غرقت مدينة البيرة في الضفة الغربية بالنفايات بعدما أغلقت إسرائيل المكبّ الوحيد فيها، ما أدّى إلى تكدس النفايات داخل المدينة. أما سلطات الاحتلال فادعت أن سبب الإغلاق هو «الحفاظ على البيئة»، فيما أكد الفلسطينيون أن السبب هو الأطماع الاستعمارية للاستيلاء على أرض المكبّ، وتوسيع مستوطنة «بساغوت» المقامة على أراضي المدينة.

وقال رئيس بلدية البيرة فوزي عابد في حديث إلى «السفير» إنه «تم إغلاق المكب منذ حوالي أسبوع، ومنذ ذلك الوقت نحن نلقي النفايات في المناطق المجاورة له، أي بين البيوت السكنية، الوضع خطير جداً وينذر بكارثة صحية». وأكد عابد أن تبريرات إسرائيل لإغلاق المكب كاذبة، وأن كل ما تقدمه من حجج «غامضة وغير مقنعة»، مضيفاً أن «مكب النفايات من المكبات الصحية النادرة في المنطقة لكونه بعيداً عن المناطق المائية ومشكل من طبقات صخرية لا تسمح بتسرب المواد إلى جوف الأرض، وقد جرى فحصه من لجان صحية فلسطينية واسرائيلية وكلها أكدت أنه لا يؤثر على البيئة».

وبالنسبة لعابد، فإن «اسرائيل تسعى إلى تدمير البيئة الفلسطينية عبر قرارها الخطير بإغلاق مكب نفايات البيرة والذي يعمل منذ ما يقارب 30 عاماً، ويخدم ما يقارب 80 ألف مواطن». وأوضح أن «إغلاق المكب وانتشار المكبات العشوائية يساهم في انتشار الأمراض وانعدام الأمن الغذائي والصحي». واحتجاجاً على الخطوة الإسرائيلية، قام فلسطينيون من أهل المدينة أمس، بإحراق النفايات عنوة على مقربة من مستوطنة «بساغوت»، حتى يكون دخانها «رسالة واضحة إلى الإسرائيليين أن التلوث لن يطالنا وحدنا، وانتم ستضررون أيضاً»، بحسب قولهم.

ويفتح ما تقوم به اسرائيل في مدينة البيرة ملف تضرر البيئة الفلسطينية بشكل عام، نتيجة ممارسات الاحتلال عبر بناء جدار الفصل العنصري والمستوطنات التي تلقي مخلفاتها ومياهها العادمة في الارض الفلسطينية، وتسحب في الوقت ذاته «الغطاء الأخضر» عن البيئة الفلسطينية.

ومن جهته، اعتبر نائب وزير البيئة الفلسطيني جميل مطور في حديث إلى «السفير» أن ما تقوم به اسرائيل من ممارسات في الأرض الفلسطينية يؤدي إلى تدهور خطير في الأمن البيئي، وذلك سواء من خلال بنائها المستوطنات التي «تلوث بنفاياتها أرضنا وهي أكبر ملوث لها، أو عبر الجدار الذي تسبّب في السيطرة على المياه وازدياد نسبة التصحر، ومن خلال ما تلقيه من نفايات صلبة في مناطق الضفة الغربية علناً أو سراً».

وأشار مطور أيضاً إلى التلوث البيئي في الأرض الفلسطينية الناتج عن انتشار الابراج العسكرية وابراج الاتصالات على مقربة من الأحياء السكنية الفلسطينية، وكذلك انتشار العديد من المصانع الكيميائية والكسارات، وغير ذلك من المنشآت، التي تلقي نفاياتها في المناطق الفلسطينية. وختم قائلاً إن «اسرائيل هي اكبر ملوث للبيئة في فلسطين، وهي دولة احتلال وتتحمل المسؤولية عن هذه الجرائم، لكنها تعتبر نفسها فوق القانون».

كذلك، لفت مطور إلى أن اسرائيل تلوث البيئة عبر «سرقة مصادر المياه الفلسطينية وحرمان الفلسطينيين من المياه لتحول على المدى البعيد الضفة الغربية وقطاع غزة إلى مناطق جرداء خالية من الخضرة، وهذا تهديد آخر لبيئتنا».
  • فريق ماسة
  • 2013-08-18
  • 9989
  • من الأرشيف

إسرائيل تغرق مدينة البيرة الفلسطينية بالنفايات!

غرقت مدينة البيرة في الضفة الغربية بالنفايات بعدما أغلقت إسرائيل المكبّ الوحيد فيها، ما أدّى إلى تكدس النفايات داخل المدينة. أما سلطات الاحتلال فادعت أن سبب الإغلاق هو «الحفاظ على البيئة»، فيما أكد الفلسطينيون أن السبب هو الأطماع الاستعمارية للاستيلاء على أرض المكبّ، وتوسيع مستوطنة «بساغوت» المقامة على أراضي المدينة. وقال رئيس بلدية البيرة فوزي عابد في حديث إلى «السفير» إنه «تم إغلاق المكب منذ حوالي أسبوع، ومنذ ذلك الوقت نحن نلقي النفايات في المناطق المجاورة له، أي بين البيوت السكنية، الوضع خطير جداً وينذر بكارثة صحية». وأكد عابد أن تبريرات إسرائيل لإغلاق المكب كاذبة، وأن كل ما تقدمه من حجج «غامضة وغير مقنعة»، مضيفاً أن «مكب النفايات من المكبات الصحية النادرة في المنطقة لكونه بعيداً عن المناطق المائية ومشكل من طبقات صخرية لا تسمح بتسرب المواد إلى جوف الأرض، وقد جرى فحصه من لجان صحية فلسطينية واسرائيلية وكلها أكدت أنه لا يؤثر على البيئة». وبالنسبة لعابد، فإن «اسرائيل تسعى إلى تدمير البيئة الفلسطينية عبر قرارها الخطير بإغلاق مكب نفايات البيرة والذي يعمل منذ ما يقارب 30 عاماً، ويخدم ما يقارب 80 ألف مواطن». وأوضح أن «إغلاق المكب وانتشار المكبات العشوائية يساهم في انتشار الأمراض وانعدام الأمن الغذائي والصحي». واحتجاجاً على الخطوة الإسرائيلية، قام فلسطينيون من أهل المدينة أمس، بإحراق النفايات عنوة على مقربة من مستوطنة «بساغوت»، حتى يكون دخانها «رسالة واضحة إلى الإسرائيليين أن التلوث لن يطالنا وحدنا، وانتم ستضررون أيضاً»، بحسب قولهم. ويفتح ما تقوم به اسرائيل في مدينة البيرة ملف تضرر البيئة الفلسطينية بشكل عام، نتيجة ممارسات الاحتلال عبر بناء جدار الفصل العنصري والمستوطنات التي تلقي مخلفاتها ومياهها العادمة في الارض الفلسطينية، وتسحب في الوقت ذاته «الغطاء الأخضر» عن البيئة الفلسطينية. ومن جهته، اعتبر نائب وزير البيئة الفلسطيني جميل مطور في حديث إلى «السفير» أن ما تقوم به اسرائيل من ممارسات في الأرض الفلسطينية يؤدي إلى تدهور خطير في الأمن البيئي، وذلك سواء من خلال بنائها المستوطنات التي «تلوث بنفاياتها أرضنا وهي أكبر ملوث لها، أو عبر الجدار الذي تسبّب في السيطرة على المياه وازدياد نسبة التصحر، ومن خلال ما تلقيه من نفايات صلبة في مناطق الضفة الغربية علناً أو سراً». وأشار مطور أيضاً إلى التلوث البيئي في الأرض الفلسطينية الناتج عن انتشار الابراج العسكرية وابراج الاتصالات على مقربة من الأحياء السكنية الفلسطينية، وكذلك انتشار العديد من المصانع الكيميائية والكسارات، وغير ذلك من المنشآت، التي تلقي نفاياتها في المناطق الفلسطينية. وختم قائلاً إن «اسرائيل هي اكبر ملوث للبيئة في فلسطين، وهي دولة احتلال وتتحمل المسؤولية عن هذه الجرائم، لكنها تعتبر نفسها فوق القانون». كذلك، لفت مطور إلى أن اسرائيل تلوث البيئة عبر «سرقة مصادر المياه الفلسطينية وحرمان الفلسطينيين من المياه لتحول على المدى البعيد الضفة الغربية وقطاع غزة إلى مناطق جرداء خالية من الخضرة، وهذا تهديد آخر لبيئتنا».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة