دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
اختار رئيس «حزب الشعب الجمهوري» كمال كيليتشدار أوغلو ذكرى عاشوراء مناسبة للهجوم على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
ويبدو أن كيليتشدار أوغلو قد قرر استباق المشاركة المرتقبة لأردوغان في احياء ذكرى عاشوراء، فتوجه إلى خصمه اللدود بالقول: «قبل ان تتحدث عن الإمام الحسين يجب أن تُخرج أولا يزيد الذي في داخلك».
وأضاف «لقد كانت كربلاء مقاومة ضد الظلم، ولم يكن الحسين يتطلع الى اي سلطة، ولم ينفصل عن الحق، وتأثر بعمق بفلسفة جده الرسول الكريم، ومع ذلك قتلوه».
وتابع «كانت مأساة فظيعة وهو يسكن في قلوبنا جميعا».
يذكر أن اردوغان سجل سابقة في العام 2010، عندما شارك شيعة تركيا في مراسم إحياء ذكرى عاشوراء، ليكون أول رئيس حكومة تركي يقوم بهذه الخطوة الرمزية، في بلد يُعد المذهب الشيعي فيه أقلية صغيرة.
ومنذ ذلك الوقت، يحرص اردوغان على المشاركة في فعاليات ذكرى عاشوراء، ويحرص على اختيار العبارات المرتبطة بذكرى استشهاد الامام الحسين في الكلمات التي يلقيها في المناسبة.
من جهة ثانية، تطرق كيليتشدار اوغلو الى العنوان الرئيسي للاهتمام في الداخل هذه الأيام في تركيا، وهو موقف اردوغان المنتقد للاختلاط بين الشبان والفتيات في المساكن الجامعية، فقال ان همّ اردوغان بات ينصب على سبل إلغاء التعليم المختلط، وليس السكن المختلط فحسب.
وقال انه «في الأساس ليست هناك مساكن جامعية مختلطة. هناك مساكن خاصة بالطالبات واخرى بالطلاب، فمن أين يخترع هذا الواقع؟».
وحذر كيليتشدار أوغلو من ان «الممارسات ضد النساء خلال عشر سنوات من حكم حزب العدالة والتنمية تضاعفت بنسبة 1400 في المئة».
ودعا زعيم «حزب الشعب الجمهوري» النساء الى مقاومة هذا الواقع ورفض ممارسة السياسة على ظهر زي المرأة وجسدها.
واتهم كيلتشدار أوغلو اردوغان بأنه يريد ان «يحوّل تركيا الى بلد شرق أوسطي»، مذكراً بأنّ «النساء في السعودية يخضن معركة لقيادة السيارة». وخاطب النساء التركيات بالقول «لا تتعجبن اذا جاء يوم تمنعن فيه من قيادة السيارة في تركيا».
وتوجه كيليتشدار أوغلو إلى اردوغان قائلاً «كن رجلاً... لقد أصبحت في الستين من العمر، فكيف يمكن لك ان تنظر هكذا الى قضية المرأة؟!».
وصدرت ردة فعل مثيرة للانتباه على موقف اردوغان من المساكن الجامعية وضرورة ممارسة رقابة عليها، من النائبة السابقة نازلي ايليجاق، التي كانت محامية للنائبة المحجبة السابقة مروة قاواقجي عندما دخلت البرلمان في العام 1999، قبل ان يخرجها العلمانيون بالقوة.
وقالت ايليجاق التي كانت حتى يوم أمس مؤيدة بقوة لـ«حزب العدالة والتنمية» ان «هجوم اردوغان على المساكن الجامعية والعمل على فرض رقابة على الاختلاط هما أمر خارج على القانون، ولن يعطيه اي صوت في الانتخابات». وقالت، في حوار مع شبكة «سي ان ان تورك»: «لقد أعطيت صوتي لحزب العدالة والتنمية لكنني اليوم أشعر فعلا بالخجل». وقالت ان صورة تركيا تشوهت كفاية في الخارج ولا سيما منذ احتجاجات تقسيم وغيزي. وأشارت إلى ان التدخل على هذا النحو في الحياة الشخصية امر يثير الذعر وخطير جدا.
وكتب الكاتب المعروف طه آقيول في صحيفة «حرييت» ان الجميع يأخذ على اردوغان اسلوبه الحاد في التعبير. وأضاف «لقد توجهت قبل ثلاث سنوات بدعاء ان يترك اردوغان هذا الأسلوب وأن يتعاطى بخطاب تصالحي ومرن. واليوم أكرر الدعاء ذاته».
وعلى صلة بمسألة الفصل بين الذكور والإناث في المدارس بدأت احدى الثانويات في مدينة اسبارطة تطبيق نظام الفصل في فترة الغداء.
وبرر مدير الثانوية هذه الخطوة، بـ«الجلبة الكبيرة التي يحدثها الاختلاط»، لكنه تعهد بإلغاء الفصل في أقرب وقت ممكن، وذلك بعد ورود احتجاجات من الأهالي.
المصدر :
السفير /محمد نور الدين
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة