أكد وزيرا خارجية العراق وإيران رفض بلديهما أي عدوان على سورية وضرورة العمل على منع وتفادي وقوع أي مواجهة أو حرب في المنطقة ستؤثر سلبيا على جميع بلدانها.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري في بغداد اليوم إن أي عدوان على أي دولة في المنطقة سيكون ضد كل بلدانها وسيسبب بخسارتها جميعا وبحالة من اللاأمن فيها ولذلك يجب أن تنصب كل الجهود على منعه.

وأضاف ظريف "إننا نبذل كل جهدنا لنحول دون وقوع أي حرب في المنطقة والذين يريدون بدء هذه الحرب لا يمكنهم السيطرة على مسارها أو وضع حد لها ونحن نعرف أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما دخل في فخ أوجده الآخرون له من دون رغبته الشخصية ونتمنى أن يخرج منه لأن وقوع هذه الحرب ليس في مصلحته ومصلحة بلدان المنطقة أبدا".

وأشار ظريف إلى أن المنطقة تعيش ظروفا حساسة جدا ويجب أن يكون هناك تعاون وتشاور وتعاطف بين دولها للحؤول دون وقوع حرب ستخسر فيها جميع الدول.

ودعا ظريف كل الدول والجهات المعنية إلى "الضغط على جميع أطراف الأزمة في سورية من أجل الجلوس إلى طاولة الحوار لإنهاء الأزمة وإلى الالتزام بقواعد القانون الدولي وخاصة عدم جواز استخدام القوة من جانب أي طرف" معربا عن إدانة بلاده الشديدة لاستخدام الأسلحة الكيماوية من قبل أي جهة أو طرف انطلاقا من موقفها الأخلاقي.

واستغرب وزير الخارجية الإيراني ما تعلنه الدول الغربية بأن كل الخيارات موجودة على الطاولة وقال "إن الدول المتحضرة أزالت قبل 65 عاما كل الخيارات من على الطاولة ورفضت في ميثاق الأمم المتحدة اللجوء إلى القوة باعتباره ممارسة غير شرعية يجب تجنبها وبالتالي لماذا يسمون أنفسهم بالدول المتحضرة ويستمرون في إصرارهم على أن كل الخيارات موجودة على الطاولة".

وردا على سؤال عن وجود أنباء متضاربة حول رد إيراني بضرب المصالح الأمريكية في العراق ردا على أي عدوان على سورية قال ظريف "إن إيران لن تقوم بأي إجراء ضد سيادة ووحدة أراضي العراق ومثل هذه الأنباء هدفها تبرير التحركات التي تريد البدء بالحرب والعدوان على سورية ولذلك ينبغي على أي جهة ألا تقرع طبول الحرب لأن ذلك سيؤدي إلى مخاطر جمة على كل بلدان المنطقة ومن يفعل ذلك لديه رؤية قصيرة المدى ويقوم بإشعال النار التي ستحيط بالجميع وإيران تبحث عن طرق لإخماد نار الحرب وليس لإشعالها".

وأشار ظريف إلى أن إيران تولي اهتماما من أجل إقامة أفضل علاقات حسن الجوار مع كل دول الجوار وخاصة مع العراق لأن البلدين هامان في المنطقة وينبغي أن تكون العلاقات بينهما قوية جدا وأن يتم تمتينها بصورة متنامية موضحا أن استقرار وتقدم العراق هو استقرار وتقدم لإيران وأن الجانب الإيراني يسعى لأن يسود التقدم والسلام والأمن بين كل دول المنطقة.

من جهته أكد وزير الخارجية العراقي أن العراق لن يكون منطلقا لأي عدوان على سورية ولن يقدم أي تسهيلات لأي اعتداء وهو يعمل مع عدد من الدول والأطراف للتأكيد على ضرورة الحل السلمي للأزمة في سورية من خلال السوريين أنفسهم.

وأوضح زيباري أن "العراق وإيران متفقان على أهمية العمل لمنع وتفادي وقوع أي مواجهة أو حرب في المنطقة" معربا عن إدانة العراق واستنكاره بأشد العبارات لاستخدام السلاح الكيماوي من قبل أي كان لأن ذلك سيسبب المزيد من مأساة ومعاناة الشعب السوري.

وقال زيباري "قمنا بزيارات إلى الولايات المتحدة وأوروبا وليس لدينا أي موعد لأي ضربة عسكرية أو حرب وأطلعنا الأطراف الأخرى على رؤيتنا ونظرتنا بأن تفاقم الأزمة وتصعيدها في سورية والتدخل فيها سيؤدي إلى تأثر الدول المجاورة بسورية مباشرة ومنها العراق الذي سيتأذى أمنيا وإنسانيا".

وأشار زيباري إلى أن العراق وكبلد مجاور لسورية يتأثر بما حصل وسيحصل فيها وعدد المهجرين السوريين إليه مرشح للزيادة بسبب أي عدوان إضافة إلى أن تداخل الشبكات الإرهابية عبر حدود البلدين سيتسبب بمخاوف أمنية حقيقية.

وأوضح زيباري أن العراق "اتخذ في ضوء تصاعد النبرة العسكرية ضد سورية سلسلة من الإجراءات الأمنية الاحترازية على طول الحدود المشتركة والإجراءات الخدماتية من حيث توفير الغذاء والدواء والمؤن المطلوبة".

ورأى زيباري أن وقوع أي عدوان على سورية "سيؤخر عقد المؤتمر الدولي حول سورية في جنيف وسيعقد العمل السياسي وقد لا تكون الأطراف المعنية حاضرة ومستعدة للمشاركة".

وقال زيباري إن هناك مباحثات واجتماعات في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر وهذا الموضوع سيبحث من قبل الأطراف المعنية للاتفاق على موعد ولكن ذلك يحتاج إلى موافقة الأطراف في سورية لأن مؤتمر جنيف هو للسوريين وليس للأطراف الإقليمية أو الدولية التي تقتصر مهمتها على تسهيل عقد المؤتمر والضغط على الجانبين من أجل الحوار والوصول إلى حل سياسي.

ولفت زيباري إلى أن الجانبين الإيراني والعراقي بحثا سبل تفعيل العلاقات الثنائية من خلال عقد اجتماع لجنة التشاور السياسي واجتماع اللجنة الوزارية المشتركة واجتماع اللجنة العليا المشتركة قريبا ومن خلال تبادل الزيارات.

وأوضح زيباري أن الجانبين بحثا قضايا متعلقة بالحدود البرية والنهرية ومسألة تنظيف شط العرب وتنشيط التبادل التجاري والاقتصادي واتفقا على عدد من الخطوات العملية.

  • فريق ماسة
  • 2013-09-07
  • 11496
  • من الأرشيف

وزير الخارجية الإيرانية: أوباما دخل في فخ أوجده الآخرون له دون رغبته الشخصية ونتمنى أن يخرج منه

أكد وزيرا خارجية العراق وإيران رفض بلديهما أي عدوان على سورية وضرورة العمل على منع وتفادي وقوع أي مواجهة أو حرب في المنطقة ستؤثر سلبيا على جميع بلدانها. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري في بغداد اليوم إن أي عدوان على أي دولة في المنطقة سيكون ضد كل بلدانها وسيسبب بخسارتها جميعا وبحالة من اللاأمن فيها ولذلك يجب أن تنصب كل الجهود على منعه. وأضاف ظريف "إننا نبذل كل جهدنا لنحول دون وقوع أي حرب في المنطقة والذين يريدون بدء هذه الحرب لا يمكنهم السيطرة على مسارها أو وضع حد لها ونحن نعرف أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما دخل في فخ أوجده الآخرون له من دون رغبته الشخصية ونتمنى أن يخرج منه لأن وقوع هذه الحرب ليس في مصلحته ومصلحة بلدان المنطقة أبدا". وأشار ظريف إلى أن المنطقة تعيش ظروفا حساسة جدا ويجب أن يكون هناك تعاون وتشاور وتعاطف بين دولها للحؤول دون وقوع حرب ستخسر فيها جميع الدول. ودعا ظريف كل الدول والجهات المعنية إلى "الضغط على جميع أطراف الأزمة في سورية من أجل الجلوس إلى طاولة الحوار لإنهاء الأزمة وإلى الالتزام بقواعد القانون الدولي وخاصة عدم جواز استخدام القوة من جانب أي طرف" معربا عن إدانة بلاده الشديدة لاستخدام الأسلحة الكيماوية من قبل أي جهة أو طرف انطلاقا من موقفها الأخلاقي. واستغرب وزير الخارجية الإيراني ما تعلنه الدول الغربية بأن كل الخيارات موجودة على الطاولة وقال "إن الدول المتحضرة أزالت قبل 65 عاما كل الخيارات من على الطاولة ورفضت في ميثاق الأمم المتحدة اللجوء إلى القوة باعتباره ممارسة غير شرعية يجب تجنبها وبالتالي لماذا يسمون أنفسهم بالدول المتحضرة ويستمرون في إصرارهم على أن كل الخيارات موجودة على الطاولة". وردا على سؤال عن وجود أنباء متضاربة حول رد إيراني بضرب المصالح الأمريكية في العراق ردا على أي عدوان على سورية قال ظريف "إن إيران لن تقوم بأي إجراء ضد سيادة ووحدة أراضي العراق ومثل هذه الأنباء هدفها تبرير التحركات التي تريد البدء بالحرب والعدوان على سورية ولذلك ينبغي على أي جهة ألا تقرع طبول الحرب لأن ذلك سيؤدي إلى مخاطر جمة على كل بلدان المنطقة ومن يفعل ذلك لديه رؤية قصيرة المدى ويقوم بإشعال النار التي ستحيط بالجميع وإيران تبحث عن طرق لإخماد نار الحرب وليس لإشعالها". وأشار ظريف إلى أن إيران تولي اهتماما من أجل إقامة أفضل علاقات حسن الجوار مع كل دول الجوار وخاصة مع العراق لأن البلدين هامان في المنطقة وينبغي أن تكون العلاقات بينهما قوية جدا وأن يتم تمتينها بصورة متنامية موضحا أن استقرار وتقدم العراق هو استقرار وتقدم لإيران وأن الجانب الإيراني يسعى لأن يسود التقدم والسلام والأمن بين كل دول المنطقة. من جهته أكد وزير الخارجية العراقي أن العراق لن يكون منطلقا لأي عدوان على سورية ولن يقدم أي تسهيلات لأي اعتداء وهو يعمل مع عدد من الدول والأطراف للتأكيد على ضرورة الحل السلمي للأزمة في سورية من خلال السوريين أنفسهم. وأوضح زيباري أن "العراق وإيران متفقان على أهمية العمل لمنع وتفادي وقوع أي مواجهة أو حرب في المنطقة" معربا عن إدانة العراق واستنكاره بأشد العبارات لاستخدام السلاح الكيماوي من قبل أي كان لأن ذلك سيسبب المزيد من مأساة ومعاناة الشعب السوري. وقال زيباري "قمنا بزيارات إلى الولايات المتحدة وأوروبا وليس لدينا أي موعد لأي ضربة عسكرية أو حرب وأطلعنا الأطراف الأخرى على رؤيتنا ونظرتنا بأن تفاقم الأزمة وتصعيدها في سورية والتدخل فيها سيؤدي إلى تأثر الدول المجاورة بسورية مباشرة ومنها العراق الذي سيتأذى أمنيا وإنسانيا". وأشار زيباري إلى أن العراق وكبلد مجاور لسورية يتأثر بما حصل وسيحصل فيها وعدد المهجرين السوريين إليه مرشح للزيادة بسبب أي عدوان إضافة إلى أن تداخل الشبكات الإرهابية عبر حدود البلدين سيتسبب بمخاوف أمنية حقيقية. وأوضح زيباري أن العراق "اتخذ في ضوء تصاعد النبرة العسكرية ضد سورية سلسلة من الإجراءات الأمنية الاحترازية على طول الحدود المشتركة والإجراءات الخدماتية من حيث توفير الغذاء والدواء والمؤن المطلوبة". ورأى زيباري أن وقوع أي عدوان على سورية "سيؤخر عقد المؤتمر الدولي حول سورية في جنيف وسيعقد العمل السياسي وقد لا تكون الأطراف المعنية حاضرة ومستعدة للمشاركة". وقال زيباري إن هناك مباحثات واجتماعات في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر وهذا الموضوع سيبحث من قبل الأطراف المعنية للاتفاق على موعد ولكن ذلك يحتاج إلى موافقة الأطراف في سورية لأن مؤتمر جنيف هو للسوريين وليس للأطراف الإقليمية أو الدولية التي تقتصر مهمتها على تسهيل عقد المؤتمر والضغط على الجانبين من أجل الحوار والوصول إلى حل سياسي. ولفت زيباري إلى أن الجانبين الإيراني والعراقي بحثا سبل تفعيل العلاقات الثنائية من خلال عقد اجتماع لجنة التشاور السياسي واجتماع اللجنة الوزارية المشتركة واجتماع اللجنة العليا المشتركة قريبا ومن خلال تبادل الزيارات. وأوضح زيباري أن الجانبين بحثا قضايا متعلقة بالحدود البرية والنهرية ومسألة تنظيف شط العرب وتنشيط التبادل التجاري والاقتصادي واتفقا على عدد من الخطوات العملية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة