على الرغم من أنّ حلفاء "حزب الله" اعتبروا أنّ كلمة الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله لم تكن بالقدر المتوقع لها من القساوة، فإنّها حملت الكثير من المضامين الهادئة والمعبرة، خصوصا أنّ مضمون الرسالة التي أراد توجيهها إلى الخارج العربي قبل الداخل المحلي حاكت في الكثير من محطاتها الوضع الاقليمي وتداعياته على الداخل، علما أنّ موضوع الاستراتيجية الدفاعية تخطى الداخل اللبناني وتيار "المستقبل" ليصبح بيد الخارج العربي الذي يتحكم بمواقف الفريق الرافض لوجود سلاح المقاومة بمفاهيمه كافة، وبالتالي فان  معالجة هذا الملف تبدأ من الخارج الاقليمي قبل الداخل اللبناني، على حدّ تعبير مصادر مواكبة ومتابعة.

لكنّ مصدرا مقرّبا من الحزب يقرأ في مضمون الرسالة ما هو أبعد بكثير من ذلك، خصوصا لجهة التأكيد على أنّ الحزب بات من ثوابت الكيان اللبناني وفي صميم تركيبته وهو بالتالي لن يقدم اي تنازل بعد الآن، وما تذكيره بمحطات الصراع الممتد منذ ثمانينات القرن الماضي مع اسرائيل إلا للاشارة إلى أنه لم يقدم تنازلات للدول الكبرى فكيف الحال بالنسبة الى الوضع الداخلي المحكوم بتداعيات المشاريع الكبرى المعدة للمنطقة العربية، وتاليا فان الحزب الذي تمكن من فرض موازين رعب وردع جديدة هو قادر ايضا على إرساء هذه المعادلة ليس فقط مع فريق الداخل الذي لم يعتبره خصما بل مع داعميه ومموليه أيضا.

واللافت، بحسب المصدر، أنّ كلام السيد نصرالله عن ضرورة التهدئة  جاء  في غمرة التسريبات التي تتحدث عن بنك اهداف ثمين لدى "حزب الله" يمكن استخدامه للرد على الحملة الامنية التي تستهدفه في عقر داره في إشارة واضحة إلى أنّ المعني بالاهداف ليس في الداخل اللبناني، بل في الخارج وتحديدا في سورية او تركيا او المملكة العربية السعودية بدليل أن التسريبات تحدثت عن اهداف ثمينة للمعارضة السورية وهي موجودة في الدول الثلاثة المذكورة مع ترجيح أن تكون الاهداف الثمينة خارج الاراضي السورية.

في المقابل، تقارن مصادر محسوبة على تيار "المستقبل" بين خطاب الأمس وما سبق، فتقرّ بأنّ لهجة الأمين العام لـ"حزب الله" كانت هذه المرة أقل حدّة، لكنها تراها "أكثر صرامة" لجهة التمسك بالاحجام المطلوبة لمعادلة الداخل ومحاكاة الحكومة العتيدة، وتلاحظ أنه يحاول فرض هدنة سياسية وإعلامية من دون التنسيق المسبق ومن دون توضيح  ما إذا كانت هذه الهدنة تقتصر على الاعلام أم تمتدّ أيضا إلى المناكفات السياسية بكافة أوجهها.

وفي هذا السياق، تتساءل المصادر عما إذا كان هدوء نصرالله اللافت نابعا من معطيات لديه عن تقارب سعودي إيراني محتمل، وهو بالتالي تصرف من هذا المنطلق واسس الى هدنة اعلامية كافية لتبيان حقيقة الامر وما يمكن ان يؤول اليه المشهد في المنطقة في ظل التحولات العاصفة بها.

الا ان كل ذلك لا يسقط الاحتمال الاكثر قربا الى الواقع بحسب المصدر وهو أنّ السيد نصرالله خفض سقف خطابه بانتظار المفاوضات الحاصلة على مستوى اطلاق المخطوفين اللبنانيين في اعزاز بعد أن لاحت في الافق بوادر حلحلة وهذا ما يبرر عدم تطرقه ايضا الى القصف الذي طاول مقام السيدة زينب في ريف دمشق.
  • فريق ماسة
  • 2013-07-19
  • 9269
  • من الأرشيف

لماذا خفض السيد نصرالله من حدة لهجته وطالب بهدنة سياسية وإعلامية؟

على الرغم من أنّ حلفاء "حزب الله" اعتبروا أنّ كلمة الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله لم تكن بالقدر المتوقع لها من القساوة، فإنّها حملت الكثير من المضامين الهادئة والمعبرة، خصوصا أنّ مضمون الرسالة التي أراد توجيهها إلى الخارج العربي قبل الداخل المحلي حاكت في الكثير من محطاتها الوضع الاقليمي وتداعياته على الداخل، علما أنّ موضوع الاستراتيجية الدفاعية تخطى الداخل اللبناني وتيار "المستقبل" ليصبح بيد الخارج العربي الذي يتحكم بمواقف الفريق الرافض لوجود سلاح المقاومة بمفاهيمه كافة، وبالتالي فان  معالجة هذا الملف تبدأ من الخارج الاقليمي قبل الداخل اللبناني، على حدّ تعبير مصادر مواكبة ومتابعة. لكنّ مصدرا مقرّبا من الحزب يقرأ في مضمون الرسالة ما هو أبعد بكثير من ذلك، خصوصا لجهة التأكيد على أنّ الحزب بات من ثوابت الكيان اللبناني وفي صميم تركيبته وهو بالتالي لن يقدم اي تنازل بعد الآن، وما تذكيره بمحطات الصراع الممتد منذ ثمانينات القرن الماضي مع اسرائيل إلا للاشارة إلى أنه لم يقدم تنازلات للدول الكبرى فكيف الحال بالنسبة الى الوضع الداخلي المحكوم بتداعيات المشاريع الكبرى المعدة للمنطقة العربية، وتاليا فان الحزب الذي تمكن من فرض موازين رعب وردع جديدة هو قادر ايضا على إرساء هذه المعادلة ليس فقط مع فريق الداخل الذي لم يعتبره خصما بل مع داعميه ومموليه أيضا. واللافت، بحسب المصدر، أنّ كلام السيد نصرالله عن ضرورة التهدئة  جاء  في غمرة التسريبات التي تتحدث عن بنك اهداف ثمين لدى "حزب الله" يمكن استخدامه للرد على الحملة الامنية التي تستهدفه في عقر داره في إشارة واضحة إلى أنّ المعني بالاهداف ليس في الداخل اللبناني، بل في الخارج وتحديدا في سورية او تركيا او المملكة العربية السعودية بدليل أن التسريبات تحدثت عن اهداف ثمينة للمعارضة السورية وهي موجودة في الدول الثلاثة المذكورة مع ترجيح أن تكون الاهداف الثمينة خارج الاراضي السورية. في المقابل، تقارن مصادر محسوبة على تيار "المستقبل" بين خطاب الأمس وما سبق، فتقرّ بأنّ لهجة الأمين العام لـ"حزب الله" كانت هذه المرة أقل حدّة، لكنها تراها "أكثر صرامة" لجهة التمسك بالاحجام المطلوبة لمعادلة الداخل ومحاكاة الحكومة العتيدة، وتلاحظ أنه يحاول فرض هدنة سياسية وإعلامية من دون التنسيق المسبق ومن دون توضيح  ما إذا كانت هذه الهدنة تقتصر على الاعلام أم تمتدّ أيضا إلى المناكفات السياسية بكافة أوجهها. وفي هذا السياق، تتساءل المصادر عما إذا كان هدوء نصرالله اللافت نابعا من معطيات لديه عن تقارب سعودي إيراني محتمل، وهو بالتالي تصرف من هذا المنطلق واسس الى هدنة اعلامية كافية لتبيان حقيقة الامر وما يمكن ان يؤول اليه المشهد في المنطقة في ظل التحولات العاصفة بها. الا ان كل ذلك لا يسقط الاحتمال الاكثر قربا الى الواقع بحسب المصدر وهو أنّ السيد نصرالله خفض سقف خطابه بانتظار المفاوضات الحاصلة على مستوى اطلاق المخطوفين اللبنانيين في اعزاز بعد أن لاحت في الافق بوادر حلحلة وهذا ما يبرر عدم تطرقه ايضا الى القصف الذي طاول مقام السيدة زينب في ريف دمشق.

المصدر : مقالات النشرة/ أنطوان الحايك


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة