تعيش منطقة القلمون في ريف دمشق أياما صعبة، مع الحديث عن عملية عسكرية وشيكة قد يقوم بها الجيش السوري الذي تمكن بالأمس من إحكام السيطرة على بلدتين في مدخل الغوطة، في وقت لا تزال الاشتباكات مستمرة في ريف ادلب.

وأفاد «المركز الإعلامي في القلمون» عن دخول القوات السورية بلدة تلفيتا غربي المنطقة، وذلك بالتزامن مع قصف استهدف بلدة حوش عرب، في وقت تشهد بقية المناطق في السلسلة الجبلية هدوءاً نسبيا.

وتمتد جبال القلمون على طول الطريق الدولي بين دمشق وحمص، ومن جهة أخرى تعتبر ممراً إلى الأراضي اللبنانية عبر شريط حدودي يمتد على طول أكثر من 40 كيلومترا، بداية من منطقة تلفيتا ثم رنكوس وحوش عرب وعسال الورد وفليطة وصولاً للقطيفة ومعلولا ثم يبرود والقسطل والنبك ودير عطية ثم قارة.

وبالإضافة إلى طبيعتها الجبلية تعتبر ممراً برياً إلى لبنان، كما يشير متحدث باسم «المركز»، مشيرا إلى أن الممر يشكل أهمية واسعة بالنسبة لـ«الجيش الحر» الذي يسعى لتأمين اكبر مساحة من هذه المنطقة، بل ان عدة مدن وبلدات في القلمون هي اليوم تحت سيطرة المسلحين، مثل يبرود والنبك ورنكوس.

وتحشد القوات السورية في عدة مواقع عسكرية في الجبال، أبرزها مقر الفرقة الثالثة مدرعة المسؤولة عسكرياً عن منطقة القلمون، بالإضافة إلى عدد من الثكنات والألوية العسكرية على طول الطريق الدولي. وتنشط في القلمون عدة كتائب وألوية ابرزها «لواء أحرار القلمون» و«كتائب اسود السنة في القلمون» وكذلك «الفرقة 11 قوات خاصة» في رنكوس، بالإضافة إلى «حركة أحرار الشام» و«جبهة تحرير القلمون» التابعة لـ«ألوية أحفاد الرسول» و«لواء الإسلام» و«جبهة النصرة» وعدد من التشكيلات العسكرية الإسلامية.

وعثرت وحدات من القوات السورية على العديد من العبوات بأوزان مختلفة في بلدة الذيابية بريف دمشق، وألقت القبض على عدد من المسلحين. ونقلت موفدة وكالة الأنباء السورية (سانا) إلى الذيابية عن قائد ميداني قوله انه «تم تفكيك العشرات من العبوات التي زرعها مسلحون في شوارع البلدة ومنازل الأهالي والمؤسسات الخدمية. كما تم العثور على نفق يقطع طرفي الشارع الرئيسي، حيث تم زرعه بعدد من العبوات المضادة للمدرعات».

وذكرت «سانا» ان القوات السورية سيطرت بالكامل على بلدتي الذيابية والحسينية في مدخل الغوطة الشرقية، وكذلك تشكلان بوابة إلى المناطق الجنوبية في العاصمة، والتي تشهد بدورها حصاراً خانقاً واشتباكات على أكثر من محور خصوصاً في مناطق نجها والسيدة زينب والبويضة .

وقال المعارض رامي السيد إن «70 من مقاتلي المعارضة قتلوا، بينهم 20 شخصا سقطوا برصاص قناصة بينما كانوا يحاولون الهرب من الذيابية عبر أراض زراعية»....

وقال معارضون ان الطيران السوري شن غارات مكثفة على مناطق في السفيرة قرب حلب، وذلك بعد محاولة المسلحين اقتحام مجمع عسكري ضخم هناك يعتقد انه يحوي أسلحة كيميائية.

وذكر «المرصد» ان «جهاديا فرنسيا فجر نفسه قرب مركز للجيش السوري الأربعاء (الماضي) بقرية الحمام قرب بلدة خناصر في حلب، متسببا بقتل عشرة جنود على الأقل».

أما في ادلب، فقد أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، إلى «اشتباكات عنيفة بين القوات السورية والمسلحين في محيط حاجز الزعلانة شمال معسكر وادي الضيف، وسط انفجارات عنيفة هزت المعسكر، نتيجة قصفه من قبل المسلحين بالمدفعية وقذائف الهاون. وترافق ذلك مع قصف القوات السورية منطقة مزارع بروما بين بلدتي بنش والفوعة».

وذكر «المرصد» أن القوات السورية سيطرت على قرية أبو جرين جنوب شرق حلب، ما يسهل لها التقدم نحو مدينة السفيرة التي تعتبر أبرز معقل للمسلحين في ريف حلب الجنوبي. ورجح وجود مخازن للأسلحة الكيميائية في منطقة معامل الدفاع التي هي عبارة عن واحات شاسعة تحتوي مخازن أسلحة وقوات عسكرية كبيرة وتقع شرق حلب. ومن السفيرة، يضغط المسلحون منذ أشهر على معامل الدفاع بالقصف والهجمات.

وأوضح أن «اشتباكات عنيفة تدور على مقربة من قرية أبو جرين بين المسلحين والقوات السورية التي سيطرت على القرية». وأشار إلى «خسائر في صفوف الطرفين، وإلى مقتل ناشط إعلامي خلال تغطيته الاشتباكات».

  • فريق ماسة
  • 2013-10-11
  • 9570
  • من الأرشيف

القوات السورية تحشد في القلمون

تعيش منطقة القلمون في ريف دمشق أياما صعبة، مع الحديث عن عملية عسكرية وشيكة قد يقوم بها الجيش السوري الذي تمكن بالأمس من إحكام السيطرة على بلدتين في مدخل الغوطة، في وقت لا تزال الاشتباكات مستمرة في ريف ادلب. وأفاد «المركز الإعلامي في القلمون» عن دخول القوات السورية بلدة تلفيتا غربي المنطقة، وذلك بالتزامن مع قصف استهدف بلدة حوش عرب، في وقت تشهد بقية المناطق في السلسلة الجبلية هدوءاً نسبيا. وتمتد جبال القلمون على طول الطريق الدولي بين دمشق وحمص، ومن جهة أخرى تعتبر ممراً إلى الأراضي اللبنانية عبر شريط حدودي يمتد على طول أكثر من 40 كيلومترا، بداية من منطقة تلفيتا ثم رنكوس وحوش عرب وعسال الورد وفليطة وصولاً للقطيفة ومعلولا ثم يبرود والقسطل والنبك ودير عطية ثم قارة. وبالإضافة إلى طبيعتها الجبلية تعتبر ممراً برياً إلى لبنان، كما يشير متحدث باسم «المركز»، مشيرا إلى أن الممر يشكل أهمية واسعة بالنسبة لـ«الجيش الحر» الذي يسعى لتأمين اكبر مساحة من هذه المنطقة، بل ان عدة مدن وبلدات في القلمون هي اليوم تحت سيطرة المسلحين، مثل يبرود والنبك ورنكوس. وتحشد القوات السورية في عدة مواقع عسكرية في الجبال، أبرزها مقر الفرقة الثالثة مدرعة المسؤولة عسكرياً عن منطقة القلمون، بالإضافة إلى عدد من الثكنات والألوية العسكرية على طول الطريق الدولي. وتنشط في القلمون عدة كتائب وألوية ابرزها «لواء أحرار القلمون» و«كتائب اسود السنة في القلمون» وكذلك «الفرقة 11 قوات خاصة» في رنكوس، بالإضافة إلى «حركة أحرار الشام» و«جبهة تحرير القلمون» التابعة لـ«ألوية أحفاد الرسول» و«لواء الإسلام» و«جبهة النصرة» وعدد من التشكيلات العسكرية الإسلامية. وعثرت وحدات من القوات السورية على العديد من العبوات بأوزان مختلفة في بلدة الذيابية بريف دمشق، وألقت القبض على عدد من المسلحين. ونقلت موفدة وكالة الأنباء السورية (سانا) إلى الذيابية عن قائد ميداني قوله انه «تم تفكيك العشرات من العبوات التي زرعها مسلحون في شوارع البلدة ومنازل الأهالي والمؤسسات الخدمية. كما تم العثور على نفق يقطع طرفي الشارع الرئيسي، حيث تم زرعه بعدد من العبوات المضادة للمدرعات». وذكرت «سانا» ان القوات السورية سيطرت بالكامل على بلدتي الذيابية والحسينية في مدخل الغوطة الشرقية، وكذلك تشكلان بوابة إلى المناطق الجنوبية في العاصمة، والتي تشهد بدورها حصاراً خانقاً واشتباكات على أكثر من محور خصوصاً في مناطق نجها والسيدة زينب والبويضة . وقال المعارض رامي السيد إن «70 من مقاتلي المعارضة قتلوا، بينهم 20 شخصا سقطوا برصاص قناصة بينما كانوا يحاولون الهرب من الذيابية عبر أراض زراعية».... وقال معارضون ان الطيران السوري شن غارات مكثفة على مناطق في السفيرة قرب حلب، وذلك بعد محاولة المسلحين اقتحام مجمع عسكري ضخم هناك يعتقد انه يحوي أسلحة كيميائية. وذكر «المرصد» ان «جهاديا فرنسيا فجر نفسه قرب مركز للجيش السوري الأربعاء (الماضي) بقرية الحمام قرب بلدة خناصر في حلب، متسببا بقتل عشرة جنود على الأقل». أما في ادلب، فقد أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، إلى «اشتباكات عنيفة بين القوات السورية والمسلحين في محيط حاجز الزعلانة شمال معسكر وادي الضيف، وسط انفجارات عنيفة هزت المعسكر، نتيجة قصفه من قبل المسلحين بالمدفعية وقذائف الهاون. وترافق ذلك مع قصف القوات السورية منطقة مزارع بروما بين بلدتي بنش والفوعة». وذكر «المرصد» أن القوات السورية سيطرت على قرية أبو جرين جنوب شرق حلب، ما يسهل لها التقدم نحو مدينة السفيرة التي تعتبر أبرز معقل للمسلحين في ريف حلب الجنوبي. ورجح وجود مخازن للأسلحة الكيميائية في منطقة معامل الدفاع التي هي عبارة عن واحات شاسعة تحتوي مخازن أسلحة وقوات عسكرية كبيرة وتقع شرق حلب. ومن السفيرة، يضغط المسلحون منذ أشهر على معامل الدفاع بالقصف والهجمات. وأوضح أن «اشتباكات عنيفة تدور على مقربة من قرية أبو جرين بين المسلحين والقوات السورية التي سيطرت على القرية». وأشار إلى «خسائر في صفوف الطرفين، وإلى مقتل ناشط إعلامي خلال تغطيته الاشتباكات».

المصدر : طارق العبد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة