جدد وزير الإعلام عمران الزعبي التأكيد على تمسك القيادة السياسية بالحل السياسي الذي دعت إليه منذ اللحظة الأولى للأزمة في سورية انطلاقا من قناعتها بأن الحوار الوطني هو جوهر هذا الحل مشيرا إلى أن "الحوار الوطني الذي يدور بين السوريين لا محل فيه لأي سعودي أو خليجي أو تركي أو لبناني أو أردني أو غير سوري".

وأضاف الزعبي في كلمة له خلال احتفال جريدة الثورة بعيدها الخمسين إن "كل من يتحدث بلغة طائفية أو اثنية في أي وقت بقصد التمايز أو الاستقلال البنيوي أو لتعميم ثقافته يخون سورية والوطن وهذه خيانة كبرى" مؤكدا أن سورية بذاتها هوية وطنية لها خصائصها ومعطياتها ومحدداتها التي تعرف على ملامحها ومعالمها.

وقال الزعبي إنه "بات من الثابت والواضح أن قدرة الإخوان المسلمين كتنظيم سياسي على تقديم نموذج على إدارة السلطة والدولة قد سقطت إلى غير رجعة" موضحا أن "الإخوان المسلمين في مصر استطاعوا خلال عام واحد أن يشوهوا سمعة هذه الدولة من حيث مفهومها وتجربتها وتجربة المؤسسات فيها وقدموا أسوأ نموذج لتجربة قيادتهم للدولة بالمطلق".

وأشار الزعبي إلى أن الإخوان المسلمين يتميزون بقدرة استثنائية على تخريب النموذج السياسي والوحدة الوطنية التي هي أول ضحاياهم في مصر والأحداث واللغة المستخدمة تدل على ذلك معتبرا إن نموذج حكم الإخوان في مصر توفي لكن شهادة وفاته لم تصدر بعد.

وبخصوص الشأن التركى قال وزير الإعلام إنه "في أول امتحان بدا واضحا أن نموذج حزب العدالة والتنمية نموذج غير صالح لقيادة دولة فيها كل هذه التعددية وهذا التاريخ من الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية" مشيرا إلى أن لغة الأرقام الاقتصادية والتطور الاقتصادي في جزء كبير منها تزييف وتزوير للحقائق لأنها تعتبر ما انتقل من جيوب الفقراء إلى الأغنياء طفرة اقتصادية إضافة إلى أن مزاعم حرية العمل والتنافس السياسي كانت مجرد ظاهرة صوتية تكسرت عند هذا الامتحان الأول.

ولفت الزعبي إلى أن ما يحدث على مستوى المنطقة يكشف ويعري قدرة هذه التنظيمات وهذا النوع من الأحزاب على أن تمثل كل الأمة وتقود الدولة وتبني المؤسسات وتحافظ عليها وقال إن " الإخوان المسلمين كانوا يزعمون على مدار سنوات طويلة أنهم لم يأخذوا فرصتهم بالقيادة وقد أخذوا هذه الفرصة أكثر من 13 سنة في تركيا وسنة في مصر فخربوا وشوهوا خلالها ما بني فيها منذ أكثر من خمسين سنة".

وأضاف الزعبي.. بعد تجربة سورية في الثمانينيات مع الإخوان المسلمين أدركنا جيدا قدرتهم على تخريب نموذج الوحدة الوطنية وعدم قدرتهم على العيش مع هذا النموذج سواء على المستوى الفكري أو الممارسة السياسية مشيرا إلى أنه كان لا بد للحتميات التاريخية أن تثبت أنهم لا يصلحون لقيادة الدول وليس لديهم نموذج لا تجريبي ولامفاهيمي في هذا المجال.

وأشار الزعبي إلى أنه تم استهداف الوحدة الوطنية في سورية مع استهداف السلطة والمؤسسات منذ اليوم الأول مضيفا إنه تم استهداف الوحدة الوطنية أيضا في مصر والعراق ولبنان وأنه لا يمكن تفكيك أي بنية من الداخل إلا باستهداف جوهرها وجوهر البنية في سورية هو الوحدة الوطنية وكذلك هو جوهر البنية في العراق ومصر والأردن ولبنان.

وأوضح الزعبي أن المعركة التي تدور الآن في سورية قبل أن تكون معركة عسكرية أو أمنية أو على السلطة كما يصورها البعض هي معركة على الوجود أو اللاوجود المرتبط حصرا بتقديرنا وفهمنا لمسألة الوحدة الوطنية ومدى قدرتنا على الدفاع عنها مشيرا إلى أن البعض يجرب أن يعمم اللغة الطائفية ويجعلها سائدة ولكن على الطرف الآخر هناك أغلبية ساحقة من السوريين الذين يرفضون كل لغة بديلة عن لغة الوحدة الوطنية.

وأكد الزعبي أن تجربة التعايش مع أولئك المتخلفين والنموذج المتخلف الذي مثله الإخوان المسلمين غير ممكنة وقال: عندما نتحدث عن مصالحة وحوار وتسامح فنحن نتحدث عن كل المواطنين السوريين دون استثناء لكن عندما نتحدث عن قوى سياسية وشراكات سياسية فنحن نتحدث عن القوى الوطنية والتقدمية واليسارية وليس القوى المتخلفة والرجعية الساقطة.

وأضاف الزعبي إن من يدافع عن الوحدة الوطنية يدافع تلقائيا عن الوطن والدولة وهما الأهم ولا معنى للولاء إلا للوطن وهو أعلى من الولاء للأحزاب وللأشخاص ولأي شيء آخر وكل الولاءات والقناعات محترمة وكذلك الخيارات وهذا كله ليس له محل من الإعراب إذا خسرنا البلد وهذا ما نقاتل وندافع عنه.

وقال الزعبي: "نحن لا ندافع عن النظام بالمعنى الضيق الذي يطرحه الآخرون على الإعلام ولا ندافع عن أشخاص ولا عن أحزاب بل ندافع عن الدولة والتاريخ والوطن والوجود والكيان".

وتابع الزعبي إن الحكم على قدرة حزب البعث العربي الاشتراكي على القيادة يكون بقدرته على التعبير عن قضايا الناس وأي حزب يأخذ حجما كلما اقترب من الناس وهمومهم وآلامهم وليس من وجوده في السلطة داعيا الى إعادة الاعتبار للمفاهيم والأفكار الأساسية كالوحدة العربية والحرية والاشتراكية والديمقراطية.

وقال الزعبي إن المصلحة الوطنية هي الحوار الوطني بين السوريين جميعا دون إقصاء أو إلغاء أو استبعاد مبينا أن طاولة الحوار تفتح نقاشا جديا بنيويا موضوعيا شفافا بكل المسائل الوطنية لافتا إلى إقبال سورية على مرحلة وطنية داخلية وحوار داخلي سياسي ينتج مفاعيله ومؤسساته السلطوية والحزبية والوطنية.

وأضاف الزعبي إن "الأزمة التي تمر بها سورية فرصة تاريخية استثنائية للتصحيح وترتيب الأولويات والشعب السوري بكل فئاته هو أولى الأولويات حتى المختلفين معهم فكريا وسياسيا يستحقون منا أن ندافع عن وجهة نظرهم وأن نحترمهم وعليهم أن يحترمونا وأن يدافعوا عن وجهة نظرنا".

وقال الزعبي: "سنكون في جنيف دون شروط مسبقة وبدون تدخلات وإذا دار الحوار على أرض البلد سنكون موجودين" مؤكدا أن معايير مواجهة الإرهاب في كل دول العالم تكون ضد من يحمل السلاح على الدولة وواجب الدولة أن تردعه وفق المصلحة الوطنية.

وأكد الزعبي أن أرض سورية بالنسبة للسوريين حتى آخر شبر على حدود تركيا أو الأردن أو لبنان أو العراق أرض مقدسة تماما كأي أرض وطئها الأنبياء والرسل وسنقاتل ذودا عن الأرض السورية ففيها مثوى آبائنا وأجدادنا وسيكون فيها مثوانا ومثوى أحفادنا وأولادنا ويخطئ من يعتقد أو يتوهم ويكون مشتبها إذا ظن لوهلة أننا قد نساوم لأسباب سياسية أو حزبية أو سلطوية أو شخصية في هذه المسألة تحت أي ذريعة كانت وبأي ظرف كان ومهما كان الظرف معقدا أو صعبا.

وجدد الزعبي التأكيد أن الإعلام السوري بكل أدواته ومنابره سيبقى إعلاما وطنيا وسيكون دائما إعلام الدولة وليس إعلام السلطة أو الحزب أو الشخص وسيكون إعلام الوطن والشعب والناس بكل فئاتهم وأحزابهم وتياراتهم يكرس قواعد اساسية لايضلل الناس ولايحابي الأخطاء والفساد.. وقال "إن صحيفة الثورة مدرسة إعلامية وطنية سورية لها خصائصها وقواعدها في العمل وهي مرجعية إعلامية وطنية.
  • فريق ماسة
  • 2013-06-30
  • 4215
  • من الأرشيف

الزعبي: قدرة الإخوان المسلمين على تقديم نموذج على إدارة السلطة والدولة قد سقطت إلى غير رجعة

جدد وزير الإعلام عمران الزعبي التأكيد على تمسك القيادة السياسية بالحل السياسي الذي دعت إليه منذ اللحظة الأولى للأزمة في سورية انطلاقا من قناعتها بأن الحوار الوطني هو جوهر هذا الحل مشيرا إلى أن "الحوار الوطني الذي يدور بين السوريين لا محل فيه لأي سعودي أو خليجي أو تركي أو لبناني أو أردني أو غير سوري". وأضاف الزعبي في كلمة له خلال احتفال جريدة الثورة بعيدها الخمسين إن "كل من يتحدث بلغة طائفية أو اثنية في أي وقت بقصد التمايز أو الاستقلال البنيوي أو لتعميم ثقافته يخون سورية والوطن وهذه خيانة كبرى" مؤكدا أن سورية بذاتها هوية وطنية لها خصائصها ومعطياتها ومحدداتها التي تعرف على ملامحها ومعالمها. وقال الزعبي إنه "بات من الثابت والواضح أن قدرة الإخوان المسلمين كتنظيم سياسي على تقديم نموذج على إدارة السلطة والدولة قد سقطت إلى غير رجعة" موضحا أن "الإخوان المسلمين في مصر استطاعوا خلال عام واحد أن يشوهوا سمعة هذه الدولة من حيث مفهومها وتجربتها وتجربة المؤسسات فيها وقدموا أسوأ نموذج لتجربة قيادتهم للدولة بالمطلق". وأشار الزعبي إلى أن الإخوان المسلمين يتميزون بقدرة استثنائية على تخريب النموذج السياسي والوحدة الوطنية التي هي أول ضحاياهم في مصر والأحداث واللغة المستخدمة تدل على ذلك معتبرا إن نموذج حكم الإخوان في مصر توفي لكن شهادة وفاته لم تصدر بعد. وبخصوص الشأن التركى قال وزير الإعلام إنه "في أول امتحان بدا واضحا أن نموذج حزب العدالة والتنمية نموذج غير صالح لقيادة دولة فيها كل هذه التعددية وهذا التاريخ من الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية" مشيرا إلى أن لغة الأرقام الاقتصادية والتطور الاقتصادي في جزء كبير منها تزييف وتزوير للحقائق لأنها تعتبر ما انتقل من جيوب الفقراء إلى الأغنياء طفرة اقتصادية إضافة إلى أن مزاعم حرية العمل والتنافس السياسي كانت مجرد ظاهرة صوتية تكسرت عند هذا الامتحان الأول. ولفت الزعبي إلى أن ما يحدث على مستوى المنطقة يكشف ويعري قدرة هذه التنظيمات وهذا النوع من الأحزاب على أن تمثل كل الأمة وتقود الدولة وتبني المؤسسات وتحافظ عليها وقال إن " الإخوان المسلمين كانوا يزعمون على مدار سنوات طويلة أنهم لم يأخذوا فرصتهم بالقيادة وقد أخذوا هذه الفرصة أكثر من 13 سنة في تركيا وسنة في مصر فخربوا وشوهوا خلالها ما بني فيها منذ أكثر من خمسين سنة". وأضاف الزعبي.. بعد تجربة سورية في الثمانينيات مع الإخوان المسلمين أدركنا جيدا قدرتهم على تخريب نموذج الوحدة الوطنية وعدم قدرتهم على العيش مع هذا النموذج سواء على المستوى الفكري أو الممارسة السياسية مشيرا إلى أنه كان لا بد للحتميات التاريخية أن تثبت أنهم لا يصلحون لقيادة الدول وليس لديهم نموذج لا تجريبي ولامفاهيمي في هذا المجال. وأشار الزعبي إلى أنه تم استهداف الوحدة الوطنية في سورية مع استهداف السلطة والمؤسسات منذ اليوم الأول مضيفا إنه تم استهداف الوحدة الوطنية أيضا في مصر والعراق ولبنان وأنه لا يمكن تفكيك أي بنية من الداخل إلا باستهداف جوهرها وجوهر البنية في سورية هو الوحدة الوطنية وكذلك هو جوهر البنية في العراق ومصر والأردن ولبنان. وأوضح الزعبي أن المعركة التي تدور الآن في سورية قبل أن تكون معركة عسكرية أو أمنية أو على السلطة كما يصورها البعض هي معركة على الوجود أو اللاوجود المرتبط حصرا بتقديرنا وفهمنا لمسألة الوحدة الوطنية ومدى قدرتنا على الدفاع عنها مشيرا إلى أن البعض يجرب أن يعمم اللغة الطائفية ويجعلها سائدة ولكن على الطرف الآخر هناك أغلبية ساحقة من السوريين الذين يرفضون كل لغة بديلة عن لغة الوحدة الوطنية. وأكد الزعبي أن تجربة التعايش مع أولئك المتخلفين والنموذج المتخلف الذي مثله الإخوان المسلمين غير ممكنة وقال: عندما نتحدث عن مصالحة وحوار وتسامح فنحن نتحدث عن كل المواطنين السوريين دون استثناء لكن عندما نتحدث عن قوى سياسية وشراكات سياسية فنحن نتحدث عن القوى الوطنية والتقدمية واليسارية وليس القوى المتخلفة والرجعية الساقطة. وأضاف الزعبي إن من يدافع عن الوحدة الوطنية يدافع تلقائيا عن الوطن والدولة وهما الأهم ولا معنى للولاء إلا للوطن وهو أعلى من الولاء للأحزاب وللأشخاص ولأي شيء آخر وكل الولاءات والقناعات محترمة وكذلك الخيارات وهذا كله ليس له محل من الإعراب إذا خسرنا البلد وهذا ما نقاتل وندافع عنه. وقال الزعبي: "نحن لا ندافع عن النظام بالمعنى الضيق الذي يطرحه الآخرون على الإعلام ولا ندافع عن أشخاص ولا عن أحزاب بل ندافع عن الدولة والتاريخ والوطن والوجود والكيان". وتابع الزعبي إن الحكم على قدرة حزب البعث العربي الاشتراكي على القيادة يكون بقدرته على التعبير عن قضايا الناس وأي حزب يأخذ حجما كلما اقترب من الناس وهمومهم وآلامهم وليس من وجوده في السلطة داعيا الى إعادة الاعتبار للمفاهيم والأفكار الأساسية كالوحدة العربية والحرية والاشتراكية والديمقراطية. وقال الزعبي إن المصلحة الوطنية هي الحوار الوطني بين السوريين جميعا دون إقصاء أو إلغاء أو استبعاد مبينا أن طاولة الحوار تفتح نقاشا جديا بنيويا موضوعيا شفافا بكل المسائل الوطنية لافتا إلى إقبال سورية على مرحلة وطنية داخلية وحوار داخلي سياسي ينتج مفاعيله ومؤسساته السلطوية والحزبية والوطنية. وأضاف الزعبي إن "الأزمة التي تمر بها سورية فرصة تاريخية استثنائية للتصحيح وترتيب الأولويات والشعب السوري بكل فئاته هو أولى الأولويات حتى المختلفين معهم فكريا وسياسيا يستحقون منا أن ندافع عن وجهة نظرهم وأن نحترمهم وعليهم أن يحترمونا وأن يدافعوا عن وجهة نظرنا". وقال الزعبي: "سنكون في جنيف دون شروط مسبقة وبدون تدخلات وإذا دار الحوار على أرض البلد سنكون موجودين" مؤكدا أن معايير مواجهة الإرهاب في كل دول العالم تكون ضد من يحمل السلاح على الدولة وواجب الدولة أن تردعه وفق المصلحة الوطنية. وأكد الزعبي أن أرض سورية بالنسبة للسوريين حتى آخر شبر على حدود تركيا أو الأردن أو لبنان أو العراق أرض مقدسة تماما كأي أرض وطئها الأنبياء والرسل وسنقاتل ذودا عن الأرض السورية ففيها مثوى آبائنا وأجدادنا وسيكون فيها مثوانا ومثوى أحفادنا وأولادنا ويخطئ من يعتقد أو يتوهم ويكون مشتبها إذا ظن لوهلة أننا قد نساوم لأسباب سياسية أو حزبية أو سلطوية أو شخصية في هذه المسألة تحت أي ذريعة كانت وبأي ظرف كان ومهما كان الظرف معقدا أو صعبا. وجدد الزعبي التأكيد أن الإعلام السوري بكل أدواته ومنابره سيبقى إعلاما وطنيا وسيكون دائما إعلام الدولة وليس إعلام السلطة أو الحزب أو الشخص وسيكون إعلام الوطن والشعب والناس بكل فئاتهم وأحزابهم وتياراتهم يكرس قواعد اساسية لايضلل الناس ولايحابي الأخطاء والفساد.. وقال "إن صحيفة الثورة مدرسة إعلامية وطنية سورية لها خصائصها وقواعدها في العمل وهي مرجعية إعلامية وطنية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة