في خطوة مفاجئة، تعكس مدى التورط والارتباك التركيين بالحدث المصري، أجّل رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان اجتماعاً مع الرئيس التركي عبدالله غول في اسطنبول لبحث الوضع في مصر وتأثيراته على الأمن القومي التركي، الى الخميس المقبل.

وفي احتفال في مدينة بورصة، انتقد اردوغان بشدة «الوحشية التي تتعرض لها مصر اليوم، وقد تشهدها غداً دولة أخرى. ربما يريدون التعرض لتركيا، لأنهم لا يريدون تركيا قوية في المنطقة».

وأفرد اردوغان حيزاً مركزياً في كلمته ضد وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي، بوصفه «قائد انقلاب» ضد الديموقراطية. ووصف اردوغان السبعين سنة الماضية في مصر (أي بدءاً من حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر)، بأنها «سنوات استبداد، وأنه بعد كل هذه المدة لم يستطع الاستبداديون تحمل فوز محمد مرسي في انتخابات ديموقراطية بـ 52 في المئة».

وكرر قوله إن «أمام مصر طريقين: إما طريق فرعون أو طريق موسى». وانتقد السعودية ودول الخليج بشدة، قائلاً إن من قدموا 16 مليار دولار للانقلابيين هم شركاء في الانقلاب. واعتبر أن «اللعبة التي تلعب في مصر اليوم قد تنتقل إلى بلد مسلم آخر، وربما يريدون نقلها إلى تركيا، فهم لا يريدون بلداً متطوراً وقوياً ومستقراً مثل تركيا في المنطقة».

وأضاف «هناك من هو منزعج من اهتمام تركيا بالوضع في مصر. ويريدون لتركيا أن تسكت وتدير ظهرها لمصر، وأن تدفن الضمير وتغض النظر عن المجازر». ورأى انه «لا فرق بين (الرئيس السوري) بشار الأسد والسيسي، فالإثنان يدمران الجوامع ويقتلان المصلين فيها».

وبدأ اردوغان يرفع في مهرجاناته الشعبية تحية بأصابع الكف الأربعة، في دلالة على ميدان «رابعة العدوية» دعماً لجماعة «الإخوان المسلمين» في مصر. وبدأت تتحول هذه التحية في تركيا الى رمز لدعم «اخوان» مصر، حيث ان لاعبي كرة قدم مؤيدين لأردوغان، مثل اللاعب الدولي إيمري بيليز أوغلو وغيره، باتوا يرفعون «الأربعة» بعد كل هدف يسجلونه، وهو ما فعله إيمري في مباراة فريقه «فنر باهتشه» مع فريق «قونيه» بعدما سجل الهدف الثاني للفريق من ضربة جزاء. وكذلك فعل اللاعب سرجان قايا في مباراة «تشايقورريزه» و«غينتشلربيرليغي». كما اطلقت بلدية ايسينلير في اسطنبول أسماء محمد مرسي على الشارع الرئيسي فيها، واسم رابعة العدوية على ساحتها، وأسماء ابنة القيادي في «الإخوان» محمد البلتاجي على مركز للأم والطفل سيفتتح قريباً.

غير أن الإشارة اللافتة سياسياً كانت الهجوم الذي شنته صحيفة «يني شفق»، الموالية لأردوغان، على السعودية، حيث نشرت على صفحتها الأولى صوراً للملك السعودي عبدالله والملك الأردني عبدالله الثاني وأمير الكويت وحاكم دبي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ووضعت فوق الصور عنواناً مثيراً وهو «عملاء محور الشر». واعتبرت أن هؤلاء «شركاء في مجازر مصر، بدعمهم للانقلابيين وإغداقهم المال على النظام الجديد في مصر».

  • فريق ماسة
  • 2013-08-18
  • 11899
  • من الأرشيف

أردوغان: دول الخليج شريكة في «الانقلاب»

في خطوة مفاجئة، تعكس مدى التورط والارتباك التركيين بالحدث المصري، أجّل رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان اجتماعاً مع الرئيس التركي عبدالله غول في اسطنبول لبحث الوضع في مصر وتأثيراته على الأمن القومي التركي، الى الخميس المقبل. وفي احتفال في مدينة بورصة، انتقد اردوغان بشدة «الوحشية التي تتعرض لها مصر اليوم، وقد تشهدها غداً دولة أخرى. ربما يريدون التعرض لتركيا، لأنهم لا يريدون تركيا قوية في المنطقة». وأفرد اردوغان حيزاً مركزياً في كلمته ضد وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي، بوصفه «قائد انقلاب» ضد الديموقراطية. ووصف اردوغان السبعين سنة الماضية في مصر (أي بدءاً من حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر)، بأنها «سنوات استبداد، وأنه بعد كل هذه المدة لم يستطع الاستبداديون تحمل فوز محمد مرسي في انتخابات ديموقراطية بـ 52 في المئة». وكرر قوله إن «أمام مصر طريقين: إما طريق فرعون أو طريق موسى». وانتقد السعودية ودول الخليج بشدة، قائلاً إن من قدموا 16 مليار دولار للانقلابيين هم شركاء في الانقلاب. واعتبر أن «اللعبة التي تلعب في مصر اليوم قد تنتقل إلى بلد مسلم آخر، وربما يريدون نقلها إلى تركيا، فهم لا يريدون بلداً متطوراً وقوياً ومستقراً مثل تركيا في المنطقة». وأضاف «هناك من هو منزعج من اهتمام تركيا بالوضع في مصر. ويريدون لتركيا أن تسكت وتدير ظهرها لمصر، وأن تدفن الضمير وتغض النظر عن المجازر». ورأى انه «لا فرق بين (الرئيس السوري) بشار الأسد والسيسي، فالإثنان يدمران الجوامع ويقتلان المصلين فيها». وبدأ اردوغان يرفع في مهرجاناته الشعبية تحية بأصابع الكف الأربعة، في دلالة على ميدان «رابعة العدوية» دعماً لجماعة «الإخوان المسلمين» في مصر. وبدأت تتحول هذه التحية في تركيا الى رمز لدعم «اخوان» مصر، حيث ان لاعبي كرة قدم مؤيدين لأردوغان، مثل اللاعب الدولي إيمري بيليز أوغلو وغيره، باتوا يرفعون «الأربعة» بعد كل هدف يسجلونه، وهو ما فعله إيمري في مباراة فريقه «فنر باهتشه» مع فريق «قونيه» بعدما سجل الهدف الثاني للفريق من ضربة جزاء. وكذلك فعل اللاعب سرجان قايا في مباراة «تشايقورريزه» و«غينتشلربيرليغي». كما اطلقت بلدية ايسينلير في اسطنبول أسماء محمد مرسي على الشارع الرئيسي فيها، واسم رابعة العدوية على ساحتها، وأسماء ابنة القيادي في «الإخوان» محمد البلتاجي على مركز للأم والطفل سيفتتح قريباً. غير أن الإشارة اللافتة سياسياً كانت الهجوم الذي شنته صحيفة «يني شفق»، الموالية لأردوغان، على السعودية، حيث نشرت على صفحتها الأولى صوراً للملك السعودي عبدالله والملك الأردني عبدالله الثاني وأمير الكويت وحاكم دبي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ووضعت فوق الصور عنواناً مثيراً وهو «عملاء محور الشر». واعتبرت أن هؤلاء «شركاء في مجازر مصر، بدعمهم للانقلابيين وإغداقهم المال على النظام الجديد في مصر».

المصدر : السفير/ محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة