دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
هي "لعنة" سورية تصيب كل ذاك الحلف الجهنمي الممتد من تورا بورا إلى 10 دواننغ ستريت، والإليزيه، إلى تلة الكابيتول، والبنتاغون، ومبنى بان كي مون في نيويورك، مروراً بحرّ الصحراء العربية النفطية، وبنهاية النأي بالنفس اللبنانية، وشكوى العماد ميشال سليمان ضد دمشق لجامعة نبيل العربي ومنظمة بان كي مون، في وقت يدق الشعب التركي الباب العالي في الأستانة بقوة.
هي لعنة سورية تُربك الجميع، وتدفع الكل لإعادة ومراجعة الحسابات، من دون أن يعني ذلك أن الحلف الكوني ضد سورية ومحورها المقاوم والممانع قد ألقى السلاح، ولن يلجأ إلى التجارب والدمار... لكن في كل الحالات، ثمة هلع إقليمي ودولي من النتائج الميدانية لانتصار سورية في الحرب التي فُرضت عليها، لاقتلاعها من التاريخ والجغرافيا التي كانت على مرّ التاريخ مؤثّرة فيهما.
الهلع الإقليمي والدولي من الانتصارات الميدانية السورية تُرجم ميدانياً بأشكال مختلفة، في محاولات متعددة ومتنوعة لوقف التقدم الذي يحرزه الجيش العربي السوري على الأرض، ولإجهاض الدبلوماسية السورية النشيطة التي تواجه على كل الجبهات السياسية الكبرى منها والصغرى.
حلف العدوان على بلاد الأمويين كان يحاول أن يجعل من شهر حزيران مقدّمة لشهر رمضان مختلف، تهتز فيه أوصال الدولة الوطنية السورية، فتُرجم إلى أشكال مختلفة أبرزها:
في لبنان: كان القرار بالانتهاء من تلك الأسطوانة السمجة (النأي بالنفس) حينما قرر رئيس الجمهورية تقديم شكوى ضد دمشق إلى جامعة نبيل العربي ومجلس بان كي مون.
وبعد الفشل الذريع لاستعمال الحدود الشمالية وعرسال في تمويل المجموعات المسلحة بشرياً وعسكرياً، جراء الضربة القاصمة في القصير، وفشل مشروع فصل الهرمل عن بعلبك وتقطيع أوصال البقاع الشمالي، كانت حركة أحمد الأسير في صيدا، وانتهت إلى مصيرها الأسود.
خليجياً: ترافقت الحركة الأسيرية وانتهاء سياسة النأي بالنفس في لبنان، برفع وتيرة التصعيد في دول مجلس التعاون الخليجي بالتهديد بطرد كل من هو محسوب على حزب الله والمقاومة، واتخاذ إجراءات ضد كل من يتعاطف مع المقاومة وفلسطين وسورية، في وقت صعّد حلف سعود الفيصل- بندر بن سلطان من وتيرة التهديدات، وتوفير طرق إمداد المعارضات المسلحة في سورية بالعناصر والأسلحة النوعية.
وترافق ذلك أيضاً مع تطوّر نوعي في إنشاء تحالف أميركي - "إسلامي" وصل ذروته مع بدء مفاوضات أميركية مع حركة طالبان في الدوحة، التي احتُفل فيها بافتتاح مكتب سياسي للحركة التي تقاتلها الولايات المتحدة في أفغانستان.
فلسطينياً: كان لافتاً ذلك البيان المجاني لأحد قادة حركة حماس، طالباً فيه من حزب الله الانسحاب من سورية، بذريعة أن ما تشهده دمشق هو أزمة سورية - سورية.
أميركياً: تُرجم الهلع الأميركي بقرار ناظر الخارجية الأميركية جون كيري بتسليح المعارضات السورية بأسلحة نوعية فتاكة، وباحتمال توجيه ضربات جوية إلى قواعد سورية، خصوصاً في ظل مناورات "الأسد المتأهب" في الأردن، لكن هذا القرار لم يمر على خير، إذ تصدى له رئيس أركان الجيوش الأميركية مارتن ديمبسي، خصوصاً لجهة احتمال توجه ضربات جوية محدودة.
وفيما فسّرت أوساط أميركية هذا الموقف لكيري بأنه هروب إلى الأمام جراء المآزق التي تتخبط بها الدبلوماسية الأميركية، أكدت أوساط الجنرال ديمبسي أنها لا تفهم تداعيات وأسباب هذا الخيار الخطير وغير المبرر، لأنه يضع الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع الدفاعات والصواريخ الجوية السوري الفاعلة، ومع حلفائها في المنطقة، والذين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أبداً. هنا حاولت واشنطن في قمة الدول الثماني في بلفاست أن تُحرج روسيا وتورّط حلفاءها في مواقف أكثر تطرّفاً في مواجهة سورية، فكان أن رفع بوتين صوته وأصبعه، فخرجت المقررات النهائية من دون أن تشير إلى سورية.
وفي مصر، التي كان يترقب حاكمها حركة تمرد في 30 حزيران، سارع لصرف الأنظار عن هذا الواقع، والقفز فوق الواقع الداخلي المنقسم وحشد أنصاره وحلفائه، فأعلن فجأة قطع العلاقة مع دمشق، دون أن يأتي بكلمة نقد واحدة على الكيان الصهيوني، الذي يصعّد بواسطة قطعان المستوطنين ضد القدس الشريف والمسجد الأقصى {الذي باركنا حوله}.
في شهر حزيران إذن رمت كل أطراف الحرب على سورية أوراقها في مواجهة الدولة الوطنية السورية، لكن "اللعنة" السورية كما كانت على مرّ التاريخ تصيب الغزاة الذين يطمعون شراً بالأرض التي قال عنها الرسول الأكرم: "اللهم بارك لنا في شامنا"، أصابت معظم الحلف.
أميركياً أيضاً، ثمة انقسام حاد بين مواقف الخارجية الأميركية، وقيادة الجيوش الأميركية التي ملّت دفع الخسائر والمغامرات والطموحات الإمبريالية لساسة الشركات العابرة للقارات.
خليجياً، أدبر حمدا قطر عن المشهد السياسي، وتقدّم تميم بن حمد، الذي تفيد المعلومات أنه مضطر لتغييرات كبيرة، قد يكون أولها ما رشح عن إبعاد القرضاوي.
وسعودياً، ثمة نوع من الصراع الخفي مرشح لأن يخرج إلى العلن، خصوصاً بين جناحي سعود الفيصل وبندر بن سلطان من جهة، ومتعب بن عبدالله - ومقرن بن عبد العزيز من جهة أخرى.
في مصر: نحو ثلاثين مليون مواطن مصري يهدرون في الشارع ضد مرسي واخوانه واتباعه، وغداً، ستكون مصر أمام زمن آخر.
في تونس تتسع الحركة ضد "النهضة"، حتى أن في وسطها من يرى خطأ قطع العلاقة مع دمشق، وبدأت الحملة المتضامنة مع دمشق تتوسع بشكل سيفرض تطورات هامة في تونس، خصوصاً أن نتائج شوارع مصر ستحدد الكثير من ملامح المستقبل، وفي تركيا تتسع حركة الرفض لمشروع أردوغان - أوغلو السلطاني.
باختصار، أرادت واشنطن وحلفاؤها وأتباعها أن يحوّلوا مؤتمر "جنيف–2" المحتمل إلى نوع من واي بلايستيشن، لكن قيصر الكرملين كان رأيه مختلفاً حينما حسمها بقوله: إن الميدان في كل مكان يحدد الوقائع.
هي "لعنة" سورية تصيب كل ذاك الحلف الجهنمي الممتد من تورا بورا إلى 10 دواننغ ستريت، والإليزيه، إلى تلة الكابيتول، والبنتاغون، ومبنى بان كي مون في نيويورك، مروراً بحرّ الصحراء العربية النفطية، وبنهاية النأي بالنفس اللبنانية، وشكوى العماد ميشال سليمان ضد دمشق لجامعة نبيل العربي ومنظمة بان كي مون، في وقت يدق الشعب التركي الباب العالي في الأستانة بقوة.
هي لعنة سورية تُربك الجميع، وتدفع الكل لإعادة ومراجعة الحسابات، من دون أن يعني ذلك أن الحلف الكوني ضد سورية ومحورها المقاوم والممانع قد ألقى السلاح، ولن يلجأ إلى التجارب والدمار... لكن في كل الحالات، ثمة هلع إقليمي ودولي من النتائج الميدانية لانتصار سورية في الحرب التي فُرضت عليها، لاقتلاعها من التاريخ والجغرافيا التي كانت على مرّ التاريخ مؤثّرة فيهما.
الهلع الإقليمي والدولي من الانتصارات الميدانية السورية تُرجم ميدانياً بأشكال مختلفة، في محاولات متعددة ومتنوعة لوقف التقدم الذي يحرزه الجيش العربي السوري على الأرض، ولإجهاض الدبلوماسية السورية النشيطة التي تواجه على كل الجبهات السياسية الكبرى منها والصغرى.
حلف العدوان على بلاد الأمويين كان يحاول أن يجعل من شهر حزيران مقدّمة لشهر رمضان مختلف، تهتز فيه أوصال الدولة الوطنية السورية، فتُرجم إلى أشكال مختلفة أبرزها:
في لبنان: كان القرار بالانتهاء من تلك الأسطوانة السمجة (النأي بالنفس) حينما قرر رئيس الجمهورية تقديم شكوى ضد دمشق إلى جامعة نبيل العربي ومجلس بان كي مون.
وبعد الفشل الذريع لاستعمال الحدود الشمالية وعرسال في تمويل المجموعات المسلحة بشرياً وعسكرياً، جراء الضربة القاصمة في القصير، وفشل مشروع فصل الهرمل عن بعلبك وتقطيع أوصال البقاع الشمالي، كانت حركة أحمد الأسير في صيدا، وانتهت إلى مصيرها الأسود.
خليجياً: ترافقت الحركة الأسيرية وانتهاء سياسة النأي بالنفس في لبنان، برفع وتيرة التصعيد في دول مجلس التعاون الخليجي بالتهديد بطرد كل من هو محسوب على حزب الله والمقاومة، واتخاذ إجراءات ضد كل من يتعاطف مع المقاومة وفلسطين وسورية، في وقت صعّد حلف سعود الفيصل- بندر بن سلطان من وتيرة التهديدات، وتوفير طرق إمداد المعارضات المسلحة في سورية بالعناصر والأسلحة النوعية.
وترافق ذلك أيضاً مع تطوّر نوعي في إنشاء تحالف أميركي - "إسلامي" وصل ذروته مع بدء مفاوضات أميركية مع حركة طالبان في الدوحة، التي احتُفل فيها بافتتاح مكتب سياسي للحركة التي تقاتلها الولايات المتحدة في أفغانستان.
فلسطينياً: كان لافتاً ذلك البيان المجاني لأحد قادة حركة حماس، طالباً فيه من حزب الله الانسحاب من سورية، بذريعة أن ما تشهده دمشق هو أزمة سورية - سورية.
أميركياً: تُرجم الهلع الأميركي بقرار ناظر الخارجية الأميركية جون كيري بتسليح المعارضات السورية بأسلحة نوعية فتاكة، وباحتمال توجيه ضربات جوية إلى قواعد سورية، خصوصاً في ظل مناورات "الأسد المتأهب" في الأردن، لكن هذا القرار لم يمر على خير، إذ تصدى له رئيس أركان الجيوش الأميركية مارتن ديمبسي، خصوصاً لجهة احتمال توجه ضربات جوية محدودة.
وفيما فسّرت أوساط أميركية هذا الموقف لكيري بأنه هروب إلى الأمام جراء المآزق التي تتخبط بها الدبلوماسية الأميركية، أكدت أوساط الجنرال ديمبسي أنها لا تفهم تداعيات وأسباب هذا الخيار الخطير وغير المبرر، لأنه يضع الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع الدفاعات والصواريخ الجوية السوري الفاعلة، ومع حلفائها في المنطقة، والذين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أبداً. هنا حاولت واشنطن في قمة الدول الثماني في بلفاست أن تُحرج روسيا وتورّط حلفاءها في مواقف أكثر تطرّفاً في مواجهة سورية، فكان أن رفع بوتين صوته وأصبعه، فخرجت المقررات النهائية من دون أن تشير إلى سورية.
وفي مصر، التي كان يترقب حاكمها حركة تمرد في 30 حزيران، سارع لصرف الأنظار عن هذا الواقع، والقفز فوق الواقع الداخلي المنقسم وحشد أنصاره وحلفائه، فأعلن فجأة قطع العلاقة مع دمشق، دون أن يأتي بكلمة نقد واحدة على الكيان الصهيوني، الذي يصعّد بواسطة قطعان المستوطنين ضد القدس الشريف والمسجد الأقصى {الذي باركنا حوله}.
في شهر حزيران إذن رمت كل أطراف الحرب على سورية أوراقها في مواجهة الدولة الوطنية السورية، لكن "اللعنة" السورية كما كانت على مرّ التاريخ تصيب الغزاة الذين يطمعون شراً بالأرض التي قال عنها الرسول الأكرم: "اللهم بارك لنا في شامنا"، أصابت معظم الحلف.
أميركياً أيضاً، ثمة انقسام حاد بين مواقف الخارجية الأميركية، وقيادة الجيوش الأميركية التي ملّت دفع الخسائر والمغامرات والطموحات الإمبريالية لساسة الشركات العابرة للقارات.
خليجياً، أدبر حمدا قطر عن المشهد السياسي، وتقدّم تميم بن حمد، الذي تفيد المعلومات أنه مضطر لتغييرات كبيرة، قد يكون أولها ما رشح عن إبعاد القرضاوي.
وسعودياً، ثمة نوع من الصراع الخفي مرشح لأن يخرج إلى العلن، خصوصاً بين جناحي سعود الفيصل وبندر بن سلطان من جهة، ومتعب بن عبدالله - ومقرن بن عبد العزيز من جهة أخرى.
في مصر: نحو ثلاثين مليون مواطن مصري يهدرون في الشارع ضد مرسي واخوانه واتباعه، وغداً، ستكون مصر أمام زمن آخر.
في تونس تتسع الحركة ضد "النهضة"، حتى أن في وسطها من يرى خطأ قطع العلاقة مع دمشق، وبدأت الحملة المتضامنة مع دمشق تتوسع بشكل سيفرض تطورات هامة في تونس، خصوصاً أن نتائج شوارع مصر ستحدد الكثير من ملامح المستقبل، وفي تركيا تتسع حركة الرفض لمشروع أردوغان - أوغلو السلطاني.
باختصار، أرادت واشنطن وحلفاؤها وأتباعها أن يحوّلوا مؤتمر "جنيف–2" المحتمل إلى نوع من واي بلايستيشن، لكن قيصر الكرملين كان رأيه مختلفاً حينما حسمها بقوله: إن الميدان في كل مكان يحدد الوقائع.
المصدر :
الثبات/أحمد زين الدين
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة