حرصت قناتا "الجزيرة" و"العربية" على التماهي حتى الثمالة في خطابهما ضد الدولة السورية ونظامها على مدى عامين متكاملين، فلم توفرا فرصة للنيل من معنويات هذا النظام وجيشه ومؤيديه، الى حد أنفقت فيه ملايين الدولارات في معركة اعلامية غير متكافئة بعد محاصرة جامعة العرب للفضاء السوري وتطويقه، معركة انحدر فيها الخطاب السياسي والاعلامي بعيداً عن أي مهنية أو معايير اخلاقية أو موضوعية، واستخدمت فيها كل أنواع الكذب والتضليل والفبركة، الا أن ما جمعته سورية، فرقته الاحداث في مصر، حيث بدأت تلوح في الأفق منذ عزل الرئيس المصري محمد مرسي ( التابع للاخوان المسلمين) تناقضات جمة في أداء كلا المحطتين الفضائيتين في طريقة نقل الأخبار والأحداث الدائرة في كل من مصر وتونس وغيرهما، تؤشر الى احتدام صراع النفوذ بين قطر والسعودية في محاولة كل منهما لليهمنة على القرار السياسي لتلك الدول في ضوء إعادة التشكيل الجارية للخريطة السياسية للمنطقة العربية.

فالمتابع لطريقة تعاطي قناتي "الجزيرة" و"العربية" لتلك الاحداث لا بد ان يكتشف حجم التباين والاختلاف في أدائهما والعائد بالطبع للجهة الاقليمية المشغلة لهما، ففيما تعكس "الجزيرة" القطرية مرآة سياسة بلادها التي تقف الى جانب الاخوان المسلمين وتدافع عنهم وتخوض معركتهم لاستعادة الرئاسة بعد عزل مرسي منها، حتى لو جنحت مصر نحو "السورنة" والعرقنة"، تقف "العربية" السعودية الى جانب الجهات المناهضة للاخوان بكل ثقلها وتبدي استعدادها لدعمها لهم حتى الرمق الاخير..

أبرز مصاديق الاختلاف والتباين في اداء قناتي "الجزيرة" و"العربية" كانت واضحة وجلية عصرامس،خلال نقل القناتين المباشر والعاجل بالتزامن للاحداث الجارية في مصر لا سيما فض اعتصام الاخوان المسلمين في مسجد "الفتح" في رمسيس بالقاهرة،

  • فريق ماسة
  • 2013-08-18
  • 12853
  • من الأرشيف

قناتا "الجزيرة" و"العربية" اتفقتا على سوريا واختلفتا حول مصر؟

حرصت قناتا "الجزيرة" و"العربية" على التماهي حتى الثمالة في خطابهما ضد الدولة السورية ونظامها على مدى عامين متكاملين، فلم توفرا فرصة للنيل من معنويات هذا النظام وجيشه ومؤيديه، الى حد أنفقت فيه ملايين الدولارات في معركة اعلامية غير متكافئة بعد محاصرة جامعة العرب للفضاء السوري وتطويقه، معركة انحدر فيها الخطاب السياسي والاعلامي بعيداً عن أي مهنية أو معايير اخلاقية أو موضوعية، واستخدمت فيها كل أنواع الكذب والتضليل والفبركة، الا أن ما جمعته سورية، فرقته الاحداث في مصر، حيث بدأت تلوح في الأفق منذ عزل الرئيس المصري محمد مرسي ( التابع للاخوان المسلمين) تناقضات جمة في أداء كلا المحطتين الفضائيتين في طريقة نقل الأخبار والأحداث الدائرة في كل من مصر وتونس وغيرهما، تؤشر الى احتدام صراع النفوذ بين قطر والسعودية في محاولة كل منهما لليهمنة على القرار السياسي لتلك الدول في ضوء إعادة التشكيل الجارية للخريطة السياسية للمنطقة العربية. فالمتابع لطريقة تعاطي قناتي "الجزيرة" و"العربية" لتلك الاحداث لا بد ان يكتشف حجم التباين والاختلاف في أدائهما والعائد بالطبع للجهة الاقليمية المشغلة لهما، ففيما تعكس "الجزيرة" القطرية مرآة سياسة بلادها التي تقف الى جانب الاخوان المسلمين وتدافع عنهم وتخوض معركتهم لاستعادة الرئاسة بعد عزل مرسي منها، حتى لو جنحت مصر نحو "السورنة" والعرقنة"، تقف "العربية" السعودية الى جانب الجهات المناهضة للاخوان بكل ثقلها وتبدي استعدادها لدعمها لهم حتى الرمق الاخير.. أبرز مصاديق الاختلاف والتباين في اداء قناتي "الجزيرة" و"العربية" كانت واضحة وجلية عصرامس،خلال نقل القناتين المباشر والعاجل بالتزامن للاحداث الجارية في مصر لا سيما فض اعتصام الاخوان المسلمين في مسجد "الفتح" في رمسيس بالقاهرة،

المصدر : الماسة السورية/علي عوباني


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة