصرت أعتقد لوهلة أن "  شرير وقبيح لايعرف الجمال" .. يشرب الدم من أعناق الضحايا ولايأكل افطاره الا من لحوم الانتحاريين البلهاء المشوية ولا يصنع شطائره الا من الجماجم المحشوة بالرصاص .. ويرقص على أنغام الخيانة وأناشيد الله أكبر ويصنع حلوى من الدم والديناميت .. لأن ماأدهشني هو هذا الاحضار لله أمام الدم وولائم الموت الهستيري والكفر .. بسبب هؤلاء صرت أخشى الله وذكره لأنه لايذكرني الا بالدم .. وصار اسمه تعالى يقطر دما وكراهية .. فلا ينتحر الاسلاميون ويسيل دمهم مدرارا الا وهم يكبرون ويذكرون الله .. ولا ينحرون البشر الا وهم يحضرون الله ويدعونه الى ولائم الذبح على شرفه .. وشرف عناق السكاكين للأعناق .. ماهذا الله الذي لايشبع من الدم وقرابين البشر؟؟ وكلما جرح ثوري وجرحت لحية صرخت الحناجر: "يارب .. خذ من دمنا حتى ترضى" .. لايحضر وطن ولاحرية ولاكرامة ولاانسان ولارحمة .. كله من أجل أن يرضى هذا الله الثائر .. كل شيء يغيب عندما ينبجس الدم الا الله الذي لايزال يجمع الدم من المجازر .. مالفرق بين "الله" الثوار وآلهة الشعوب القديمة التي كانت تعبد النار والشمس أو رع أو آمون وترمي أبناءها كالقرابين في النار والبراكين كي تسعد الآلهة وتنام قريرة العين وقد ملأها الرضا بالأرواح التي طافت والاجساد التي ذابت .. الله الثوار ليس الا مثل تلك الآلهة القديمة الوثنية القبيحة وهؤلاء الثوار ليسوا الا تلك الأقوام الوثنية البدائية العارية ..اله قبيح وثوار قبيحون .. أما نحن فان الهنا غير الههم .. والله أكبرنا غير الله أكبرهم .. واننا نعبد ما لايعبدون .. نحن نصنع وطنا نسيّجه بصوت فيروز .. ونحرسه بقامات رجال يشبهون حسن نصرالله ورجال الجيش العربي السوري .. وسنقرع ببنادقنا على كل أجراس تقرع .. وسنكنس آثار القدم الهمجية .. الصهيونية والوهابية .. وسنطل على المغارة التي أطلت عليها فيروز لنكفكف دمع الأم وابنها .. وسيأتي يوم سنطل فيه على الحجاز حيث "آمنة وابنها" وجهان يبكيان .. وصوت فيروز من الشرق يبشرهما: الغضب الساطع .. آت .. انه زمن الغضب الساطع وبشرى أن نصر الله آت .. انه زمن تحدي اللحى الهمجية .. وتحدي الاقدام الهمجية .. وزمن كفكفة دموع الأم وابنها في المغارة .. ودموع آمنة وابنها في الحجاز .. هكذا غنت فيروز ..

المصدر : نارام سرجون


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة