دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
زار بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود رئيس المخابرات السعودية والذي يتولى الملف السوري في بلده العاصمة الفرنسية باريس مرتين خلال الصيف الماضي. الزيارة الأولى أتت بعد تحرير مدينة القصير بيومين ، أما الزيارة الثانية فحصلت في شهر تموز بعد زيارة قام بها متعب بن عبدالله بن عبد العزيز آل سعود الى فرنسا ،
وكان موقع المنار قد تحدث عن زيارتي بندر وزيارة متعب في تقريرين منفصلين بتاريخ 15 حزيران و 5 تموز الماضيين. ونعيد الحديث عن زيارتي بندر لفرنسا بسبب المعلومات الجديدة التي تتسرب عنها في باريس والتي ترتبط ارتباطا مباشرا بالأحداث التي يعيشها لبنان وسوريا حاليا.
في شهر حزيران الماضي بعد يومين من تحرير مدينة القصير حضر بندر بن سلطان وسعود الفيصل وزير الخارجية السعودي الى فرنسا وكان يرافق الأميرين السعوديين وفد ضخم قال مصدر دبلوماسي فرنسي لموقع المنار أنه الوفد السعودي الأضخم الذي يزور فرنسا منذ قيام العلاقات بين البلدين، لم أر في حياتي وفدا سعوديا بهذا العدد يقول المصدر الفرنسي.
بندر بن سلطان وسعود الفيصل التقيا الرئيس الفرنسي ورئيس المخابرات الفرنسية وفي لقائهما مع فرانسوا هولند قال بندر للرئيس الفرنسي:
سيدي الرئيس أنا هنا لنتعاون سويا من اجل منع سقوط حلب كما سقطت القصير. علينا التعاون من اجل تحصين مدينة حلب عسكريا وسياسيا ، ونحن مستعدون لنتعاون اقتصاديا بما فيه المصلحة المشتركة لبلدينا ولمعركتنا في سوريا.
وحسب المعلومات الجديدة المتوفرة اتفق الجانبان الفرنسي والسعودي خلال هذه الزيارة على قيام فرنسا ببيع السعودية قمرا صناعيا للمراقبة العسكرية، وأوكلت فرنسا الى شركة (يورو سباسيال) امر مناقشة هذا المشروع مع السعوديين حيث توجه وفد من الشركة الى الرياض فور عودة بندر وسعود الى السعودية.
في الزيارة الثانية التي تمت في شهر تموز والتي أتت قبل اعلان الاتحاد الأوروبي عن وضع ما اطلق عليه (الجناح العسكري لحزب الله) على لائحة الإرهاب الأوروبية كان بندر بن سلطان يتحدث عن الدور الإقليمي لحزب الله الذي برأيه يشكل خطرا على وجود الدولة السعودية والذي يجب منعه بأي ثمن.
وحسب المعلومات الجديدة فإن بندر قال للمسؤولين الفرنسيين ان معركة القصير جعلت لحزب الله دورا اقليميا وهذا سوف يضع ملف البحرين في وضع تجاذب اقليمي، مع ما يعني هذا من خطر كبير على السعودية خصوصا في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط، ويجب منع حزب الله من لعب هذا الدور.
مصادر فرنسية قالت ان بندر تحدث عن مساع سعودية حثيثة للخروج من الحماية الأمريكية ، التي لم تعد تشعر المسؤولين السعوديين بالطمأنينة. وقالت المصادر ان بندر تساءل امام مسؤولين فرنسيين التقاهم: كيف يمكن أن نطمئن للأمريكي بعد ان سمح بسقوط الرئيس المصري حسني مبارك، متسائلا هل سوف تقوم امريكا بالدفاع عن السعودية في حال تعرضت لهجوم عسكري؟
المصادر الفرنسية تقول ان هذا سؤال مطروح بجدية في اروقة الحكم السعودية القلقة من سياسة الولايات المتحدة منذ بداية الحرب في سوريا حيث يرفض الرئيس الأمريكي باراك اوباما القيام بتحرك عسكري ضد نظام الرئيس بشار الأسد رغم الإلحاح السعودي.
وتنقل المصادر الفرنسية أن الملك عبدالله بن عبد العزيز اضطر لإعادة إصلاح العلاقة مع عائلة سلطان بعد ان عمل على تهميشهم خلال الأشهر الماضية لمصلحة ابنه متعب، وجاء قرار عبدالله اعادة التقارب مع آل سلطان بعد معركة القصير التي ترى فيها السعودية نموذجا لتحول قوة معادية لها من قوة محلية الى قوة تلعب دورا إقليميا، كما أنها في ذهن العائلة السعودية المالكة صورة لمعركة قادمة قد تحصل على حدودها مع اليمن في حال بقي النظام السوري وحصل توافق امريكي مع سوريا وإيران.
المصدر :
المنار / نضال حماده
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة