أسبوع مرّ على المرة الأخيرة التي تحدّث فيها أحمد الأسير عبر موقع «اليوتيوب». ومنذ ذلك اليوم، لم يظهر إمام «مسجد بلال بن رباح» على العوام، بالرغم من كلّ التكهنات بأنه في مكان قريب من عبرا أو في أحد المخيمات.

ومع انتهاء الأعمال العسكرية في عبرا، و«تتويجها» بإزالة الخيمة الحديدية لـ«لمجمع الأمني»، انشغل الجميع في الحديث عن مصير الأسير، لا سيما بعد المعلومات التي تحدّثت عن العثور على جثة أو جثتين مجهولتي الهوية، محترقتين في عبرا، إضافةً إلى معلومات تحدثت عن وجود جثة أو أكثر في أحد مستشفيات صيدا ولم يتمّ التعرّف عليها.

«هل يكون الأسير بين عداد الموتى؟»، السؤال انتشر في صيدا أمس كالنار في الهشيم، وتقاطع مع إجراء الجهات المختصة فحوصات الحمض النووي (DNA) لهذه الجثث، وأخذ عينات من عدد من العائلات، بمن فيهم والدة الأسير وشقيق فضل شاكر، لمطابقتها مع نتائج الـDNA المأخوذة من الجثتين المحترقتين.

في المقابل، تؤكد مصادر أمنية أن «هناك جثة واحدة فقط مشوّهة، وموجودة في أحد مستشفيات صيدا، ويتمّ إجراء فحوصات «DNA»، لمطابقتها مع العينات المأخوذة من عائلة الأسير».

في حين أن معلومات متداولة في صيدا، تشير إلى معرفة هوية إحدى الجثث التي تعود إلى شخص من طرابلس مقرّب من الأسير.

وليس بعيداً عن مصير الأسير، فقد أخلى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، أمس، تسعة أشخاص، ليبقى 30 شخصاً قيد التحقيق.

أما أهالي عبرا، فانصرفوا أمس إلى تفقد أضرار منازلهم، وسجّلوا أسماءهم لدى المكتب الذي افتتح في عبرا، والمخصص لاستقبال طلبات المواطنين تمهيداً لإحصاء الأضرار وتقدير حجم الخسائر، وإعطاء التعويضات اللازمة في ما بعد.

كما دعت بلديتا صيدا وعبرا المتضررين الذين سجلوا أسماءهم إلى لقاء بعد ظهر اليوم الثلاثاء في قاعة مسرح بلدية صيدا.

وكانت النائبة بهية الحريري قد التقت في مجدليون، كلاً من النائب قاسم عبد العزيز، النائب السابق انطوان اندراوس، مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار الحبال.

واطّلعت من رئيس بلدية صيدا محمد السعودي على الجهود التي تبذلها البلدية لتسريع عودة الناس الى بيوتها، بالتعاون مع لجان المسح التابعة لقيادة الجيش والهيئة العليا للإغاثة.

وبحث مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ أحمد نصار مع نائب مدير المخابرات العميد عبد الكريم يونس في وزارة الدفاع، أمس، في الوضع الأمني.

وعلى صعيد المواقف، استغرب رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري محاولات البعض استغلال محنة المدينة وأهلها لرفع منسوب الخطاب الفئوي والعنصري، واستخدامهم للمنبر الصيداوي في طرح أجنداتهم السياسية والعقائدية.

بدوره، طالب «تيار الفجر» بـ«تسريع وتفعيل عمل الهيئة العليا للإغاثة من أجل تقديم العون العاجل لأهلنا المتضررين»، معرباً عن أسفه لـ«حالات أصحاب النبرات الطائفية والمذهبية الحادة».

 

«حزب الله»: كم صبرنا!

 

ومن «مجمّع الزهراء» في صيدا، رأى الوزير محمد فنيش أن «البعض أراد أن يحوّل هذه المدينة، المعروفة بتاريخها المقاوم، إلى مدينة للفتنة، ولمّا لم يواجه هؤلاء بالموقف الشجاع والمطلوب، ولم يمارسوا دورهم بمسؤولية، بل كانوا يقفون خلف الكثير من الأحداث التي وقعت، ولم يقفوا الموقف الصحيح ليشيروا بأصابع الاتهام إلى من يعتدي، حصل ما حصل، ولو وقفوا هذا الموقف لوفّروا على مدينة صيدا والوطن الكثير من الأضرار».

وقال: «الجميع يعرف كم تحملنا وابتعدنا، وتراجعنا ليس من ضعف، وإنما من حرصنا على وحدة العلاقات التي تربط مجتمعنا الواحد وحرصاً على الاستقرار الداخلي وأمن أهلنا وقطعا للطريق على المتربصين والساعين لإيقاظ نار الفتنة».

بدوره، أكد رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أن «الله وحده هو الذي أنقذ لبنان من جراء ما حصل من استهداف للجيش اللبناني في عبرا لأن هذا الاستهداف كان يحضّر ويهيّأ للنيل من مقاومتنا».

واعتبر رعد، في احتفال تأبيني في حارة صيدا، أن «الشعارات التي رفعها بعض الفتنويين هي الشعارات نفسها التي رفعها الإسرائيليون، أي نزع سلاح المقاومة».

  • فريق ماسة
  • 2013-07-01
  • 13613
  • من الأرشيف

شكوك حول مصير الأسير تنتظر «الحمض النووي»

أسبوع مرّ على المرة الأخيرة التي تحدّث فيها أحمد الأسير عبر موقع «اليوتيوب». ومنذ ذلك اليوم، لم يظهر إمام «مسجد بلال بن رباح» على العوام، بالرغم من كلّ التكهنات بأنه في مكان قريب من عبرا أو في أحد المخيمات. ومع انتهاء الأعمال العسكرية في عبرا، و«تتويجها» بإزالة الخيمة الحديدية لـ«لمجمع الأمني»، انشغل الجميع في الحديث عن مصير الأسير، لا سيما بعد المعلومات التي تحدّثت عن العثور على جثة أو جثتين مجهولتي الهوية، محترقتين في عبرا، إضافةً إلى معلومات تحدثت عن وجود جثة أو أكثر في أحد مستشفيات صيدا ولم يتمّ التعرّف عليها. «هل يكون الأسير بين عداد الموتى؟»، السؤال انتشر في صيدا أمس كالنار في الهشيم، وتقاطع مع إجراء الجهات المختصة فحوصات الحمض النووي (DNA) لهذه الجثث، وأخذ عينات من عدد من العائلات، بمن فيهم والدة الأسير وشقيق فضل شاكر، لمطابقتها مع نتائج الـDNA المأخوذة من الجثتين المحترقتين. في المقابل، تؤكد مصادر أمنية أن «هناك جثة واحدة فقط مشوّهة، وموجودة في أحد مستشفيات صيدا، ويتمّ إجراء فحوصات «DNA»، لمطابقتها مع العينات المأخوذة من عائلة الأسير». في حين أن معلومات متداولة في صيدا، تشير إلى معرفة هوية إحدى الجثث التي تعود إلى شخص من طرابلس مقرّب من الأسير. وليس بعيداً عن مصير الأسير، فقد أخلى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، أمس، تسعة أشخاص، ليبقى 30 شخصاً قيد التحقيق. أما أهالي عبرا، فانصرفوا أمس إلى تفقد أضرار منازلهم، وسجّلوا أسماءهم لدى المكتب الذي افتتح في عبرا، والمخصص لاستقبال طلبات المواطنين تمهيداً لإحصاء الأضرار وتقدير حجم الخسائر، وإعطاء التعويضات اللازمة في ما بعد. كما دعت بلديتا صيدا وعبرا المتضررين الذين سجلوا أسماءهم إلى لقاء بعد ظهر اليوم الثلاثاء في قاعة مسرح بلدية صيدا. وكانت النائبة بهية الحريري قد التقت في مجدليون، كلاً من النائب قاسم عبد العزيز، النائب السابق انطوان اندراوس، مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار الحبال. واطّلعت من رئيس بلدية صيدا محمد السعودي على الجهود التي تبذلها البلدية لتسريع عودة الناس الى بيوتها، بالتعاون مع لجان المسح التابعة لقيادة الجيش والهيئة العليا للإغاثة. وبحث مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ أحمد نصار مع نائب مدير المخابرات العميد عبد الكريم يونس في وزارة الدفاع، أمس، في الوضع الأمني. وعلى صعيد المواقف، استغرب رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري محاولات البعض استغلال محنة المدينة وأهلها لرفع منسوب الخطاب الفئوي والعنصري، واستخدامهم للمنبر الصيداوي في طرح أجنداتهم السياسية والعقائدية. بدوره، طالب «تيار الفجر» بـ«تسريع وتفعيل عمل الهيئة العليا للإغاثة من أجل تقديم العون العاجل لأهلنا المتضررين»، معرباً عن أسفه لـ«حالات أصحاب النبرات الطائفية والمذهبية الحادة».   «حزب الله»: كم صبرنا!   ومن «مجمّع الزهراء» في صيدا، رأى الوزير محمد فنيش أن «البعض أراد أن يحوّل هذه المدينة، المعروفة بتاريخها المقاوم، إلى مدينة للفتنة، ولمّا لم يواجه هؤلاء بالموقف الشجاع والمطلوب، ولم يمارسوا دورهم بمسؤولية، بل كانوا يقفون خلف الكثير من الأحداث التي وقعت، ولم يقفوا الموقف الصحيح ليشيروا بأصابع الاتهام إلى من يعتدي، حصل ما حصل، ولو وقفوا هذا الموقف لوفّروا على مدينة صيدا والوطن الكثير من الأضرار». وقال: «الجميع يعرف كم تحملنا وابتعدنا، وتراجعنا ليس من ضعف، وإنما من حرصنا على وحدة العلاقات التي تربط مجتمعنا الواحد وحرصاً على الاستقرار الداخلي وأمن أهلنا وقطعا للطريق على المتربصين والساعين لإيقاظ نار الفتنة». بدوره، أكد رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أن «الله وحده هو الذي أنقذ لبنان من جراء ما حصل من استهداف للجيش اللبناني في عبرا لأن هذا الاستهداف كان يحضّر ويهيّأ للنيل من مقاومتنا». واعتبر رعد، في احتفال تأبيني في حارة صيدا، أن «الشعارات التي رفعها بعض الفتنويين هي الشعارات نفسها التي رفعها الإسرائيليون، أي نزع سلاح المقاومة».

المصدر : السفير /محمد صالح


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة