أثارت مطالبات برلمانية أميركية وتصريحات رسمية بشأن المعونة العسكرية لمصر مخاوف في إسرائيل من أثر ذلك على مستقبل معاهدة السلام مع مصر. وأشارت وسائل إعلامية إسرائيلية مختلفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية أوضحت في أعقاب هذه المطالبات والتصريحات للمسؤولين الأميركيين أن المساس بالمعونة العسكرية لمصر سيقود إلى تدهور الوضع الأمني في سيناء.

وبرغم أن إسرائيل تعلن صبح مساء أنها لا تتدخل في الشأن المصري وأن رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو حظر على جميع المسؤولين التعليق على ما يجري في مصر، فإنها تدير من خلف الكواليس نشاطاً ديبلوماسياً مكثفاً حول الأزمة في مصر. وقد اضطر هذا النشاط الإسرائيلي مسؤولاً أميركياً للإشارة إلى أن إسرائيل فرحة بإسقاط حكم «الإخوان المسلمين» في مصر.

ونقلت الصحف الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إنه بعد التحذير الذي أطلقه الرئيس باراك أوباما حول احتمال أن تعيد بلاده النظر في المعونة الأميركية لمصر البالغة 1,5 مليارات دولار سنوياً، اهتمت إسرائيل بإبلاغ أميركا أن المساس بالمعونة يلحق الضرر بإسرائيل.

وبحسب المسؤول الإسرائيلي فإنه خلال المداولات التي جرت على أعلى المستويات بين نتنياهو ووزير دفاعه موشي يعلون مع المسؤولين الأميركيين، أوضحت إسرائيل بشكل حازم أن كل مساس بالمعونة يضر بقدرات أجهزة الأمن المصرية على مجابهة قوى «الإرهاب» في شبه جزيرة سيناء التي تهدد إسرائيل. ولفت المسؤول إلى أنه «في سيناء ذراع قوي وخطير لتنظيم القاعدة، عدو إسرائيل ومصر والأميركيين أيضاً. وإذا تضررت المعونة فإن القاعدة هي الرابح من ذلك».

وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن الرسالة الإسرائيلية ليست تأييداً للجيش المصري أو لأي جهة أخرى، مضيفاً «فنحن لا نتدخل في السياسة الداخلية لمصر، هذا ليس شأننا. كما أنه عندما تولى الإخوان الحكم لم يقل أحد في إسرائيل بوجوب تقليص المعونة لمصر، بل على العكس، موقفنا كان حينها مشابها لموقفنا اليوم. والجميع يعلم أن مصر بحاجة للمعونة حاجتها للهواء للتنفس، والجميع يفهم أنه من دون هذه المعونة ستسود الفوضى وتتعزز قوى الإرهاب».

ويعود تحذير أوباما بدراسة قطع المعونة عن مصر إلى واقع أن القانون الأميركي يحظر تقديم مساعدات مالية للدول التي يسقط فيها انقلاب نظام حكم ديموقراطي. ولتجنب التورط فإن أميركا حذرة من وصف ما جرى في مصر بالانقلاب العسكري، وهي تحث الجيش المصري على نقل الحكم بأسرع وقت إلى المدنيين وإجراء انتخابات ديموقراطية.

وقد أشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن المسؤولين الإسرائيليين أجروا طوال الأيام الماضية مكالمات هاتفية ماراثونية مع المسؤولين الأميركيين بشأن ما يجري في مصر. وشارك على وجه الخصوص بهذه المكالمات كل من نتنياهو مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ويعلون مع نظيره تشاك هايغل، في حين ركز مستشار الأمن القومي الجنرال يعقوب عاميدرور اتصالاته على نظيرته الأميركية سوزان رايس.

ونقلت «هآرتس» عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله إن المكالمات أعدت لتبادل الرأي والرسائل، وأن إسرائيل أوضحت أن قطع المعونة العسكرية عن مصر ينطوي على خطر كبير على الأمن الإسرائيلي. صحيح أن المعونة الأميركية ليست جزءا من اتفاق كامب ديفيد، ولكن أميركا شريك في التوقيع على معاهدة السلام والملحق الأمني فيها. وشدد مسؤول إسرائيلي على أن ديبلوماسيين إسرائيليين سيواصلون في واشنطن مداولاتهم مع مسؤولين ليس فقط في الإدارة الأميركية، وإنما كذلك في مجلسي الكونغرس.

وأكد مسؤول أميركي أن المداولات بين إسرائيل وأميركا منذ «الانقلاب العسكري» في مصر شهدت رضى إسرائيلي عن التطورات، وعلى انتهاء حكم «الإخوان المسلمين». وأضاف أن هناك اتفاقاً بين أميركا وإسرائيل على وجوب نقل مقاليد الحكم بأسرع وقت إلى حكومة مدنية والتأكيد على إجراء انتخابات حرة. بل أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الجنرال عاميدرور أبلغ رايس، بأمل إسرائيل أن يعمل الحكم الجديد على إنشاء ائتلاف واسع قدر الإمكان، وأن لا يبعد أو يسكت المعارضة، كما فعل «الإخوان المسلمون».

 

  • فريق ماسة
  • 2013-07-09
  • 8517
  • من الأرشيف

حراك إسرائيلي ـ أميركي مكثّف بشأن مصر: قطع المعونة العسكرية يمس بمستقبل السلام

أثارت مطالبات برلمانية أميركية وتصريحات رسمية بشأن المعونة العسكرية لمصر مخاوف في إسرائيل من أثر ذلك على مستقبل معاهدة السلام مع مصر. وأشارت وسائل إعلامية إسرائيلية مختلفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية أوضحت في أعقاب هذه المطالبات والتصريحات للمسؤولين الأميركيين أن المساس بالمعونة العسكرية لمصر سيقود إلى تدهور الوضع الأمني في سيناء. وبرغم أن إسرائيل تعلن صبح مساء أنها لا تتدخل في الشأن المصري وأن رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو حظر على جميع المسؤولين التعليق على ما يجري في مصر، فإنها تدير من خلف الكواليس نشاطاً ديبلوماسياً مكثفاً حول الأزمة في مصر. وقد اضطر هذا النشاط الإسرائيلي مسؤولاً أميركياً للإشارة إلى أن إسرائيل فرحة بإسقاط حكم «الإخوان المسلمين» في مصر. ونقلت الصحف الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إنه بعد التحذير الذي أطلقه الرئيس باراك أوباما حول احتمال أن تعيد بلاده النظر في المعونة الأميركية لمصر البالغة 1,5 مليارات دولار سنوياً، اهتمت إسرائيل بإبلاغ أميركا أن المساس بالمعونة يلحق الضرر بإسرائيل. وبحسب المسؤول الإسرائيلي فإنه خلال المداولات التي جرت على أعلى المستويات بين نتنياهو ووزير دفاعه موشي يعلون مع المسؤولين الأميركيين، أوضحت إسرائيل بشكل حازم أن كل مساس بالمعونة يضر بقدرات أجهزة الأمن المصرية على مجابهة قوى «الإرهاب» في شبه جزيرة سيناء التي تهدد إسرائيل. ولفت المسؤول إلى أنه «في سيناء ذراع قوي وخطير لتنظيم القاعدة، عدو إسرائيل ومصر والأميركيين أيضاً. وإذا تضررت المعونة فإن القاعدة هي الرابح من ذلك». وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن الرسالة الإسرائيلية ليست تأييداً للجيش المصري أو لأي جهة أخرى، مضيفاً «فنحن لا نتدخل في السياسة الداخلية لمصر، هذا ليس شأننا. كما أنه عندما تولى الإخوان الحكم لم يقل أحد في إسرائيل بوجوب تقليص المعونة لمصر، بل على العكس، موقفنا كان حينها مشابها لموقفنا اليوم. والجميع يعلم أن مصر بحاجة للمعونة حاجتها للهواء للتنفس، والجميع يفهم أنه من دون هذه المعونة ستسود الفوضى وتتعزز قوى الإرهاب». ويعود تحذير أوباما بدراسة قطع المعونة عن مصر إلى واقع أن القانون الأميركي يحظر تقديم مساعدات مالية للدول التي يسقط فيها انقلاب نظام حكم ديموقراطي. ولتجنب التورط فإن أميركا حذرة من وصف ما جرى في مصر بالانقلاب العسكري، وهي تحث الجيش المصري على نقل الحكم بأسرع وقت إلى المدنيين وإجراء انتخابات ديموقراطية. وقد أشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن المسؤولين الإسرائيليين أجروا طوال الأيام الماضية مكالمات هاتفية ماراثونية مع المسؤولين الأميركيين بشأن ما يجري في مصر. وشارك على وجه الخصوص بهذه المكالمات كل من نتنياهو مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ويعلون مع نظيره تشاك هايغل، في حين ركز مستشار الأمن القومي الجنرال يعقوب عاميدرور اتصالاته على نظيرته الأميركية سوزان رايس. ونقلت «هآرتس» عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله إن المكالمات أعدت لتبادل الرأي والرسائل، وأن إسرائيل أوضحت أن قطع المعونة العسكرية عن مصر ينطوي على خطر كبير على الأمن الإسرائيلي. صحيح أن المعونة الأميركية ليست جزءا من اتفاق كامب ديفيد، ولكن أميركا شريك في التوقيع على معاهدة السلام والملحق الأمني فيها. وشدد مسؤول إسرائيلي على أن ديبلوماسيين إسرائيليين سيواصلون في واشنطن مداولاتهم مع مسؤولين ليس فقط في الإدارة الأميركية، وإنما كذلك في مجلسي الكونغرس. وأكد مسؤول أميركي أن المداولات بين إسرائيل وأميركا منذ «الانقلاب العسكري» في مصر شهدت رضى إسرائيلي عن التطورات، وعلى انتهاء حكم «الإخوان المسلمين». وأضاف أن هناك اتفاقاً بين أميركا وإسرائيل على وجوب نقل مقاليد الحكم بأسرع وقت إلى حكومة مدنية والتأكيد على إجراء انتخابات حرة. بل أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الجنرال عاميدرور أبلغ رايس، بأمل إسرائيل أن يعمل الحكم الجديد على إنشاء ائتلاف واسع قدر الإمكان، وأن لا يبعد أو يسكت المعارضة، كما فعل «الإخوان المسلمون».  

المصدر : السفير/ حلمي موسى


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة