عمـــر الأطرش ، اســــم ذاع صيـته أخيـــراً، حاملاً اتهامات إرهابيـــة كبـــيرة، أبرزها التخطيط والإشراف على التفجير الذي استهدف منطقة الرويس في آب الماضي..

. أمس، قُتل الأطرش في الجرود الواقعـة بين منطقتــي عرســال والقـــاع، وســـط ظـــروف غامضة مردّها التكهنات التي أثيرت في شأن كيفية اغتياله: صاروخ مُوجّه؟ قذيفة؟ عبوة؟ من نفذ الاغتيال ولماذا؟

لكن مصادر أمنية رسمية أكدت لـ«السفير» ترجيح احتمال اغتيال الأطرش عبر صاروخ موجّه، استهدف سيارة كان يستقلها إلى جانب سامر الحجيري وزياد الأطرش، بينما كانوا يسيرون في منطقة النعمات التي تقع على الحدود اللبنانية – السورية، ما أدى إلى مقتلهم، علماً أن مصادر أخرى شككت في أن يكون زياد الأطرش قد قُتل.

مع ذلك، لم يكن خبر اغتيال الأطرش مفاجئاً لبعض الضباط المعنيين، إذ قالوا لـ«السفير»: «توقعنا أن تتم تصفية الأطرش، لأنه الوحيد الذي يستطيع دحض الرواية القائلة بأن مجموعته نفذت تفجير الرويس، بالإضافة إلى أنه يحمل أسراراً تكشف اللثام عن روايات أمنية تم تلفيقها».

يقول ضباط مخضرمون إن «شريك الأطرش، المدعو حسن رايد الموقوف لدى الدولة اللبنانية، اعترف بأن مجموعة الأطرش هي من نفذت جريمة وادي رافق (راح ضحيتها اثنان من عائلة جعفر وشخص من عائلة أمهز ومواطن تركي)»، مؤكدين أن «المجموعة ذاتها أقرّت باستهدافها دورية للجيش في الهرمل، عبر عبوة ناسفة».

لكن، وفق ضباط معنيين بالتحقيقات الأخيرة، لم «يعترف رايد بتنفيذ المجموعة لتفجير الرويس أو بئر البعد، خلافاً لما قيل نقلاً عن بعض المسؤولين في الدولة». يسأل بعض الضباط المعنيين عبر «السفير»: «موقوف اعترف بقتل أربعة أشخاص واستهداف الجيش، وبالتالي فإن حكم الإعدام تحصيل حاصل، لماذا إذاً لا يعترف بتفجير الرويس؟».

وفي حين تشير رواية مصدر أمني إلى أن «الأطرش هو الشخص الأخير الذي اشترى السيارة التي انفجرت في الرويس ثم قامت مجموعته بتفخيخها»، إلا أن مصادر أمنية واسعة الإطلاع تنفي عبر «السفير» أن يكون الأطرش هو من اشتراها، موضـــــحة: «الجهات الحزبية المعــــنية تعرف جيّداً مَن الشخص الأخير الذي استلم السيارة من ح.ط. (مطــــلوب بمذكرات توقيف وموجود في بريتال)، حيث باعها إلى شخــــص موجود في الأراضي الســـــورية، وبالــــتالي لا علاقة للأطرش لا من قريب ولا بعيد. لكن ثمة ضرورة لتلفيق التهــمة».

الأطرش، الذي كان يتحصن في وادي حميد بعرسال، لم يرتبط اسمه رسمياً بتنظيم «جهادي»، بل بدأ مسيرته مهرّباً على الحدود، ثم أصبح يحمل النهج «التكفيري»، محاطاً بمجموعة مؤلفة من 40 فرداً، غالبيتهم من الجنسية السورية.

مع ذلك، يؤكد المعنيون في التحقيقات الأمنية الأخيرة، أن اسم الأطرش زّج في عمليات إرهابية لا علاقة له بها، وبالتالي فإن «لغز اغتياله مرتبط، بصورة أساسية، بنتائج تحقيقات تفجير الرويس».
  • فريق ماسة
  • 2013-10-11
  • 10962
  • من الأرشيف

لغز اغتيال المُتهم بتفجير الرويس .....

عمـــر الأطرش ، اســــم ذاع صيـته أخيـــراً، حاملاً اتهامات إرهابيـــة كبـــيرة، أبرزها التخطيط والإشراف على التفجير الذي استهدف منطقة الرويس في آب الماضي.. . أمس، قُتل الأطرش في الجرود الواقعـة بين منطقتــي عرســال والقـــاع، وســـط ظـــروف غامضة مردّها التكهنات التي أثيرت في شأن كيفية اغتياله: صاروخ مُوجّه؟ قذيفة؟ عبوة؟ من نفذ الاغتيال ولماذا؟ لكن مصادر أمنية رسمية أكدت لـ«السفير» ترجيح احتمال اغتيال الأطرش عبر صاروخ موجّه، استهدف سيارة كان يستقلها إلى جانب سامر الحجيري وزياد الأطرش، بينما كانوا يسيرون في منطقة النعمات التي تقع على الحدود اللبنانية – السورية، ما أدى إلى مقتلهم، علماً أن مصادر أخرى شككت في أن يكون زياد الأطرش قد قُتل. مع ذلك، لم يكن خبر اغتيال الأطرش مفاجئاً لبعض الضباط المعنيين، إذ قالوا لـ«السفير»: «توقعنا أن تتم تصفية الأطرش، لأنه الوحيد الذي يستطيع دحض الرواية القائلة بأن مجموعته نفذت تفجير الرويس، بالإضافة إلى أنه يحمل أسراراً تكشف اللثام عن روايات أمنية تم تلفيقها». يقول ضباط مخضرمون إن «شريك الأطرش، المدعو حسن رايد الموقوف لدى الدولة اللبنانية، اعترف بأن مجموعة الأطرش هي من نفذت جريمة وادي رافق (راح ضحيتها اثنان من عائلة جعفر وشخص من عائلة أمهز ومواطن تركي)»، مؤكدين أن «المجموعة ذاتها أقرّت باستهدافها دورية للجيش في الهرمل، عبر عبوة ناسفة». لكن، وفق ضباط معنيين بالتحقيقات الأخيرة، لم «يعترف رايد بتنفيذ المجموعة لتفجير الرويس أو بئر البعد، خلافاً لما قيل نقلاً عن بعض المسؤولين في الدولة». يسأل بعض الضباط المعنيين عبر «السفير»: «موقوف اعترف بقتل أربعة أشخاص واستهداف الجيش، وبالتالي فإن حكم الإعدام تحصيل حاصل، لماذا إذاً لا يعترف بتفجير الرويس؟». وفي حين تشير رواية مصدر أمني إلى أن «الأطرش هو الشخص الأخير الذي اشترى السيارة التي انفجرت في الرويس ثم قامت مجموعته بتفخيخها»، إلا أن مصادر أمنية واسعة الإطلاع تنفي عبر «السفير» أن يكون الأطرش هو من اشتراها، موضـــــحة: «الجهات الحزبية المعــــنية تعرف جيّداً مَن الشخص الأخير الذي استلم السيارة من ح.ط. (مطــــلوب بمذكرات توقيف وموجود في بريتال)، حيث باعها إلى شخــــص موجود في الأراضي الســـــورية، وبالــــتالي لا علاقة للأطرش لا من قريب ولا بعيد. لكن ثمة ضرورة لتلفيق التهــمة». الأطرش، الذي كان يتحصن في وادي حميد بعرسال، لم يرتبط اسمه رسمياً بتنظيم «جهادي»، بل بدأ مسيرته مهرّباً على الحدود، ثم أصبح يحمل النهج «التكفيري»، محاطاً بمجموعة مؤلفة من 40 فرداً، غالبيتهم من الجنسية السورية. مع ذلك، يؤكد المعنيون في التحقيقات الأمنية الأخيرة، أن اسم الأطرش زّج في عمليات إرهابية لا علاقة له بها، وبالتالي فإن «لغز اغتياله مرتبط، بصورة أساسية، بنتائج تحقيقات تفجير الرويس».

المصدر : السفير/ جعفر العطار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة